كيف تقيمون انضمام المرأة في شرق كردستان الى نضال الحرية...؟ وما هو تأثيره على المجتمع...؟ وما أهمية ذلك من تغيير المجتمع وتحقيق الحرية...؟
نساء شرق كردستان ايضاً شاركنَّ في النضال وخاصة بعد المؤامرة ضد القائد، حيث كان انضمام المرأة كبير جداً، كما أثر النضال عليها منذ البداية، وشعبنا في شرق كردستان كان يبحث عن الحرية دوماً، ولكن بعد المؤامرة الدولية على القائد أوجلان ظهر ارتباط وتضامن كبيرين بالنضال، ولكن انضمام المرأة الشابة للنضال شيئاً فشيئاً كان مهماً للغاية، حيث انضمت على شكل أفواج الى المقاومة في الجبال الحرة، وهذه ثورة بحد ذاتها، لأنه وفقاً لفلسفتنا في الحياة، فإن الخطوات التي ظهرت بعد هذه الأيديولوجية في كل مجال لها معنى، خروج كل امرأة هناك خلقت أيضاً حركة، في هذا الصدد كان يقول القائد: "إذا انضمت من كل بيت امرأة الى النضال، فهذا يعني ولادة ثورة هناك، لو خرجت امرأة من قرية وانضمت الى صفوف النضال فتصبح تلك القرية ثائرة".
ولذلك مجيء كل امرأة من شرق كردستان، من ماكو أو اورميه او سينه أو هورامان هو خطوة نحو الحرية، كما انها ثورة، لماذا، لأن نظام شرق كردستان وإيران أو النظام العام في الشرق الأوسط قد تحول الى نظام قاسي، تقليد الدولة القومية والنظام هناك، حولتا الدين الى سياسة والى دولة، وأوصلتا القومية الى مستوى الدولة، عقلية النظام اثرت على التطور الاجتماعي وعلى القيم اللاإنسانية، حقيقةً، وصلت الى مستوى أن تعيش المرأة على وجه الخصوص في الظلام في واقع المجتمع الحالي، في هذه الحالة، انضمام المرأة الى صفوف الثورة وبحثها عن الحرية ليس شيئاً طبيعياً، بعد التسعينيات ازداد انضمام المرأة الى صفوف الثورة، وبعد أعوام 2000 ازداد بحث المرأة عن الحرية، كما زادت من تنظيمها حسب استقلالية كل جزء من كردستان، الآن تنظيم " اتحاد نساء شرق كردستان" مهم جداً، منذ 6ـ7 سنوات هناك تنظيم مستقل في حركة المرأة، وكما هو المعروف، هناك نضال منذ 40 سنة، استمدت القوة من هذه التجارب، ولكن من المهم أيضاً بناء مثل هذا الاتحاد على أساس الاعتماد على الذات، هناك خبرات مكتسبة خلال هذا الوقت، هناك خطوات اتخذت، هذا له تأثير على المجتمع، كل رفيقة، من خلال مشاركتها، تؤثر أيضاً على البيئة والعائلة التي أتت منها، انضمام كل رفيقة أكبر رد على النظام الذي يسلب النساء حريتهن، ومع ذلك، فإن تنظيم طبيعة وسلطة المرأة، ومطالبات المرأة، وبالتالي حل جميع مشاكل المجتمع، من خلال جهود المرأة، وتنظيمها يكشف عن أهمية وحاجة كبيرين، إذا نظمنا أنفسنا بشكل صحيح، وبقوة ، فسنكون قادرين على الرد على ذلك.
