جيكدم دوغو: منظور ثورة المرأة مهمة على المستوى الاستراتيجي - تم التحديث

صرحت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية، جيكدم دوغو، أنهن ينظرون إلى الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني بعين متضامنة، وقالت إن "مفهوم الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية ومنظور ثورة المرأة هي مهمة على المستوى الاستراتيجي".

قالت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)، جيكدم دوغو، إن كسر العزلة أمر ممكن من خلال تعزيز نضال المرأة، وأشارت إلى أنهن دائماً في خضم نضال نشط مع هذا المفهوم.

الجزء الثاني من المقابلة التي أجريناها مع عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)، جيكدم دوغو، هو كالآتي:

يستمر نظام العزلة والتعذيب والإبادة منذ 25 عاماً ضد قائد حركة حرية كردستان، القائد آبو، بأشد الطرق قسوة، برأيكم كيف يؤثر نظام العزلة المشددة هذا على المرأة؟ وكيف تقيمون المقاومة التي تبديها المرأة الكردية في وجه العزلة؟

إن نهج القائد آبو في حل مشكلة المرأة يتضمن حلاً جذرياً، وسنناقش هذا العنف الوحشي ضد المرأة في 25 تشرين الثاني، هنا قام القائد آبو بتقييم وتحليل هذا العنف ليس كجانب أو جزء مؤقت وخاص، ولكن قيّمه كمشكلة خلقتها الدولة والحكومة والسلطة الذكورية، وذكر أيضاً أنه يجب على المرأة أن تبدأ أولى ثوراتها ضد هذا النظام، ومن ثم تطلق ثورة ثانية للوصول إلى النظام الديمقراطي وينبغي أن تكون المرأة هي الرائدة في هاتين الثورتين، وبعبارة أخرى، عليها أن تضع من ضمن أهدافها المبدأ الذي بنى عليه نظام الهيمنة الذكورية ونظام الدولة والحكومة، مصدر هذا العنف المتعدد ضد المرأة هو هذا النظام نفسه، لذلك، عندما نقيّم العنف؛ فمن ناحية، يجعل الرجال من السلطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأيديولوجية مركزاً لهم، ومن ناحية أخرى وعلى العكس من ذلك، نزع السلاح من المرأة وأضعفها وأبعادها عن الأدوات السياسية والأيديولوجية، وأعلن القائد آبو الحرب والنضال ضد حقيقة إضعاف المرأة من خلال حركة الحرية التي طورها.

من جهة، تواجه المرأة في كردستان هجمات إبادة جماعية قاسية، ومن جهة أخرى تواجه هجمات النظام القمعي الذي يهيمن عليه النظام السلطوي الذكوري، وإذا كان هناك نضال حقيقي ضد القمع والاحتلال في كردستان، فإن المرأة الأكثر استهدافاً من قبل هذا النظام يجب أن تصبح قوة للإرادة وقوة للنضال من خلال تنظيم نفسها في جميع الجوانب، تناول القائد آبو بشجاعة كبيرة هذه المشكلة العالمية من منطلق كردستان، ولم يتناوله فقط في المجال النظري وإنما في المجال العملي أيضاً وكانت المرأة أساساً لحلها، وأظهر القائد من خلال خلق قوة الحل لدى المرأة حقيقة الرجل الحاكم باعتباره مصدر المشكلة بالإضافة إلى حقيقة تحرير الرجل والمرأة الحرة، وأشار بثبات للمشكلة من خلال نتائج مهمة للغاية مثل "قتل الرجل"، و"الانفصال عن الرجال"، و"تحول الرجال"، وعندما ننظر إلى جدلية الحياة والمجتمع برمتها، نرى مدى أهمية منظور تنمية الشخصية والعلاقة الصحيحة مع التحرر من انقسام السيد والعبد لكلا الجنسين، وهنا لا يكفي القيام بالثورة الاجتماعية بشكل عام ومحاربة السلطة الحاكمة، وفي الوقت نفسه يتوجب على الرجال والنساء الذين يشكلون هذا المجتمع أيضاً تحقيق تحول جذري، وبدون تغييرات ديمقراطية وتحررية في الرجال والنساء، لا يمكن للمرء أن يتحدث عن الثورة الاجتماعية وحرية كردستان من خلال شخصياتهم.

دعونا نلخص هذا الموضوع العميق والطويل بهذه الطريقة، القضية التي نريد طرحها حقاً هي لماذا تم القبض على القائد آبو بمؤامرة دولية وإقليمية وظل في عزلة غير مسبوقة لمدة 25 عاماً، السبب يعود إلى أن القائد آبو سلط الضوء على القضية الكردية والمرأة بكل جوانبها وحللها بطريقة جذرية وحولها إلى قوة نابعة، ومع العلم أن أي أحد لم يجرؤ الحديث عنها وحتى لم يجرؤ التطرق إليها ودعمها، أن الفكر السلطوي الذكوري المهيمن وضع نظاماً ضد المرأة والكرد لكي لا يصبحوا قوة ديمقراطية وحرة، ولأن وجود هذه المشكلة مرتبط في استمرار وتحدد مصير هيمنتهم، ولهذا السبب، حاولوا من خلال استهداف شخص القائد آبو التخلص من خط الحرية في إمرالي، ويخلق خط الحرية هذا تأثيراً عظيماً ويزعزع التوازن، ويؤثر هذا الخط في المقام الأول على المرأة والكرد وجميع الفئات المضطهدة والتحررية، والحل الذي وجده النظام الذكوري المهيمن هو في نظام التعذيب في إمرالي، ومن خلال عزل شخص القائد آبو، يريدون عزل هذا الخط وعزل كردستان ونضال المرأة الكردية من أجل الحرية وإرادتها.

القائد آبو ليس فرداً مقيداً بنفسه ولا حتى النظام في إمرالي مقيد بنفسه فحسب، بل هناك حرب بين الأنظمة في إمرالي، وسجن إمرالي يمثل نظام الإبادة الجماعية والهيمنة الذكورية، والقائد آبو يمثل نظام الحرية ضده، ولذلك فإن المقاومة الذي طوره القائد في إمرالي لا يقتصر على نفسه، هذه الحرب ليست حرباً تقتصر على سجن إمرالي، وكما عمد العدو في نشر سياسات العزلة المشددة وكسر الإرادة في إمرالي، أتبع هذا النظام أيضاً في عموم كردستان وحتى في المنطقة، فإن المقاومة والنضال الذي طوره القائد آبو لا يمتد فقط إلى أولئك الذين يناضلون من أجل الحرية فحسب، وإنما هذه الحرب مستمرة في كل مكان.

وعندما نقيّم ذلك وفق معايير المرأة، نجد بأن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (AKP-MHP) تستخدم قوتها للقضاء على جميع قوى النضال الديمقراطي وخاصة حركة الحرية، والسبب في استمرارها على الرغم من كل الأزمات والفوضى هو الدعم المقدم لها في هذه الحالة، جميع خطابات وأفعال حزب العدالة والتنمية (AKP) وأحزابه المتحالفة مثل حزب الحركة القومية (MHP) وهدى بار وحزب الرفاه تظهر عداءً ضد المرأة، وكلهم متساوون في عدائهم للمرأة وللكرد وكأنهم خرجوا من نفس آلة القمع، وهم يدركون أنهم يستطيعون الاستمرار في وجودهم من خلال مهاجمة المرأة بالإضافة إلى ضرب إرادتها ومعاداتها، وكما يقود حزب العدالة والتنمية هذا الأمر.

هل يمكنكم أن تشرحوا المزيد عن السياسات العدائية التي تمارسها فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (AKP-MHP) ضد المرأة بالتوازي مع العزلة المشددة في إمرالي؟

