الخبر العاجل: وحدات المرأة الحرة تقضي على 3 جنود أتراك

"نقطة تحول" المرأة الرقاوية تنال حريتها من بين الأنقاض لتصبح مثالاً يحتذى به

تعرضت المرأة في شمال وشرق سوريا إلى العديد من الانتهاكات والجرائم على يد الأنظمة السلطوية والإرهابية التي همشت دورها في المجتمع، فيما حققت ثورة المرأة قفزة نوعية لجميع النساء، ليصبحوا مثالاً يحتذى به في العالم.

منذ انطلاق ثورة روج آفا في 19 تموز2012، نظمت النساء أنفسهن وأصبحن أساساً في كافة المؤسسات العسكرية والمدينة، متخذين من فلسفة القائد عبد الله أوجلان والأمة الديمقراطية أساساً لهم.

وتستمر ثورة المرأة بتسجيل انتصارات كبيرة من هزيمة "داعش"، وصولاً لتغير الذهنية التي زرعتها الأنظمة السلطوية والتنظيمات الإرهابية، والتي همشت دور المرأة ووضعتها ضمن قوقعة التسلط وكبح الحريات.

وبعد تحرير مدينة الرقة في 20 تشرين الأول عام 2017، على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة من تنظيم داعش الإرهابي، بدأت المرأة في تكوين نفسها، حيث خرجت من بين الأنقاض للبحث عن حريتها الضائعة منذ سنوات.

وعملت على تأسيس نفسها عبر افتتاح مؤسسات ولجان تختص بشأن المرأة، فيما انخرطت مئات النساء ضمن تلك المؤسسات، لتغير ذهنية المجتمع، وإدارة نفسها بنفسها بعيداً الذهنية الذكورية التي تغلفها العادات والتقاليد البالية.

وخلال التقرير سنتعرف على قوة المرأة الرقاوية وكيف استطاعت إدارة نفسها بنفسها وتجاوز الصعوبات في كافة المجالات السياسية والعسكرية والإعلامية، وأصبحت مثالاً يحتذى به في العالم.

YPJ قوة قتالية يحتذى بها في العالم

تأُسست وحدات حماية المرأة في عام 2012، حيث تضم آلاف النساء المناضلات والباحثات عن الحرية، والسائرات في درب النضال المقاومة من أجل حرية المرأة والشعب في روج آفا.

وبعد تحرير مدنية الرقة، انضمت مئات النساء إلى وحدات حماية المرأة، وذلك بعد الظلم والاضطهاد الذي تعرضن له على يد "داعش" والأنظمة السلطوية، لدفاع عن أنفسهن وإيجاد ذاتهن.

 

وقالت، الرئاسة المشتركة لمجلس العسكري العام لإقليم الفرات، أميرة محمد، "بعد تحرير مدينة الرقة استطاعت المرأة إثبات نفسها والخروج من قوقعة الظلام، وارتدت الزي العسكري لإيجاد ذاتها، وإظهار قوة المرأة وبسالتها في القضاء على "داعش"، أعتى تنظيم عرفه التاريخ البشري".

نظرة المجتمع العربي إلى مقاتلات YPJ

"نظرة المجتمع كانت نظرة تعجب، كيف المرأة العربية لها أن ترتدي الزي العسكري، استطعنا كسر العادات والتقاليد البالية، واستطعنا كسر حاجز الخوف، وإدارة نفسنا بنفسنا".

"عندما نتجول في أسواق المدينة يرتاب المجتمع الطمأنينة والأمان، وهذا يعطي للبعض دافع للانضمام إلى صفوف قواتنا".

"المرأة الرقاوية أصبح لها دور كبير في كافة مجالات المجتمع في ظل مشروع الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية".

فكر القائد عبد الله أوجلان بمثانة نقطة تحول للمرأة العربية 

"بعد تعرف المرأة العربية وبالأخص الرقاوية إلى فكر القائد عبد الله أوجلان تغير فكرها جذرياً، حيث أعطى للمرأة دافعاً لسير قدماً نحو الحرية وتحرير المرأة.

ونحن على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضنا، ومكافحة الإرهاب أينما وجد، وحدات حماية المرأة مثال يحتذى به في كافة دول العالم ما دفع الأوربيين بتشكيل وفود وزيارة مناطق شمال وشرق سوريا لرؤية جسارة المرأة الحرة وقدرتها على الدفاع عن نفسها دون خوف".

