توافد المئات من أهالي مقاطعة الجزيرة ونواحيها ومدنها، بالإضافة إلى حضور شخصيات من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ووجهاء العشائر وعضوات التنظيمات النسائية، إلى مزار الشهيد دجوار في مدينة الحسكة، للمشاركة في مراسم تشييع جثمان القيادية والمناضلة الثورية زلال زاغروس (الاسم الحقيقي فريال خالد) التي اغتيلت في 18 كانون الثاني في كركوك.

انطلق موكب التشييع الذي ضمّ عشرات السيارات المزينة بصور الشهيدة زلال زاغروس من أمام مجلس عوائل الشهداء وتوجّه إلى مزار الشهيد دجوار في قرية الداودية بمدينة الحسكة.

ولدى وصول الموكب إلى المزار، بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقت فاطمة علي كلمة باسم مجلس عوائل الشهداء، وقالت إنّ أيدي الغدر، وبتواطؤ من الخونة، طالت الشهيدة زلال التي انضمت إلى قافلة المئات من الشهيدات المناضلات والسياسيات.

عاهدت فاطمة علي بمتابعة مسيرة الشهيدة زلال والانتقام لدمائها الطاهرة.

بعد ذلك، ألقت إدارية مؤتمر ستار لالاشين حسكة كلمة باسم المؤتمر، بيّنت فيها أن الشهيدة زلال زاغروس ناضلت في سبيل في الحفاظ على نهج المرأة الحرة، وحذرت من أن مكتسبات ثورة روج آفا في خطر من كافة الاتجاهات "ولهذا يتطلب الحفاظ عليها بالكدح والدماء".

وذكّرت بنضال الشهيدة زلال الممتد على مدار أكثر من 31 عاماً، انطلاقاً من روج آفا وصولاً إلى جبال كردستان الحرة، وقالت إنّ الشهيدة زلال لم تفرّق بين أي بقعة من أرض كردستان، ولم تتوانَ لحظة واحدة عن بذل المزيد من الجهد والعمل منذ انضمامها إلى حركة حرية كردستان.

وفي كلمة باسم ذوي الشهيدة زلال زاغروس، قالت منور خالد: "لها تاريخ طويل من النضال، وكانت امرأة مناضلة مبتسمة على الدوام، ومحبة للعائلة".

وأشارت: "أوصتنا الشهيدة بالحفاظ على مكتسبات ثورة روج آفا والشهداء حتى النهاية، وكانت تقول دائماً يتطلب منا سعي كبير من أجل تحقيق الحرية للمرأة".

وأكدت منور خالد أن العدو كان يتخوف من قوة الشهيدة زلال، ولهذا اغتالها في كركوك، وعاهدت بالسير على خطاها حتى الوصول إلى الحرية.

كما ألقيت كلمة باسم مجلس تجمّع نساء زنوبيا، من قبل عضوة منسقية التجمّع شيرزاد جاسم، تقدمت فيها بالعزاء لذوي الشهيدة زلال ولرفيقاتها المناضلات والقياديات وجميع حركات المرأة.

وطالبت شيرزاد جاسم "المنظمات الدولية والحقوقية بالتحرك سريعاً والضغط على الأطراف المعنية لتحمّل مسؤوليتها والتحقيق في هذه الجريمة البشعة ومحاسبة المسؤولين عنها"، وعاهدت بمتابعة مسيرة نضال الشهيدة زلال والحفاظ على مكتسبات ثورة المرأة وتحرير كافة المناطق المحتلة.

بعد الانتهاء من الكلمات، قرأت عضوة مجلس عوائل الشهداء كولجين أحمي وثيقة الشهيدة زلال زاغروس وسلمتها إلى ذويها، ليوارى جثمانها الثرى وسط زغاريد الأمهات وهتافاتهن.