في هذه المرحلة، ما هو أهمية عقد مؤتمر كهذا من أجل المرأة الكردية وتنظيم المرأة في شرق كردستان...؟
إن تأسيس اتحاد المرأة في شرق كردستان (YJRK) هو استجابة من أجل التنظيم والنضال في شرق كردستان وهو خطوة تاريخية، كان المؤتمر الثالث لاتحاد نساء شرق كردستان (YJRK) غنياً بالنقاشات والتقييمات العميقة حول السياسات التي يتبعها النظام الإيراني من الوحشية والاعدامات والأفعال الأخرى ضد المرأة، وأنا شعرت بهذا حتى العظم، كما أن الرفاق ايضاً شعروا بذلك، حقيقةً كل رفيق عاش هناك، شعر بذلك ورآه، وشعر بتلك الوحشية التي طبقت على المرأة وعلى المجتمع، وذلك كان مهماً جداً، عندما تحول هذا الشعور الى معرفة، تحول الى تصميم ومنظور، تحول الى تنظيم، وهذا هو الرد بحد ذاته، وبذلك نستطيع أن نرد على أفعال النظام ونهزمه.
بدون شك هذا ليس سهلاً، لقد ناقشنا ذلك في المؤتمر، بالرغم من هذا الكم من الظلم وقمع النظام، فإن توعية كل امرأة والنقاش مع العائلة ومع كل جزء من المجتمع، هي وظيفتنا، ليس هناك شيء يصعب تحقيقه، مهما كانت هناك ظروف، فإن هناك فرص لتحقيق ذلك، بالطبع النظام يحاول أن يؤسس هذا الوعي والإيمان بأن" هذا النظام هكذا تم تأسيسه وسيبقى هكذا، ولا يمكن تدمير هذا النظام الاستبدادي"، هذا الفكر الذي يحاول النظام بناؤه، نستطيع القول بأنه حقق بعض النتائج في بعض المجالات وقد حقق ذلك عبر القمع والظلم الذي مارسه على المجتمع، لكن لا يقبل أي جزء من المجتمع والمرأة هذا الظلم، هل المرأة تريد أن تُرجَم، وهل تقبل بذلك...؟ أكيد لا.
تحدثتم عن أساليب النظام، النظام الإيراني في شرق كردستان يستخدم نظام السلطة الابوية على المرأة، ما تأثير ذلك على المجتمع...؟ وما هو المجتمع الذي يقوم النظام ببنائه...؟
من أجل أن أذكر أساليب النظام، أحب أن أذكر فيلم كمثال، أنا واثقة بأن الكثير من الرفيقات شاهدت ذلك الفيلم الذي كان يحمل عنوان" رجم ثريا" هذا الفيلم أثر عليّ كثيراً، هذا الفيلم كفيلم وثائقي، رأيت خلاله جوانب مثيرة للاهتمام، وعلى كافة الرفاق والرفيقات أن يشاهدوا ذلك الفيلم وخاصة الرفاق الشباب، وأن يروا مرةً أخرى حقيقة النظام ومستوى ظلمه على المرأة، خلال التقييمات التي قام بها المنظمة حتى الآن، في برامج وأنشطة اتحاد نساء شرق كردستان (YJRK) تم توضيح النظام على نطاق واسع وتم تحديد الجوانب الفعالة، ونقوم بتقييم عميق لأساليب النظام ، وعبثيته، وفساده، وإفلاته من العقاب، وعواقبه الاقتصادية، وسياساته، وهذا يوجد على نطاق واسع في برنامج اتحاد نساء شرق كردستان(YJRK) لكن في بعض الأحيان تكون هذه الأفلام مهمة أيضاً.
ماذا نرى في هذا الفيلم؟ في المجتمع الذي يتطور فيه النظام على أساس الجنس، تستند السلطة على الجنس والنتائج التي تظهر عند الرجال، المرء يراقب بخوف، حتى يرى المرء قوة المشاهدة على الإطلاق، يتجمد دمه، فمثلا، رجل متزوج وله ابنتان وولدان، لكن بعد فترة يتزوج مرة أخرى من فتاة صغيرة أخرى، ربما أصغر منه بـ 10 أو 12 أو حتى 14 عام، وهكذا يقوم الرجل مرة أخرى باتباع ثقافة الاغتصاب ضد المرأة، بكل الوسائل تجعلها بلا إرادة، تهاجم روحها وجسدها ووعيها ويدنسها، فقد أصبحت هذه سياسة، أخذت أساسها من النظام، لأن النظام الأبوي قد أعد بكل الوسائل قوانين هذا وثقافته، من الملالي إلى المعلمين، تم إنشاء ودعم البيروقراطية بأكملها داخل الدولة بهذا المنطق، وبهذه السياسة.
