نساء روج آفا رائدات في المجال الاقتصادي

في شمال وشرق سوريا، حيث يتم تعزيز اقتصاد المرأة من خلال 78 تعاونية، تقود حوالي 650 امرأة الاقتصاد لجعله مجتمعياً وبيئياً.

وضحت المتحدثة باسم مؤتمر ستار لاقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا كُلي مراد أن النموذج الاقتصادي ليس الأول من نوعه، لكنهم حققوا إنجازات كبيرة من حيث تنظيم اقتصاد المرأة وقالت: "نحاول تكييف وتطوير تعاونياتنا وفقاً لظروف الحرب من أجل حماية إنجازات المرأة والدفاع عنها واتخاذ خطوات حاسمة".

مع ثورة روج آفا، بدأت المرأة بالمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية، وفي إطار الريادة في هذا المجال، قام مؤتمر ستار بتنظيم الاقتصاد النسائي رسمياً في عام 2015، إن اقتصاد المرأة، وهو أحد إنجازات الثورة، يتطور ويقوى يوماً بعد يوم، وفي حين تعمل 500 امرأة في التعاونيات الزراعية على ما يقارب 63 ألف هكتار من الأراضي في كل من ديرك، تربه سبي، كركي لكي، عامودا، قامشلو، الحسكة، الدرباسية، شدادي، تل تمر، كوباني، الشهباء، الطبقة والرقة، فإن العدد يتزايد مع العائلات، وتشارك 131 امرأة في مشاريع تعاونية مختلفة مثل المخابز والمطاعم ومحلات الخياطة والمتاجر، وتوجد أكثر من 631 امرأة في 78 تعاونية، منها 51 تعاونية زراعية، تعاونيتا معلبات و25 تعاونية للمتاجر والمخابز، وفي حديثها إلى وكالة فرات للأنباء، أوضحت المتحدثة باسم مؤتمر ستار لاقتصاد المرأة، كُلي مراد، أهمية اقتصاد المرأة الذي يعد أحد إنجازات ثورة روج آفا.

نتيجة الصراعات الكبرى

وذكّرت كُلي مراد بأن المرأة كانت مستبعدة من مجال الاقتصاد قبل الثورة، وقالت: "كان يتم التعامل مع الاقتصاد على أنه مجال يخص الرجال فقط، ولذلك، لم تعتبر المرأة أن المجال الاقتصادي مجال خاص بها، ونتيجة للنضالات الكبيرة تمكنا من إدخال النساء إلى المجال الاقتصادي، في بعض الأحيان، كنا ننتقل من منزل إلى منزل، ونناقش واحداً تلو الآخر، إلى أن وصلنا إلى يومنا هذا، لقد حصر تواجد النساء على بيوتهن فقط، وتصرفن ضمن الحدود المقررة لهن، وبالنظر إلى التاريخ؛ كان مجال الاقتصاد مجالاً خاصاً بالمرأة، لكن مع مرور الوقت، أصبحت المرأة  بعيدة كل البعد عن هذا المجال".

منعنا موجة الهجرة

كما ذكّرت كُلي مراد بأن اقتصاد المرأة تم تنظيمه رسمياً في عام 2015، وتابعت: "تقوم النساء الآن بإنتاج مشاريعهن وتأسيس التعاونيات، لهن كلمة في مجال الاقتصاد وأصبحن رائدات في مجال الاقتصاد، وكان من بين أهدافنا منع موجة الهجرة من خلال التنمية الاقتصادية، واستطعنا تحقيق هذا الهدف، إن مشاركة المرأة في الاقتصاد وتطوير اقتصاد المرأة شجعها على الانفتاح على مجالات جديدة في الحياة، كما اعتمدنا سياسة الاكتفاء الذاتي للمرأة، و ضمنا الحرية الاقتصادية للمرأة بالانتقال إلى المجال الاقتصادي، وقمنا بتعزيز ارتباطها بالأرض من خلال التعاونيات الزراعية، ولا يمكننا أن نقول إننا أنشأنا اقتصاداً مثالياً من خلال الوصول إلى جميع النساء، ولكن لا يمكن تجاهل الخطوات الكبيرة التي تم اتخاذها".

