نساء مخمور: سارة اسست نهج المرأة الحرة 

أحيت نساء مخمور ذكرى استشهاد سارة، روجبين، وروناهي، في الذكرى التاسعة لاستشهادهن، وقلن، أن سارة (ساكينة جانسز) أسست نهج المرأة الحرة وأصبحت مانفسيتو للحياة الحرة لجميع النساء الكرديات والعالم.

بمناسبة الذكرى التاسعة لاغتيال واحدة من مؤسسات حزب العمال الكردستاني (PKK)، الشخصية الريادية ساكينة جانسز، والممثلة عن المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في باريس، فيدان دوغان، العضوة في حركة الشبيبة ليلى شايلمز، اللواتي اغتلن على يد الاستخبارات التركية في 9 كانون الثاني عام 2013 في العاصمة الفرنسية، باريس، وفي هذا الإطار، تحدثت نساء منطقة مخمور اللواتي عرفن  ساكينة جانسز (سارة) عن  حياتها ومقاومتها.

حيث استذكرت عضوة لجنة علم المرأة في مخمور، فليز بوداك، الرائدة العظيمة سارة (ساكينة جانسز) ورفيقتيها روجبين وروناهي، وثلاثة ثوريات، سيفيه دمير، باكيزة ناير وفاطمة أويار، اللواتي استشهدن خلال حملة احتجاجية في شمال كردستان.

الرفيقة سارة هي خط المرأة ومانفيستو للحياة الحرة للمرأة الكردية

ونوهت فليز بوداك أن مجزرة 9 كانون الثاني هي استمرارية لمؤامرة 15 شباط، مثلما سعت المؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط للقضاء على الحركة الكردية الوطنية والشعب الكردي، فأن مجزرة باريس التي ارتكبت في 9 كانون الثاني 2013 سعت أيضاً إلى القضاء على حركة المرأة الكردية، مسيرة النضال من أجل تحرير المرأة وحريتها، وقالت: " في نضال حركة التحرر الكردستانية، أن الشهيدة سارة، هي أول امرأة تنضم إلى النضال مع قائدنا وأصبحت رائدة وقيادية عظيمة لهذه القضية، وبالنسبة لحركة المرأة، ونهج حرية المرأة العالمي في كردستان أنه نهج عظيم والتي مثلت كافة النساء، سارة هي نهج ومانفيستو لحرية المرأة الكردية".

دائمة البحث عن الحقيقة وكانت مهتمة جداً بالمرأة الشابة

كما وتحدثت عضوة لجنة علم المرأة في مخمور، فليز بوداك، عن تعرفها على  الشهيدة سارة، وقالت: " في مخمور، وعندما كنا نعمل في أكاديمية الشهيدة جيان، تعرفنا على بعضنا البعض هناك، عقدت اجتماعاً، لم تكن تضيع لحظة من وقتها أبداً، كانت تبحث عن الحقيقة والبحث بشكل الدائم، وأرادت التواصل مع النساء، وكانت مهتمةً بشكل خاص بالشابات، كانت تريد دائماً تدريب المرأة الشابة، وخاصةً أرادت العمل تحت مظلة الأكاديمية، بالفعل كانت على مستوى الإدارة خلال التدريب في المخيم، كانت تهتم بالمعلمين، كانت تحب أطفال مخمور كثيراً، وكانت تتبع المرء، كما كانت مهتمة جداً بالشابات في مؤتمرات المرأة، وكانت تنشغل دائماً بالتحضيرات منذ بدئها حتى نهايتها، وكانت تشجع النساء لأجل الثورة، وتقول: ’هذه ثورتكم، لقد بنينا إرثاً على الجميع مواصلته‘.

صدمنا باستشهادها 

قبل مغادرتها مخمور،  قالت سأعود وأبقى في المخيم لفترة طويلة‘. الشيء الذي تأثرت به أكثر هو الربيع الذي جاء ولم تعد. لأنه عندما ناقشنا معها لآخر مرة، قالت بأنها ستعود وتقدم جهداً مضاعفاً في عملها، كنا ننتظرها، صدمت باستشهادها وتأثرت كثيراً، وهذه المؤامرة صدمتنا جمعينا".

كانت شابة وديناميكية ومفتاحاً لكل العوائق والوصول إلى أهدافها

وقيمت فليز شخصيتها ونضالها على هذا النحو:  " شخصية سارة وموقفها الوطني كان قوي جداً، كانت تشعر دائماً بأنها شابة حيوية، كانت شخصيتها ملفتة وديناميكية، كانت مستعدة دائماً، كما أنها كانت تنتقل مع الشبيبة، هذا الروح لفت أنظار الجميع، كانت ذو إصرار نحو المقاومة والنضال، كانت دائماً تحقق هدفها وتصل إلى النتائج التي كانت تتوقعها.

كانت بمثابة مدرسة حيث كان يتعلم منها الجميع            

كل لحظة مع الرفيقة سارة كانت بمثابة لحظة تدريبية، كان المرء يتعلم منها أشياء كثيرة، حياتها المليئة بالنضال استطاعت وضع خط لحياة حرة للمرأة عبر المقاومة والتدريب، الرفيقة سارة هي خط المرأة الحرة والنضال.

وكانت بأسلوبها الحياتي تجذب المرء نحو نهجها، كما أنها دربت معظم المعلمات الحاليات، وذلك خلال تحدثها معهن وأقناعهن بأخذ مكانهن والعمل في مجال التعليم، كانت الرفيقة سارة تنشغل جداً بالنساء والتعليم.

جعلت من السجن ساحة للنضال 

إذا كان السجن في تاريخ حزب العمال الكردستاني (PKK) ساحة للنضال والمقاومة، فإن السجن يلعب دوراً مهماً في المراحل الصعبة، على الرغم من تقيدها بين جدران اربعة، فإنها أصبحت إشراقة لبداية المرحلة التي تؤدي إلى الكفاح والمقاومة.

وكان هذا النضال والمقاومة التي أبدتها إحدى الشخصيات الريادية في حزب العمال الكردستاني، هي الرفيقة سارة، المقاومة التي أبدتها ضد الجيش لم تتراجع عنها حتى النهاية، نضال الرفيقة ساكينة التي لعبتها في مواجهة أسعد أوكتاي، كانت مقاومة عظيمة للمرأة، والتي انتفضت ضد الذهنية السلطوية الذكورية، فالرفيقة سارة ومن خلال نضالها في السجن، انتصرت أمام الجمهورية، أن الدولة التركية انهزمت أمام مقاومة، نضال ووقفة الرفيقة سارة.

كانت المؤامرة والمجزرة التي ارتكبت ضد الرفيقة سارة ورفيقتيها، بدافع الكراهية والغضب الذي لم يهدأ لسنوات ضد الرفيقة سارة، حيث لم تستطع هذه الدولة الانتصار.

قاومت ضد المجتمع الاحتيالي والسيادة الاستبدادية

إذا كنا نسعى جاهدين من أجل حياة حرة وكريمة لوجود هوية كردية حرة،  يجب أن نقول إننا على نهج وخطى الرفيقة سارة. ما فهمناه من هذا النضال هو السير على درب الرائدة سارة، وكان هذا الإرث الذي تركته لنا. 

حيث لعبت دوراً مهماً في المقاومة التي أبدتها في السجون لمواجهة الدولة التركية من جهة، وكذلك أمام الوعي الإقطاعي للمرأة بعدم الانضمام إلى الثورة، تحت اسم الشرف والناموس، إضافة إلى نضالها ضد السلطة المتخلفة والتقاليد الاجتماعية.

تأثرت نساء العالم بنهجها    

تأثرت النساء في جميع أنحاء العالم بنهج وفكر الرائدة سارة، ما أحدثت تغييرات وتحولات في المرأة الكردية.

جعلوا التاريخ والمعرفة والمستقبل هدفاً لهم

كما وذكرت عضوة لجنة علم المرأة في مخمور، فيليز بوداك، إن صديقة سارة كانت شخصية رئيسية في المجتمع، حيث كانت تقوم الرفيقة روجبين بإجراء بعثات دبلوماسية، وكانت الرفيقة روناهي أيضاً توجه قسم الشبيبة، وأضافت: " يستمر كل من التاريخ الماضي للشعب حتى يومنا هذا، سواء من الجانب الدبلوماسي الذي يريد تقديمه إلى المجتمع وجانب الشبيبة الذي هو المستقبل؛ وتم استهداف الجوانب الثلاثة تزامناً لاستهداف الرفيقات الثلاثة.

وهذه المجزرة تم التحضير لها منذ سنوات، نحن ننظر إلى هذه المجزرة على هذا النحو، المرأة التي تقاوم، وتسير على طريق الحرية، وتنتفض ضد النظام الذكوري السلطوي، تصبح هدفاً لسياسة المؤامرات والمجازر.

اغتيال الرفيقة سارة في باريس يستند إلى عداء الدولة التركية للمرأة الحرة، كما أنها أرادات توجيه ضربة لحركة المرأة وإضعافها، كما يتم تصعيد القوة والعهود بالانتقام ومواصلة النضال مع استشهاد كل رفيقة، ويتم تجديد عهد المجتمع لتطوير التنظيم وتعزيزه، تعلمنا هذا من الرفيقة سارة، كل شهادة تقوي المرء، صعدوا مقاومتكن وفقاً لروح المرحلة، وهذا هو مفتاح النجاح والنصر.

