مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا يطالب المجتمع الدولي بوقف مشروع تركيا الاستيطاني في عفرين

أصدر مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، اليوم الثلاثاء (25 أيّار)، بياناً أدان فيه المشروع الاستيطاني الذي تنفّذه دولة الاحتلال التركي في ريف عفرين المحتلّة وبتمويل قطريّ وكويتيّ وأوروبي مطالباَ المجتمع الدولي بوقف هذا المشروع.

أدان مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا المشروع الاستيطاني الجديد الذي تنفذه تركيا في قرى مقاطعة عفرين بدعم من جمعيات قطرية وكويتية وأوربية تدعي أنها جمعيات خيرية مدنية، وقال المجلس "بأنها لا تمت للعمل الإنساني والمدني بأي صلة".

وجاء في نصّ البيان:

"تستمر الدولة التركية واستكمالاً لمشروعها التوسعي في السيطرة على المنطقة بتنفيذ مشاريع استيطانية وبشكل ممنهج ومدروس تهدف إلى التغيير الديمغرافي الكامل في المناطق التي تحتلها في سوريا ولا سيما منطقة عفرين التي تحتلها منذ أكثر من ثلاث سنوات وتستمر في ممارسة أبشع أنواع الانتهاكات بحق السكان الأصليين للمنطقة بهدف تهجير من تبقى منهم من قتل واختطاف وسلب واعتقال، ولا سيما النساء.

كما تقوم الدولة التركية والفصائل المرتزقة التابعة لها بتغيير معالم المنطقة الحقيقية وإلغاء الهوية الكردية لها من خلال فرض اللغة التركية وتدريس المناهج المؤدلجة التي تنزع نحو التطرف الديني في المدارس وهدم المعالم الأثرية لسكان المنطقة وهدم المزارات الدينية كما يحصل مع الطائفة الإيزيدية، وتقوم بمحو هوية تلك القرى والمناطق وإكراه السكان على اعتناق الديانة الإسلامية وهدم المعالم الدينية الخاصة بهم وبناء مساجد ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية التي تنص على وجوب احترام ديانة ومعتقد ووجود أي مجموعة بشرية في مناطق سكناها.

مؤخرًا قامت منظمة الأيادي البيضاء الممولة والمدعومة من الاستخبارات التركية بتنفيذ مشروع استيطاني جديد في المنطقة في قرية " شاديرا" الإيزيدية ببناء /96 / شقة سكنية لتوطين عوائل الفصائل التي تسيطر على المنطقة، فيما يعيش غالبية السكان الأصليين في مخيمات النزوح في الشهباء وباقي المناطق في شمال وشرق سوريا، والجدير ذكره ومن المؤسف أن الأمم المتحدة هي ممول رئيسي للمنظمة، حيث تم تقديم أكثر من سبعة  ملايين دولار مؤخرًا من الأمم المتحدة لتنفيذ مشاريع في الشمال السوري رغم معرفتهم بتوجهات وطبيعة هذه المنظمة، كما أن هذا المشروع الاستيطاني ممول من أكثر من 45 جمعية أخرى وقد تم بناء جامع في هذه القرية رغم أن سكانها من الطائفة الإيزيدية ويتم إكراه الأطفال في المدارس على تلقي ثقافة متطرفة مؤدلجة وباللغة التركية كما تؤكد ذلك تقارير موثقة لمنظمات حقوقية تعمل في المنطقة.

لذلك، إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا نستنكر وندين هذا المشروع الاستيطاني الجديد الذي تنفذه تركيا عن طريق منظمات وجهات مشبوهة ولا تمت للعمل الإنساني والمدني بأي صفة، كما نستنكر الممارسات المستمرة بحق النساء في عفرين والمستمرة منذ الاحتلال التركي لها ولم تتوقف رغم التقارير والمعلومات الموثقة من قبل جهات دولية مستقلة ومنظمات محلية تنشط سرًا هناك.

ونطالب المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والنسائية بالضغط على الدولة التركية لوضع حد لمشروعها الاستيطاني الاستعماري الواضح للعيان، كما نطالب هيئة الأمم المتحدة ومن موقع مسؤوليتها القانونية والأخلاقية بوقف الدعم لهذه المنظمة المشبوهة وغيرها من الجهات التي تساهم في ارتكاب انتهاكات قانونية وإنسانية في المناطق المحتلة من سوريا، إن الهيئة الدولية التي شرعت مبادئ حقوق الإنسان الدولي وقوانين ومبادئ حقوق الإنسان مطالبة بحماية هذه الحقوق ومحاسبة من يقوم بانتهاكها وتقديمهم لمحاكم عادلة بتهم ارتكابهم لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

فالازدواجية التي تتعامل بها هيئة الأمم المتحدة مع قضايا حقوق الإنسان في العالم تعد تراجعاً خطيراً لكل القيم الإنسانية والأخلاقية أمام الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية".