شاركت عضوة حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، فيان ليلى، في برنامج "خبون (Xwebûn)" الذي بثته فضائية (Jin TV)، وصرحت إن الليبرالية تستخدم كل مسائل التمييز الجنسي، العنصرية الدينية، القومية، التعصب العلماني كأدوات إيديولوجية من أجل بناء نفسها.
ماذا يعني التمييز الجنسي، التعصب العلماني، الديني، القومي، بالنسبة للنظام؟
إن التمييز الجنسي، التعصب الديني، القومي، العلماني هي الأسس الرئيسية للنظام، ويستخدم النظام كل هذه المسائل كأدوات بهدف أن يتم قبول إدارته ومن أجل منع الجميع في مناهضة أدواته هذه، كما إنه ليس هناك أي نظام أو منظمة بدون إيديولوجية خاصة به، وإلى أن يؤسسوا هيمنتهم، لن يتمكنوا من تأسيس سلطتهم، وكل الحضارات تقوم على هذا النهج، فعندما تم تأسيس نظام الدولة العنصرية وبناء الحضارة الرأسمالية، بدأت في البداية مع الممارسات الإيديولوجية للرهبان السومريين، وبالتالي أنشأ الرهبان السومريون الزقورات، ومن هناك طوروا الأعمال الفكرية، ثم بنوا نظاماً وفقاً لهذه العقلية، كيف كان النظام؟ في السماء هناك الرب؟ والرهبان هم المتحدثون باسمه، وأولئك الذين يبقون في الطبقة السفلية هم عباده، من هم الأشخاص في الطبقة السفلية؟ المرأة، الشبيبة، الكادحين، بعبارة أخرى إنهم أولئك الأشخاص الذين يكونون خارج نظامهم، وتأسست الدول الحاكمة على هذا النحو أيضاً، تعتمد الدولة على الذهنية السلطوية، وتواصل الأعمال والأنشطة المهيمنة من أجل أن تحظى بقبول المجتمع، ذلك لأنه هناك نضال ومعارضة شعبية ضد الدولة، يخدع النظام الشعب بممارسة هذه الإيديولوجيات ويستخدمها ضدهم، لقد أنشأت الدولة أيديولوجيتها المهيمنة هذه في الأكاديميات والمدارس التعليمية، ونظمت كل مؤسساتها بناء على أيديولوجيتها، ما هو هدفها؟ لماذا تعتمد على النهج الإيديولوجي؟ من أجل فرض الطبقات على المجتمع، بحيث يكون هناك البعض من المهيمنين وبعض أخر من المستعبدين، ويفرض بعض الأشخاص سلطتهم ويكون الآخرون عبيداً لهم، بعبارة أخرى، يكون هناك طبقيتين، الطبقة السماوية وطبقة العباد، من هم أولئك في الطبقة السماوية؟ الدولة، الظلم، القومية العصرية، أولئك الذين سيواصلون السلطة على المجتمع، من هم الذين في طبقة العباد؟ هو المجتمع بنفسه، وتضطر السلطة للجوء إلى استخدام إيديولوجية ما من أجل إدارة سلطتها ومن أجل أن يتم قبولها في سبيل منع الأشخاص في الطبقة المستعبدة للانتفاضة في وجه أولئك الذين في الطبقة العليا، ففي الأساس يكون دينها الرئيسي وأداتها الرئيسية في يومنا هذا هو الليبرالية، وتبني الليبرالية بالفعل نفسها أيضاً على التمييز الجنسي، التعصب الديني، القومي، العلماني، فإنها تنظم جميع مؤسساتها وفقاً لذلك بهدف أن يتم قبولها أيضاً، ومن جانب أخر فإنها تطور الموضات، الفلسفات، الأطروحات، النظريات وبالتالي تنشئ العلاقات الاجتماعية على أساسها، ونتيجة لهذا فإنها تقوم بعمل خاص لأجل ارتباط السياسية بهذه الأعمدة، وتستخدم المدارس، الأكاديميات، والجامعات بشكل خاص لأجل تطوير نظامها، وتستخدم كل الوسائل الإعلامية لأجل مصالحها، وتحاصر المجتمع من أربع جهات، كما إنها تستخدم هذه الأدوات كالأسلحة من أجل منع المجتمع من الخروج من حصارها.
