جيكدم دوغو: نضال المرأة هو نضال الإنسانية - تم التحديث

أشارت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية، جيكدم دوغو، إلى النظام الذي يحارب الوجود النفسي والجسدي للمرأة وقالت إن "نضال المرأة هو في الوقت نفسه نضال من أجل استمرار وجود الإنسانية".

لفتت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية(KJK)، جيكدم دوغو، الانتباه إلى مشكلة النظام المريض المهترئ والمحتضر، وأشارت إلى أنه يجب على الحركات النسائية أن تناضل بطرق وأساليب تتجاوز التعصب القومي والديني والعلمي والتمييز الجنسي من أجل تحقيق النصر.

وتحدثت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)، جيكدم دوغو، لوكالة فرات للأنباء بمناسبة 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

مع اقتراب يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، نرى أن الحرب اشتدت هذا العام أكثر في العالم كله، وخاصة في الشرق الأوسط، وتؤثر على النساء أكثر من غيرهن، ما هو تأثير هذه الحرب على الحياة التمييز الجنسي والمرأة؟

في البداية، ومع اقتراب حلول 25 تشرين الثاني، استذكر كافة النساء والأطفال الذين تعرضوا لهجمات نظام الهيمنة الذكورية واغتيلوا على إثرها، كما أؤكد أن ذكرى الأخوات ماربال وسكينة جانسز وأفين غويي وليلى وان وجيان-روج-بهارين ويسرى وريحان ودلال آمد ورابرين آمد وناكيهان اكارسل والآلاف من النساء الرائدات اللواتي ناضلن بوعي كبير وبشكل منظم ضد هذا النظام وتم اغتيالهن على يد قوى الاحتلال، تنير دربنا وتعزز قوتنا النضالية ضد هذا النظام.

كما أقول إن القوى المهيمنة والسلطوية تستخدم سلاح العنف الأكثر تأثيراً ضد المرأة والشعوب وكافة المضطهدين، وقد وصلت الحروب التي تدور رحاها اليوم إلى ذروتها، وتُرتكب في هذه الحرب، التي نسميها الحرب العالمية الثالثة، الإبادات الجماعية، الإبادات الاجتماعية، الإبادات بحق النساء، والإبادات بحق الأطفال، والإبادات البيئية، بمستويات وأشكال خارج نطاق الضمائر ولا تتخيلها العقول، وترتكب المجازر بحق النساء في مركز هجمات الإبادة الجماعية المتعددة ضد المجتمع والطبيعة، كما إن عقلية الهيمنة الذكورية للحداثة الرأسمالية تخلق العنف في كل لحظة من لحظات الحياة وتمارس قوتها بمبدأ "اضرب المرأة أولاً"، وهذا مبدأ ثابت للهيمنة الذكورية والنظام الرأسمالي، وهو سبب وجودهم.

من الضروري تقييم حقيقة الحرب هذه من ناحيتين، أولاً؛ هذه حروب منخفضة ومتوسطة وعالية الشدة تحدث بين الدول القومية التي نعرفها، بين القوى الحاكمة والدول والمنظمات، وعلى الرغم من أن بعضها يستمر لفترة طويلة، إلا أن هذه الأشكال من الحروب تؤدي إلى المجازر والوفيات الجماعية والإصابات والهجرة والفقر والسرقة والفساد والنهب والاغتصاب وما إلى ذلك في فترة زمنية قصيرة، ويمكن التعبير عن هذه الحروب بأنها حروب رسمية مفتوحة وواضحة (لدى الدول)، ثانياً؛ يتم تطوير هذه الحروب وإخفائها بشكل مشوه ومجزأ وفقاً لسياسات الحرب الخاصة داخل الحدود الدولية والدول القومية، لكنها في الحقيقة هي التي يتم تطويرها أكثر، في العالم وفي المنطقة، المجازر بحق النساء، والاغتصاب، ووفيات الأطفال، والأمراض، والوفيات بسبب الجوع والفقر، والقتل، والوفيات في العمل، والإضرار بالطبيعة، وما إلى ذلك، وعندما ننظر إلى عدد الكثير من المجازر الأخرى، نرى أن عددها أعلى بكثير من عدد المجازر التي ارتكبت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وإذا تحقق الباحثون من هذه الأرقام بشكل صحيح وأظهروها، فسوف تنكشف هذه الوحشية أكثر، بالطبع، نحن لا نقيس قيمة الحياة البشرية والطبيعية بالأرقام، فالمعاناة والمجازر غير قابلين للمقارنة، لكن في الحياة التي فرضها النظام الرأسمالي، من المهم جداً بالنسبة لنا أن نرى ونفهم الحرب التي توصف رسمياً بالحرب.