واختتمت، أميرة محمد، "نوجه رسالة لكافة النساء للانضمام إلى وحدات حماية المرأة لدفاع عن أنفسهن، وكسر حاجز الخوف لديهن، ومستمرين في النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر".

دور المرأة العربية في الحياة السياسية

تأسس مجلس المرأة في ظروف عصيبة من عمر الأزمة السورية في الوقت التي تفاقمت فيه معاناة المرأة، واستطاعت الوقوف على قدميها وتدافع عن نفسها، وأصبح لها دور كبير في الحياة السياسية والسعي لحل الأزمة السورية.

No description available.

وقالت العضوة في لجنة المخيمات بمجلس المرأة السورية، هبة محمد، "استطاعت المرأة العربية كسر القيود التي فُرضت عليها، من خلال تعزيز ثقتها بنفسها، وانخراطها ضمن المؤسسات، لتصبح صاحبة رأي وصانعة قرار في مناطق شمال وشرق سوريا".

ولفتت هبة محمد، "أصبحت المرأة في شمال وشرق سوريا مثالاً يحتذى به في جميع مدن العالم، وأصبحت تشارك في الحياة السياسية ومواقع صنع القرار، وصياغة الدستور، بعدما كانت ضمن قوقعة المنزل، وباتت تشارك في المجال العسكري والسياسي، وحررت المنطقة من الإرهاب".

كما أكدت هبة محمد، "نستمر بعقد الندوات والمحاضرات، نلاحظ بأن نساء لديهم تقبل نحو التغيير من خلال مشاركتهن في المحاضرات التوعوية ضمن المدن والأرياف والمخيمات".

وأشارت، "نعمل على تنظيم ورشات عمل يناقش من خلالها القرارات الدولية منها قرار 2254، 1225، والعديد من المواضيع التي تخص المرأة وسبل حل الأزمة السورية".

وأضافت هبة، "ويتم تنظيم ندوات حوارية لكسر كافة القيود والعادات والتقاليد البالية ضد المرأة، لتتمكن المرأة العربية من الانخراط ضمن كافة المجالات، والقضاء على كافة أشكال التمييز بين الرجل والمرأة".

واختتمت حديثها: "نوجه رسالة لكافة النساء السوريات والعربيات أن تُعزز ثقتها بنفسها، وأن تكسر حاجز الخوف، وأن تنخرط في كافة المجالات".

 قفزة نوعية تبلورت عبر إعلام المرأة

أثبتت المرأة قوتها وجسارتها ونضالها في مجال الإعلامي أيضاً، حيث ناضلت لكي يخرج المجتمع من الظلمات التي يرسخها الإعلام التابع للأنظمة الدكتاتورية الحاكمة، وإظهار الجوهر الحقيقي للنضال المرأة الحرة.

No description available.

وقالت مراسلة صحيفة السوري في الرقة، مطيعة حبيب، "بعد تحرير مدينة الرقة استطاعت المرأة أن تقفز قفزة نوعية في تحرير ذاتها، من خلال إبراز جميع نشاطاتها من الناحية التعليمية والإدارية والمؤسساتية، وجميع المجالات".

ولفتت مطيعة الحبيب، "انخراط المرأة في المجال الإعلامي أعطت صدى كبير بعد التطورات والتحديات التي حدثت في مدينة الرقة، حيث استطاعت كسر كافة القيود والذهنية الذكورية بإرادتها وجسارتها".

صعوبات وتحديات

"واجهنا صعوبات عديدة في عملنا، ولكن بقوتنا استطعنا تجاوزها، وتعرضت المرأة في الرقة للعديد من الانتهاكات والجرائم على يد "داعش" والأنظمة السلطوية التي همشت دورها في المجتمع، هذا ما دفعنا للمضي قدماً لتحقيق الحرية لكافة النساء اللواتي يتعرضن للانتهاكات بكافة أشكاله".

واختتمت مطيعة حبيب حديثها، قائلة "نوجه رسالة إلى كافة النساء في العالم عموماً وسوريا خصوصاً بأن يكن قويات بإرادتهن، وأن يعملن ويناضلن من أجل حريتهن دون أن يلتفتن لنظرة المجتمع".