جيكدم دوغو: أينما تتواجد الأخلاق تكون الحرية والسلام حاضرتان هناك - تم التحديث

ذكرت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) جيكدم دوغو، أن تعريفات الجمال والجمالية الأخلاقية قد شُوهت من قِبل الأنظمة السائدة، وقالت: "إذا كانت هناك أخلاق في مكان ما، فهناك الحرية والجمال والقيم الديمقراطية والتسامح والسلام".

شاركت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) جيكدم دوغو، في برنامج "Xwebûn" على قناة (Jin TV)، وأجابت على أسئلة الصحفية آرجين بايسال. المقابلة التي أُجريت مع جيدام دوغو، هي النحو التالي:  

 

قلنا إننا سنناقش الأخلاق وعلم الجمال، وكنا قد ناقشنا في البرامج الأخرى أيضاً، ولكننا شعرنا بالحاجة إلى التعمق، وإذا ما بدأنا من معنى المصطلح، فكيف يمكن تعريف الأخلاق والجماليات؟   

كما أوضحتم أيضاً، وصفت الرفيقة روناهي أيضاً أيديولوجية تحرر المرأة، وصاغ القائد أوجلان أيديولوجية تحرر المرأة في 5 مبادئ، وبرزت من حولها حزبية المرأة والنظام الكونفدرالي للمرأة وثورة المرأة وحقيقة المرأة، ولذلك، فإن لأيديولوجية تحرر المرأة أهمية استراتيجية من قِبل حركتنا، وإن تناول مبادئها عن طريق برنامج خبون بشكل أكثر تعمقاً هو عمل ذا معنى، وأحد المبادئ الأساسية هو مبدأ الأخلاق والجماليات، بالطبع، لسنا الوحيدين الذين يتناولون قضية الأخلاق والجماليات، وهذه المصطلحات لها انطلاقة من حيث تاريخ البشرية، وفي تاريخ الفلسفة، أو العلم، أو عندما ننظر إليها من الناحية الأخلاقية، فإن لها حقيقة تاريخية في حياة المجتمع، ونحن بدورنا، نتصرف بدعوى تحقيق ثورة المرأة، ونهدف إلى تحقيق ثورة المجتمع من خلال ثورة المرأة، وتستند استراتيجيتنا على ذلك الأمر، ولذلك أيضاً، فإن الأخلاق أي علم الأخلاق، والجماليات أي علم الجمال، التي تهم حياة المجتمع كثيراً؛ فهي في الوقت نفسه، تهمنا كثيراً أيضاً، نعم، إننا حركة للكريلا، ونحارب في قمم الجبال، ونحن في خضم المعركة حاملين السلاح، إلا أننا كحركة، لم نحصر أنفسنا أبداً بالنضال المسلح، وما هو على القدر نفسه من الأهمية، وربما الأكثر أهمية من هذا، هو بناء ذهنيتنا الأيديولوجية، وبناء النسيج الثقافي والأخلاقي لثورة الحرية، وإحداث تغيير في الذهنية، وهذه بالنسبة لنا بمثابة قضية وواجب، ولذلك أيضاً، فإننا كحركة منشغلين دائماً بموضوع الأخلاق، إنه شخص ثوري، نعم، لكن ما مدى هويته\ا وشخصيته\ا بالنسبة لأخلاق الحرية؟ وفي سياق المعايير الحزبية التي طرحها القائد أوجلان، هي القضية التي تكون دائماً على جدول أعمالنا، والجماليات هي أيضاً كذلك، لأننا لم نفصل أبداً الأخلاق عن الجمال أو الجمال عن الأخلاق، حيث لدينا مثل هذا التقليد لحزب العمال الكردستاني، وبالطبع، نحن حركة نسائية تتطور ضمن حزب العمال الكردستاني، لذا عندما نقول نضال المرأة وثورة المرأة، فإننا ننظر إليهما من هنا، أي، أن المرأة تخوض نضال الحرية، ولديها أحلام بالحرية، وتناضل من أجلها، لكن هذه ليست مجرد حرب فظة ضد الهيمنة الذكورية، أو أنها ليست مجرد حالة من الحرب المسلحة، وفي خضم ذلك، ما هي أخلاق المرأة، وما علاقتها بالمجتمع، ولماذا الجماليات-الجمال هي مبدأ أساسي، هذه كلها قضايا نحقق فيها كثيراً، وكتعريف اشتقاقي؛ لم تبدأ هذه المسألة معنا، إلا أننا نعمل على تعميقها وتجسيدها بشكل أكثر، ويمكن تقييم الأخلاق من جوانب متعددة، وتبرز الأخلاق كمصطلح يوناني، وتعبر عن علم الأخلاق، وبرزت الأخلاق بعد أن عبر المجتمع عن نفسه كمجتمع، ويمكننا التعبير عن الأخلاق على أنها قاعدة وذهنية وتقليد تبرز في تصحيح وإدارة وتطوير الحياة الاجتماعية، وفي الواقع، قد يكون من الأدق أن نقول معيار الحياة، بدلاً من القاعدة، ولا بد من تنظيم العلاقات ما بين الحياة في تلك الحياة الاجتماعية، ولدى هذا المجتمع أنشطة اقتصادية وتعليمية وصحية واجتماعية وثقافية وفنية، وبالنتيجة، الإنسان مرتبط بالإنسان، لكن كيف سيعيش هذا المجتمع معاً، وكيف سيدير الأنشطة الاقتصادية معاً، وكيف سيطور فنه، وكيف سيتلقى تعليمه، وكيف ستكون علاقاته ضمن العائلة، وكيف ستوطد المرأة العلاقة مع الرجل، والطفل مع البالغ، والعشيرة مع العشيرة، والقبيلة مع القبيلة، والأمة مع الأمة؟ هل سيسير هذا التفاعل في حالة من الفوضى، أم أن الناس سيعيشون وفقاً لمعيار عندما يعيشون معاً؟ وهذا ما تطرحه الأخلاق، وكمثال، هل ذلك المجتمع عندما يمارس النشاط الاقتصادي والنشاط التعليمي، يقوم بها وفق معايير أخلاقية؟ فعندما يقوم الإنسان بتوطيد علاقة مع إنسان آخر، فإنه يقيم العلاقة وفق معيار أخلاقي، ويمكن تقييم ذلك أيضاً كمعايير للحياة الاجتماعية، مثل المعايير التي تتطور في العلاقات والأنشطة الإنسانية وتنظيم الحياة، وعندما ننظر إلى الانطلاقة الأولى للإنسانية، كيف تمكن المجتمع من التعايش سويةً؟ عن طريق الأخلاق، وتحركوا معاً على شكل عشائر، وبمرور الوقت توصلوا إلى توافق مع بعضهم البعض، وقاموا بأنشطة اقتصادية بناءً على توزيع العمل، وبنوا المحبة والتسامح، ولذلك، لا نتناول الأخلاق أبداً بمعزل عن التنشئة الاجتماعية في أدبياتنا، فالأخلاق هي اجتماعية، وقد لعبت المرأة هنا الدور الرئيسي، وعندما نقول الأخلاق، فإننا نتحدث من جهة أيضاً عن المرأة، كما أن للمرأة دور رئيسي وبارز في بناء التنشئة الاجتماعية، كيف فعلت ذلك الأمر؟ فعلتها بالأخلاق، وما هو الصواب وما هو الخطأ في هذه الحياة، وأيهما جيد وأيهما سيء؟ أيهما قبيح وأيهما جميل؟ وهناك أخلاق اجتماعية ظهرت حول المرأة، وهذا الأمر أيضاً طوّر معه شراكة قائمة، فالأخلاق هي أمر لا غنى عنها للحياة الاجتماعية وللفرد، وإن تعميق النزعة الفردية لهذه الدرجة، وإبعاد الفرد عن المجتمع، في يومنا الحالي، لهو أعظم سفالة.    

لو فتحنا هذا الموضوع أكثر قليلاً؛ وبطبيعة الحال، لا تزال المجتمعات الطبيعية موجودة في يومنا الحالي، ما هي القيم والمعايير التي تتحدثون عنها في هذه المجتمعات، كيف تجلت؟

الإنسان مخلوق ضعيف أمام الطبيعة، لن يكون من الصواب التعبير عن ذلك بالخوف فقط، لقد رأيتم أن هناك مثل هذه النظريات؛ دَوَّى الرعد، ضرب البرق، حدث فيضان، وما إلى ذلك، وبطبيعة الحال، هذا موجود أيضاً ولا يمكن رفضه تماماً، لكن الاعتماد فقط على هذا التعريف قد يكون جسدياً للغاية، لكن هناك جوانب ميتافيزيقية لظهور الحقيقة الأخلاقية للمجتمع، لديها حتميتها مقابل الطبيعة، من المستحيل أن تعيش وحيداً ضد الطبيعة، وهذا يؤدي إلى العيش سوياً، العمل سوياً، أن يكونوا معاً، وبالطبع لا ينطبق هذا على البشر فقط، لكنه وصل إلى أعلى مستوى ضمن البشرية، ولا شك، إذا نظر المرء إلى النباتات والحيوانات والكون، يرى أن هناك كائنات حية تعمل في مجموعات، يوجد مثل هذا الميل أو الاتجاه في الطبيعة، لا يستطيع الإنسان التعبير عما يحدث في الكون والطبيعة بلغة علمية بحتة، فالإنسانية تسأل دائماً وستظل تسأل دائماً، ولذلك، لا يمكن للمرء أن يقول لما هذا الأمر موجود، ولكن هناك هذا الميل أو الاتجاه من التنشئة الاجتماعية في الكون، هناك حاجة للعيش معاً، إذا كنت لا تعيش معاً، ولا يمكن للبشر أن يعيشوا كأفراد إذا كانوا لا يعيشون معاً، وهذا ما هو موجود اليوم، لا يمكن لأي شخص أن يعيش بمفرده لا عقلياً ولا روحانياً، لقد تطور العلم والتكنولوجيا كثيراً، فلنتخيل أنه يوجد شخصٌ واحد يمكنه فعل كل شيء، ولكن هل يستطيع هذا الشخص أن يعيش بمفرده روحانياً وميتافيزيقياً؟ لا أستطيع، لذلك، يجب أن يتم تحديد العيش سوياً من خلال المعايير والقواعد، ما الذي يظهر هنا؟ المحبة بين البشر هو جانب مهم جداً من الأخلاق، إذا لم يكن هناك محبة في مكان ما، فكيف يمكن للبشر أن يعيشوا سوياً؟ سوف ترغب دائماً بالفرار من ذلك المكان، الأخلاق شيء حيّ، المحبة والتفاؤل والتفاهم المتبادل والاستماع والاحترام والقدسية أمور لا غنى عنها، الاحترام أيضاً يأتي من القداسة، عندما يحترم المرء الأشياء، يظهر وكأنه يعبدها قليلاً، عندما نرى إنساناً معتدلاً في سلوكه، مُحباً، محترماً، متسامحاً ومخلصاً في عمله، نقول يا له من إنسان خلوق، أو عندما نرى مجتمعاً بهذا الشكل، نقول يا له من مجتمع أخلاقي، يمكن للمرء أن يُقيّم الأخلاق بهذه الأمور.

مفهوم له قيم ملموسة وواضحة، سنناقش أيضاً في البرنامج كيفية استخدام النظام لهذا الأمر، لأن الأخلاق تُفرض علينا كمعايير تقتصر على شرف وعبودية المرأة، ولكن كما قلتم أنتم أيضاً، المعايير مليئة بالعواطف.

صحيح، هذه نقطة مهمة جداً، على سبيل المثال، إذا قلتم عن شخص ما أنه بلا أخلاق، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو أنه عديم الشرف، فإذا كانت امرأة، نقول إن لها علاقة مع رجل ما، وإن كان رجلاً، نقول إن لديه علاقة مختلفة مع امرأة ما، لكن الأخلاق شيء واسع جداً؛ إنه أمر حيوي للغاية ويتعلق بكل لحظة من الحياة، وبطبيعة الحال، هناك معايير وقواعد أخلاقية للعلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا متضمن فيه أيضاً، لكن هذه الحقيقة لا تقتصر على ذلك فقط، على سبيل المثال، عمل جميل ومتقن؛ لنفترض أنه في المجتمع الطبيعي، يحتاج المجتمع إلى الغذاء؛ صياد جيد، جمع العشب بشكل جيد، طهي الطعام الجيد هو أمر أخلاقي، هناك أعمال يجب القيام بها حتى يستمر المجتمع، والقيام بهذه الأعمال بأفضل طريقة هو أمر أخلاقي، لقد عبر زردشت أيضاً عن هذا بشكل جيد للغاية، فكر جيداً، تحدث بشكل جيد واعمل بشكل جيد، وتستمر هذه في كونها خصائص المجتمع الطبيعي، كثيراً ما يتم ذكر البطولة في الميثولوجيا، إن البطولة أمر أخلاقي، سواء في نضالنا أو في النضالات الأخرى التي تتطور في العالم، هل سمعتم يوماً عن شخص فعل شيئاً لنفسه فقط وسُمّيَ بطلاً؟ لا، من الممكن أن يتم تقديره، لكنه لا يُسمّى بطلاً، لكني أقوم بعملية من أجل هذا المجتمع، وأضحي بنفسي، البطولة، والشجاعة، والدفاع عن النفس، كل هذه أشياء مهمة جداً للأخلاق.

