نظمت النساء في غرب كردستان أنفسهن عام 2005، واستمر تنظيمهن تحت مضلة اتحاد ستار حتى عام 2016، وفي 15 كانون الثاني 2016 اطلق هذا الاتحاد على نفسه اسم منسقية مؤتمر ستار وذلك في مؤتمره الدوري السادس، وأصبحت هذه المنسقية خلال فترة وجيزة، المظلة المشتركة للنساء في معظم شمال وشرق سوريا.

نظم اتحاد ستار نفسه قبل الثورة في روج افا بحزم بين النساء ضد السياسات والنهج القمعي للذهنية الذكورية للنظام البعثي، ولم يتخلى عن كفاحه ضد هذا النظام بالرغم من كافة الضغوطات والقمع التي كان يمارسه ضده.

وعقد اتحاد ستار مؤتمره الثاني بمشاركة 65 امرأة في قرية أمسي في قامشلو وقاد الثورة بالخبرات والتجارب التي اكتسبه خلال نضاله؛ كما نظم نفسه عندما لم يكن  يملك ترخيصا، داخل المجتمع، حتى بداية مرحلة الثورة ومعها أصبح مؤسسة عامة ورسمية شرعية، وأخذت هذه المؤسسة زمام المبادرة في تنظيم النساء اللواتي كن رياديات للثورة، وارتقت إلى دور قيادي في تنظيم المقاتلات، وجعلت آلاف النساء يشاركن في الأنشطة الاجتماعية والسياسية.

تأسيس نظام مستقل للمرأة

بدأ عمل حركة المرأة في غرب كردستان بتأسيس اتحاد ستار واستمر بلا هوادة مع منسقية مؤتمر ستار، حيث  تم توسيع وإثراء النضال من أجل تحرير المرأة، الذي تم  خوضه في مناطق روج افا بخبرة وإنجازات اتحاد ستار، مع تأسيس مؤتمر ستار.

أنشأت منسقية مؤتمر ستار، بتنظيمها السياسي والاجتماعي الذي اسسته بنفسها، نظاماً نسائياً مستقلاً في العديد من مجالات النضال، كما رسخت نموذج الرئاسة المشتركة الذي أنشأه القائد عبدالله اوجلان للمشاركة المتساوية للمرأة في جميع مناحي الحياة في غرب كردستان.

ودخل نظام الرئاسة المشتركة حيز التنفيذ في المؤتمر الخامس لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) عام 2012، من قِبل صالح مسلم وآسيا عبد الله.

مؤتمر ستار يتحول الى نموذج يحتذى به في الشرق الاوسط

نظمت منسقية  مؤتمر ستار نفسها تحت شعار " لن يتحرر المجتمع ما لم تتحرر المرأة" منذ عام 2016، وتطورت بفراسة فكر المجتمع الحر، النضال من اجل حرية المرأة، الديمقراطية والمجتمع البيئي ضد  الذهنية  الاستبدادية التي تسيطر عليها الدولة ويهيمن عليها الذكور؛ واتخذت مشروع سوريا الديمقراطية، روج افا الحرة من اجل حياة حرة المتسق من فلسفة الأمة الديمقراطية للشعوب، اساساً لها، وقدمت للمجتمع نموذج الأسرة الديمقراطية على أساس مبادئ التعايش الحر، ضد البنية الأسرية القائمة على التحيز الجنسي والإقطاعي التي تسعى للسيطرة على المنطقة؛ كما تسعى إلى خلق عقلية قائمة على الدفاع عن النفس في إطار قيم سلمية وديمقراطية ومتسامحة وشاملة على عكس مفهوم الدولة القومية لتقسيم المجتمعات وحكمها، وبعيداً عن القومية والطائفية والعسكرة والتمييز على أساس الجنس، كما تتخذ من العقود الاجتماعية القائمة على الأخلاق الاجتماعية ووفقاً لمطالب المجتمعات، اساساً لها، بدلاً من مفهوم القانون المنصوص عليه في قوانين الدول؛ وتحث منسقية مؤتمر ستار على نموذج للحياة يسمح للمرأة بالتعبير عن نفسها بسهولة في السياسة والحماية الذاتية،  في كافة مجالات الحياة من العدالة إلى الاقتصاد ومن الصحة إلى الفنون، حيث تركز على تنظيم  وتدريب المرأة والسعي من أجل الحرية والمساواة.

وافتتحت منسقية مؤتمر ستار التي تتقدم بعزم لتصبح نموذجاً في الشرق الأوسط، مكاتب تمثيلية في كل من المنطقة وأوروبا،  لتكون قادرةً على  توسيع اعمالها، كما لديها مكاتب في جنوب كردستان ولبنان، وتقوم بتنظيم نفسها في أوروبا، وخاصة في ألمانيا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وهولندا، وكذلك في العديد من البلدان الأخرى.

الكومينات، الاكاديميات، المجالس، والجمعيات

وتنظم منسقية مؤتمر ستار نفسها في الكومينات والمجالس والأكاديميات والجمعيات واللجان من خلال 12 لجنة وعلى رأسها لجنة التعليم والأكاديميات، اللجنة الاجتماعية، اللجنة السياسية، لجنة العلاقات والتحالفات، لجنة الدفاع عن النفس، لجنة القانون والعدالة، اللجنة الاقتصادية، لجنة المالية، لجنة الثقافة والفنون، لجنة الصحافة، لجنة الصحة ولجنة البيئة؛ حيث تأسست هذه اللجنان من اجل تنظيم كافة مجالات الحياة المجتمعية، وكل لجنة تعمل بالتنظيم والانضباط  الخاص بها، ويتم تنفيذ الاعمال وفقاً للاحتياجات المطلوبة.