ولدت الشهيدة بريتان جودي الاسم الحقيقي " كلناز قره تاش " عام 1971 بقرية سولها، وتعود أصولها الى ديرسم في شمال كردستان، درست في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية عرفت بحبها للعلم والمطالعة
وانضمت بريتان جودي التي عرفت بشخصيتها الريادية والقيادية المنتفضة ضد الذهنية الذكورية، الى صفوف الحركة التحررية الكردستانية عام 1991 برفقة مجموعة من الشباب والشابات
وكانت الريادية في تنظيم المرأة ضمن الحركة ومناهضة للسلطة الذكورية على أساس الفكر الحر، وبالرغم من مرور سبعة أشهر فقط من انضمامها للحركة التحررية، إلا أنها استطاعت قيادة كتيبة من المقاتلين والمقاتلات وتدريبهم، نزعت الخوف من نفوسهم وزرعت الأمل وروح المقاومة عوضاً عنها في شخصيتهم، كما كان لها دور كبير في تنظيم صفوف المقاتلات ضمن الحركة.
ونتيجة للاتفاقية التي أبرمت بين الدولة التركية وإيران والحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1992، بهدف القضاء على حركة التحرر الكردستانية، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد قوات الكريلا في جبال كردستان بمشاركة الآلاف من قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، كانت بريتان جودي من بين المقاتلات اللواتي وقفن بالطليعة للتصدي للهجمات.
وبعد اشتداد الاشتباكات دخلت كتيبة الشهيدة بريتان جودي في حصار، لذا أمرت قواتها بالانسحاب، لتبقى هي لحماية المجموعة أثناء انسحابهم، استمرت بمقاومتها حتى نفاد ذخيرتها، وبالرغم من ذلك رفضت تسليم نفسها، لتتخذ قرار إلقاء نفسها من فوق جبال خاكورك وهي تصرخ "لا للخيانة
وفي ذكرى استشهادها نظم مؤتمر ستار لإقليم عفرين سلسلة فعاليات في مناطق الشهباء ابدأتها بتنظيم مسيرة في ناحية الاحداث تلتها مسيرة أخرى اليوم في قرية معراته حيث رفعت المشاركات فيها صور للمناضلة بريتان جودي، واعلام مؤتمر ستار، وصور للقائد عبد الله اوجلان واستمرت التظاهرة وسط ترديد شعارات تحيي مقاومة الشهيدة بريتان وكافة نساء الحرية الذين خطوا على درب النضال والكفاح.
ولدى وصول المتظاهرات الى حديقة الاحداث الواقعة في مناطق الشهباء وقفن دقيقة صمت اجلالاً لأرواح الشهداء، ومن ثم القيت كلمات على هامش المسيرة استذكرن من خلالها نضال الشهيدة بريتان ،القتها عضوة المرأة الحرة لمقاطعة الشهباء نجاح حسين والتي قالت في مجمل كلماتها " من الشرق الأوسط مهد الحضارات الى ارض الصراعات واستعباد إرادة الشعوب وبالأخص إرادة المرأة المقاومة والمكافحة في ترسيخ المجتمع واحيائها في مهد الحضارات البشرية ومن هذه الجغرافية خرجت الكثير من الشخصيات العظمية التي قادت مراحل التاريخ وتركت بصماتها كتحد لسياسة الإبادة والانكار التي تعرضت وماتزال تتعرض لها هذه المجتمعات .
ومن هؤلاء الشخصيات القيادية التي ظهرت كشخصية عظيمة وهي الشهيدة بريتان (كلناز قره تاش ) الفتاة الديرسيمة المتميزة بانتفاضتها الثورية ضد الظلم والطغيان والفاشية التركية فتوجهت انظارها الى ساحة الحرب ، وانضمت الى صفوف الكريلا لتسطر اسمى آيات البطولة والفداء انها الشهيدة بريتان رمز جبال كردستان الشامخة والابية لم تستلم بل قاومت على نهج حركة التحرر الكردستاني فكانت المرأة التي حاربت وكسرت كل قيود الاستعباد الذكورية فأعادت للمرأة شخصيتها كآلهة للحب والعشق واعادت لها حقيقتها وجوهرها ، وجوهر ذاتها في الحياة المقدسة وهي في مقاومتها لم تستلم فقد فضلت الشهادة عن الاستسلام والخيانة ، رغم الوعود التي قدمت لها ، بشرط ترك حركة التحرر الكردستاني وأبدت ملحمة بطولية رائعة فكان ردها على ذلك بالقول" القتال حتى اخر طلقة فحطمت سلاحها والقت بنفسها من اعلى الجبال وخاطبتهم بصوتها المدوي والذي هز الضمائر (انكم خونة) وحركة التحرر الكردستاني لا تستلم.
وتابعت "نحن نساء عفرين والشهباء علينا احياء ذكرى استشهاد المناضلة بريتان جودي في الحياة والمضي على نهجها واستنتاج النتائج من موقفها المقاوم وبطولتها الباسلة، وعلى كل من ينادي بحرية المرأة والشعوب المستعبدة الهادفون للتقدم والتطور في طريق الحرية ان تكون كالمناضلة بريتان القيادية وان قرار المناضلة بريتان جودي يظهر للمجتمع الكردي وللعالم اجمع حقيقة ارادة المرأة الحرة.
وانتهت الظاهرة بترديد الشعارات التي تحيي نضالها ونضال كافة النساء.