إن حركتنا حركة الحرية، لها مكتسبات وتنظيم ونظام نسائي تطور في جميع أنحاء كردستان، والمستوى الاجتماعي هو الذي يخلق هذا، لقد تم تشكيل التحالف الفاشي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من خلال الخلط بين الدين والقومية والتمييز الجنسي، لقد مهدت السياسات المتحيزة جنسياً الطريق أمام هجمات خطيرة ضد المكاسب التي حققتها المرأة في كردستان، كما وتم استهداف المرأة الكردية بأساليب قذرة وقاسية للغاية، من القتل إلى الاغتصاب والاعتقال والتعذيب والتجسس والدعارة والمخدرات، كما تم استهداف وإغلاق مؤسسات المرأة الحرة، وبذلت الجهود لعرقلة عملها، وعندما تم الاستيلاء على البلديات التي قد فاز بها الشعب في كردستان من قبل الوكلاء، وأول ما فعله الوكلاء هو إغلاق المؤسسات النسائية وطرد العاملات، ومن خلال استهداف الحركات والتنظيمات والمؤسسات المرأة الكردية حاولوا تقييد القوة الشرعية والمؤثرة للمرأة، ويستخدمون الحراس المحترفون كوسيلة ضغط كبيرة على المجتمع والمرأة، ومن خلال استخدام ثقافة التمييز الجنسي الرجعي والثقافة الإقطاعية والدينية والطائفية بطريقة مخططة ومنهجية يحاولون اغتصاب حقوق المرأة الكردية المكتسبة من خلال الدولة وإضعاف التأثير الناتج عن المرأة، كما يتم تنفيذ عمليات القتل بشكل علني ضد الأطفال دون تعرض القتلة للمحاسبة بالإضافة إلى  إجبار المرأة على الاستسلام عبر التعذيب، كما يتم الاعتداء على المرأة عبر ممارسة أساليب الترهيب عليها، وبهذه الهجمات، تجري محاولة لتدمير مستقبل المجتمع الكردي وإرادة الأمهات الكرديات في الحرية، ومؤخراً شهدنا شن هجمات ضد النساء المدافعات عن اللغة والثقافة الكردية، وينفذون اعتداءات متعددة الأوجه ضد المعتقلات في السجون ويفرضون عليهم الاستسلام وقانون التوبة، ومع ذلك الآلاف من المعتقلات يقفن ضد هذا التعذيب والاعتداءات بكل كرامة.

من ناحية أخرى، تحاول فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قمع الحركات النسائية في تركيا وترغب في الاستلاء على الحقوق التي اكتسبتها داخل النظام، وأيضاً يطلق سراح أولئك الذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية والاغتصاب ضد النساء دون عقاب، وبهذه الأفعال يشرعن ممارسات المجرمين، كما إنهم يتعرضون للمرأة بحجج دينية، ويستغل هذا الحزب الحاكم معتقدات الناس الصادقة ويحاول بذلك تعزيز هيمنته من خلال أجندته الأخيرة المتمثلة في تغيير الدستور والقضاء في الأساس على القوى الديمقراطية وإرادة المرأة.

وبينما تطبق هذه السياسات في شمال كردستان وتركيا وفي مناطق أخرى مثل روج آفا وفي جنوب كردستان وشنكال ومخمور وكذلك في مناطق أجنبية مثل أوروبا، تدور حرب لإضعاف مستوى حرية المرأة والقضاء عليه، ويستخدمون على وجه الخصوص، تكتيكات الاستخبارات العسكرية والحرب الخاصة على نطاق واسع، ويتم استهداف النساء الكرديات القياديات جسدياً وقتلهن، ويتم تهديد النساء اللاتي ينظمن ويكافحن في هذا المجال في المجتمع يتعرضن لضغوطات بهدف إضعافهن، وفي هذا الصدد، تشن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حرباً علنية ضد المرأة الكردية، واحتلوا مناطق من روج آفا مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، وفي هذه المناطق المحتلة الذي يقودها مرتزقة الاحتلال التركي، تم تطور الذهنية الذكورية الرجعية وكما تم تدمير مكتسبات المرأة، وتواجه المرأة هنا هجمات خطيرة للغاية.

ويستهدف هذا النظام القمعي على وجه الخصوص التنظيمات النسائية والقادة الذين يناضلون من أجل الحرية والحماية الجوهرية، تعتبر قيادة وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات المرأة الحرة-ستار (YJA-STAR) وهيكلها هدفاً خاصاً للجمهورية التركية الفاشية، ومن ناحية أخرى، في مكان مثل فرنسا، من الواضح أن دولة الاحتلال التركي تقف وراء استشهاد الرفيقة أفين غويي، وباتت هذه الحقيقة معروفة للجميع، كما تقف دولة الاحتلال التركي وجهاز الاستخبارات التركية (MIT) وراء من استهدفوا رفيقتنا ناكيهان أكارسل في جنوب كردستان بـ 11 رصاصة، وفي حرب الجبال، تهاجم قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة-ستار (YJA-STAR) بأسلحة كيماوية ونووية تكتيكية وأسلحة تقنية متقدمة على نطاق غير مسبوق، ورغم أن هناك خطة لتصفية مقاتلي الكريلا بشكل عام وهذه الخطة قيد التنفيذ، وتركز هذه الخطة في تصفية الجيش النسائي التي احترفت في المجال العسكري والتي طورت دفاعاتها الذاتية بأقوى الطرق.

كل هذه الاعتداءات وغيرها الكثير من التي لا يسعنا ذكرها، تهدف أولاً إلى كسر التطورات والمكتسبات التي ظهرت في مجال حرية المرأة في كردستان، والقضاء على أثر هذه التطورات والمكتسبات التي لها تأثير كبير على المنطقة والعالم، ولذلك فإن القوى الهيمنة الذكورية في العالم توافق وتدعم هذه الهجمات، وبما معناه، فإن ممارسات تشديد العزلة على القائد آبو في إمرالي وهجمات التصفية على المرأة تسير بالتوازي، وكما أن هناك نظامين في حالة حرب في إمرالي وأن القائد آبو يطور مقاومة كبيرة ضد هذا، فإن النساء بشكل عام يطورن أيضاً مقاومة ضد هذه الهجمات وهذه معركة كبيرة جداً، وفي هذا العصر الذي يسميه القائد آبو بالانهيار الثالث بين الجنسين والنضال حتى النهاية، فإن خوض هذه الحرب من أجل المرأة وقوى الديمقراطية هو هدفنا ومهمتنا الرئيسية.

إن الحملة التي بدأها الرفاق والمثقفون العالميون في 10 تشرين الأول من أجل حرية القائد آبو في 74 مركزاً عالمياً هي أيضاً مهمة جداً لنضال المرأة، ونحن كحركة المرأة نعتبر أنفسنا مسؤولين عن تطوير هذه الحملة وتوسيعها واستمرارها، وفي الحقيقة أن القائد آبو يتمتع بتأثير كبير على القوى والحركات الديمقراطية في العالم الغير المرتبطة بالنظام، فقد ظهرت موجة عظيمة من نضال المرأة من أجل حرية وهي تشكل مسار القرن الحادي والعشرين.

بشكل عام، نحن كحركة المرأة الكردية لدينا الحق في النضال ضد هجمات الهيمنة الذكورية التابعة لكل من الفاشية التركية والقوى المهيمنة الحاكمة في العالم في سبيل توحيد وتطوير وتعزيز التنظيمات النسائية في كردستان والشرق الأوسط والعالم، وكما يرتبط تدمير نظام إمرالي وكسر العزلة أيضاً بالتطور القوي لنضال المرأة، وبهذا الوعي تكون حركة المرأة دائماً في نضال نشيط ومن الواضح أن هذا النضال سيستمر.

كيف تقيمون انتفاضة "مع المرأة، الحياة، الحرية نحو ثورة نسائية" التي بدأتها منظومة المرأة الكردستانية في إطار التضامن والنضال لمناهضة العنف ضد المرأة؟ وبهذا المعنى، ما هي الدعوة التي ستوجهونها يوم 25 تشرين الثاني؟ ما هي رسالتكم الرئيسية هذا العام؟

