أدلت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، ببيان، وذلك في ملعب شهداء 12 آذار بمدينة قامشلو، وأكدت على السعي المستدام لتنظيم وحماية أنفسهن وتوحيد صوتهن ومواقفهن تجاه كل من يعادي مسيرة حرية المرأة، وجاء في نصه:
"بيان إلى الرأي العام
تحت شعار" ضد كافة أشكال العنف والاحتلال"
المرأة – الحياة - الحرية
يصادف الخامس والعشرون من كل عام، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ليكون جواباً لما شهده ذاك اليوم أشد أنواع التعنيف، وليكون ردنا برفع أصواتنا الحقة ضد عقلية الأنظمة الاستبدادية والذهنية الذكورية السلطوية والرأسمالية، التي تحاول النيل من إرادة المرأة وتهميش دورها وإمحاء وجودها، وطعن مقاومتها العظيمة التي لا تزال مستمرة من أجل تحقيق الحياة الحرة، ونيل الحقوق المشروعة الخاصة بها على مر تاريخ البشرية. شهد الخامس والعشرون من تشرين الثاني حادثة اغتيال الأخوات ميرابال عام 1960 اللواتي قدن كفاحاً فريداً، ضد طغاة العصر وظلم الرجل المستبد، حتى أصبحن قدوة حقيقية وآمالاً ونبراساً لجميع النساء المناضلات في العالم، وعلى إثر ذلك نستذكر كافة شهيداتنا اللواتي ضحين بأرواحهن لنحظى بوقفة المرأة القوية الصامدة، وكل خطوة نخطوها نحو التقدم والازدهار هي بفضل تضحياتهن وبصماتهن التاريخية التي سيذكرها العالم على مدى العصور.
باسم الحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، نحيي كل النساء اللواتي يتصدين للعنف الذكوري، وأولئك اللواتي يقمن بالريادة للنضال ضد الفاشية والاحتلال، وأثبتن أنهن قادرات على الإطاحة بسياساتهم.
كما نحيي النساء الكردستانيات والصديقات اللواتي صعدن دفاعهن الذاتي ضد عنف الرجل والدولة في الأجزاء الأربعة من كردستان، ونحيي أيضاً كل المعتقلات السياسيات اللواتي يتصدين للعزلة والتعذيب ولأحكام الإعدام بحقهن في سجون النظام الإيراني وكل الدول الأخرى، وكل اللواتي يدافعن عن أرضهن ضد الاحتلال بدءاً من ساحة الثورة روج أفا شمال وشرق سوريا إلى العالم، وكل المناضلات اللواتي صدحت حناجرهن بشعار Jin Jiyan Azadî .
نحن أمام واقعٍ يبسط للعيان؛ أن الذهنية الرجولية المهيمنة لن تتراجع عن أهدافها بل إنها تعيد انتاج نفسها بنحوٍ أسرع وأعنف، حيث نرى أن الذهنية الأبوية ونظامها الذكوري يصعدان من إبادة النساء، بالتوازي مع تصعيد النضالات النسائية من أجل المساواة والحرية في كل أنحاء العالم.
كما أننا في هذا اليوم بالذات؛ نجدد عهد مسيرتنا النضالية ضد كافة الانتهاكات أو الممارسات الوحشية التي ترتكب بحق المرأة، الأمر الذي زاد من تعميق معاناة المرأة التي ما تزال مستمرة في ظل الصراعات والحروب الدائرة في جميع دول الشرق الأوسط والعالم كـ (سوريا -العراق – ايران-تركيا-أفغانستان-ليبيا-فلسطين).
ففي سوريا ومع دخول أزمتها عامها الثالث عشر، ما زالت المرأة السورية تناضل وتكافح ضد كافة أشكال العنف والظلم، وتدافع عن حقوقها وحريتها من خلال التنظيم والإرادة الصلبة وتضافر الجهود النسوية التي بدأتها من ثورتها في روج أفا وشمال وشرق سوريا حتى تتوسع وتلقي بظلالها على كافة أرجاء سوريا والمنطقة والعالم.
