ساكينة جانسيز: انضمام المرأة الى صفوف النضال ثورة بحد ذاتها

عقدت المحررة في مجلة زيلان جيمن آراس لقاء صحفي مع ساكينة جانسيز بخصوص نتائج المؤتمر وأهمية النضال ‏بالنسبة لنساء شرق كردستان وسياسات النظام الإيراني تجاه المرأة، حيث تم نشر هذا اللقاء للمرة الأولى في عدد العام 2022 الجاري من صحيفة ‏‏"‏‎ Newaya Jin‏".

كيف تقيمون انضمام المرأة في شرق كردستان الى نضال الحرية...؟ وما هو تأثيره على المجتمع...؟ وما ‏أهمية ذلك من تغيير المجتمع وتحقيق الحرية...؟

نساء شرق كردستان ايضاً شاركنَّ في النضال وخاصة بعد المؤامرة ضد القائد، حيث كان انضمام المرأة كبير جداً، كما ‏أثر النضال عليها منذ البداية، وشعبنا في شرق كردستان كان يبحث عن الحرية دوماً، ولكن بعد المؤامرة الدولية على ‏القائد أوجلان ظهر ارتباط وتضامن كبيرين بالنضال، ولكن انضمام المرأة الشابة للنضال شيئاً فشيئاً كان مهماً للغاية، ‏حيث انضمت على شكل أفواج الى المقاومة في الجبال الحرة، وهذه ثورة بحد ذاتها، لأنه وفقاً لفلسفتنا في الحياة، فإن ‏الخطوات التي ظهرت بعد هذه الأيديولوجية في كل مجال لها معنى، خروج كل امرأة هناك خلقت أيضاً حركة، في هذا ‏الصدد كان يقول القائد: "إذا انضمت من كل بيت امرأة الى النضال، فهذا يعني ولادة ثورة هناك، لو خرجت امرأة من ‏قرية وانضمت الى صفوف النضال فتصبح تلك القرية ثائرة".‏

ولذلك مجيء كل امرأة من شرق كردستان، من ماكو أو اورميه او سينه أو هورامان هو خطوة نحو الحرية، كما انها ‏ثورة، لماذا، لأن نظام شرق كردستان وإيران أو النظام العام في الشرق الأوسط قد تحول الى نظام قاسي، تقليد الدولة ‏القومية والنظام هناك، حولتا الدين الى سياسة والى دولة، وأوصلتا القومية الى مستوى الدولة، عقلية النظام اثرت على ‏التطور الاجتماعي وعلى القيم اللاإنسانية، حقيقةً، وصلت الى مستوى أن تعيش المرأة على وجه الخصوص في الظلام في ‏واقع المجتمع الحالي، في هذه الحالة، انضمام المرأة الى صفوف الثورة وبحثها عن الحرية ليس شيئاً طبيعياً، بعد ‏التسعينيات ازداد انضمام المرأة الى صفوف الثورة، وبعد أعوام 2000 ازداد بحث المرأة عن الحرية، كما زادت من ‏تنظيمها حسب استقلالية كل جزء من كردستان، الآن تنظيم " اتحاد نساء شرق كردستان" مهم جداً، منذ 6ـ7 سنوات ‏هناك تنظيم مستقل في حركة المرأة، وكما هو المعروف، هناك نضال منذ 40 سنة، استمدت القوة من هذه التجارب، ‏ولكن من المهم أيضاً بناء مثل هذا الاتحاد على أساس الاعتماد على الذات، هناك خبرات مكتسبة خلال هذا الوقت، هناك ‏خطوات اتخذت، هذا له تأثير على المجتمع، كل رفيقة، من خلال مشاركتها، تؤثر أيضاً على البيئة والعائلة التي  أتت ‏منها، انضمام كل رفيقة أكبر رد على النظام الذي يسلب النساء حريتهن، ومع ذلك، فإن تنظيم طبيعة وسلطة المرأة، ‏ومطالبات المرأة، وبالتالي حل جميع مشاكل المجتمع، من خلال جهود المرأة، وتنظيمها يكشف عن أهمية وحاجة كبيرين، ‏إذا نظمنا أنفسنا بشكل صحيح، وبقوة ، فسنكون قادرين على الرد على ذلك.‏

في هذه المرحلة، ما هو أهمية عقد مؤتمر كهذا من أجل المرأة الكردية وتنظيم المرأة في شرق ‏كردستان...؟ ‏