وتُعد النساء المواضيع الرئيسية لهذين النوعين من الحروب التي تتطور في عصرنا، وبالطبع، إلى جانب النساء، هناك أيضاً أطفال غير محميون، ليس للحرب سوى معنى واحد بالنسبة للنساء والأطفال: الموت الجسدي، وإن لم يكن الموت الجسدي، فهو الاغتصاب والفقر والدعارة والهجرة.

في التاريخ الحديث واليوم؛ حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية الفاشية في كردستان والتي لم يتم تسميتها، الحروب في ليبيا وسوريا، والحرب بالوكالة في الشرق الأوسط منن خلال عصابات داعش، حرب الجمهورية التركية ضد روج آفا، الحرب الأهلية التي شنتها حركة "طالبان" في أفغانستان ووصولها إلى السلطة، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب الأذربيجانية-الأرمينية، والحرب الإسرائيلية-الفلسطينية الأخيرة، وعمليات الانقلاب الداخلي في بعض دول القارة الأفريقية، كل هذه الحروب أثرت على النساء وقامت بضربهن، وإننا نشهد أن النساء والأطفال هم الأكثر تعرضاً للعنف ويتعرضون لمختلف المجازر سواء في المناطق الجغرافية التي تدور فيها الحرب رسمياً (من قبل الدول) أو في الحروب الخاصة التي تشنها حياة النظام الرأسمالي، وهذه الحروب التي تجري بطرق مختلفة وغير وجدانية، تفرض العنف والموت الجسدي والروحي والمجازر في كل لحظة.

وفي وضع الحياة الحالية حيث تكون المرأة دون سلاح بتاتاً، وتفتقد الحماية ولا تتمتع بالاقتصاد وغير متعلمة وبقيت مرتبطة بالرجل، فإن الحرب تجعل المرأة أضعف وتقوي وتثير هيمنة الرجل بشكل أكبر، وبينما تتسبب الحرب بجعل المرأة أكثر اعتماداً على الرجل المهيمن والنظام الرأسمالي، يتحول وجود المرأة إلى جغرافية حرب لا يمكن تقاسمها من ناحية الهيمنة الذكورية، وتحولت المرأة بجسدها وروحها إلى ساحة حرب للتقاسم، وهذا جانب أساسي للحرب العالمية الثالثة، وبهذا المعنى فإن عملية الحرب العالمية الثالثة؛ صحيح أن المرء سوف يسميها عملية حرب غير معلنة ضد المرأة والمجتمع والطبيعة، وهي حرب يتم فيها استخدام الحرب الخاصة والجسدية بطرق عديدة، وهنا يتم استهداف المرأة في المركز والمجتمع والحياة والطبيعة بأكملها.

وبصرف النظر عن الحروب، يصعب وصف جرائم القتل اليومية والاغتصاب والاستغلال والاعتداء الجسدي والجنسي والدعارة والهجرة وعواقبها والمستوى المخيف للهيمنة الذكورية، والتعبير عن واقع الرجال والنساء بمفهوم ما، كما إن الهدف الأساسي لهذه الحرب الخاصة والحرب الجسدية التي انتشرت وتعمقت في كافة مناحي الحياة، هو النساء وهذه هي الحرب العالمية الثالثة، ودون الخوض في أمثلة أخرى، تم اغتيال 4 آلاف امرأة فلسطينية ونحو 2000 طفل فلسطيني في الحرب بين إسرائيل وفلسطين في الشهر الماضي فقط، وهذا الأمر وحده يكشف الحقيقة، ومن المهم أن يتم التعامل مع عملية الحرب العالمية الثالثة، هذه الحرب ضد المرأة والمجتمع بأكمله، وأن يتم خوض النضال ضدها بشكل صحيح وفعال.

كيف يجب أن يكون خط النضال وسياسات نضال المرأة في مواجهة الحرب العالمية الثالثة التي تسببت في حدوث الإبادة الجماعية والتهجير وارتكاب المجازر والدمار إلى حد إحداث تغيير ديموغرافي؟

موت كل امرأة؛ يعني موت الحياة وموت المجتمع والأخلاق والثقافة والطبيعة والحب والعدالة، وموت كل امرأة؛ بالنسبة للمثالية "الأبدية" أو "الخلود" للذكورية المهيمنة والحداثة الرأسمالية هو منفس جديد، فالذكورية المهيمنة لعصرنا تحافظ على نفسها من خلال كسر وقتل واستغلال جسد المرأة، حيث أن الذكورية المهيمنة تخلق نفسها من خلال غياب وموت وكسر إرادة المرأة، ففي المكان الذي لا تتحرر فيه إرادة المرأة، ليس هناك وجود للتنشئة الاجتماعية والأخلاق والضمير والعدالة والحرية والمساواة ولا يمكن للحياة أن تدوم، وهذه حقيقة. ولهذا السبب، فإن عبارة "المرأة، الحياة، الحرية" ليس مجرد عبارة قد تم قولها من تلقاء نفسه ولم تُقال لكي يحلو صوتها في آذاننا، بل هي الحقيقة الأساسية للحياة والنضال، حيث أن هذه العبارة تخبرنا أن المرأة هي الحياة، الحرية والجمال، وفي الوقت نفسه تخبرنا أن الهيمنة الذكورية هي الموت والعبودية والشر، وهذا الأمر يضع أمامنا مفهوم النضال.    

