مقاومة عفرين تحوي بداخلها حقيقة ثقافة المرأة

اكد القائد عبدالله اوجلان في كتاباته ان عصر الحضارة الديمقراطية هي عصر حضارة المرأة واكد ايضاً ان الحضارة الدولتيه هي عقلية نظام الرجل المتسلط ،من خلال هذه البراهين يتوضح ان الحرب التي تدور في عفرين هي حرب مابين ثقافة الرجل وثقافة المرأة.

غد فكر ونموذج الحداثة الديمقراطية وحرية المرأة محل دهشة العالم بأجمعه واصبح يشكل نموذجاً ومثالا ذو معنى كبير وحين ننظر الى عفرين من نافذة الجينولوجيا والذي يكون وفقاً للكثير من المعلومات المؤثرة من المدن التي استهدفتها الحضارة الدولتيه مثل سري كانيه اذا يشكل تل حلف عصب وأساس الثقافة النيوليتية الموصل موطن سميراميس والتي سمت نفسها عشتار شنكال التي تحمي وتدافع عن جوهر المرأة المقاومة كوباني التي استضافت حضارة قرقميش وغدت موطناً لـ كوبابا واخيراً عفرين التي غدت موطناً لملكه الهوريين بودوهبا.

و رغم ان الرجل سيطر على الحكم في هذه المدن الا اننا نعثر على اثر معتقدات المرأة الالهة التي ناضلت وكافحت لتحمي وجودها واصبحن رموزاً للمرأة المقاومة حتى العصور المقبلة وخاصة عفرين التي لا تزال ثقافة الالهة المقاومة سائدة فيها وهي ثقافة عشتار واثرها المتبقي الى يومنا هذا بل وهذه المدن التي بأسماء النساء في التاريخ.

لم يكن هجوم داعش عليها لتدميرها محل صدفة عفرين المدينة التي تعرضت لهجوم الدول المحتلة هذه المدينة التي تمثل الثقافة المقاومة والمرتبطة بأصل جغرافيتها، عفرين التي احتضنت ثقافة عشتار المحورية والمرتكز للمجتمع النيوليتي ولثقافة الهوريين والمياتنيين والاريين في الشرق والتي لا تزال اثارهم ومعالمهم راسخة في عفرين مدينة عفرين التي سطر اسمها في كل الميادين ، الطبيعة والتاريخية ، والحياة والمجتمع وجوهرها الظاهر في ملامح وجهها المدينة الأولى التي ظهرت فيها الطبيعة ناصعة جلية عفرين التي حسب المنظومات النسوية فيها تسعة أماكن مقدسة واضرحة باسم النساء من اصل 90 تلة و9 وديان و7 مدن وكل بلدة تحتوي على 52 قرية

وفي التاريخ يبدو واضحاً الطبيعة العفرينية المقدسة، والتي هي رمز المقاومة والمرأة، جندريسه، المرأة تغازل مدينة جندريسه تلفت الانتباه اليها بأسمها وتوجد هناك العديد من الاثار اثار الثورة الأولى للمرأة التي تحب فيها المرأة الزراعة الريفية يقال ان اسمها يأتي من ام حمت زراعتها و جغرافيتها حيث توضح الام بأن مفردة (جن)باللغة الكرمانجيه تأتي بمعنى المرأة و (دريسه) الغزل

حماية عفرين هي حماية ثورة المرأة

الاثار الهورية، والحثية، الرومانية، البيزنطية والعثمانية التي تظهر في عفرين تدل على ان الحضارة الدولتيه هاجمت هذه الأرض في كل عصر ولكن من الناحية المجتمعية، المعتقدات الطقوس الرموز الحكايا والتقنيات النيوليتية تدل على انه رغم كافة الهجمات استطاعت عفرين ان تحمي جوهرها الى يومنا هذا، الجوهر الوجه التاريخي لمقاومة عفرين المستمد على هذا المبدأ الذي يؤكد ان عصر الحضارة الديمقراطية هو عصر حضارة المرأة.

أوصلت عفرين من خلال اليوم العالمي للمرأة رسالة انتفضوا لأجل عفرين ، هذه الرسالة لها معنى كبير الان عفرين تحت شعار حماية عفرين هي حماية ثورة المرأة و تنادي جميع نساء العالم تكشف مقاومة عفرين ان المعلومات الموجودة هي ذاكرة الحضارة الدولتيه والتي هي ضد المرأة العفرينية التي تحمي الكثير من المعالم المجتمعية والتاريخية المستندة الى الحضارة الديمقراطية ،والتي أظهرت في 58 يوم مقاومة لا مثيل لها ضد اكبر ثاني جيش في الناتو من خلال افيستا خابور وبارين كوباني اللتان قادتا هذه المقاومة

وهي ثاني مدينة في ثورة روجافا، بعد كوباني أعلنت عن حريتها وتحررها من النظام البعثي واستطاعت تنظيم نفسها.

في بداية الثورة نظمت المظاهرات والنشاطات بقيادة النساء وهذا كان جوابهن الذي انتظر الاف السنين بقيادة وبطولة نساء موباتا، وبعد تأسيس طابور الشهيدة روكان انضمت النساء بشكل أكثر للثورة والشهيدة الأولى في روجافا كانت الشهيدة سلافا والتي كانت حاضرة في هذ المقاومة

مقاومة عفرين التي تحوي في داخلها حقيقة ثقافة قوية، لها معنى كبير في الاصالة التي تجسدت من خلال بطولة وقيادة افيستا خابور والتي تدل على اصالة عفرين والتي أوصلت رسالة الى جميع العالم في مواجهة الذهنية الذكورية والحداثة الرأسمالية لذلك عصر الحضارة الديمقراطية هو عصر المرأة وحرية المرأة

شاركت النساء الكرديات في المقاومة الكردية منذ أوائل عام 2011 عندما تم تأسيس YXG المختلط من الجنسين، ثم أعيدت تسميته لاحقًا YPG في عام 2012. تأسست YPJ في 3 أبريل 2013 مع أول كتيبة تشكلت في جندريسه. جميع المقاتلات اللواتي كن في السابق جزءًا من وحدات YPG المختلطة اصبحن أعضاءً في YPJ تلقائيًا. في البداية، كان هناك كتيبة واحدة فقط من YPJ في كل من الكانتونات الثلاثة في روجافا، ولكن تم إنشاء الكتائب بسرعة في كل حي، مما أدى إلى توسيع نطاق التنظيم. اعتبارًا من أواخر عام 2014 ، كان لدى YPJ أكثر من 7000 مقاتلة متطوعة تتراوح أعمارهن بين 18 و 40 عامًا. بحلول نوفمبر 2016، ارتفع عدد مقاتلات YPJ العرب والكرد إلى 20.000. اعتبارًا من مارس 2017، تم الإبلاغ عن أن المجموعة تضم 24000 عضوة

ومع اعلان الإدارة الذاتية بدأت اللجان والمؤسسات بتنظيم انفسهم وشكلت وحدات حماية الشعب وبجانبها شكلت قوى الامن الداخلي (الاساييش) وذلك لحماية الشعب تم افتتاح مركز قوى الامن الداخلي في مركز مدينة عفرين وافتتحت مراكز تابعة لها في كل من نواحي عفرين وبذلك كانت عفرين مدينة تحتوي بداخلها الامن والاستقرار ولدى افتتاح المؤسسات واللجان التابعة للإدارة الذاتية لإقليم عفرين المتمثل بفكر القائد عبدالله اوجلان ، أدى ذلك الى توسع تنظيم المرأة في شمال وشرق سوريا وكان على أساس تفعيل دورالمرأة في المجتمع الرجعي والمتسلط الرجولي وبذلك كان للمرأة دور مهم في مدينة عفرين والتي تحتوي على جميع المكونات من خلال تفعيل مؤسسات نسوية وحركة المرأة وتنظيم المرأة العسكرية لحماية الأرض والنساء

وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للأنباءANF لقاء مع عضوة منسقية مؤتمر ستار شيرين حسن والتي استهلت حديثها بالقول " الجميع يدرك بأن عفرين معروفة بجبالها وطبيعتها وعندما يكون الانسان والطبيعة معا فيكون هناك تأثير كبير على الانسان يصبح هناك ترابط روحي ، نساء عفرين معروفة بارتباطهن بالطبيعة ، فعندما يكون الانسان مرتبط بالدرجة الأولى مع الطبيعة والزراعة والصناعة سيكون له دور في المجتمع فخصوصية نساء عفرين معروفة بارتباطها بالطبيعة ، فالنساء التي تتعايشنا مع الجبال تملكن بداخلهن روح من المقاومة وكيفية الاستمرار في المقاومة مقابل جميع الصعوبات التي تتعايش معها ، جميع السياسات التي مورست على مدينة عفرين منذ التاريخ وبالاخص من قبل النظام السوري الذي أراد ابعاد أهالي عفرين عن الطبيعة وبناء مجتمع يتماشى مع ثقافتهم وسياستهم ، لكن بفضل ارتباط المرأة بارضها وثورتها كانت هذه الاسباب كافية لارتباط أهالي عفرين بثقافتهم وارضهم وحمايتها وحماية اللغة الكردية رغم ان النظام البعثي كان لديه محاولات عديدة لإمحاء اللغة الكردية وابعاد الأهالي عن لغتهم الام فالمرأة العفرينية هي التي كانت تحمي ثقافتها و ارضها

وأضافت شيرين "أن المقاومة التاريخية التي أبداها أهالي عفرين كانت مقاومة اسطورية امام ثاني قوة في حلف الناتو رغم وحشية الهجوم الذي كان يحصل واكبر دليل على هذا التمثيل بجثمان الشهيدة بارين كوباني والتي كانت رسالة لاهالي عفرين وبالأخص للمرأة العفرينية ان الهجوم الذي يحصل الان في عفرين ليس هجوم من اجل جغرافية عفرين بل هي لانهاء ثقافة المرأة العفرينية وأرادوا من خلال هذه المقاطع التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كسر ارادة المرأة ، لكن ورغم كثرة الهجمات العنيفة على منطقة عفرين فقط كانت مقاومة النساء عالية وكانت بمثابة جواب للاحتلال التركي ومنها الشهيدة افيستا خابور ومن خلال العملية الفدائية التي قامت بها امام الذهنية الذكورية والمتسلطة والتي تريد ان تجعلنا كعبيد واحتلال ارضنا ،لكن الشهيدة افيستا خابور ومن خلال العملية الفدائية التي قامت بها رفعت من وتيرة النضال للمرأة العفرينية فرغم الهجمات العنيفة كانت المقاومة تاريخية ، نرى الان ما يحدث للمرأة العفرينية داخل منطقة عفرين المحتلة من قبل المرتزقة والاحتلال التركي من حالات قتل واغتصاب وارتكاب جميع صنوف الانتهاكات بحقها

وفي الختام قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار شيرين حسن "أن استمرار المقاومة في مناطق الشهباء هي استكمال لمقاومة عفرين ومحاولة لإعادة نضال المرأة العفرينية فلقد أسست المرأة العفرينية مرة أخرى نفسها داخل الشهباء وتم افتتاح مؤسسات المرأة، وحماية المرأة و وسعت المرأة العفرينية تنظيمها مرة أخرى من خلال افتتاح مؤسسات في جميع النواحي وإعطاء التدريبات لكافة النساء واحتضان النساء من جميع المكونات العرب الكرد التركمان وهذا قد غير من تفكير النساء العربيات المتواجدات في مناطق الشهباء المتمثل في العادات والتقاليد البالية التي قد اثرت على المرأة سلباً فأن مشروعنا قد اعطا جميع النساء حقهم في الحياة والوصول الى حريتهم ونحن كنساء عفرين مستمرات في المقاومة لغاية تحرير عفرين وجميع المناطق المحتلة وجميع النساء اللواتي يتعرضن للعنف .