بالطبع، نحن لا نغطي مكافحة العنف ضد المرأة بشكل عام في يوم واحد فقط، إن أحد الجوانب الأساسية لاستراتيجيتنا النضالية هو تحسين دفاعنا عن النفس ضد هذا في كل بعد وفي كل لحظة، وبالطبع، فإننا نولي أهمية كبيرة لهذا اليوم الذي ظهر رداً على ذكرى مقتل الأخوات ميرابل، ونحاول منحه معنى والرد عليه بكل الطرق، وفي هذا الصدد، ولعدة سنوات، لم يكن عمل مركزنا لـ 25 تشرين الثاني لمنظومة المرأة الكردستانية يقتصر على يوم 25 تشرين الثاني فقط، بل يمتد في بعض الأحيان على مدى 10-15 يوماً، وأحياناً طوال شهر تشرين الثاني، ومن المقرر أن تقام فعاليات هذا العام في الفترة من 20 إلى 25 تشرين الثاني، وبطبيعة الحال، يمكن للتنظيمات النسائية في هذا المجال أن تخطط لذلك على مدى فترة زمنية أطول وفقاً لاحتياجاتها الخاصة واستقلاليتها، وقد اعتبر شعار منظومة المرأة الكردستانية "مع المرأة، الحياة ، الحرية نحو ثورة نسائية" شعاراً أساسيا لانتفاضة 25 تشرين الثاني، ولم يتم اختيار شعار آخر، لأن الحل الحقيقي للعنف ضد المرأة هو من خلال النضال من أجل ثورة المرأة بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية.

إننا نعيش أيام حرب عنيفة بين إسرائيل وفلسطين في كل جزء من كردستان والشرق الأوسط، وفي هذا الشأن، في 25 تشرين الثاني الحالي، من المهم معالجة وإدراج المشاكل الفريدة التي تواجه المرأة والتي تنشأ محلياً في كل مجال على الأجندة، بالإضافة إلى إدراج الحروب في العالم والشرق الأوسط وعواقبها على النساء والأطفال، وعلى الرغم من ذلك، يجب معالجة العنف ضد المرأة من جوانب عديدة، على سبيل المثال، في المجالات الاقتصادية والقانونية والصحية والتعليمية والدفاع عن النفس والسياسية وغيرها، يجب أن يتم تقييمها من جميع الجوانب، إن مشاكل مثل الهجرة، والفقر، والبطالة، والعبودية، وقتل النساء، والاغتصاب، والدعارة، وتعاطي المخدرات، وما إلى ذلك، هي مشاكل واسعة الانتشار في كردستان وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومن المهم تقييم كل هذه الأمور بشكل عام ومناقشة حلولها، ومن هنا ستظهر قوة التنظيم والنضال، مما يعطي معنى قوياً لهذا اليوم.

من المهم أيضاً النظر إلى هذه المشكلات الناشئة كنتيجة للذهنية الذكوري القومي الديني والهيمنة الجنسوية والسياسة والسياسات العسكرية، لأنه من الضروري مناقشة ذلك وعدم الحكم على المشكلة التي يتم الكشف عنها فقط. ولكن أيضاً على الموضوعات والحقائق والمؤسسات التي تكشف المشكلة، بالنسبة للنساء، لا ينبغي ليوم 25 تشرين الثاني أن يكون يوما يعبرن فيه عن استيائهن فحسب، بل ينبغي له أيضا أن يكون يوما للحكم بشكل جذري على الذكورية المهيمنة، وفي هذا الصدد، لا بد من الكشف عن معطيات وأصحاب العنف ضد المرأة بأفضل الطرق، وإنشاء محاكم نسائية رمزية، وإبراز عدالة المرأة بشكل أكبر.

جانب آخر مهم للغاية هو تطوير الوعي بالدفاع عن النفس، لأنه كلما ظلت المرأة غير منظمة وغير محمية ضد هذا النظام القوي الذي يهيمن عليه الذكور، كلما زاد اضطهادها واستغلالها واستخدامها، إن حماية وجود المرأة يأتي بمعنى تحقيق دفاعها عن نفسها، وحماية الحياة والمجتمع والطبيعة والأطفال والجمال والمعنى، إن وفاة كل امرأة يعني أن جميع النساء تموت وتتراجع مرة أخرى، وبهذا المعنى، ينبغي أن يصبح يوم 25 تشرين الثاني يوماً ينتشر فيه الوعي بالدفاع عن النفس على نطاق واسع.