وإن مناقشة "المرأة، الحياة، الحرية"، التي أكد عليها القائد أوجلان كمبدأ أساسي ليس فقط من أجل المرأة فحسب، بل هو من أجل النضال الاجتماعي بأكمله وهو خطاب بحيث تم تحليله ضمن نضال وتحليل المرأة، وخلق هذا الشعار تقليد حرية المرأة في كردستان وعمل على تعزيزه، وإن انتشار الشعار، بعد مقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة للنظام الإيراني، لظهور شعرها، نابع من هذا الأمر ويستجيب للحاجة إلى الحرية، وقد قام كل من المجتمع والمرأة التواقة للحرية والشرائح المختلفة للمجتمع بالتمسك بـ المرأة، الحياة، الحرية وأوضحوا عكس هذه الحقيقة للسلطة الذكورية والموت والعبودية، وبالطبع، إن مجرد ذكر هذا الشعار لا يكفي في مجال النضال من أجل الحرية والحياة، ولكنه يظهر مستوى مهماً في بيان طريق حقيقة الحرية وجعلها ذات معنى وتوضيح دعواها.

ولهذا السبب، من المهم تحديد استراتيجيات وتكتيكات النضال ضد هذا النظام الذكوري المهيمن، ونظام الحداثة الرأسمالية، الذي يتصرف كعدو كامل ضد حقيقة المرأة الحياة والحرية، ومواصلة النضال بشكل منظم، حيث أن الناس يختبرون الجحيم في البلدان التي يعيشون فيها، ويتم جرهم إلى جحيم أسوأ للهروب من هذا الجحيم، انطلاقاً من الأرض التي يعيشون فيها من الناحية الديموغرافية والجسدية والمعنوية والثقافية وما شابه، ولا يتم الاعتراف بهم في كافة النواحي، حيث وصل الاغتراب والاستغلال إلى مستويات عالية في بيئة الأزمة هذه، حيث أن الفقر والجوع وغياب التعليم وتفشي الأمراض والمنفعة الخاصة والنهب والممارسات اللاأخلاقية وما شابه التي تستفيد من بيئة الأزمة، قد وصلت إلى مستوى الكارثة، فالإنسانية، التي من المفترض أنها تجد الخلاص من هذه الفوضى بالهجرة إلى البلدان الأكثر تقدماً، إما أن تفقد حياتها على طرق الهجرة، أو يحكم عليها بحياة أسوأ من الموت، فبدل أن تجد الحياة في المناطق الجغرافية التي هجرت إليها، تواجه أزمة واغتراب عميقين، فالمرأة تقدم الثمن الباهظ لهذه الأزمة، وتواجه العديد من وجوه الاستغلال غير الأخلاقية في أرضها أو في الأماكن التي تهاجر إليها، وتحاول العيش في حالة من اليأس، وينفذ النظام الرأسمالي النزعات القومية والدينية والعلمية والتمييز الجنسي بموقف كبير، ويضع المرأة تحت ضغط شديد، ويحاول إخفاء الكذب والقبح والشر من خلال طابعه التحرري، والقيام بصيده عبر نصب الفخ.  

إنكم توضحون في تقييماتكم أن العنف الممارس على المرأة هو على مستوى الحرب، لماذا هذا الأمر مهم جداً؟

لا يمكن تفسير كل هذه المجازر بأي مفهوم آخر غير الحرب، فالحركات النسائية والشخصيات التي تناضل من أجل الحرية؛ من المهم جداً أن يفهم المرء هذه الحقيقة وأن يعرف أن السلطة الذكورية هي مثل نظام منظم، والقيام بذلك بطريقة بارعة ومتكاملة، ولديه آلاف مؤلفة من الكمائن، وأنه طور حرباً غير معلنة على المرأة والحياة، ويمكن تطوير الاستراتيجيات والتنظيمات الصحيحة، وبالتالي النضال، من خلال قراءة وتحليل الحقائق العالمية والإقليمية الحالية بشكل صحيح، حيث أن حرب النظام قائمة على الحرب ضد المرأة، ولذلك، هناك واقع معادي للمرأة، معادي لوجودها جسدياً وروحياً، ولهذا السبب، فإن النضال الحالي للمرأة هو في الوقت نفسه نضال الوجود ووجودها الإنساني.

