لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني: كردستان هي مركز النضال المشترك

اكدت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، أن السبيل الوحيد للمضي قدماً بالنسبة للمرأة هو النضال المشترك، مشيرة إلى أن كردستان هي مركز هذا النضال المشترك.

أصدرت لجنة المرأة في المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، بياناً بمناسبة يوم 25 تشرين الثاني يوم النضال ضد على العنف الموجه ضد المرأة.

وجاء في نص البيان:

"لم يتغير الوضع الحالي فيما يتعلق بالمرأة من حيث الشكل والأسلوب منذ 25 تشرين الثاني 1960، عندما اغتال دكتاتور جمهورية الدومينيكان رافائيل ليونيداس تروخيو مولينا، ثلاث أخوات ثوريات والى يومنا هذا؛ ففي الستينيات من القرن الماضي، لعبت النساء في أمريكا اللاتينية، دورا فعالاً وقيادياً للغاية في الثورات ضد الاحتلال وقمع القوى الغربية (الناتو)، حيث اصبحت الثورات التي حدثت في أمريكا اللاتينية أمثلة للأمل والإيمان على نطاق عالمي.

ارتكب دكتاتوريون مثل تروخيو وبينوشيه، جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من قتل وتعذيب واغتصاب، بسبب دعمهم القوي من القوى الغربية؛ حيث استخدم هؤلاء الطغاة في أمريكا اللاتينية سياسة خاصة ضد المرأة لكسر إرادة الثوار، واستخدموا سياسة القتل والاستراتيجية الممنهجة للاغتصاب في المستعمرات من قبل القوات الخاصة والسجناء، لأنهم كانوا يدركون جيداً بأن المرأة تبحث عن الحرية بشكل اكثر ولا تهاب احد. ففي الستينيات من القرن الماضي وقعت حادثة الاخوات ميرابل الثلاث في جمهورية الدومينيكان.

واليوم، تنتهج القوى الغربية والإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وخاصة في كردستان، السياسة الممنهجة ذاتها، حيث  يلعب اردوغان الدور ذاته الذي لعبه كل من الدكتاتوريان بينوشيه و تروخيو في الشرق الاوسط، كما انتهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسة عنف ومجازر ضد جميع النساء، ولا سيما ضد النساء الكرد، فكل يوم تتعرض النساء الكرد للخطف والتعذيب في عفرين أمام أعين العالم، كما يتزايد العنف ضد المرأة العربية؛ ومع تقديس فكرة النظام الأبوي، تحت اسم الدين/ المعتقد، يتم تطوير خطط استراتيجية العداء ضد المرأة، حيث رسخت الانظمة الدكتاتورية في سوريا، ليبيا، اليمن ومصر نهج العداء ضد المرأة باسم الدين، كما يتم استهداف القياديات الثوريات في مناطق روج افا وجنوب كردستان بطائرات مسيرة (SIHA)؛ كما ان جراح النساء الكرديات الايزيديات لم تلتئم بعد بسبب المجزرة التي تعرضن لها عام  2014 ، ولا تزال آلاف النساء الأيزيديات في عداد المفقودات.

كما تعد دولة ايران احد الدول التي تطغى عليها  فكرة الذهنية الذكورية، لأن هذه الدولة تريد أن تصبح قوة رئيسية في الشرق الأوسط، في المقام الأول بطريقة عدائية وترتكب العنف بشكل منهجي ضد المرأة؛ وإذا كان العنف ضد المرأة في جميع أنحاء إيران ضعفاً واحداً، فإنه في شرق كردستان ثلاثة اضعاف، فالمرأة الكردية في شرق كردستان تخوض مرحلة مهمة من الوعي بالحرية، لهذا السبب يريد النظام الذكوري الإيراني ترهيب النساء من خلال سجن الناشطات وتعذيبهن في السجون، واخضاعهن للاستسلام من خلال حرب خاصة.

