نسبتهن 95% وتعملن بروح التفاني والجماعية
نسبتهن 95% وتعملن بروح التفاني والجماعية
نسبتهن 95% وتعملن بروح التفاني والجماعية
تعمل معلمات اللغة الكردية ضمن مؤسسة اللغة الكردية في مقاطعة عفرين بروح التفاني والجماعية من أجل تطوير لغتهن الأم وتوريثها للأجيال المتتالية وتمثل نسبتهن داخل المؤسسة 95%، إلى جانب التزامهن بالنواحي التدريبية والتنظيمية المكثفة وإنجاح العملية التربوية.
هذا ما أكدته الإدارية في مؤسسة اللغة الكردية بمقاطعة عفرين روناهي خليل خلال لقاء أجرته معها وكالة أنباء هاورا للحديث عن دور المرأة المعلمة الرائد ضمن المؤسسة، المدارس والمجتمع، وأشارت خليل إن العدد الاجمالي لمعلمي ومعلمات اللغة الكردية ضمن مؤسسة اللغة الكردية في المقاطعة 800 معلم ومعلمة في حين يصل عدد المعلمات الى ما يقارب 750 معلمة اي نسبة 95 بالمائة بالاضافة الى الوقوف على الهيكلية التنظيمية التي تهدف لخلق شخصية المرأة الواعية والمتعلمة.
دور المعلمات في ثورة اللغة الكردية داخل ثورة روج آفا
وأضافت خليل "لعبت المعلمات دوراً طليعياً في مؤسسة اللغة الكردية التي افتتح بتاريخ 2012، منذ انطلاقة ثورة روج آفا، فالجميع يعلم أن النظام البعثي فرض على المرأة قيود كثيرة ومنعها حتى من التفكير بحقها لنيل حريتها، وكافة النساء في مقاطعة عفرين كن تعتقدن أنهن تمتلكن الحرية، إلا أنهن وفي حقيقة الأمر كان تجسدن العبودية المتمثلة بالسلطة الحاكمة تتطبق عليها وهي لا تعلم وغير واعية لذلك.
سعينا من خلال التدريبات لعدد قليل من المعلمات تفادي هذه السلبيات التي تدل على ضعف في شخصية المرأة وبدأنا بحملة ضم النساء إلى العملية التربوية والتعليمية باللغة الكردية في نواحي المقاطعة والقرى التابعة لها واللواتي تفاعلن مع العمل بالروح الجماعية وعملن على زيادة أعدادهن ضمن القرى والنواحي، الأمر الذي ولّد لديهن قوة الاهتمام بذاتهن والبحث عن الحرية.
واستطاعت المعلمات التأثير على المجتمع بشكل كبير وأثبتن للجميع أن المرأة بإمكانها قيادة الثورة والمجتمع بآنٍ واحد وبالتالي حققن بذلك زيادة ملحوظة ضمن صفوفهن بفترة قصيرة".
’نولي أهمية كبيرة لتنظيم المرأة المعلمة‘
ونوهت خليل إنهم في مؤسسة اللغة الكردية يولون أهمية كبيرة لتنظيم المرأة المعلمة من خلال فرزهن ضمن المدارس مركز المقاطعة ونواحيها للقيام بالعملية التربوية إضافة لتعيين بعضهن كإداريات لهذه المدارس، فقبل الدخول إلى العام الدراسي الجديد تم تعريفهن على المناهج الجديدة، طرق ووسائل التعليم، أساليب التعامل مع الطلبة وكيفية الإدارة.
وأضافت "كذلك تم إخضاع المعلمات لدورة تدريبية تحاورية من أجل تحسين أدائهن في العملية التربوية وتوعيتهن على أساليب التقرب للتلاميذ والتعرف على نفسيتهن، وبالنسبة للتلاميذ من المكون العربي فتم توعية الكادر التدريسي بتعليمهم اللغة الكردية بطريقة التحبيب وليس بالاجبار.
وتتلقى المعلمات بشكل دوري شهرياً محاضرات تثقيفية وتربوية لرفع مستواهن الفكري وبناء الشخصية الحرة، لتستطعن تمثيل مكانتهن في المجتمع بشكله التوجيهي والتربوي الصحيح.
كما يتم إخضاعهن لدورة تدريبية لمدة 45 يوماً في أكاديمية الشهيد فرزند كمانغر للغة والأدب الكردي، ويتلقين دروس حول اللغة الكردية، الأدب الكردي ودروس فكرية تتضمن تاريخ كردستان، الجنسوية، الجغرافية والنقد والنقد الذاتي لأجل تطوير شخصيتهن.
وفي حال لم يتم انتسابهن للأكاديمية فيتم ضمهن إلى دورة تدريبية فكرية مدة 10أيام من أجل توعيتهن من الناحية الفكرية والنفسية وتقوية شخصيتهن لأجل إدارة المدارس والعملية التعليمية".