نموذج الاقتصاد المجتمعي

وذكرت كُلي مراد إنهم يريدون الوصول إلى جميع النساء اللاتي يعشن في شمال وشرق سوريا وأنهم بذلوا قصارى جهدهم لتحقيق مشاريعهم، وقالت: "كانت هناك نساء عاملات قبل الثورة، لكنهن لم يتجاوزن الخدمة المدنية، كن يقمن بعملهن لبضع ساعات ثم يبقين في المنزل مرة أخرى، لم تكن لديهن استقلالية مالية ولا رأي في منزلهن، لقد كن في قبضة العقلية التي يهيمن عليها الذكور، إن المرأة، التي لها الحق في أن يكون لها رأي في مجال الاقتصاد وفي جميع مجالات الحياة، أصبحت رائدة في المجال الاقتصادي، وشاركت في الحياة بحرية، وأصبحت نموذجاً للمجتمع في الاقتصاد، واستطاعت بناء مجتمع متكامل بالاقتصاد المجتمعي من خلال تكييفه مع الحياة."

العمل في الجانب الاستراتيجي

وفي إشارة إلى أن لديهم نهج استراتيجي تجاه اقتصاد المرأة، قالت كُلي مراد: "في البداية، كنا نطور اقتصاد المرأة فقط من خلال العمل الزراعي وكنا ننتظر المطر، وبالتالي كنا نحاول ضمان التنمية الاقتصادية، وباعتبارنا اقتصاداً نسائياً، فإننا نركز على التعاونيات الزراعية، لكننا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن هناك حاجة إلى نهج أكثر استراتيجية، وبما أننا نولي أهمية لنظام أكثر تقدماً وشمولاً واكتفاء ذاتياً، فقد أدركنا ضرورة وجود نظام للطاقة الشمسية وسوف نعزز تنظيمنا في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى ذلك، تم فتح آبار مياه في كل مدينة، لأنه إذا تخلفت تعاونياتنا الزراعية، سنواجه صعوبات في تطوير مشاريعنا الأخرى، وطالما أننا نتطور في مجال الزراعة، فسوف نرسي أسس الاقتصاد بقوة".

تم تعزيز التعاونيات

وذكرت كُلي مراد أنه تم تعزيز التعاونيات في العام الماضي؛ وأشارت إلى أنه تم افتتاح آبار مياه في الشدادي وتل تمر والحسكة والدرباسية والجزيرة، وقالت: "تمت زراعة حوالي 8 آلاف شجرة مثمرة، وتم تدعيم 25 مخبزاً ومحلاً تجارياً قائماً، وتم تنظيم التعاونيات الزراعية في أماكن مناسبة لمساعدة الأسر في اقتصادها، كما بدأت دورات تدريبية".

الهجمات لم تتوقف

ولفتت كُلي مراد الانتباه إلى أن الدولة التركية تهدف إلى حدوث الانهيار الاقتصادي من خلال استهداف البنية التحتية للمنطقة، وأضافت: "كاقتصاد نسائي، نقوم بإنشاء بديل مع اشتداد الهجمات، إن نموذجنا الاقتصادي ليس الأول من نوعه، ولكنه الأول من حيث التنظيم الاقتصادي للمرأة، نحن نسعى جاهدين لتكييف وتطوير تعاونياتنا وفقاً لظروف الحرب من أجل حماية إنجازات المرأة والدفاع عنها واتخاذ خطوات حاسمة، ستؤدي الإنجازات في الاقتصاد إلى زيادة مستوى رفاهية المجتمع والقضاء على التبعية الأجنبية، وعلى الرغم من الهجمات المتعددة الأوجه، سنواصل عملنا لتطوير الاقتصاد والتأكد من أن الاقتصاد الذي تقوده المرأة يفيد المجتمع".