مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي ينظم ندوة حوارية في الحسكة

أكدت قيادات نسائية في شمال وشرق سوريا، خلال ندوة حوارية في الحسكة، رفضهن لإقصاء المرأة من الحياة السياسية والإدارية، وطالبن بوضع حد لسياسات الإقصاء والتهميش.

في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف الـ 8 من آذار، والتي تقام في شمال وشرق سوريا، هذا العام تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، نحو سوريا الديمقراطية"، نظم مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، ندوة حوارية عن دور المرأة في السياسة وأهمية الحل الديمقراطي في مستقبل البلاد.

وشارك في الندوة الحوارية التي أقيمت في منتجع مشوار بمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، 150 مندوبة، مثلن مختلف القطاعات، من أحزاب سياسية، تنظيمات نسائية، شخصيات ثقافية، وممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

وتألفت الندوة من ثلاثة محاور رئيسة، تناولت قضايا جوهرية تتعلق بالثورة، ومكتسبات المرأة، ودورها في السياسة الديمقراطية.

الأسباب والظروف الموضوعية للقيام بثورة

المحور الأول الذي تناول الأسباب والظروف الموضوعية للقيام بالثورة، أدارته الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، فيفيان بحو التي أكدت أن ن أن

المرأة كانت أساس الحياة الإنسانية منذ نشأة البشرية، وأسهمت عبر العصور في ترسيخ قيم المساواة والعدالة والحرية.

ولفتت إلى أن مقاتلات وحدات حماية المرأة (YPJ) لعبن دوراً حاسماً في التصدي لمرتزقة داعش، وأصبحن مثالاً عالمياً للمقاومة، ما دفع العديد من الباحثين والكتاب لإعداد كتب وأفلام وثائقية عن بطولاتهن.

وأوضحت أنه في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، تشغل النساء 50% من المناصب الإدارية، ويشتركن في رئاسة الإدارة، إلى جانب تأسيس مجالس ومنظمات نسوية تهدف إلى تمكين المرأة وتنميتها.

وأشارت إلى أنه رغم النجاحات، لا تزال المرأة تواجه تحديات كبرى بسبب السياسات القمعية التي ينتهجها الاحتلال التركي ومرتزقته، الذين يسعون إلى إجهاض مشروع ثورة المرأة وإعادتها إلى عصر العبودية.

مكتسبات المرأة ضمن الثورة

أما المحور الثاني والذي تناول مكتسبات المرأة خلال الثورة، فأدارته الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية الديمقراطية، مريم الإبراهيم، والتي قالت بأن المرأة، ورغم خمسة آلاف عام من القمع والاضطهاد، بقيت مقاوِمة شرسة ضد الأنظمة السلطوية التي حاولت تهميشها.

وأوضحت أنه في سوريا، لم تكن المرأة تتمتع بحقوق فعلية في المجال السياسي، وكان دورها مقتصراً على "الاتحاد النسائي"، الذي كان يُدار من قبل الرجال.

وتطرقت إلى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة سابقاً وقالت: "في الماضي، كانت احتفالات 8 آذار تقام في سرية بسبب القمع الحكومي، لكن اليوم، ومع تصاعد الوعي، باتت النساء أكثر إصراراً على المطالبة بحقوقهن، رغم استمرار التحديات".

ولفتت إلى أنه خلال فترة احتلال مرتزقة داعش لمناطق واسعة من سوريا، تعرضت المرأة لأبشع أنواع الاضطهاد والعنف، من خطف، واغتصاب، وتزويج قاصرات، وبيع في أسواق النخاسة، متطرقةً إلى الحرب ضد المرتزقة وبناء المشروع الديمقراطي في المنطقة وقالت: "إن مشروع الأمة الديمقراطية منح المرأة فرصة لاستعادة مكانتها ودورها الحقيقي".

دور المرأة ضمن السياسة الديمقراطية

وفي المحور الثالث والذي تناول دور المرأة ضمن السياسة الديمقراطية، تحدثت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي، سما بكداش، كيف أن ثورة المرأة أصبحت اليوم محور نقاش رئيس في مختلف التنظيمات النسوية العالمية.

وأشارت أنه خلال ربيع الشعوب في المنطقة، شهدت النساء في المنطقة تصاعداً في الانتهاكات، من تهجير وقتل وعنف ممنهج. مؤكدةً أن عدم تنظيم المرأة لحركتها السياسية، سيؤدي إلى تفشي هذه الانتهاكات بشكل أكبر.

وأوضحت أن المرأة السورية تعيش مرحلة مصيرية، تتطلب منها تحركاً جدياً وفعالاً نحو مسار يعزز مكانتها في المرحلة الانتقالية القادمة.

رفض سياسة التهميش والإقصاء

وشهدت محاور الندوة، مناقشات جادة بين المشاركات، ركزت على دور المرأة في صياغة الدستور السوري الجديد، وضرورة أن يتضمن بنوداً واضحة تحمي حقوق المرأة.

كما أكدت المشاركات رفضهن أي محاولة لـتهميش أو إقصاء النساء من المشهد السياسي في سوريا المستقبل، وأكدن على ضرورة تمثيل المرأة في المرحلة الانتقالية بشكل عادل وحقيقي.