متى يمكننا القول إننا أوفياء معهن؛ عندما نتوج نضالهن الذي بدأوه، عندما نسير على نهج وخطى الذي صنعوها لنا بروح الإصرار والعزيمة، عندما نحرر القائد عبد الله أوجلان جسدياً، تحقيق احلام هؤلاء الشهداء هو عندما نحقق ذلك، ثم يمكننا القول أننا كنا سارة ورفاقها الأخريات".

عانقتني حيث منحتني القوة

كما وصفت امرأة تُدعى ساريا مارينوس بهذه الكلمات لحظات تعرفها على الرائدة سارة: "كنت أمام المنزل، ورأيت الرفيقة سارة، مرت بجانبي وكانت ذاهبة لأجل عمل ما. في البداية لم تراني، وأثناء عودتها رأتني وجاءت إلي وعانقنا بعضنا البعض، لقد احتضنتني بحرارة. لقد منحتني القوة ، وكانت لها تأثير كبير علي.وكانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها الرفيقة سارة.

كانت وقفتها وشخصيتها مهيبة

كانت ذو تواضع ووقفة وشخصية مهيبة حيث ينجذب نحوها المرء، كان لها تأثير كبير، لهذا السبب انجذبت نحو شخصيتها كثيراً، وقلت لها؛ ’ادخلي لنتناول كأس من الشاي‘، قالت؛ ’لدي عمل سآتي لمجالستك في مرة أخرى‘، على الرغم من أنها كانت المرة الأولى التي أراها فيها، إلا أنني انجذبت إليها بشدة وعلى هذا النحو رأيتها وكأني أعرفها منذ مدة طويلة، وعدتني الرفيقة سارة بالمجيء إلى منزلي وشرب الشاي في مرة ما، وبعد ذلك بمدة، عادت مرة أخرى وشربنا الشاي معاً.

بعد أن رأيتها سألت عنها وناقشنا بعض الامور في المنزل

كنت أعرف اسمها لكني لم أرها وجهاً لوجه في السابق،  سألت ابني من هي الرفيقة سارة؟ وماذا تعمل؟، قال لي، ’ سارة لها اسم آخر هو ساكينة جانسيز، هي إحدى رائدات السجون، وهي قيادية لوحدات المرأة الحرة – ستار بين الحزب، لقد ناقشنا عن الرفيقة سارة في المنزل، بعد أن قابلت الرفيقة سارة، تحدثت مع جميع أفراد عائلتي  عن حياتها ومقاومتها.

الآن أقول ليتني تحدثت معها أكثر

لم يكن لدى الرفيقة سارة فرصة كافية للقائنا لأنها كانت تعمل في مجال التدريب والتعليم. رؤيتها ذات مرة جعلتني منجذبة نحوها كثيراً. ليتني كنت أستطيع رؤيتها ومجالستها أكثر، وكونت معها صداقة، للأسف لم تكن الفرصة موجودة في ذلك الوقت.

 أن الرفيقة سارة كانت متواضعة للغاية، وتابعت: "لقد تأثرت جميع النساء بشخصيتها العظيمة، ليس فقط النساء الكرديات فحسب، بل أثرن أيضاً على النساء في جميع أنحاء العالم اللواتي سمعن باسم الرفيقة سارة ونضالها.

"كان استشهادها صعباً جداً؛  يجب أن يكون كفاحها مثالاً لهن وأن يسرن على خطى مقاومتها

كما وتحدثت ساريا مارينوس عن استشهاد الرفيقة سارة (ساكينة جانسز) وقالت: " كان استشهاد الرفيقة سارة صعباً للغاية بالنسبة لنا، ومقاومة الرائدة سارة لمواجهة العدو كان درساً للعدو وتاريخاً عظيماً لنا نحن الكرد. كانت الرفيقة سارة شخصية عظيمة لإثبات الوجود، شعرنا بحزن عميق لاستشهاد الرفيقة سارة.

ونحن النساء الكرديات يجب علينا أن نجعل الرفيقة سارة مثالاً للعظمة والمقاومة، وأن نتحلى بروحها الذي لم ينحني أمام العدو وشخصيتها الجسورة ووقفتها الثابتة ضد العدو، ونخوض نضالها الذي تركتها إرثاً لنا وحل هذه القضية.

 ويجب أن نفي بالعهود التي قطعناها للقائد أوجلان، الحزب والشهداء حتى  تعيش الرفيقة سارة  في حياتنا وقلوبنا وسوف نسير على خطاهم ودربهم ".