أصدرت وحدات حماية المرأة في كوباني البيان الختامي لكونفرانس مقاومة كوباني لوحدات حماية المرأة. وتضمن البيان جملة من القرارات المهمة.

وعقد كونفرانس مقاومة كوباني لوحدات حماية المرأة في الفترة بين 4-8 أيلول/سبتمبر الجاري بمشاركة 105 مندوباً، وصدر الختامي للكونفرانس.

وبحسب البيان الختامي فقد أهدى الكونفرانس مقاومة كوباني لجميع نساء الشرق الأوسط والعالم “مقاومة كوباني هي مقاومة حرية المرأة وتحطيم النظام الذكوري المهيمن”. كما أشار البيان إن الفوضى التي يعاني منها الشرق الأوسط أثرت بشكل مباشر على المرأة والشعوب “الفوضى الناجمة عن سياسات الهيمنة الذكورية أثرت بشكل أكبر على النساء، وبسبب الممارسات التي تنتجها العقلية الذكورية تتجه منطقتنا نحو حروب طاحنة وعقد كأداء. والقوة الرئيسية التي يمكنها تجاوز هذه الفوضى وبناء حضارة جديدة هي المرأة”.

تطورات تاريخية بطليعة المرأة

وأشار البيان أيضاً إلى أن المشهد الحالي يؤكد عدم إمكانية بناء المجتمع والحضارة دون تعزيز وترسيخ جوهر المرأة، وأضاف “في خضم اليقظة الجماهيرية التي تصاعدت جراء التطورات الثورية في المنطقة فقدت الحداثة الرأسمالية فرص البقاء. التطورات التاريخية التي حدثت وتحققت بطليعة المرأة تعتبر تطورات جدية وتهدد بشكل جدي احتكار وهيمنة السلطة الذكورية الرأسمالية”.

ونوه البيان إلى أن ثورة روج آفا تطورت بطليعة المرأة “بالتوازي مع محاولات القضاء على الثورة، وكذلك الاعتداءات التي طالت المرأة والشعب الإيزيدي في الموصل وشنكال، فإن الهدف هو القضاء على نضال حرية المرأة الذي تصاعدت في كردستان وامتدت بسرعة فائقة إلى الشرق الأوسط برمته. داعش هي نتائج لإمبريالية الرجل بهدف خنق الحياة والثورة الاجتماعية التي تشكل المرأة نواتها الأساسية”.

’مصدر قوتنا هو نضال المرأة المتصاعد في كردستان‘

وتطرق البيان إلى نضال حرية المرأة والمنجزات التي حققتها المرأة في كردستان، وأشار إلى أن هذا النضال وضع أسس نهج تحرر المرأة في الشرق الأوسط. منوهاً إلى أن المكتسبات التي حققتها المرأة الكردية سواء على الصعيد العسكري والسياسي أو على الصعيد الإيديولوجي شكل مصدر قوة وأمل لجميع النساء. وأضاف البيان “جيش المرأة YPJ الذي تأسس في روج آفا تمكن خلال فترة قصيرة من تعزيز قوته وإرادته وحقق مكاسب مهمة. المستوى الذي وصلت إليه YPJ ظهر بشكل جلي في مقاومة كوباني. أبدت مقاتلاتنا مقاومة البطولية، إرادة وعزم كبيرين ضد وحشية وظلام مرتزقة داعش، وضد جميع أشكال الإبادة والوحشية والظلم، وضحين بحياتهن من أجل حياة حرة مشرفة. كن في المقدمة في خنادق القتال، وأدخلن الرعب في قلوب داعش الظلامية من خلال القنابل التي فجرنها بأجسادهن. وأياً كانت الضحايا والقرابين، فإن النساء اللواتي تحاربن من أجل الحياة الحرة، أثبتن اليوم في كردستان إرادة المرأة وإرادة المجتمع في الحرية بأنصع وأقوى أشكالها”.

’وجود YPJ دليل على إمكانية هزيمة العقلية الذكورية‘

وأشار البيان إلى أن المقاومة التي تصاعدت في روج آفا وفي كوباني بشكل خاص كانت الرد الحاسم ضد ازدواجية، نفاق، وقذارة النظام الذكوري المهيمن. كما وصفت ثورة روج آفا كـ “ذروة إرادة المرأة والمجتمع”. وأضاف “مقاومتنا في روج آفا قطعت صلتها بكل ما هو عائد لسلطة الهيمنة الذكورية، وأعلنت العزم والثقة على إعادة خلق كل ما هو عائد للمرأة. هذه المقاومة أظهرت الروح النضالية والمقاومة للمرأة وأوصلتها إلى الذروة. أظهرت إرادة المرأة وتحولت إلى أمل للخلاص من المجازر التي تستهدف المرأة والسياسات التي تهمش النساء وتضعها خارج إطار الحياة. وأصبح تصعيد هذا الأمل هدفاً لجميع الحركات النسائية في الشرق الأوسط. كما أن ثورة روج آفا تحولت إلى خيار وسبيل جديد لشعوب العالم للخلاص من نظام الدولة المهيمنة. حيث اجتمعت الشعوب والتفت حول المقاومة المتصاعدة في روج آفا ضد الظلام الذكوري، كما تعززت الثقة بالمقاومة من خلال مقاومة YPJ. وكلما تعاظمت قوة YPJ تعززت ثقة نساء العالم بالنضال ضد العنف والهيمنة الذكورية. وإن بالإمكان هزيمة العقلية الذكورية. وحملت YPJ على عاتقها دوراً مهماً في تعزيز الثقة الذاتية. وبهذا المعنى يمكن القول إن مقاومة YPJ هي مقاومة كونية، وهذا هو السبب الكامن وراء انضمام العديد من النساء من مختلف أنحاء العالم إلى صفوفنا. YPJ وجهت رسالة إلى جميع نساء العالم مفادها: لستن محكومات بثقافة الاغتصاب التي يمارسها النظام الذكوري، المرأة قادرة عبر قوتها الذاتية على هزيمة أعتى المرتزقة وأكثرهم وحشية، أنتن قادرات على الحد من العنف الذكوري بناء عالمكن الجديد بقوتكن الذاتية”.

’فلسفتنا في الحياة هي ذكرى شهداء مقاومة كوباني‘

وجاء البيان الختامي “نهدي مقاومة كوباني إلى جميع نساء الشرق الأوسط، وجميع نساء العالم، مقاومة المرأة الحرة في كوباني هي مقاومة تحطيم النظام الذكوري المهيمن منذ 5 آلاف عام”.

وبحسب البيان فقد تمخض عن الكونفرانس جملة قرارات مهمة منها:

انتصار كوباني هي نتيجة لمقاومة شهدائنا. وانطلاقاً من مبدأ إن المناضلات ريفان، آرين، زيلان وبريتان هن اللواتي خلقن الانتصارات في كوباني، فإن فلسفتنا الأساسية في الحياة هي تجسيد انتصارات كوباني في حياتنا اليومية.
تحولت النساء في كوباني إلى رمز للإصرار على المقاومة وعدم التخلي عن الخنادق. والعديد من شهدائنا تحولن إلى طليعة نهج الحرية. حين فجرت الشهيدة ريفان نفسها بالأعداء ظهرت الروح الفدائية للمرأة، الروح الفدائية لزيلان ورفاقها أصبحت روح كوباني. الرفيقة آرين خلقت حلقة جديدة للحياة من خلال روحها الفدائية أثناء اشتداد المعارك. ورفيقاتنا الأخريات من أمثال روجن روجهلات، ميديا حلينج، دجلة روجهلات، دستينا باشور، روجدا تربه سبيه، نوجيان كفر، روزا كوباني، كولان باطمان، أوزكور عفرين اللواتي قدن طليعة المقاومة في كوباني وقاتلن في الجبهات الأمامية والتحقن بقافلة الشهداء وتحولن إلى قادة النصر.
في مقاومة كوباني، سطرت كل واحدة من شهدائنا ملاحم بطولية مختلفة. وأبدين في كل الجبهات بطولات لا يمكن نسيانها ابداً ويجب أن تصبح ملكاً للتاريخ. الرفيقات روجدا جاركلي، سرهلدان كوباني، ديروك كوباني تحولن إلى رمز للوحدة والثقافة الوطنية ورمزاً لمقاومة شعب كوباني ونسائها وشبابها. الرفيقة زوزان كوباني التي عملت منذ بداية المقاومة وحتى النهائية في المجال الطبي في الجبهات الأمامية وأبدت نضالاً بطولياً تحولت إلى أسمى رموز الوطنية والتضحية. الرفيقة ساريا أوزكور دخلت تاريخ كوباني كرمز لإيديولوجية المرأة والثورة الأممية.
قرر الكونفرانس إن من أولوية مهامنا هو تعظيم وتوسيع مقاومة YPJ الكونية وحماية الميراث التاريخي لحرية المرأة الذي حققته هذه المقاومة.
في إطار إعادة الهيكلية التنظيمية تقرر العمل على توسيع وحدات حماية المرأة، تحقيق الاحترافية، تعزيز منظومتها الدفاعية. تنظيم وحدات دفاعية من جميع المكونات والثقافات السورية وفق مبدأ سورية ديمقراطية”

الكونفرانس يحيّ أبناء جزيرة بوطان

وحيا البيان في ختامه أبناء جزيرة بوطان الذين يناضلون ضد فاشية حزب العدالة والتنمية ويخوضون مقاومة كبيرة في باكور كردستان. كما حيا المقاومين في جميع أجزاء كردستان، وأضاف البيان “حيا كونفرانسنا النساء والأمهات اللواتي كن في طليعة الانتفاضة في جميع أجزاء كردستان، وجددن العهد بمواصلة النضال وتحقيق النصر. وبناء عليه نناشد جميع النساء بحماية الأرض، الهوية، الثقافة والتاريخ والانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة. ونقول نهنئ جميع النساء وأبناء شعبنا بانعقاد كونفرانس مقاومة كوباني لوحدات حماية المرأة”.