فلنبدأ من التعصب أو التطرف العلماني، كيف يتم استخدامه؟ ودائماً ما نقول النظرة الإيجابية، ماذا يعني هذا؟
العلم مختلف والتعصب العلماني مختلف، نحن لا نعارض العلم، فالعلم هو نشاط إنساني أساسي، بإمكاننا القول إن العلم لم يتم خلقه بالتطور التكنولوجي للرأسمالية، لأن الرأسمالية هي من تضفي الشرعية على التعصب العلماني بطريقة ما، كما يقولون: "لن يتقدم العلم إذا لم أكن موجوداً، ولن يتطور المرء من الجانب الذهني"، لكن هذه كذبة عظيمة، هناك علم في المجتمع الطبيعي أيضاً، فعلى سبيل المثال، كانت الأدوات البدائية مثل العجلة الأولى، الكوب، الجرة، الزبدية أو (الطبق) التي صُنعت، تطورات تقنية في عصرهم، كما إن الأشياء التي تسهل الأمور وتساهم براحة أكبر للمجتمع هي التطورات التقنية والأعمال العلمية، لهذا السبب، يجب علينا ألا نصدق أكاذيب النظام الرأسمالي، بينما العلم الذي يقدمونه لنا الآن، منافي للأخلاق واحتياجات المجتمع، ما هو العلم الإيجابي؟ كل شيء مادي في علم الرأسمالية، ولا يوجد فيه مكان للمعنويات الإنسانية، ويجب إثبات كل شيء بإجراء الاختبارات، إذاً، إن ما تشعر به، ما تفكر فيه، كيف تكون حالتك العقلية، جميعها ليست مهمة للنظام، وتعتبر هذه الساحة على إنها ساحة فارغة، أو إن كل ما تناقشه، تتساءل عنه، ما تؤمن به، كلها بمثابة مجال لابتكار القصص بالنسبة للنظام، بعبارة أخرى، يجب عليك رؤية كل شيء بعينك، كما يجب عليك إثبات كل الأشياء التي تراها بأم عينيك أيضاً بالتجارب.
برأيكم هل سبب ذلك يعود لتجزئة العلم كثيراً من الداخل؟
أجل، إنه يجزئ بالفعل كل الظواهر ويقدمها على هذا النحو، ماذا يوجد من حيث المنطق الإيجابي؟ كل شيء قائم على أساس فاعل ومفعول به، على سبيل المثال، إنهما يشملان العلاقات الاجتماعية، فالرجل فاعل في المجتمع، باستطاعته فعل كل شيء، له الحق، لا أحد يحاسبه، والمرأة أيضاً مفعول به (مظلومة)، المرأة تتأثر سلبياً وإيجابياً لكنها مجبرة على القبول، بحسب حالة الرجل فإنه فاعل ومسيطر وفق إيجابية النظام، بعبارة أخرى، إن الحكومة تسطيره وتديره وهو بذاته يطبق كل شيء، لكن المجتمع مفعول به (مضطهد)، يجب عليه أن ينتفض، ففي يومنا الراهن المرء فاعل والطبيعة مفعول به، ويستطيع المرء أن يلحق الضرر للطبيعة، أين كان فاعل فهو بالتأكيد الواقع.
ويقنعون المرء شيئاً فشيئاً، وفقاً للعلم فإن الرجل مسيطر من جهة، ومن جهة أخرى إنه واعي، بينما المرأة تتحرك وفق مشاعرها، ويقنعون المرأة والعلم أيضاً بوعي الرجل.
العلم هو سرقة وعي المجتمع، القضية هي إن السلطة تستولي على وعي وعقل المجتمع، وتعتبرهما ملكاً لها وتقدمها للمجتمع، وتفعل شيء نفسه حيال المرأة، ومن جانب أخر فإنها تنهب، تغضب، وتسرق وعي المرأة، منتوجات وإنجازاتها التي خلقتها في تاريخ المجتمع، وبالتالي تقدمها بالفعل للمجتمع على إنها إنجازاتها التي خلقتها بنفسها، ويلعب التعصب العلماني دوراً في كل ذلك، فالعلم في يومنا هذا هو علم تعصبي، وتسير بعقل الرجل، لهذا السبب إنه منافي لأخلاق المجتمع، وليس مصلحة إنسانية، وليس أيضاً حماية للطبيعة، بالمجمل هناك تحكم سلطوي.
