تداول روّاد على مواقع التواصل الافتراضي مقطعاً مصوراً يظهر فتاة قاصر من حي الغويران الواقعة في الحسكة تقتل رمياً بالرصاص بطريقة وحشية على يد مجموعة من الأشخاص يعتقد أنهم ذووها.
ويحوي المقطع مشاهد صادمة لمجموعة من الشبان وهم يقتادون الفتاة لمنزل مهجور، وبحسب ما يظهر في المقطع فإن الفتاة وبعد تعرضها لعدة أعيرة نارية وهي تنازع الموت يصرخ صوت قائل "أطلق النار في رأسها ".
وأوضحت الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار، رمزية محمد، في تصريح لوكالة هاوار للأنباء أنه مع انطلاقة ثورة 19 تموز 2012 تصدرت أسماء النساء من (الكرد والعرب والشركس والسريان) المناضلات ساحات القتال، وعملت على تحرير شمال وشرق سوريا من الذهنية الذكورية السلطوية عبر مشاركتها في جميع المجالات.
استهداف تنظيم المرأة من أولويات الدول السلطوية
وأضافت: "وانضمت النساء إلى النظام القائم على التنظيم الذاتي، بينما هذا النظام يقاسي الهجوم والانتهاكات من قبل الدول السلطوية (دولة الاحتلال التركي والنظام البعثي) ناهيك عن الحرب الخاصة التي تنتهج على النساء، وذلك لأن للمرأة بصمة قيادية في ثورة 19 تموز، فأصبح استهداف تنظيم المرأة من أولويات هذه الدول".
وظهر هذا جلياً في استهداف الاحتلال التركي في 23 حزيران 2020 لأحد منازل المدنيين في قرية حلنج في الريف الشرقي لمدينة كوباني، مما أسفر عن استشهاد عضوتي لمؤتمر ستار زهرة بركل وهبون ملا خليل، والأم أمينة ويسي.
إلى جانب ذلك، استهداف الاحتلال التركي للمرأة العربية التي أثبتت نفسها ضمن الثورة والتي لعبت دوراً هاماً في تنظيم المجتمع، كالشهيدتين سعدة الهرماس وهند الخضير الإداريتين في مجلس بلدة تل الشاير التابعة لناحية الدشيشة في مقاطعة الحسكة، وذلك في محاولة لتركيا تفكيك مكونات المنطقة وضرب مشروع أخوة الشعوب.
وبيّنت رمزية محمد أنه وإلى جانب الهجمات المستمرة للدول السلطوية على المرأة، فلا تزال العادات والتقاليد البالية في المجتمع لها تأثير كبير، فمقتل الفتاة القاصر عيدة الحمودي (13 عاماً) رمياً بالرصاص على يد مجموعة من الأشخاص يعتقد أنهم ذووها تأتي نتيجة تأثر المجتمع بالعادات الأبوية.
تنظيم فعاليات احتجاجية
وأدانت واستنكرت الناطقة باسم مؤتمر ستار، رمزية محمد عملية القتل الوحشية التي طالت فتاة قاصر، وقالت: "الذهنية الذكورية في المجتمع لا ترى في قتل فتاة قاصرة رفضت الزواج المبكر جريمة، إنما يطلقون عليها مسميات لا أخلاقية وبزعم "غسل العار، وحماية شرف الرجل"، والتي لا تخدم مصلحة المجتمع، فبهذه الذهنية يسعون إلى إحياء العادات والتقاليد القديمة التي اندثرت مع ثورة 19 تموز"، مضيفة " فإننا لن نصمت أمام هذه الجريمة النكراء، وسنحارب هذه السياسات السلطوية بإرادة المرأة المنظمة، وسننظم فعاليات احتجاجية على إثر مقتل (عيدة الحمودي)".
إلى ذلك، أشارت رمزية محمد إلى أن رعاة الذهنية السلطوية يسعون إلى بناء تناقضات داخل المجتمع، وذلك بداعي زرع الخوف في قلوب النساء لعدم إفساح المجال أمامهن للمطالبة بحقوقهن، وللاستمرار في فرض الذهنية الذكورية على المجتمع بشكل عام والمرأة خاصة".
محاسبة الجناة وفق قانون المرأة
وأكدت الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار، رمزية محمد، أن المتهمين بجريمة القتل الجماعي للفتاة القاصر سيتم محاسبتهم في محكمة العدالة الاجتماعية ومجلس المرأة التابع للمحكمة، وذلك عن طريق بيت المرأة المختص بحقوق النساء، وقالت: "يجب على المنظمات النسوية والحقوقية المشاركة في محاكمة الجناة، وإدانتهم وفق قانون المرأة وإنزال أشد العقوبات بحقهم، وذلك لعدم تكرار مثل هذه الجريمة بحق المرأة مرة أخرى".
مع العلم بان المادة (17) من قانون المرأة الذي صدر في 2014 تنص على تجريم القتل بذريعة الشرف واعتباره جريمة مكتملة الأركان، تتراوح العقوبة عليها بالسجن من 3 إلى 20 عاماً . كما تعاقب المادة المذكورة الشريك بالجريمة بالحبس لمدة تصل إلى 9 سنوات.