وبالرغم من الإنجازات التي حققتها المرأة، إلا أن سياسات النظام البعثي والاحتلال التركي والفصائل الداعمة له، ما زالت تشكل خطراً على واقع النساء، حيث تتعرض بشكل شبه يومي لأساليب القمع والإبادة، وخاصة في المناطق المحتلة (عفرين، سري كانيه، كري سبي)، ومناطق جرابلس -إعزاز-الباب -إلى جانب ارتكابها المجازر وجرائم الحرب، باستهداف الشخصيات القيادية الوطنية والسياسية.
إن استمرارية سياسة الذهنية السلطوية الذكورية بكافة أنماطها وأساليبها لا تزال تسعى إلى ترسيخ مفاهيمها بين المجتمع، مستندة في ذلك على إبادة المرأة التي تقتل بذرائع وحجج الشرف، وتغتصب وتسلب وتنتهك كافة حقوقها، وهي من تدفع الثمن غالياً وتقع ضحيةً للعادات والتقاليد السلبية التي أنتجتها الأعراف الجنسوية والمواريث الاجتماعية والدينوية.
أمام كل هذه التحديات والصعاب، إننا في منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، سنستمر في النضال والكفاح ضد كافة سياسات الأنظمة الاستبدادية، ونرفع من وتيرتنا النضالية والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المرأة، ونؤكد على سعينا المستدام لتنظيم وحماية أنفسنا وتوحيد صوتنا ومواقفنا تجاه كل ما يعادي مسيرة حرية المرأة.
كما أننا نؤكد على مساندتنا لنساء روجهلات كردستان –إيران في انتفاضتهم التي اتخذت من شعار المرأة الحياة الحرية أساساً لها، والتواصل مع جميع نساء العالم لتحقيق التضامن والتكاتف والوحدة عبر مقاومة ورؤية نضالية مشتركة، من أجل إنهاء كافة أشكال العنف، ورفع الظلم الممارس بحق المرأة على أسس ومبادئ العيش المشترك، ضمن إطار ديمقراطي ودعم ومساندة كافة النساء في المنطقة والعالم.
وعلى هذا الأساس نعلن عن بدء حملتنا لعام 2023 بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتحت شعار" ضد كافة أشكال العنف والاحتلال “المرأة – الحياة – الحرية".
وتبدأ فعالياتنا من 13/ تشرين الثاني حتى 25/ تشرين الثاني على الشكل التالي:
من 14الى 19 الشهر سيتم إعطاء محاضرات في الكومينات والقرى والمخيمات والمؤسسات.
18 الشهر بقيادة قوات حماية الجوهرية للمرأة القيام بمسيرة على مستوى إقليم الجزيرة.
تدريبات مفتوحة في جميع النواحي للرجال على مدى 3 أيام.
24 الشهر سيتم إطلاق حملة هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي.
عقد ملتقيات وندوات حوارية على المستوى السوري والشرق الأوسط وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
عرض مسرحي تحت عنوان " كفى للعنف" في جميع مناطق شمال وشرق سوريا.
القيام بسلسلة من الزيارات لقرية المرأة (جينوار).
توزيع بروشورات تعريفية عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
سيتم تنظيم مسيرة بدرجات الهواىية للمرأة الشابة وسترفعن شعارات مناهضة للعنف والاحتلال من خلالها.
إقامة معارض للرسم لهلال زيرين على مستوى شمال وشرق سوريا وذالك في 14 من الشهر الحالي
قيام كل حركة أو تنظيم نسائي بفعالياته المتنوعة حسب برنامجها الخاص.
تنظيم مسيرات جماهيرية على مستوى المقاطعات في شمال وشرق سوريا.
تحية للأرواح الطاهرة؛ لضحايا العنف ضد المرأة وكل النساء اللواتي كافحن وناضلن من أجل الحرية والمساواة والسلام، في أي مكان من العالم، ونحيي ذكراهن بإجلال وإكرام.