ساكينة جانسيز: خلق الوعي والتنظيم الشامل هو السبيل الوحيد لخروج المرأة الكردستانية من الوضع الذي ‏تعانيه

أكدت ساكينة جانسيز أن خلق الوعي واتباع أيديولوجية وفكر صحيح والقيام بتنظيم شامل، هو الطريق الوحيد لخروج المرأة ‏الكردستانية من الوضع الذي تعيش فيه. ‏

في الوقت الذي تتعرض فيه المرأة لهذا الظلم والقمع الشديدين، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق المرأة ‏والمقاتلة ضمن حركة حرية المرأة...؟

نتيجة لجميع هذه الأسباب ومن اجل ألا نصبح تلك المرأة التي لا تستطيع فعل شيء وتبقى عاجزة وتبكي، نقوم بهذا النضال ‏ولكيلا نصبح تلك المرأة التي تتشح بالسواد وتدندن على آلامها ومعاناتها، انضممنا الى المقاومة على هذه الجبال، الوضع الذي ‏عاشته ثريا في المجتمع، لم يكن قَدَرُها، علينا أن نغير ذلك القدر، وتلك العقلية، علينا أن نبطل مفعول تلك العقلية في كافة ‏المجالات، ولذلك وجود اتحاد نساء شرق كردستان مهم للغاية، وجود مقاتلة من اتحاد نساء شرق كردستان(‏YJRK‏ )، ‏الإحساس بالألم والقسوة التي عانى منها المجتمع والنساء عبر التاريخ ويعيشنها في يومنا هذا، هو الرد على هذا الواقع، إن ‏خلق هذا الوعي وأيديولوجيته وفكره ورؤيته وتنظيمه هي أدوات هذا النضال، بهذا الشيء فقط وبتنظيم شامل، يمكننا مواجهة ‏هذا الوضع والخروج منه.‏

بالطبع سنواتنا الأولى التي انضممنا فيها الى النضال لم تكن سهلة، لقد واجهنا صراعاً مريراً مع العائلة عندما قررنا الانضمام ‏الى النضال، لأنه الأب والم والعائلة كانت أسيرة النظام وتتبع نهجه، واليوم ايضاً، لكي تنضم امرأة الى النضال، هناك العديد ‏من العوائق، لذلك على المرأة ان تناضل ضد هذه العوائق، وأن تملك القرار وتخطو للأمام، طريق الحرية ليس سهلاً. ‏

النساء التي انضمت في البداية أقامت العلاقات شيئاً فشيئاً، كانت مجموعة صغيرة، ولكنها نظمت نفسها في البداية عبر هذه ‏العلاقات وتزايدت عددها، القيادة الأيديولوجية والتنظيمية مهمة جداً، في هذا الصدد هناك تجارب كبيرة حقاً، المرأة لاقت ‏صعوبات كبيرة في النضال، ولكنها بالمجمل حققت مكاسب، ما هي الصعوبات...؟ هذا ليس فقط ما يفعله العدو من ظلم وقمع، ‏بل هي صعوبات عامة، الى أي مكان ننظر، نرى تأثير ظلم السلطة الذكورية، ولكن الأهم هو كيفية النضال ضد ذلك، البقاء ‏وامتلاك الإرادة والأسلوب، وعدم التراجع وعدم الوقوف عاجزاً كان مهماً جداً.‏

في هذا المؤتمر، ومن أجل تحقيق الخطوات التي ذكرتموها، كيف رأيتم مستوى التصميم والمحاولات...؟ وما ‏هي أهدافهم وآمالكم للمستقبل...؟ ‏

حقيقةً، إن اتحاد نساء شرق كردستان هو صاحب كل هذه التجارب، ولذلك أنا متأملة جداً، لقد كان مستوى النقاشات ‏والتقييمات في المؤتمر عالي جداً، كان موقف الرفيقات ذو معنى، كان هناك مكون جيد وشعور جميل من قبل الرفيقات، كان ‏هناك شعور بوضع القائد والقضايا والتهديد على نضالنا من أجل الحرية في هذه المرحلة، ولكن بهذا الشأن، علينا كنساء أن ‏نخطو خطوات مهمة بعد المؤتمر، في هذا الوقت تحدث العديد من التطورات حالياً في الشرق الأوسط، مصير شعوب الشرق ‏الأوسط ليست بمنأى عن مصير شعبنا، يريدون الخروج من الدوامة التي هم واقعون فيها منذ سنوات والتحرر من القمع ‏الممارس من قبل الدول والأنظمة، بحثهم عن الحرية والديمقراطية موجود وهذا مهم جداً، وبالنتيجة نرى أن النضال والحداث ‏تؤثران على بعضهما البعض، نضالنا أثّر على العديد من الشعوب، بعد أن نظم نضالنا نفسه في شرق كردستان ايضاً، سوف ‏يتأثر شعوب المنطقة من الآن فصاعداً بهذا النضال، نرى بأن شعبنا في شرق كردستان يحس لحظة بلحظة بنضال الحرية.‏

