أكدت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، عبر بيان، أن القائد عبد الله أوجلان أظهر للمرأة طريق الحرية والسلام بشكل هادف للغاية، وورد فيه: "يجب المطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان في فعاليات يوم 8 آذار، إن النضال التحرري للمرأة في القرن الحادي والعشرين يرتبط ارتباطاً مباشراً بنموذج القائد أوجلان ونهج حرية المرأة".
وجاء في البيان الذي نشرته منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الكادحة، 8 آذار، بعنوان "من أجل النساء اللواتي يسرنَّ نحو ربيع المرأة مع 8 آذار" ما يلي:
"إننا نستقبل الثامن من آذار من جديد، في ظل الحروب المتواصلة والمجازر التي تتعرض لها النساء ومع نضال المرأة الذي يشرق كالشمس في مواجهة هذا الظل، وتمنح المرأة الأمل وتزين الحياة مثل بشرى الربيع في مواجهة الذهنية والنظام الذكوري المسيطر اللذين يحاولان القضاء على المرأة والشعوب.
لا يمكننا حصر النضال التحرري للمرأة في يوم واحد، ولكن، في يوم مثل الثامن من آذار، حيث احترقت وقُتلت المئات من النساء فيه، فإن المسؤولية الأكبر الملقاة على عاتقنا هي تحويل هذا اليوم إلى يوم انبعاث وأن نعمل ضمن هذا الإطار في كل يوم.
وعلى الرغم من عدم إعلان الحرب العالمية الثالثة بشكل علني ضد النساء، إلا أنها حرب سرية وتُدار على هذا النحو، ومهما حاولوا إخفاء هذه الحقيقة بآلاف الأكاذيب والحيل والمكائد، فإن الوضع الراهن هو حالة حرب ضارية، ولهذا السبب، فإن نضال المرأة في الوقت نفسه هو نضال للدفاع عن النفس في مواجهة هذه الحرب.
كما إن أمريكا والدول الأوروبية والعديد من بلدان العالم الأخرى التي ليست في حالة حرب ملموسة ضد أي دولة في الوقت الحالي، لكن عندما ننظر إلى إحصائيات قتل النساء والاغتصاب والقتل والاستغلال في أماكن العمل، فإننا نواجه أرقاماً للخسائر لم تحصل حتى في فترات الحرب، ولا يمكن تعريف هذه الإحصائيات بعبارة أخرى إلا بحرب ضارية.
وعلاوة على ذلك، ومع اشتداد الحروب بين الدول القومية والحروب الأهلية في السنوات الأخيرة، يبرز هذا الوضع أمامنا في مستويات أكثر خطورة، كما إن الحروب الدائرة في كردستان وروج آفا وفلسطين وأوكرانيا والسودان واليمن ونيجيريا وأفغانستان وإيران وأذربيجان وأرمينيا وفي العديد من البلدان التي لم نذكر أسماءها، ترفع مستوى المجازر ضد النساء إلى مستوى أعلى، وبالطبع، تخوض المرأة نضالها في كل بلدان العالم ضد هذه الأمور، ولو على مستويات مختلفة، وكل هذه النضالات ذات معنى ولها أهمية كبيرة.
ومع ذلك، فإن ذهنية الحرب العالمية الثالثة في الواقع يجري تنفيذها كذهنية السيطرة الذكورية، ويفعلون بكل ما في وسعهم لسحق النساء والنضال في كل مكان، ولهذا السبب، فإن يوم الثامن من آذار هو يوم يحظى بالكثير من المعنى والأهمية، كنساء، وفي مواجهة هذه الحقيقة للحرب الحالية التي تنهب العالم وتدمره، لا ينبغي لنا كنساء أن نعتبر حدود الدول القومية بمثابة عائق أمامنا وعلينا تجاوزها وأن ندعم بعضنا البعض، وأن نصرخ بآلامنا بصوت أعلى وأن نبلغ قوة النضال التنظيمي، وقاومنَّ ضد الحرب التي أطلقتها الدول ذات الذهنية الذكورية، وضد النظام العالمي ذو الذهنية الذكورية الذي انطلق ضد جميع النساء والشعوب، ونظمنَّ أنفسكن ومجتمعاتكن وعملنَّ على تحديد ذلك الأمر على أنه نضال السلام في يومنا.
إن ذهنية الحرب العالمية الثالثة المرتبطة بالقومية والتمييز الجنسي والتدين والعولمة تشن الحروب وتديرها في سياق ذلك الأمر، وتعمل هذه الذهنية على تدمير كل الأماكن التي تتواجد فيها، ولهذا السبب أيضاً، يجب تطوير الذهنية والنضال السلمي للمرأة في يومنا الحالي ضد كل أنواع النزعة القومية والدينية والتمييز الجنسي والعولمة بناءً على أسس ديمقراطية والنموذج البيئي والتحرري للمرأة، ويجب علينا أن نصعد النضال ضد القومية بالأمة الديمقراطية، وضد النزعة الدينية بالمعتقد الديمقراطي، وضد التمييز الجنسي بالحياة الحرة والمتساوية، وضد العولمة بعلم المرأة والعلم الحر، وإعلاء مستويات نضالنا في هذا السياق.