ما هو المجال الذي يفسحه العلم للمرأة؟
يمكن للمرء القول أنها تملأ المجالات، ويقال أن عقل المرأة لا يدرك كثيراً هذه المواضيع، وأنها ليست منطقية كثيراً في الإنتاج، وأن عقلها صغير، ولا يمكن للمرأة أن تكون إلا مجرد أداة في الأنشطة العلمية، فعلى سبيل المثال، تم استخدام جسد المرأة كجثة في التطورات الطبية، كما تم استخدامها ككائن في بعض التجارب، وبالطبع، هناك أيضاً نساء أردنّ أن يكون لديهن كلمة فاصلة، ولكن قام البعض منهن بممارسة عملهن بشكل سري والبعض منهن خفية، والبعض الآخر منهن خوفاً، وقد خطت النساء خطوات في المجال العلمي على مر التاريخ لأنه تم تجاهل إنتاجهن، وقد اضطرت المرأة إلى نشر أعمالهن باسم رجل، أو اضطر البعض منهن إلى اتخاذ رجل بجانبها لكي تقوم بعملها بشكل مريح، وأحكموا على بقاء المرأة ضمن حدودهم، والنساء اللواتي كان لديهن محاولات في هذا الصدد، كن يتصرفن وفقاً لحدودهم، أو أنهن كن يواجهنّ ممارسات مختلفة عندما كن يخرجن من حدودهم، فعلى سبيل المثال، تم حرقهن مثل المشعوذات، وكانت هناك نساء معالجات ونساء كن يستجبن لإيمان الشعوب، حيث تم حرق غالبيتهن أحياء في العصور الوسطى، وما هي التهمة التي قمن بها؟ الانشغال بالدراسات العلمية، وتم إظهارهن مثل المرأة السيئة والمرأة المنحرفة عن الطريق، وتم تركهنّ خارج العلم، وفي يومنا الحالي، هناك تمييز جنسي، وحتى في استخدام اللغة، يتم استخدام كلمة "الرجل عالم" بدلاً من كلمة " الإنسان العالم" وهذا مؤشر على هيمنة الذكورية، وتستمر السيطرة الذكورية على المرأة والناس والطبيعة، وهذه هي الطريقة التي يستخدمها من هم في السلطة على وجه التحديد لفرض السيطرة على المجتمع.
نحن نتحدث عن الإبادة الجماعية للمرأة والمجتمع، ولكن يجب علينا أيضاً أن نرى الإبادة الجماعية للطبيعة. ما هو نصيب العلم في إبادة الطبيعة؟
في بداية التنشئة الاجتماعية، كانت هناك الأخلاق الاجتماعية، كيلا يتجاوز فيها العقل التحليلي للإنسان المصالح الاجتماعية، وكانت أخلاق المجتمع تحدد كل شيء، وفي يومنا الحالي، لم يتركوا شيئاً باسم الأخلاق الاجتماعية، حيث أن الأعمال التكنولوجية الآن لا حدود لها، من يحدد هذه الحدود؟ السلطة هي من تقوم بذلك، فالمجتمع لا يقرر بنفسه احتياجاته، على السبيل المثال، المجتمع ليس بحاجة إلى الأسلحة النووية، أو أن المجتمع ليس بحاجة إلى الأعمال اللامتناهية، فالناس يموتون من الجوع، والبعض منهم لا يمكنهم إشباع بطونهم، ولكنهم يتحدثون عن السياحة في الفضاء الذي يكلف آلاف الملايين من الدولارات، هذه ليست حاجة، فعندما يخرج إنتاج الأعمال التكنولوجية من أيدي المجتمع الأخلاقي، ويتم إدارته بيد واحدة، حينها تحدث الكارثة، والآن يجري إنشاء المصانع في العديد من الأماكن، ولكن لا يتم إنشاء مراجعها، حيث يقومون بنهب طبيعتنا كلها بهذا الشكل، ويحرقون الغابات ويلوثون مياه الشرب، وأهم مثال على ذلك هو عفرين، فهم ليسوا بحاجة لذلك، ولكنهم يقومون بقطع كل الأشجار، ولم يتركوا غابة بدون قطع، وهذه كارثة بحد ذاتها، فقد وضعوا جميع الأشجار في خدمتهم، حيث يقومون بتغيير الجغرافيا بهذا الشكل.
الأهداف السياسية تقع على العلم.
مهما كانت الأهداف السياسية للسلطة، فإن التطورات العلمية تحدث وفقاً لذلك الأمر، وهناك الكثير من الزلازل والحرائق، ولكن من ناحية، فهذا بمثابة إشعار إنذار من الطبيعة، كما لو أن الطبيعة تُباد، كيف يمكننا بناء علم بيئي؟ ينبغي علينا إجراء النقاش بشكل أكثر حول هذا الأمر.
أنتم كبديل تتحدثون عن علم المرأة، ما الذي يقدمه علم المرأة ضد التعصب العلماني؟
ينتفض علم المرأة في وجه كل المتعصبين العلمانيين وتنظر بعين المرأة مقابل التطورات التقنية، أي إنه لا يكتفي فقط بمجال المرأة، لكن لماذا بعين المرأة؟ ذلك لأن حقيقة المرأة حساسة حيال الطبيعة، ومسؤولة حيال المجتمع، وصاحبة قوة القيادة حيال احتياجات المجتمع، وتخلق نظرة لعلمانية المرأة حيال مشاكل التعصب العلماني في يومنا هذا، فكيف سننظم أنفسنا وبشكل مؤسساتي خاصة في كل جوانبه.
فلنأتي إلى موضوع التعصب الديني، لكن قبل المناقشة أود أن نوضح هذا، ما هو الدين، وما هو التعصب الديني؟
فلنصف الجميع على هذا النحو، إننا ننتقد كل ما نعارضه، هو ليس علم ولا دين ولا قومية، وليس أيضاً التمييز الجنسي، العلم هو حقيقة من أجل احتياجات المجتمع، والدين ضرورة لإيمان ومعنويات المجتمع، القومية هي هوية المجتمع ومكانته، والجنس أيضاً هو واقع المجتمع، يمكن للمرء أن يقول أنه لم يترك أي مجتمع نفسه غير علمي، أو إنهم تركوا بدون قومية أو دين أيضاً، وعندما نقيم التعصب الديني، يقولون إننا ضد الأديان، هناك بعض المفاهيم التي ساهمت في بناء الاشتراكية الهيكلية، مثال على ذلك، قالوا ذات مرة إن الدين كـ الأفيون- المخدرات- تشل الإنسان، كان هناك بعض من التقربات للاسطويين، كحركة، نحن لا نناقش أبداً الأديان أو نتعامل مع الناس وفق أديانهم ومعتقداتهم، لأن الاشتراكية بالفعل هي ممارسة لكيفية تعايش كل الثروات معاً، لذلك فإن الدين أعتبر كل الإنجازات التي خلقها المجتمع بإنها مقدسة، فكان المجتمع يقدس المرأة في العصر الحجري الحديث، كان هناك مُعتقد ستار، كانت تطور إيمانها وفق المرأة، وبالتالي ظهرت الأديان التوحيدية، وظهرت مناقشات مختلفة بين الأديان، لم يتقفوا فيما بينهم وانقسموا، فكان المجتمع يحتضن كل هذه الأديان قبل تطور نظام السلطة، كان هناك احترام فيما بينهم، وبغض النظر عن دين المرء، كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم.
هي ليست كذلك في يومنا الحالي، حيث هناك حرب ضارية للغاية بين الأديان نفسها، فهل يمكن أن نربط ذلك بمنطق التدين؟
لا يمكن لنظام الدولة أن يصمد بدون الدين، فكل دولة تختار لنفسها ديناً وفقاً لمصالحها الخاصة، وتستخدم هذا الدين مثل أداة على المجتمعات، وعندما ينتفض المجتمع ضد الدولة، يجري إظهاره على أنه ينتفض ضد الدين، فلم تمضي أي دولة حتى اليوم بدون الدين ولن تمضي بدونه، ولا يوجد انقطاع عن الدين في منطق الدولة، فالعديد من الدول تعرّف نفسها على أنها دول علمانية، ما هي العلمانية؟ هي من المفترض فصل الدين عن الإدارة، هذه مجرد كذبة، فغالبية الدول الأوربية تظهر نفسها على هذا النحو، حيث أن الدول الأوروبية تستخدم الدين المسيحي، حتى أنه من الناحية المذهبية، قد أسس البريطانيون مذاهب خاصة بهم، حيث أن تركيا هي الأكثر مأساوية وكوميدية، فوفقاً للدستور، إن تركيا هي دولة علمانية، ولكننا نعلم أن جميع الحكومات استخدمت الدين، حيث أننا نرى كيف تقوم إدارة حزب العدالة والتنمية باستخدام المجتمع عن طريق الإسلام الأخضر، وقد دمجوا الإسلام الأخضر مع إسلام الدولة، حيث أن دمج الدين مع الدولة في الشرق الأوسط قد تطور كثيراً، فالدول تجد نفسها مثل ممثلي الله، ويجري خلق السياسات المختلفة من خلالها، واستخدام المذاهب، وقاموا بهذا الأمر من خلال الصراع الشيعي والسني، حيث هناك انقسام بين المذاهب، وتخاض الحروب وفقاً للمذهب المهيمن، وقد راينا كيف قاموا بارتكاب المذبحة بحق العلويين، وكيف يحرقون العلويين أحياء، وبالطبع قد غيروا من أنفسهم وفق مراحل هذه السياسات، وقد تم تعريف بعض المراحل مثل الإسلام الأسود، حيث عرّفوا الإسلام من خلال ممارس الضغط والاضطهاد، وقام النظام بإنشاء بعض التنظيمات، وهدفهم المفترض هو الدولة الإسلامية، والأمثلة على ذلك، تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وداعش، والإسلام الآخر هو الإسلام الأخضر، الوجه الناعم لسياسات الدولة الإسلامية، وكمشروع لذلك أيضاً في الشرق الأوسط، جرى بناء حزب العدالة والتنمية، حيث بُني على يد الإمبريالية الخارجية، وتظهر نفسها مثل ممثل الإسلام، لأنه الإسلام يلقى قبولاً في الشرق الأوسط من قِبل جميع الشعوب، ويمكن للمرء القول أنه لكي تقوم بجعل إمبرياليتك مقبولة، يتعين عليك أيضاً تبني معتقدات الشعوب، ووجد أن لا يمكنه أن يلقى القبول من خلال السياسات القاسية والسوداء، وقام هذه المرة بإظهار وجهه الناعم، ويقول، نعم، أنا اختار التوجه الإسلامي، ولكن سأعمل على إخفاء التدين أيضاً ضمن المجتمع، لكي لا يشعر به المجتمع، ويظهر حزب العدالة والتنمية كنموذج يُحتذى به في الشرق الأوسط بأكمله ويشكل مثالاً لإعادة تنظيم نماذج الدولة القومية.
دعونا ننظر إلى أصل الأديان، فكل الأديان والمعتقدات تعلم وتحذر وهي أشياء بسيطة للغاية، وكلها مبنية على نفس الأساس وتشمل الأمور الأخلاقية، ولكن في يومنا الحالي، أنتم أيضاً تحدثتم عن فاشية حزب العدالة والتنمية مع الإسلام الأخضر، وقد أطلقوا معهم حركة، حيث هناك تغيير في كل شيء، انطلاقاً من الملابس إلى التعامل وعلاقات الجوار.
والتدين هو بالأصل على هذا النحو بالضبط، حيث أنهم يشكلون الدين وفقاً لمصالح من هم في السلطة، على سبيل المثال، كيف استخدم حزب العدالة والتنمية الإسلام؟ حيث أسس الطرق الصوفية وفق منطقه، وأفسح الطريق أمام الطرق الصوفية، وعمل على فتح تنظيماته ومؤسساته في المجتمع تحت مسمى الطرق الصوفية والأوقاف والجمعيات والمدارس وفقاً لمنطقه السني، وأفسح الطريق أمام بعض الجماعات الدينية، والآن، يظهر نفسه خارج هذه التجمعات، ولكنه أفسح الطريق أمام جماعات مثل جماعة كولن وجماعة المنزل وما شابه، وأسسوا أنماط ونماذج لحياتهم، وأسسوا المرأة النمطية، وليس همنا أن تكون غير محجبة أم محجبة، ولكن هذا هو النمط الذي طوره حزب العدالة والتنمية، في حين أن جميع أمهاتنا محجبات الرأس، ففي الشرق الأوسط وكتقليد، تقوم غالبية النساء بوضع الحجاب، ولكن حزب العدالة والتنمية طور نمطه الخاص، ووفقاً لهذا النمط، فإن المرأة التي يريدها حزب العدالة والتنمية يجب أن تغطي رأسها، وتكون ربة منزل، وتعبد زوجها بنفس الطريقة التي تعبد بها الله، وبالإضافة إلى هذه الأمور، حددوا للمرأة عدد الأطفال التي ينبغي عليها أن تنجبهم، فالمرأة المتدينة والجيدة لحزب العدالة والتنمية هي على هذا النمط، وبالطبع هناك معارضة