إن تأسيس اتحاد المرأة في شرق كردستان (‏YJRK‏) هو استجابة من أجل التنظيم والنضال في شرق كردستان وهو خطوة ‏تاريخية، كان المؤتمر الثالث لاتحاد نساء شرق كردستان (‏YJRK‏) ‏غنياً بالنقاشات والتقييمات العميقة حول السياسات التي ‏يتبعها النظام الإيراني من الوحشية والاعدامات والأفعال الأخرى ضد المرأة، وأنا شعرت بهذا حتى العظم، كما أن الرفاق ‏ايضاً شعروا بذلك، حقيقةً كل رفيق عاش هناك، شعر بذلك ورآه، وشعر بتلك الوحشية التي طبقت على المرأة وعلى ‏المجتمع، وذلك كان مهماً جداً، عندما تحول هذا الشعور الى معرفة، تحول الى تصميم ومنظور، تحول الى تنظيم، وهذا ‏هو الرد بحد ذاته، وبذلك نستطيع أن نرد على أفعال النظام ونهزمه.‏

بدون شك هذا ليس سهلاً، لقد ناقشنا ذلك في المؤتمر، بالرغم من هذا الكم من الظلم وقمع النظام، فإن توعية كل امرأة ‏والنقاش مع العائلة ومع كل جزء من المجتمع، هي وظيفتنا، ليس هناك شيء يصعب تحقيقه، مهما كانت هناك ظروف، ‏فإن هناك فرص لتحقيق ذلك، بالطبع النظام يحاول أن يؤسس هذا الوعي والإيمان بأن" هذا النظام هكذا تم تأسيسه ‏وسيبقى هكذا، ولا يمكن تدمير هذا النظام الاستبدادي"، هذا الفكر الذي يحاول النظام بناؤه، نستطيع القول بأنه حقق بعض ‏النتائج في بعض المجالات وقد حقق ذلك عبر القمع والظلم الذي مارسه على المجتمع، لكن لا يقبل أي جزء من المجتمع ‏والمرأة هذا الظلم، هل المرأة تريد أن تُرجَم، وهل تقبل بذلك...؟ أكيد لا. ‏

تحدثتم عن أساليب النظام، النظام الإيراني في شرق كردستان يستخدم نظام السلطة الابوية على المرأة، ما ‏تأثير ذلك على المجتمع...؟ وما هو المجتمع الذي يقوم النظام ببنائه...؟ ‏

من أجل أن أذكر أساليب النظام، أحب أن أذكر فيلم كمثال، أنا واثقة بأن الكثير من الرفيقات شاهدت ذلك الفيلم الذي كان ‏يحمل عنوان" رجم ثريا" هذا الفيلم أثر عليّ كثيراً، هذا الفيلم كفيلم وثائقي، رأيت خلاله جوانب مثيرة للاهتمام، وعلى ‏كافة الرفاق والرفيقات أن يشاهدوا ذلك الفيلم وخاصة الرفاق الشباب، وأن يروا مرةً أخرى حقيقة النظام ومستوى ظلمه ‏على المرأة، خلال التقييمات التي قام بها المنظمة حتى الآن، في برامج وأنشطة اتحاد نساء شرق كردستان (‏YJRK‏) تم ‏توضيح النظام على نطاق واسع وتم تحديد الجوانب الفعالة، ونقوم بتقييم عميق لأساليب النظام ، وعبثيته، وفساده، وإفلاته ‏من العقاب، وعواقبه الاقتصادية، وسياساته، وهذا يوجد على نطاق واسع في برنامج اتحاد نساء شرق كردستان(‏YJRK‏) ‏لكن في بعض الأحيان تكون هذه الأفلام مهمة أيضاً.‏