وفي هذا الصدد، يعد من القضايا الأساسية في نضال المرأة تنظيم نفسها لحل مشاكل المرأة انطلاقاً من منطقتها، وتطوير أنشطة توعوية واسعة النطاق، والسير على طريق الوحدة رغم الاختلافات، وإن أفضل شيء هو الوعي أن المشاكل التي تعاني منها المرأة، التي هي موضوع الحياة، أنها تنبع من ذهنية الدولة والنظام الذكوري، وحل هذه المشاكل ضمن المجتمع، ومع المجتمع هو الأصح، وإن التنظيم من خلال التطوير الأصيل واستقلاليتها داخل المجتمع وفي الحياة بشكل عام، وتحويل هذه الإرادة إلى حل التحول الاجتماعي، وتصبح موضوع الحياة من خلال استعادة طبيعتها مع هذا التحول، وهذه هي النقاط المهمة في خط النضال، وليس من الممكن القيام بنضال قوي للمرأة من خلال التمرد الفردي أو من خلال انعزالها عن المنظمات والمجتمعات النسائية الأخرى، وبشكل أكثر دقة، فإن التغلب على الذكورية المهيمنة لا يكفي لتطوير ثورة المرأة، وإذا ما واجهنا واقعاً معادياً للمرأة وناضلنا ضد كل الحياة والمجتمع جنباً إلى جنب مع المرأة، فيجب على المرأة أن تفكر بشكل منهجي، وتطور موقفاً وتنظيماً أيديولوجياً وسياسياً وتنظيمياً ومعارضاً في كل جانب من جوانب الحياة، وتعزز من خصوصيتها، فهي تخلق في كل الجوانب الإرادة التنظيمية المستقلة ونهجاً متكاملاً، حيث أن تطوير استراتيجية النضال له أهمية تاريخية.  

وهنا، تتمحور نقطة مهمة للغاية، آلا وهي أن المرأة تطور في مواجهة الإيديولوجيات والنماذج الذكورية المهيمنة إيديولوجية حرية المرأة، وفي الوقت نفسه ترسخ كينونتها وفقاً لعلم المرأة وتطور قوتها وحمايتها الذاتية، حيث أنه لا يمكن إضعاف النظام الذكوري المهيمن والقضاء عليه فقط من خلال نضال عاطفي أو ردة فعل أو نضال ثائر، بل على العكس من ذلك، كل نضال بدون تنظيم وإيديولوجية يؤدي إلى نتيجة تزيد من تشجيع الهيمنة الذكورية وتكثف من توجهها، فإننا نرى في الواقع وفي التاريخ ونرى اليوم كيف أن الانتفاضات الوحشية دون الحصول على نتيجة المرجوة، تؤدي إلى انتكاسة في نضال المرأة وتجعل النظام يعزز نفسه بشكل أقوى، وبالطبع، لن ينتهي هذا النضال أبداً، ولكن في هذه الأزمة وهذه المرحلة الحرجة من حياة الإنسانية، من المهم للغاية كنساء أن نستخلص الدروس من التاريخ واليوم وبالنضال الصحيح، ونتغلب على هذا النظام الذكوري المهيمن الذي وصل إلى مرحلة بالغة الأهمية، ولذلك، هناك ضرورة لتطوير نضال مشترك من خلال تطوير الاستراتيجيات والتكتيكات الصحيحة في العالم والمنطقة والمناطق الجغرافية الخاصة. 

ما الذي يجب على النساء، على وجه الخصوص، فعله ضد خط الدولة القومية المفروض؟ أين وكيف يجب أن يكون نضال المرأة ضد نضال النظام الحضارة الأبوية لتصبح القوة الوحيدة أو المهيمنة؟

الحياة نفسها بُنيت على التنوع والاختلاف، وكذلك الحرية، الخصوصية شيء والوحدة شيء آخر، هناك استيلاء وفاشية في الوحدة، ولا يوجد في الوحدة إرادة التنوع والتعدد والاختلاف، فإرادة الهيمنة هي المُسيطرة، أي أنها تهاجم من أجل الهيمنة وتفرض إرادتها، وإذا كان التنوع والاختلاف والتعدد هي الديناميكيات الأساسية للحياة والحرية، فإن الخصوصية هي عدوها، ومرة أخرى، عندما نفسر هذه الحقيقة من وجهة نظر المرأة، نرى أن المرأة هي أم التنوع والاختلاف والتعدد في جدلية الحياة والحرية هذه، ولهذا السبب، فإن نظام الهيمنة الذكورية الذي بُني على عقلية الأحادية، يعادي المرأة بالدرجة الأولى، ويحاول النظام المهيمن من خلال محاولته تدمير التنوع والاختلاف والتعدد في مصدره (أي المرأة)، احتكار وتجفيف كل المجتمع والحياة وحتى الطبيعة وجعلهم دون إرادة، نحن جميعاً نختبر هذه الجدلية بطرق عديدة في حياتنا، هذه الانفجارات والضغوطات لا تحدث بشكل يومي، بل بشكل فوري.

وتمثل الدولتية-القومية، بعبارة أخرى، القومية التي تطورت مع الرأسمالية، ذروة هذه الانفجارات، والأخذ بالهوية الوطنية تعبر عن مرحلة من الهوية الثقافية في التدفق الطبيعي لمراحل الحياة الاجتماعية، في ظل واقع الدولة التي رسمت حدودها بأمانة، هو من أعظم الشرور التي حلت بالإنسانية والنساء، إن معرفة الهوية والوعي الوطنيين مع الدولة قد قطع الأمة عن جوهرها وأوصلها إلى الدولة والسلطة والاغتراب الذاتي، هذه الاستمرارية ليست شخصية بريئة، بل هي التي تسببت في نشأة الفاشية وتطورها، وأدت الهويات الوطنية إلى ظهور شكل من أشكال السلطة تُفرض فيه الوحدة بطريقة فاشية، خاصة عبر الاختلافات والأبعاد الدينية والطائفية والعنصرية والطبقية والجنسانية، وعندما نقول الفاشية، فإننا لا نعني الهجمات الجسدية فحسب، بل نعني أيضاً الهجمات الأيديولوجية والتوحيد، ومن الموضة والجماليات إلى توحيد أشكال المباني المعمارية في المدن، وإدانة جسد المرأة بنفس الشكل ملليمتراً تلو الآخر، مع معايير رياضية، وتقليل اللغة والثقافة، يتم فرض واقع متعدد للفاشية، والجمال والحرية يقيسان ببساطة المادة والجسد، ويحولانه إلى موضوع للاستهلاك، وهنا لعبت القومية وما زالت تلعب دوراً سحرياً مثيراً للاهتمام من أجل شرعنة سلطتها والوصول بها إلى مستوى معقول، إنه دواء يبدو وكأنه جيد ولكنه سام في الحقيقة، وقد لعبت القوموية وما زالت تلعب دوراً مهماً وسيئاً للغاية في جميع الحروب والحروب المادية والخاصة في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وسُفكت دماء الملايين من الرجال والنساء من أجل الحروب والهوية القومية، ومن أجل ذلك دفع الملايين من البشر ثمناً باهظاً بطرق مختلفة، وارتبطت أحداث التعصب الديني والعلمي والتمييز الجنسي بهذه القوموية، مما أدى إلى خلق بيئة متأزمة كبيرة.

وعندما نركز على مشاكل حرية المرأة في عصرنا، لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة التعصب القومي والديني والعلمي والتمييز الجنسي، ويجب على القوى التي تناضل من أجل حرية المرأة، وخاصة الحركات النسوية، أن تقف ضد القوموية والسياسات التي تستغل وتشوه الدين والعلم من أجل السلطة، كما إن القوموية تلعب دورها أيضاً في تقسيم الحركات النسائية والقضاء على تأثيرها، ولأن القوموية سلاح كبير ومؤثر في يد السلطات، فإنها تكافح المضطهدين لإخراجهم عن طريقهم وجعلهم يتدفقون إلى مستنقع السلطات، وينبغي أيضاً أن تتحرر الحركات النسائية من تأثير القوموية وأن يُظهروا موقفاً اشتراكياً معارضاً ومستقلاً، وإذا تحدثنا عن الحرب بين إسرائيل وفلسطين؛ كحركات نسائية، يجب علينا أن نظهر موقفاً يتوافق مع مصالح حرية الشعوب والنساء دون الخوض في القوموية الإسرائيلية وقوموية حماس الفلسطينية، وهنا، فإن النهج القوموي الصهيوني في إسرائيل ونهج حماس في فلسطين الذي ترتبط فيه القوموية بالتعصب الديني، لا يمكن القبول بهم، وكلاهما ليسا حلاً، بل يخلقان الدمار ويؤديان لعدم حل المشاكل، وإذا شرحنا من وجهة نظر تركيا؛ الحركات النسوية التركية، والمنظمات النسائية؛ يجب أن يخوضوا نضالاً أقوى ضد الفاشية القوموية وهجمات الدولة التركية على كافة الاختلافات، وخاصة الشعب الكردي، علاوة على ذلك، فإن هذه القوموية التي بلغت ذروتها ضد الكرد هي تمييز جنسي من جانب تركيا، وهذا الوضع يُقسم الحركات النسائية ويجعلها بلا تأثير.

هل يمكنكم أن تفسروا المزيد عن كيفية تأثير ظاهرتي القومية والدولة القومية على قضية المرأة وكيف ينبغي للحركات النسائية التغلب على ذلك؟

إننا نقول بأن المشكلة هي مشكلة المرأة، ولكن ليست المرأة من تخلق هذه المشكلة، وليست هي أم هذه المشكلة، ولكن والدها هو النظام الذكوري المهيمن، والنزعة القومية والدينية والتمييز الجنسي الذي يتم تطويره عليها، وهذا هو الإرث التاريخي للهيمنة الذكورية الذي تم بناءه عليهم، ولهذا السبب، إن المشكلة الكبيرة للهيمنة الذكورية هي مشكلة لنظام مريض ومتعفن ويفرض الموت، ولذلك، كحركات نسائية، فإن النضال بذهنية وأسلوب تنظيمي يتجاوز القومية والدينية والعلمية والتمييز الجنسي له أهمية حيوية من حيث النجاح، فإذا ما لاحظتم، فإن البنية المتكاملة والمتعددة والمتنوعة للمرأة قد تحطمت من خلال الجدران القومية والحدود الدينية والعلمية والتمييز الجنسي والاعتداءات، وانفصلت عن بعضها البعض وحتى أنها أصبحت ضعيفة وبدون إرادة في مواجهة بعضها البعض، ويتعين علينا تطوير نضال أيديولوجي وتنظيمي كبير ضد هذه الظواهر التي تجعل من المرأة بمفردها وتعزلها وتضعفها وتقيدها بالسلطة الذكورية، ويجب علينا تطوير تنظيم المرأة وتطوير نضالنا من خلال تجاوز النظام القومي والديني والعلمي والتمييز الجنسي، ليس من داخلها فحسب، بل من خلال تجاوزها، ويجب على النضال التحرري للمرأة أن يتطور بما يتماشى مع السمة التعددية والمتنوعة للمرأة والمجتمع والحياة، وتنمية الخاصية التي تحتوي على الاختلافات، أي جوهرها، وهناك حاجة لتنظيم ينتج حلولاً متعددة للأزمات التي يطورها النظام الذكوري المهيمن ويستجيب بتنظيمات متعددة وثورة ذهنية كبيرة.

ويمكننا أن نبدأ من خلال تطوير نظام الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة على المستوى المحلي والعالمي، وقبل كل شيء من المهم جداً تحقيق قيم ونظام ثورة المرأة من خلال تطوير نظام الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة في جغرافيتها ومجتمعها، وبناء وتطوير الشبكات الكونفدرالية للمرأة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال الارتقاء من هذه القاعدة، وتجاوز النظام الذكوري المهيمن الحالي، ولقد وصل النظام الذكوري المهيمن إلى مستوى بحيث لم يعد يكفيه فقط التنظيمات والتحالفات والجمعيات والمنابر المؤقتة للمرأة، ومن الضروري تطوير نظام ديمقراطي تعددي للمرأة يشمل هذه الأساليب التنظيمية وأبعد منها أيضاً ويحقق الاختلافات، وحقيقة أن القرن الحادي والعشرين هو قرن المرأة أو قرن ثورة المرأة سوف تتحقق من خلال تطوير أسلوب النضال التنظيمي ونظام حرية المرأة الذي يكمل كل منهما الآخر ويشملها مع هذه الاختلافات، وبهذا المعنى، فإن سؤالكم المطروح القائل "أين وكيف يجب أن يصبح النضال ضد نضال النظام الحضاري الذكوري هو القوة الوحيدة أو أن يصبح مهيمناً؟ هذا هو الجواب الأصح لهذا السؤال؛ يجب على المرأة في كل مكان وفي كل لحظة، أن تتمسك بطريقة منظمة، بهوياتها المتعددة، وأن تتحد مع اختلافاتها، ويجب أن تتجاوز جميع الحدود المرسومة لها، وأن تناضل في كل مكان من الوجود واللاوجود وأن تصبح قوة ديمقراطية وتواقة للحرية، وأن تتمتع باستراتيجية بحيث تحدد مصيرها، حيث أن الجواب الأقوى على آلات الحرب ووحوش عصرنا سوف يمضي على هذا الخط.

بتنا نقترب أكثر فأكثر من 25 تشرين الثاني 2023، ما هو مستوى النضال ضد العنف الممارس على المرأة والبحث عن الرفاهية والحرية والسلام والعدالة والمساواة والديمقراطية للكادحين والمجتمعات، وخاصة المرأة المضطهدة بشكل عام؟

يمكن القول تقريباً أنه في كل مكان في العالم محاط بالحداثة الرأسمالية والذكورة المهيمنة مثل الأخطبوط، تناضل المرأة والإنسانية المضطهدة على مستويات وأشكال مختلفة، وأن وعي المجتمع والإنسانية، الذي لا يمكن تدميره على الرغم من كل الهجمات، مستمر بالتدفق في قناة الأخلاق والبحث عن الحرية والحضارة الديمقراطية والحداثة الديمقراطية، وسيستمر ما لم يتم القضاء على الأخلاق والضمير والسياسة والوعي الاجتماعي، التي تمثل خلايا المجتمع، فلو انتهت، فهذا يعني أن البشرية لا تنتهي من الناحية الروحية فقط، بل أيضاً في الوقت نفسه من الناحية الجسدية، وهذه هي حالة الوجود أو اللاوجود، وتعبر عن حقيقة حادة، ولهذا السبب، فإن الموقف الأخلاقي للإنسانية، الذي أصابه الوهن والتضرر ولكن لم ينتهي، هو المصدر الرئيسي للمقاومة، كما أن المرأة في الوقت نفسه هي الرائدة لهذه المقاومة والموقف الأخلاقي.    

في الواقع، عندما ننظر إلى جميع الفعاليات التي تتطور والحركات خارج النظام والنضال، نرى أن المرأة هي في المقدمة والرائدة في كل مكان تقريباً، وترى المرأة مرحلة تدمير الحياة والمجتمع والأخلاق وتتخذ موقفاً ضدها، وتحوم أمامها وتخوض النضال، فمن ناحية تظهر إرادتها المنظمة والاحتجاجات وتسلط الضوء على رفضها في الشوارع، ومن ناحية أخرى، تحاول التعرف على وجودها وتاريخها وحقيقة السلطة الذكورية ومحاسبتها وتنمية وعيها، حيث هناك العديد من التحركات النسائية انطلاقاً من المبادئ المختلفة للتنظيم وصولاً إلى الاحتجاجات في الشوارع والأنشطة التعليمية المتعددة، ورغم أن هذا كان بعنف أكثر وضوحاً، وخاصة حتى ظهور الوباء العالمي، فإن الركود ما بعد الجائحة انعكس بشكل واضح، وبالنظر إلى الأزمة التي عاشتها النساء في جميع أنحاء العالم خلال الوباء العالمي، يبدو من المنطقي الاعتقاد بأن هذا الفيروس، رغم عدم إثباته، تم إنتاجه وتطويره بشكل مصطنع لمحاربة قوى خارج النظام، ودفع نضال المرأة إلى الوراء على وجه الخصوص، ولقد شكلت مرحلة الجائحة التأثير السلبي الأكثر على المرأة، وبالطبع، ينبغي تقييم هذا الموضوع بشكل موسع، ولكننا سنركز عليها فقط في هذا المقال.

وباستثناء المظاهرات الكبيرة التي اندلعت بعد مقتل جينا أميني، هناك ركود في الفعاليات النسائية واسعة النطاق، وبالتوازي مع ذلك، ازداد التوجه نحو الأحزاب اليمينية في جميع أنحاء العالم، ووصلت الأحزاب اليمينية إلى السلطة في العديد من البلدان، ولقد كانت هناك تراجعات كبيرة في حقوق المرأة ضمن حدود النظام، كما كانت هناك هجمات قاسية ضد المرأة، حيث طورت بعض الدول خطاب "السياسة الخارجية النسوية" من خلال النساء اللاتي عينتهن وحاولت جر الحركة النسوية إلى السلطة والنظام، وحاولت المسؤولات في بعض الدول داخل الناتو إضفاء الشرعية وفرض مؤسسة مثل الناتو، التي تتولى الحرب العالمية الثالثة وتناهض المجتمع، من خلال عبارة "الناتو هو نحن"، ومن ناحية أخرى، تطورت ضمن القوى المناضلة بعض الخطابات الليبرالية التي تحاول جعل حتى مفهوم المرأة غير ضروري وغامض، وهي مقاربات خطيرة للغاية، بحيث لا تنظر إلى مشكلة المرأة على أنها مشكلة رئيسية، بل تؤجلها وتستخف بها بإحالتها إلى خطة ثانوية، وقد ظهرت مقاربات تحاول إضفاء الشرعية والتعتيم على أبسط المشاكل التي تعاني منها المرأة من خلال طمسها أو تشويهها، بعبارة أخرى، فإن نضال المرأة، الذي أعطى لون المرأة لهذا القرن، تجري المحاولة لتعديله من خلال الاعتداءات الجسدية والهجمات الأيديولوجية، ويتم تنفيذ تدخل خطير للغاية ضد المرأة والحركات النسائية التي هي خارج النظام، في الشوارع، وفي الفعاليات، وضمن التنظيم، وفي فعاليات التوعية والكينونة على طبيعتها، وتُبذل محاولات لجذبهن إلى النظام، وعلاوةً على ذلك، فإن الحروب وتنامي النزعة القومية وأجواء الحرب تؤدي إلى مزيد من التشرذم، حيث أن الحروب تستهدف تنظيم المرأة، فتخفي التأثير الذي تحدثه وتدفعها إلى الخلفية، فالحروب تدور بشكل مكثف حول إسكات المرأة والتشهير بها.

هل يكفي تقييم هذه العملية ضد النساء التي تحدثتم عنها، بشكل مقتصر على فترة انتشار الوباء؟

بالطبع، من غير الصحيح ربط كل شيء كمرحلة، الصحيح هو ربطه بالأشياء التي ذكرتها من قبل وتقييمه بشكل عام، ولكن مع ذلك، كحركات نسائية، هناك حاجة إلى تقييم موسع للفترة التي سبقت الوباء وبعده، إذا ركزتم، سيتضح لكم أن نظام الهيمنة الذكورية اعتبر الوضع الذي خلقته فترة انتشار الوباء بمثابة فرصة جيدة ضد نضال المرأة وشن هجمات مضادة، كنساء، يجب علينا أن نقرأ العملية السياسية والأيديولوجية جيداً وأن نطور حركاتنا السياسية وحمايتنا الذاتية، وتبرز في هذا المجال العديد من الاحداث والمؤتمرات والندوات واجتماعات النساء بطرق مختلفة، وهي بالطبع إيجابية وذات مغزى، ولكن الأهم من أي شيء آخر هو أن تكتسب هذه الفعاليات قوة تنظيمية وفاعلية ضد النظام، تعتمد قوة النضال من أجل ضمان الاستمرارية على إنتاج تنظيم وسياسة قوية وتطوير الحماية الذاتية، وهنا يبرز التقصير الأساسي الذي يحدث عادة، كحركة نسائية، يجب علينا أن نحدد بقوة واجباتنا واستراتيجياتنا وتكتيكاتنا السلبية والايجابية للنضال ضد نظام الهيمنة الذكورية، وإذا تمكنا من القيام بذلك، يمكننا تطوير شبكات التنظيم الكونفدرالي التي حاولنا التعبير عنها من قبل ونصبح قوة رائدة ذات تأثير تناضل وتغير وتحول الحياة في كل مكان وكل لحظة، ومن أهم واجبات هذه العملية هي أن تنطلق جميع قوى النضال البيئي والثقافي والديمقراطي من الحركات النسائية، ويركزوا أكثر على مفهومهم بإرادة واحترافية ضد تطور الهجمات المضادة لهذا النظام المهيمن، ويناضلوا ويعززوا قوتهم التنظيمية، ودون أن نرى أننا اكتفينا بأي شكل من الأشكال؛ علينا أن نسأل أنفسنا آلاف المرات وأن نطور طرقاً جديدة لنكون ذو تأثير، ونعمل بصوت واحد، ونضمن الاستمرارية، ونكافح بطريقة نضالية في الجانب الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي والحماية الذاتية، هذه جوانب قليلة، والآن هو الوقت المناسب للتغلب عليها.

يمكن القول إن المرأة لا تحل مشاكل النساء تقريباً في جميع أنحاء العالم فحسب، بل أيضاً يقدن الفعاليات والتنظيمات اللازمة لحل جميع المشكلات الاجتماعية التي تبرز، وفي أمريكا اللاتينية، تخوض "حركة المعدمين" نضالاً مهماً للغاية ضد استغلال الشركات العالمية ونهب الأراضي والكدح في بلدان "ابيا يالا"، وهو الاسم الأصلي لبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي قبل الغزو والاستعمار الأوروبي، وتشارك النساء بطريقة فعالة في هذا النضال ويقدنه، مرة أخرى، نتحدث عن مشاكل العمال في أوروبا، والمشاكل البيئية، والعنصرية، ومشاكل المهاجرين، وما إلى ذلك، تحتل المرأة موقع الريادة في النضالات التي تتطور ضد المرأة، والآن في أفغانستان، تقاوم النساء فقط ضد احتلال طالبان وحكم طالبان، ويمكن ذكر العديد من الأمثلة الأخرى، كل هذه الأمثلة والقوى التي تحرك نضال النساء تظهر على وجه الخصوص قوة كبيرة وأملاً فيما يتعلق بتطور القوة التنظيمية الكونفدرالية التي ذكرناها وإنشاء نظام أقوى للثورة النسائية.