كما نرى بكل وضوح في هذا الفيلم، أن الرجل يتهم المرأة بأنها مارست الزنا مع رجل آخر، ويقوم بإعدام تلك المرأة في الشارع ويدعمه كل الرجال وتكتفي النساء اللواتي يشاهدونها بالبكاء فقط، النساء اللواتي ترتدين اللباس والوشاح الأسود تتألمن لهذا الوضع، ترين كذب وافتراء الرجال، ولأنهن تعلمن بذاك الكذب والافتراء، فإنهم تتألمن لذلك، ممكن أن تكون هناك امرأة تعارض ذلك وتتضامن مع تلك المرأة ولكن قوتها لا تكفي لمنع ذلك.
ومن جهةٍ أخرى، حينما يرجمون تلك المرأة، أطفال ذلك الحي يجمعون الحجارة، في الحقيقة، إنهم يقتلون مجتمع بأكمله في شخص تلك المرأة، يغتالون روحها الشابة، كما انهم يدنسون الأطفال في هذا العمر، إنهم لا يعلمون شيئاً، ذاك النظام يخلق تلك الروح في عمرهم الصغير، الجميع يشارك في تلك الجريمة، يجمع الحجارة ويستمدون الشجاعة من بعضهم، في رجم المرأة يجدون رجولتهم وشجاعتهم وغسل عارهم وشرفهم، ولكن ما الذي يغسل العار...؟ الاصح هنا أنهم يرتكبون قذارة لا مثيل لها، بالطبع السياسة السلطوية تستند الى ذلك، وهكذا هي كافة علاقات السلطة السياسية ولغتها في الساحة الاقتصادية والثقافية، تخدع المجتمع بهذا الشكل وتدمر المجتمع وقيم المجتمع، والقيم الجميلة للبشرية وللمرأة.
في هذه الحالة يقنعون الأب بهذا الشكل، بالطبع الحجرة الأولى يرميها الأب والرجل الذين يدعى الزوج ايضاً يرميها بالحجر، في تلك الحالة المرأة التي تُرجَم تتألم كثيراً وتصبح جسدها أجزاء، ولكن ما هو الشيء الذي يؤلم المرأة أكثر حينها...؟ هو أطفالها الصغار الذين يرمون أمهم بالحجارة، هذا هو النظام بذاته، الرجل يحول هؤلاء الأطفال ايضاً جزءاً من هذا النظام وهذا ما يؤثر بشكل كبير على رجم المرأة.
دعنا نفكر، كيف سيكون روح نظام كهذا...؟ هي يبقى روح للطفولة وللرجل ضمن هكذا نظام...؟ هل يبقى إنسانية وحب وشعور لدى هؤلاء الرجال...؟ لا شيء يبقى من الإنسانية، ماذا يحدث عندما ينتشر هذا الوعي المجتمع؟ المجتمع يهترئ نتيجة ذلك، مرة أخرى في هذا الفيلم عندما يقوم الرجال برمي الحجارة، تكون النساء لابسات الأسود، يولولن ويصرخن ويضربن صدورهن بأيديهن، وربما يشدن شعرهن، ولكنهن غير قادرات على إنقاذ تلك المرأة، ومنع تلك الجريمة.
الآن تغيير هذه الواقع، وروح النظام القذرة، مهم للغاية، هذا هو واقع مجتمع وعقلية ونظام، وكذلك هو الإعدام ايضاً، يفعلون ذلك بنفس العقلية والوعي، عندما يتم إعدام شخص ما، يريد النظام أن يشاهده الآخرون أيضاً، في مثل هذه الوضع تنعدم الإنسانية.