ماذا نرى في هذا الفيلم؟ في المجتمع الذي يتطور فيه النظام على أساس الجنس، تستند السلطة على الجنس والنتائج التي ‏تظهر عند الرجال، المرء يراقب بخوف، حتى يرى المرء قوة المشاهدة على الإطلاق، يتجمد دمه، فمثلا، رجل متزوج ‏وله ابنتان وولدان، لكن بعد فترة يتزوج مرة أخرى من فتاة صغيرة أخرى، ربما أصغر منه بـ 10 أو 12 أو حتى 14 ‏عام، وهكذا يقوم الرجل مرة أخرى باتباع ثقافة الاغتصاب ضد المرأة، بكل الوسائل تجعلها بلا إرادة، تهاجم روحها ‏وجسدها ووعيها ويدنسها، فقد أصبحت هذه سياسة، أخذت أساسها من النظام، لأن النظام الأبوي قد أعد بكل الوسائل ‏قوانين هذا وثقافته، من الملالي إلى المعلمين، تم إنشاء ودعم البيروقراطية بأكملها داخل الدولة بهذا المنطق، وبهذه ‏السياسة.‏

كما نرى بكل وضوح في هذا الفيلم، أن الرجل يتهم المرأة بأنها مارست الزنا مع رجل آخر، ويقوم بإعدام تلك المرأة في ‏الشارع ويدعمه كل الرجال وتكتفي النساء اللواتي يشاهدونها بالبكاء فقط، النساء اللواتي ترتدين اللباس والوشاح الأسود ‏تتألمن لهذا الوضع، ترين كذب وافتراء الرجال، ولأنهن تعلمن بذاك الكذب والافتراء، فإنهم تتألمن لذلك، ممكن أن تكون ‏هناك امرأة تعارض ذلك وتتضامن مع تلك المرأة ولكن قوتها لا تكفي لمنع ذلك. ‏

ومن جهةٍ أخرى، حينما يرجمون تلك المرأة، أطفال ذلك الحي يجمعون الحجارة، في الحقيقة، إنهم يقتلون مجتمع بأكمله ‏في شخص تلك المرأة، يغتالون روحها الشابة، كما انهم يدنسون الأطفال في هذا العمر، إنهم لا يعلمون شيئاً، ذاك النظام ‏يخلق تلك الروح في عمرهم الصغير، الجميع يشارك في تلك الجريمة، يجمع الحجارة ويستمدون الشجاعة من بعضهم، ‏في رجم المرأة يجدون رجولتهم وشجاعتهم وغسل عارهم وشرفهم، ولكن ما الذي يغسل العار...؟ الاصح هنا أنهم ‏يرتكبون قذارة لا مثيل لها، بالطبع السياسة السلطوية تستند الى ذلك، وهكذا هي كافة علاقات السلطة السياسية ولغتها في ‏الساحة الاقتصادية والثقافية، تخدع المجتمع بهذا الشكل وتدمر المجتمع وقيم المجتمع، والقيم الجميلة للبشرية وللمرأة.‏

في هذه الحالة يقنعون الأب بهذا الشكل، بالطبع الحجرة الأولى يرميها الأب والرجل الذين يدعى الزوج ايضاً يرميها ‏بالحجر، في تلك الحالة المرأة التي تُرجَم تتألم كثيراً وتصبح جسدها أجزاء، ولكن ما هو الشيء الذي يؤلم المرأة أكثر ‏حينها...؟ هو أطفالها الصغار الذين يرمون أمهم بالحجارة، هذا هو النظام بذاته، الرجل يحول هؤلاء الأطفال ايضاً جزءاً ‏من هذا النظام وهذا ما يؤثر بشكل كبير على رجم المرأة. ‏

دعنا نفكر، كيف سيكون روح نظام كهذا...؟ هي يبقى روح للطفولة وللرجل ضمن هكذا نظام...؟ هل يبقى إنسانية وحب ‏وشعور لدى هؤلاء الرجال...؟ لا شيء يبقى من الإنسانية، ماذا يحدث عندما ينتشر هذا الوعي المجتمع؟ المجتمع يهترئ ‏نتيجة ذلك، مرة أخرى في هذا الفيلم عندما يقوم الرجال برمي الحجارة، تكون النساء لابسات الأسود، يولولن ويصرخن ‏ويضربن صدورهن بأيديهن، وربما يشدن شعرهن، ولكنهن غير قادرات على إنقاذ تلك المرأة، ومنع تلك الجريمة. ‏

الآن تغيير هذه الواقع، وروح النظام القذرة، مهم للغاية، هذا هو واقع مجتمع وعقلية ونظام، وكذلك هو الإعدام ايضاً، ‏يفعلون ذلك بنفس العقلية والوعي، عندما يتم إعدام شخص ما، يريد النظام أن يشاهده الآخرون أيضاً، في مثل هذه الوضع ‏تنعدم الإنسانية. ‏