في الوقت ذاته تأسس الوحدة الوطنية بالرغم من العوائق الموجودة، تم القيام بخطوات كبيرة، ولكن في هذا الموضوع يجب ‏تأسيس اتحاد المرأة واتحاد المرأة الكردية وتنظيمها وإقامة العلاقات مع النساء الأخريات، يجب رؤية هذا النضال من قبل ‏الجميع كساحة للحرية وكقوة تحررية، هذا الموضوع مهم جداً، نضال المرأة الكردية أصبحت مركزاً للنضال ولفتت انتباه ‏المرأة في جميع أنحاء العالم وعلى الساحة الدولية، علينا أن نرى هذا الجانب فينا، إن اتحاد نساء شرق كردستان هو تلك القوة ‏التي تستطيع أن تقود عموم المرأة الفارسية والبلوشية والآذرية في هذه الجغرافيا وتحقيق آمالها وتطلعاتها، أنا واثقة من أنكن ‏تمتلكن هذه القوة، يستطيع المؤتمر أن يحقق خطوة الى الأمام في هذا الصدد، لأن المؤتمر كان خطوة كبيرة من حيث اتخاذ ‏القرار، وإعادة تقييم العملية، وإيجاد أخطاءنا وعيوبنا، وتحقيق أشياء لم نتمكن من تحقيقها، كان القرار كذلك، لقد تم اتخاذ ‏قرارات قوية ومهمة للغاية.‏

لقد بدأ المؤتمر في ربيع 2011 في 4 نيسان يوم ميلاد القائد عبد الله اوجلان، كل ميلاد جديد مهم للغاية، هذا العام ايضاً مر 4 ‏نيسان بمقاومة عظيمة، كان شعبنا منتفضاً دوماً، لقد تم احتضان الحرية بشكل أكبر وتم حماية قيم الحرية أكثر من أي شيء ‏آخر، نحن نمر بمرحلة حيث نكون مصممون على تحقيق الحرية، شعار تحرير شعبنا والقائد والمقاومة لأجلها واحيائها وهذا ‏هو المعنى الذي منحه قائدنا لهذه المرحلة، قائد قضى سنوات عديدة بكل طريقة وبقوة وجهد كاملين من أجل حرية المرأة، ‏ويأخذ الصداقة مع المرأة الحرة كأساس له، ويوليها أهمية أكبر من أي شيء آخر، هذا هو سبب انعقاد هذا المؤتمر في عيد ‏ميلاد القائد، شعرنا أيضاً بهذه الولادة الهادفة في المؤتمر، هذه هي ولادة الحرية، إن فلسفة الحرية لقائدنا تنمو، تصبح ‏للمجتمع، وللنساء، نتعامل معها وكأنها ولادة جديدة، كما أشار إليها القائد الى هذه المرحلة في جميع مرافعاته بأنها ولادة جديدة ‏ونهضة، وعقدنا مؤتمرنا في هذا الإطار، هذا جعله أكثر معنىً، التعلق بالقائد، وبالحرية تطورت أكثر، وهذا ما جعلنا في أن ‏نقيم المواضيع في المؤتمر بعمق اكبر، في نفس الوقت ولكي نرد على المرحلة بشكل أقوى، عززنا من عزمنا، ولأجل ذلك ‏أرى من المهم جداً بأن المؤتمر كان ناجحاً جداً.‏

بدون شك مهمتنا الأساسية هي أننا سنتوغل من الآن فصاعداً داخل المجتمع وسنجتمع مع المرأة ونقوم بتنظيمها، حقيقةً إخراج المرأة من الظلم والقمع مهم جداً، لا يوجد أحد غيرنا يستطيع فعل ذلك، أو بالأحرى لا يوجد أحد غير ايديولوجيتنا وفلسفتنا وحركتنا واتحاد نساء شرق كردستان صديقة للمرأة وتحريرها، ولذلك من الضروري أن نرفع الظلم والاضطهاد والعنف عن المرأة، وعلى النظام أن ينهي نظام الاعدام وثقافة الاعتداء والاغتصاب التي تحدث يومياً بحق المرأة وإنهاء القمع والعنف وكل أنواع القذارة التي تكسر إرادتها وتنال من جسدها، وكمقاتلات علينا أن نهب لنجدتها ونقف الى جانبها دوماً، هذه هي مهمتنا الرئيسية، علينا أن نهيئ الطرق والأساليب والتنظيم من أجل تحقيق ذلك، وهناك محولات في هذا الصدد، ولو استطعنا تطوير هه المحاولات، حينها سنحقق النتائج المرجوة، وانا واثقة أننا سنحقق هذا الشيء.

ماذا تقولون حول النتائج وما هو مطالبكم...؟

أود أن أقول هذا: تطورت قيم الإنسانية في هذه الجغرافيا، وأصبحت قيم البشرية جمعاء، إنها أيضاً جغرافيا الشرق، الأرض التي تطور عليها مجتمع العصر الحجري، عندما يقال "الشرق" و "شرق كردستان"، لا أعني ذلك كجزء بالمعنى الضيق، في الواقع، يجب أن تسود قيم الحرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأن تنتشر داخل جميع الأمم، أعتقد أن هناك بوادر لذلك.

لطالما أثرت شرق كردستان عليّ كثيراً، وهو المكان الذي تطورت فيه الزرادشتية ايضاً، قد تكون الأنظمة الحالية قد تقربت سياسياً من الدين، حيث سيّست الدين أكثر من اللازم واستخدمته بشكل سيء جداً، ولكن التقاليد الزرادشتية، والثقافات المشتركة بين الشعوب مهمة للغاية، هذه هي الأشياء التي ستبني الوحدة والتآخي، بالنسبة للمرأة أيضاً فإن طبيعتنا مخفية في هذه الأراضي، في الأجزاء الأخرى ايضاً يتطور النضال، ولكن عندما يتطور في شرق كردستان فإن احساسي يزداد اكثر، وأتأثر كثيراً، إن شرق كردستان يجذبني كثيراُ، أنا واثقة بأن اتحاد نساء شرق كردستان سوف يلعب دوراً مهماً في هذه المرحلة بحيث تؤثر على كافة أعمال حزب المرأة الحرة الكردستاني(PJAK) وعلى جميع الرفاق، رأيت هذا التصميم في عيون جميع الرفاق، كنت سعيدًا جدًا بهذا مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق.