دعيت ساكينة جانسيز في عام 2011 لحضور المؤتمر الثالث لاتحاد نساء شرق كردستان(YJRK) ، وقد عقدت المحررة في مجلة زيلان جيمن آراس لقاء صحفي مع ساكينة جانسيز بخصوص نتائج المؤتمر وأهمية النضال بالنسبة لنساء شرق كردستان وسياسات النظام الإيراني تجاه المرأة، ولكن نتيجة خلل تقني في الصوت، لم يتم بث هذا اللقاء حتى الآن، وباقتراب الذكرى السنوية لاستشهاد ساكينة جانسيز، تم نشر هذا اللقاء للمرة الأولى في العدد من صحيفة " Newaya Jin " الصادر في شتاء العام الجاري 2022.
وهذا هو نص اللقاء الذي أجرته جيمن آراس مع ساكينة جانسيز:
لقد شاركتم في مؤتمر اتحاد نساء شرق كردستان(YJRK) وتابعتم النقاشات التي دارت خلاله، كيف تقيمون نتائج هذا المؤتمر...؟
بدايةً أحيي المؤتمر الثالث لاتحاد نساء شرق كردستان(YJRK) ، المؤتمر كان ناجحاً، كما أحيي كافة النساء العضوات في المؤتمر، كان مستوى النقاشات مهمة وناجحة، شعرت بذلك عن قرب، ففي كردستان، المستوى الذي وصلت إليها حركة المرأة مهم للغاية، الساحة التي نظم فيها حزب العمال الكردستاني نفسه فيها وأسس نفسه كحزب وأثر على الشعب هي شمال كردستان، ولكن بعد ذلك، انتشر في عموم كردستان وبمرور الوقت، تطور تنظيم المرأة ايضاً، في السنوات الأخيرة، نظمت المرأة الكردية في شرق كردستان نفسها بشكل مستقل وهذه خطوة مهمة جداً.
منذ البداية انضممتم إلى نضال الحرية، كيف كان وضع المرأة الكردية قبل النضال من أجل الحرية...؟ وما هو الدور الذي لعبه القائد عبد الله أوجلان وكذلك حزب العمال الكردستاني بخصوص تطوير حركة حرية المرأة الكردية...؟
بالطبع يمكننا القول إنه في جميع أنحاء كردستان بشكل عام تتشابه المشاكل التي تعيشها المرأة الكردية وحالة المرأة، قبل أن يبدأ نضال الحرية، كانت المرأة معدومة، وكان تم الاستيلاء على جميع قيم الشعب الكردي ونهبها وكان هناك قمع واسع النطاق في جميع مناحي الحياة، بالرغم من احتلال جغرافية كردستان ولغتها وثقافتها، فقد سُرقت جميع القيم التاريخية لهذا الشعب، يمكننا القول أن المرأة الكردية والمجتمع الكردستاني كانا متشابهين، في كردستان، لم يكن هناك لا فكر أو تنظيم أو بحث أو نضال للمرأة، قبلت المرأة الكردية هذه الحياة على أنها قدرها، كان هناك صمت من قبل النساء، لذلك كان من المهم للغاية في مثل هذا الوقت البدء بنضال الحرية وتأسيس حزب العمال الكردستاني وظهور القائد، حيث حطم هذا الظهور وهذه الخطوة، الصمت والظلام التاريخيين والفوضى الحالية، كان له تأثير كبير من كافة الجوانب، في الواقع لم يكن أحد يتوقع مثل هذه الخطوة، وفي مقدمتهم المرأة، حيث أثر على المجتمع بشكل عام.
والقائد في بداية النضال أولى أهمية كبيرة للمرأة، وأوضح أن الحياة والمجتمع بدأتا بالمرأة، ولذلك عندما قيّم المجتمع، بدأ بالعصر الحجري وظهور القيم الإنسانية وحمايتها وتطورها واجتماعها وتنظيمها على شكل نظام، بعضها تطورت في شخص المرأة وفي شخص ثقافة الأم الإله، لكن السلطة التي تطورت بالاعتماد على الجنس، استقرت أيضاً على النساء، لقد غيّر هذا تماماً تاريخ المرأة ومصيرها، كان القائد يعرف هذه الحقيقة أيضاً، وبالتالي، عندما تولى المجتمع الكردستاني زمام الأمور، في البداية قيم المرأة، لذلك كان ظهورنا الأيديولوجي والسياسي في هذه المرحلة ضرورياً ومهماً، هذا النهج وهذه الميزة سمحت لحركتنا بالتأثير على المجتمع بشكل كبير، وتبنى شعبنا لها.
يتم تدمير مجتمع من خلال كسر المرأة واسكاتها وإبعادها عن السياسة، وفي كردستان كان هناك مثل هذا الواقع، حيث تم تطبيقه على المرأة الكردية والمجتمع الكردستاني، ولكن المرأة لعبت في تغيير هذا الوضع وكقوة بدور مهم ورئيسي، ولكي يتم احياء المجتمع من جديد ويعود الى وعيه وطبيعته، وتطوير وتنظيم نفسه، فإن العنصر الأساسي هو المرأة.
كيف تحررت المرأة الكردية من هذا الوضع، وكيف حققت هذا النجاح...؟ وفي نضال الحرية، كيف أعلنت عن وصول تنظيمها الى هذا المستوى...؟
في شمال كردستان، كان تطوير نضال المرأة صعب جداً، لم تكن هناك تجارب، كان هناك مقاومة وحركة وبحث في تاريخ نضالنا، وكان هناك بحث من قبل المرأة شيئاً فشيئاً، ولكن لم يكن هناك يقظة حول مثل هذه الأيديولوجية، واستيعاب واقعها، وتقييم تاريخها، ووفقاً لهذا التقييم للمجتمع، تنظم نفسها على هذا الأساس، لذا في ذلك الوقت كانت رؤية الحاجة إلى تنظيم المرأة وتنميتها خطوة تاريخية، هذه بالتأكيد تجربة مفيدة لجميع النساء في كردستان، نضالنا مستمر ، خلال هذا الوقت انتشر تنظيمنا النسائي في جميع أنحاء كردستان، حتى أنها تعدت حدود كردستان وأثرت على النساء اللواتي يعشن في هذه المنطقة الجغرافية، هذا النضال أثرعلى جميع النساء الأخريات وشملهن أيضاً، بالطبع تشارك العديد من النساء فيها.
كان عدم تنظيم المرأة شيئاً مؤلماً ومعاناة بالنسبة لنا، من أين جاء عدم تنظيم أنفسنا...؟ كنا بلا أيديولوجية، في المرحلة التي تلتها، وصل نضالنا تدريجياً إلى أيديولوجية تحرير المرأة، وأرست قواعدها الخاصة، ونظمت نفسها وفقاً لذلك، وعززت نفسها أكثر، وهذا مهم جداً.
الآن وبشكل عام، حركتنا النسائية منظمة في كل مجالات الحياة، منظم في مجال الكريلا وفي المجال الاجتماعي، كما يتطور التنظيم المستقل ايضاً، وصلت إلى مستوى التحزب، وأسست المظلة الخاصة بها كما تعمل على تنمية كوادر هذه المنظمة، وتدريبها وتطويرها وفق فلسفة حرية الحركة، هذه أيضاً خطوة مهمة في النضال.
يتبع ...