الدفاع عن النفس للمرأة ليس ذا بعد واحد، فهو يرتبط بشكل مباشر بجميع جوانب الحياة، والأهم من ذلك، الوعي بالحرية، ولهذا السبب، لا بد من اعتبار الدفاع عن النفس ضمن استراتيجية ونظام يتضمن ذلك، دون الاقتصار على الحماية الفردية، ولهذا السبب فإننا نقوم بتقييم يوم 25 تشرين الثاني برمته من منظور ثورة المرأة، إن منظور الأمة الديمقراطية والاستقلال الديمقراطي وثورة المرأة له أهمية استراتيجية في حل مشاكل المرأة والتحرك نحو تحريرها، ولهذا السبب، يكتسب يوم 25 تشرين الثاني أيضاً معنى باعتباره الأيام التي يتم فيها رفع مستوى الوعي في هذا الاتجاه، إن حل الأمة الديمقراطية و الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي طرحه القائد آبو ضد العنف بحق المرأة، والثورة النسائية المنظمة بشكل فريد ومستقل ضمن هذا المنظور، هو الحل الرئيسي، وفي هذا الصدد، نعتبر 25 تشرين الثاني أيضاً بُعداً من أبعاد الحركة المستحدثة للحرية الجسدية للقائد من حيث الفهم والشرح والتعميم على شرائح أوسع وامتلاك القدرة على تنفيذ منظور الثورة النسائية للقائد والكونفدرالية النسائية الديمقراطية، بمعنى آخر، فإن حركة منظومة المرأة الكردستانية وحركة القائد متشابكتان ومتكاملتان بهذا المعنى، و هكذا نقيم فعاليات 25 تشرين الثاني.

وهذه قضية ينبغي معالجتها بأهمية وعناية في 25 تشرين الثاني؛ وهي استراتيجيات الحرب الخاصة التي تنفذها القوى المهيمنة حول العالم، وخاصة الدولة التركية الفاشية.

 وكما حاولنا التأكيد في تقييماتنا الأولية، فإن الحرب العالمية الثالثة تمثل مستوى من الحرب تكون فيه الحرب الخاصة أكثر تركيزاً وانتشاراً، وفي هذا الصدد؛ ينبغي وضع أجندات لفهم الحرب الخاصة والتغلب عليها، والأهم من ذلك، أن يتم من منظور متعدد الأوجه، ويجب تحديد السياسات النسائية المشتركة وفقاً لذلك، فالجرائم المرتكبة ضد النساء والأطفال، سواء في الحروب الخاصة أو الحروب الجسدية، والجرائم المرتكبة ضد الطبيعة، يجب أن تنكشف، بل ويجب رفع المدعين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الرسمية أو محاكم المرأة الرمزية، وبالتالي، لا ينبغي لنا أن نسمح بالتستر على الجرائم، ولابد من جعل الجرائم العنيفة التي ترتكبها الذكورة المهيمنة أكثر وضوحا.

إن هدفنا الرئيسي في الفعاليات هن النساء، ولكن بالطبع من المهم جداً أن يكون لدى الرجال والشباب والأطفال أيضاً وعي وحساسية في هذه الأمور، وبهذا المعنى، فإنه ينبغي تطوير أنشطة مثل التدريب وورش العمل وما إلى ذلك، واستناداً إلى منظور تحول الرجال، يجب تطوير موقف يسمح للرجال بمساءلة أنفسهم والنضال من أجل الحرية، يجب تحذير الأطفال والشباب من تأثير النظام الرأسمالي والتمييز الجنسوي الاجتماعي في سن مبكرة.

إننا نهدف للترحيب بيوم 25 تشرين الثاني من هذا العام في هذا السياق، ونعتقد أنه سيتم تقييمها كعملية تعليمية وتنظيمية وتنشيطية ذات محتوى غني ومبدع، إننا ندعو الأمهات الكرديات والشابات والتنظيمات النسائية إلى المشاركة بروح العمل في 25 تشرين الثاني وإظهار موقفهن بأقوى صورة ضد كل المجازر ضد المرأة والفاشية والهيمنة الذكورية؛ إننا ندعو مرة أخرى المنظمات النسائية في الشرق الأوسط والعالم إلى الترحيب بيوم 25 تشرين الثاني بأقوى طريقة ممكنة، وإلى زيادة وعيها التنظيمي والجماعي بما يجفف منابع العنف.