وأضافت خليل انه ومن أجل تحسين الاسلوب الكتابية لدى المعلمات ونشر افكارهن، خصصن لوحات حائط ضمن مؤسسة اللغة من أجل نشر كتابتهن، إضافة لمجلة اللغة الكردية Pênusa zimanوالتي تنشر كل ثلاثة أشهر وتضم عدد من كتابات المعلمات.
الهيكلية التنظيمية لمعلمات اللغة الكردية والمشاريع المستقبلية
تصل نسبة تمثيل المعلمات ضمن مؤسسة اللغة الكردية في مقاطعة عفرين إلى نحو 95% الأمر الذي يفرض عليهن تبني العملية التربوية باللغة الكردية اللغة الأم للاطفال.
وتضم كل ناحية إضافة لمركز المقاطعة خمسة إداريات لكل منها ويصل العدد الكلي إلى 40 إدارية بالإضافة إلى اللجنة التنفيذية والتي تضم 5 إداريات وتسمى هذه الهيكلية بمجلس معلمات اللغة الكردية، ويتمتع هذا المجلس بحقوق ضم وفصل المعلمات إلى المؤسسة.
وأشارت روناهي خليلي في حديثها الى تحضيرات عقد كونفرانس خاص بمعلمات اللغة الكردية في الأشهر القادمة لدعم تنظيم صفوف المرأة ضمن مؤسسة اللغة الكردية ووضع المشاريع المستقبلية للعام التالي، كزيادة عدد المعلمات وإضافة لرفع مستوى المعلمات العضوات في المؤسسة لتصبحن قادرات على إدارات المدارس فيما بعد.
وتأتي خطوة عقد الكونفرانس بعد عدد من الاجتماعات الموسعة التي تم عقدها على مستوى مقاطعة عفرين، حيث قيمت خلالها الفعاليات التي نفذها مجلس معلمات اللغة والعوائق التي اعترضت العملية التعليمية والوقوف عليها، إضافة لاتخاذ القرار بواجب تدريس مناهج اللغة الكردية وحملها على عاتق المعلمات بالدرجة الأولى.
وتطرقت روناهي الى دور المرأة في ثورة روج افا قائلةً "المرأة في روج آفا أثبتت بأنها هي من تقود الثورة وايقنت بمدى إمكانيتها في قيادة الثورات الأخرى، كذلك الأمر فإننا ضمن مؤسسة اللغة الكردية عملنا على تنظيم صفوفنا كنساء من أجل تدريب وتوعية المجتمع وتعريفهم على ثقافتهم، تاريخهم ولغتهم الأم".
’معلمون عرب يدرسون اللغة الكردية‘
مع تغيير المناهج الدراسية للصفوف الثلاثة الأولى إلى اللغة الكردية برز بشكل واضح تأثير معلمات اللغة الكردية من خلال روح الجماعية والتفاني في العمل. وأكدت روناهي خليل إن العديد من معلمي اللعة العربية الكرد بدأوا بتعلم اللغة الكردية التي طالما حرموا منها، كما أشارت إلى وجود عدد من معلمي اللغة الكردية من المكون العربي يدّرسون اللغة الكردية بطريقة جيدة بعد أن خضعوا لدورات تدريبية للمراحل الثلاثة الأولى ضمن المؤسسة.
الأسس التربوية التي تعتمد في مدارس المقاطعة
بعد تلقي مدرسي اللغة الكردية للدورات التدريبية في اللغة والفكر ومع إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، تطلب من إدارة المدارس العمل وفق مبادئ الأمة الديمقراطية وتعليم كل اطفال المكونات بلغته الأم دون إقصاء لأية ثقافة.
وتابعت خليل "تم وضع برنامج تدريسي للمدارس وتوعية مدرسي اللغة الكردية بعقد الاجتماعات ضمن المدارس لعوائل التلاميذ والطلبة من أجل النقاش معهم حول المناهج الجديدة باللغة الكردية وطرائق التدريس، لإنجاح العملية التعليمية الأمر الذي ساعد الأهالي على استيعاب الأمر واتخاذ بعض منهم قرار تعلم اللغة الكردية بمراحله الثلاثة لمساعدة أولادهم في المنزل".
واختتمت روناهي خليل العضوة الإدارية بمؤسسة اللغة الكردية في مقاطعة عفرين حديثها بالقول "مؤسسة اللغة الكردية هي مؤسسة مستقلة تعمل لأجل تدريب وتطوير اللغة الكردية الأم وتتعاون مع هيئة التربية والتعليم من أجل ضم كوادر اللغة الكردية وفرزهم على مدارس المقاطعة أو ضمن الهيئة".