اما في شمال كردستان، يقدم النظام الديكتاتوري الفاشي على اعتقال السياسيات، والناشطات في حركة تحرير المرأة وتعريضهن للتعذيب، وتنفيذ سياسة اغتصاب النساء الكرد بقواته الخاصة، كما انه يجبر النساء على العمالة من خلال سياسة اقتصادية خاصة تتمثل في التجويع واستراتيجية الاستسلام، وفرض سياسة قذرة ضد النساء والشباب؛ كما انه يفرض سياسة  تدمير الروح المعنوية للمجتمع في جنوب كردستان من خلال الأفلام والاقتصاد والتجسس. ويطور سياسة التتريك؛ ويمهد الطريق للهجرة في روج افا وجنوب كردستان مع عصابات الاتجار بالبشر، ونتيجة لهذه السياسات، أصبحت هذه الحقيقة واضحة على حدود بولندا وبيلاروسيا، حيث  تتطور الهجرة نتيجة لاستراتيجية الحرب، فأردوغان يريد اخلاء كردستان من سكانها الاصليين واستعباد المرأة الكردية باستخدام العقيدة / الدين كأداة ممنهجة، و إذا نجح في كردستان، فسوف ينشر هذه السياسة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

عندما يقارن المرء الوضع في أمريكا اللاتينية في الستينيات والشرق الأوسط وكردستان اليوم، يرى أن الأمور متشابهة جداً، فالديكتاتوريين على وجه الخصوص وأساليبهم في التعامل متشابهة للغاية، لكن النساء الكرديات غيرن ونظمن أنفسهن في جميع مناحي الحياة، لأنهن استفدن من تجارب أخوات ميرابل في جمهورية الدومينيكان؛ نرى اليوم القوى التي تدعي حماية حقوق المرأة تلتزم الصمت حيال جرائم أردوغان ضد الإنسانية ضد المرأة الكردية كما فعلت في أمريكا اللاتينية سابقاً، وإذا لم يكن الأمر كذلك، كان ينبغي محاكمة أردوغان على جرائمه ضد الإنسانية وجرائم حرب في كردستان.

هناك صمت حيال جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لأنه في ايديولوجية الذهنية الذكورية نجد  عقلية أردوغان وعقلية القوى الإقليمية والعالمية متشابهة جداً وجميعها تدرك أن الثورة هي الإرث التاريخي للمرأة، فالمرأة شجاعة لا تهاب احد وتنخرط في الثورات بروح التضحية، وهي الأساس والديناميات والعوامل المحفزة للوعي الاجتماعي والحرية، فحرية المرأة هي ضمان الديمقراطية في الحياة والمجتمع.

ظهر هذا بالفعل في كردستان مع النضال من أجل تحرير المرأة على مدار الأربعين عاماً الماضية؛ المرأة الكردية اليوم، أصبحت وميض امل لجميع نساء العالم بسبب نضالها وكفاحها من اجا نيل حريتها وكرامته، وتلعب دورا ريادياً في الجيش، الأحزاب، المنظمات، السياسة، البرلمانات والمجالس، الجمعيات، التلفزيون والمجلات وفي جميع مناحي الحياة، ضد إيديولوجية العنف، ولم تعد الحياة في كردستان الحديثة تعمل بدون مشاركة المرأة، وقد انتقمت النساء الكرد للأخوات ميرابل بإنجازاتهن وهن اليوم مصدر أمل وثقة لجميع النساء اللواتي يتعرضن لخطر العنف من قبل الرجال وانظمة الدول.

لقد وصل العنف ضد المرأة الآن إلى مستوى مرتفع، وعلى الرغم من أن مؤسسات مثل الأمم المتحدة والوزارات النسائية والمنظمات النسائية تركز على هذه القضية، إلا أنها غير قادرة على معالجتها، وهذا يدل على أن مكان الحل لم يعد الأمم المتحدة ولا الوزارات أو مؤسسات الدولة الأخرى، ولا يبقى الا طريق واحد امام النساء، الا وهو النضال المشترك على نطاق عالمي، وهنا تعد كردستان مركز أيديولوجية حرية المرأة".