وقد أظهر القائد أوجلان، الذي يعيش في الأسر في ظل أشد الظروف قسوة في إمرالي منذ 25 عاماً، لنا نحن النساء الطريق إلى الحرية والسلام بطريقة هادفة للغاية، وينبغي في الوقت نفسه أن تكون فعاليات هذا العام في الثامن آذار في سياق الدعوة إلى الحرية الجسدية للقائد أوجلان وتبنيها، ويرتبط النضال التحرري للمرأة في القرن الحادي والعشرين ارتباطاً مباشراً بنموذج القائد أوجلان وخط حرية المرأة.
وعلى الرغم من أننا نترك الربع الأول من القرن الحادي والعشرين خلفنا رويداً رويداً، إلا أن نضال المرأة يجب أن يطور الذهنية الاستراتيجية للسلام، بإيديولوجيته وسياسته وتنظيمه ونضاله ودفاعه الذاتي، وينبغي علينا أن نستذكر في الثامن من آذار، أسماء جميع النساء اللواتي تعرضنَّ للقتل، وأن نتغلب على العقبات مثل الحدود وأن نضم أصواتنا وندعم ونظهر التضامن مع بعضنا البعض من خلال ذهنية الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية، وعلينا أن نرفع أصواتنا في كل مكان ضد هذه الحرب التي تدمر النساء والمجتمعات، ولنعمل على فضح اعتداءات بوكا حرام ضد النساء في نيجيريا، واعتداءات طالبان في أفغانستان، واعتداءات نظام الشريعة في إيران وفاشية حزب العدالة والتنمية في تركيا، وكذلك ضد الاغتصاب والقتل والتعذيب واستغلال الجهد والإيذاء الجسدي والإهانات المرتكبة ضد النساء في كل من السودان واليمن وأوكرانيا وأرمينيا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك وتشيلي وفي كل بلدان العالم، ولنعمل على تعزيز وحدة نضال النساء.
وتقوم الدولة التركية بشن الهجمات ضد ثورة المرأة في روج آفا بانتقام شديد، وتقتل النساء اللواتي يخضنّ النضال التحرري في كل من شنكال ومخمور وجنوب كردستان وشمال كردستان وحتى باريس، وتواجه النساء يومياً عمليات التعذيب الشديدة والقتل في عفرين وسري كانيه ومناطق ثورة المرأة التي تحتلها الجمهورية التركية الفاشية، وفي شمال كردستان، هناك محاولات جارية ضد مكتسبات المرأة بكافة أنواع أساليب الحرب الخاصة والجسدية للاستيلاء عليها وتصفيتها، وقد امتلأت السجون بالنساء اللواتي يخضنَّ النضال، كما أن المزارات مليئة بالنساء اللواتي قُتلن على يد رجال من أمثال أردوغان، ويجب في الثامن من آذار فضح أردوغان والذكورية القبيحة التي نشرها في المجتمع في كل مكان، ويجب مقارعة الذهنية الفاشية والذكورية بعدالة المرأة، كما ينبغي علينا فضح وإدانة الدولة الإيرانية التي تعدم النساء وتمارس التعذيب عليهن وتسجن أجسادهن، ونظام طالبان في أفغانستان، وهيكلية مرتزقة بوكا حرام، وسلطة الدولة الذكورية التي تمهد الطريق أمام نشوب كل الحروب والقمع، والنظام الرأسمالي الذي يحول النساء كل أنواع السلع.
وينبغي علينا من خلال شعار "المرأة، الحياة، الحرية" محاكمة الذكورية المهيمنة بعقل المرأة وعدالتها في كل مكان، من خلال السير نحو ثورة المرأة بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، يجب علينا أن نثور ضد هذا النظام الرأسمالي الذي يذوي الحياة ويدمرها بكل إصدارته الفاشية، وضد هذا النظام الذكوري الذي يستغل حتى خلايانا، فكل الشوارع والمدن والقرى والجبال والمصانع والحقول وكل الأماكن لنا، فهي موطن بنائنا وانتفاضتنا.
فالمرأة تُحيي وتنير الحياة بانتفاضتها وبمعايير الرفض وبمعرفة الحياة الحرة وبنائها، وبمناسبة يوم الثامن من آذار، فإننا ندعو جميع النساء اللواتي أعدنَّ بناء الحياة من جديد بانتفاضتهن، إلى جعل العالم كله ساحة للانتفاضة والبناء، وتعزيز رفاقية المرأة في هذا الوطن وتوسيع نطاق النضال".