في مواجهة هذه الممارسات الدينية، وخير مثال على ذلك، انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في كل من شرق كردستان وإيران، حيث أن شرطة الأخلاق قامت باغتيال جينا أميني لانتهاكها للممارسات الإسلامية، ووجد المجتمع أن الدين ليس بالأمر الرخيص، فالمجتمع يميز هذه الحقيقة القائمة ما بين الدين والتدين، فالمرأة في نظر الدين هي أداة جنسية، وعليها أن تعمل بجد لإرضاء الرجل، وعندما تنتفض المرأة، يُقال لها الكثير من الكلمات، على سبيل المثال، يقولون "الضرب من الجنة، المرأة مثل الأرض، كيفما شئتم قوموا بحراثتها، وإن ضحكت المرأة، وظهرت خصلت من شعرها، فإن ذلك ذنب"، ويقومون بذلك لبث الرعب والخوف في قلوب النساء، وإننا نرى كل العلاقات القذرة، والتعاملات الجنسية القذرة في هذه المؤسسات الدينية، فعلى سبيل المثال، تبيّن أن هناك حالات اغتصاب وإساءة معاملة الأطفال في الأماكن التي ترسخت فيها جماعات الطرق الصوفية، حيث هناك زواج القاصرات، والتحرش واغتصاب الأولاد، حيث أقدم العديد من الأطفال على الانتحار، ولم يتم التحقيق حول ملابسات القضية وتم التستر على تلك الأحداث، ويتواجد في شرق كردستان سياسة الزواج القسري، من يقوم بها؟ الملالي من يقومون بذلك، ورجالهم المتدينون، إنهم يفتون في أماكن كثيرة، لكن هذه الفتاوى لا تخص الدين، بل السلطات، فقد قال أحد شيوخ تركيا: "إن لبست امرأة ما ثياباً مكشوفة، فلا يمكننا اعتبار اغتصاب هذه المرأة كجريمة يعاقب عليها"، أو "إن خالفت كلام زوجها، فإننا نعتبر ضرب المرأة جائزاً"، وقد تطورت خلال مرحلة الانتخابات بعض النقاشات، حيث تم طرح قوانين الأسرة للمناقشة من قِبل الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم متدينين، ما هي قوانين الأسرة؟ هي حقوق المرأة التي تم القبول بها، حيث أن هؤلاء يعتبرون هذه الحقوق خارج إطار الدين، ويجدون بأنها خطيئة، من يمثل هذا التعامل؟ حزب الرفاه من يقوم بتمثيله، وحزب الله وحزب العدالة والتنمية، كما أن الأحزاب القومية أيضاً مرتبطة بالتدين.
لا يقبلون بمعايير المجتمع، بل يقبلون بمعايير الشريعة، ولكن هذه الشريعة أيضاً لا تمثل الإسلام الصحيح.
حدث الظهور الأول للإسلام من خلال اتفاقية المدينة المنورة، حيث كانت اتفاقية المدينة المنورة بمثابة عقد اجتماعي، ما الذي كانوا يقومون بمناقشته هناك؟ كان يجري النقاش حول كيفية عيش جميع المعتقدات والمذاهب والشعوب مع بعضها البعض، حيث أن الجوامع كانت مثل مجالس الشعب، كانت المرأة والرجل يذهبون إليها، ويجري مناقشة المشاكل الاجتماعية فيها، ولكن كل شيء انقلب رأساً على عقب عندما بدأت السلطة الإسلامية، والآن يتم تصوير الإسلام وكأنه في حالة حرب مع الجميع، والحالة الفلسطينية مثال على ذلك، حيث يجري تصوير هذه القضية كقضية إسلامية، ولكنها قضية سلطوية، كما أن الحروب الطائفية هي أيضاً قضايا سلطوية، فالتصرفات تجاه الأرمن والسريان متعلقة بهذه السلطة، حيث أن منطق السلطة قائم على لون واحد ونمط واحد ودين واحد، وهذا الدين أيضاً هو الإسلام الذي يرزح تحت تحكم السلطة، وهذا يكون في تركيا من خلال الإسلام السني، وفي إيران من خلال الإسلام الشيعي، بمعنى آخر، يعملون على وجه الخصوص حول كيفية وضع المجتمع في حالة صراع و حرب مع بعضهم البعض، وجعلهم في حالة من التناحر، وكيف تكون المرأة والرجل أعداء لبعضهم البعض.