يمكننا أن نقول "أشياء اجتماعية"

الأشياء الاجتماعية وخدمة المجتمع هي أشياء إيجابية، على سبيل المثال، لا يوجد مفهوم مثل "الأخلاق السيئة"، الأخلاق في حد ذاتها إيجابية، الأخلاق جيدة، جميلة، حقيقية، حرة، على سبيل المثال، لا يمكننا تعريف الأخلاق بأنها عبودية، تحاول الأنظمة المهيمنة والحاكمة استعبادها ولكن الجذر الاشتقاقي للأخلاق إيجابي، وتخريبها يعني تخريب الحياة، وهذا ما يتم القيام به الآن، وشكله هو التغيير وانعدام الاخلاق وتدمير المجتمع، كل إنسان يعيش مراحل الطفولة والشباب والنضج والبلوغ والشيخوخة في الحياة الاجتماعية، قيل لنا في طفولتنا أن هذا أمر جيد وهذا أمر سيء، أو في الدين نقول هذا حرام وهذا صواب، في العلم والفلسفة يقولون هذا صحيح وهذا خاطئ، في البحث عن الحرية، هذه هي العبودية، هذه هي الحرية، كل هذه الأمور تعبر عن القيّم الأخلاقية للمجتمع.

يستخدم القائد عبد الله أوجلان دائماً الأخلاق والحرية، والجمال والحرية معاً في تقييماته، ما هو نوع العلاقة بينهما؟

الأخلاق شيء متأصل وواضح ونقي وقاسٍ، ففي مجتمع ما إن قام المرء بشيء خاطئ ضد قيم ذلك المجتمع يتحول ذلك أكبر عقاب مما يؤدي إلى طرده وبقائه وحيداً، وطرد المرء بسبب الأخلاق من المجتمع أمرٌ خطيرٌ للغاية، ولهذا السبب فهو قاسٍ، إذا كان الأخلاق الحياتية للمجتمع متأصل ولم يتعرض لأي ضرر وتقييد فتكمن فيه الحرية والديمقراطية، ومن المهم أن يعبر الأفراد عن أنفسهم في تلك التنشئة الاجتماعية وأن يشاركوا في عمليات صنع القرار، لأن الخلايا الجذعية تتشكل بهذا الشكل ومهما كانت تالفة فأن تلك الخلايا الجذعية اتخذت هذا الشكل، وفي هذا المجتمع تتواجد الديمقراطية، ومع واقع الحياة الديمقراطية يصبح الأفراد والمجتمع أحراراً، وبلا شك لا تزال هناك قضايا تحتاج إلى مزيد من المناقشة، العلاقة بين الفرد والمجتمع لا تنفصل ولكن توجد صراعات أيضاً، ولكن إذا كان هيكل الأخلاق قوياً يستطيع تحليل ذلك أيضاً، كما ويعبر القائد عن الأخلاق بأنه من أنشطة الحرية، وإذا وجدت الأخلاق في مكان ما، فتكن هناك أيضاً الحرية والجمال والقيم الديمقراطية والتفاؤل والسلام، كما ويحترم الناس بعضهم البعض ويستمعون ويحاولون فهم بعضهم البعض، ويجوز أن تحدث الصراعات على أي حال بسبب الاختلاف والتنوع، ولو تحدثنا بخصوص الفرد هنا فعلى سبيل المثال إذا أخذنا الناس بشكلٍّ فردي فسوف يكون كل شخص فريد من نوعه ومختلف عن الآخر كما ولا يمكن التطابق كلياً بينهما ولا يمكن التوافق كلياً بينهما بنسبة مائة بالمائة، لذلك فإن الأخلاق شيء مثالي للغاية، فهو يضع الأسس والمعايير العامة لحياة المجتمع حيث يحل الفرد الصراعات القائمة وفق الأخلاق وهذه هي الديمقراطية، فهل تريد أن تفعل أشياء جيدة لهذا المجتمع وللأشخاص من حولك؟، على سبيل المثال؛ هل تزرع حقلاً؟ إذاً قدم أفضل ما لديك، هل تمتلك مهنة ما؟ إذاً قدم أفضل ما لديك، فهل انت فنان؟ إذاً قدم أفضل ما لديك وكل هذه تعبر عن القيم الأخلاقية.

تتضح العلاقة بين الأسس الخمسة هنا، ولكي يكونوا أخلاقيين يجب أن يكونوا وطنيين أيضاً وعليهم أن يناضلوا وأن يكونوا منظمين أيضاً.

يجب النظر إلى الارتباط بالأرض على أنها الارتباط بالطبيعة أيضاً، وحب الوطن وحب الطبيعة وأن تكون على علاقة متساوية مع الطبيعة فكل هذه الأمور لها علاقة بالأخلاق، ففي المجتمعات الطبيعية من إحدى الخصائص الأساسية للأخلاق هي كيفية العلاقة مع الطبيعة، فمثلاً من اللاأخلاقي قطع شجرة جميلة بلا سبب، لننظر إلى مجتمعات القرية فهم لا يقطعون شجرة بلا سبب، وإذا اصطاد أو قتل حيواناً ما يكون من أجل احتياجاته الحيوية كما ويذهب للاعتذار لذلك الحيوان وهذا أمر أخلاقي، فمن أخلاقه احترام الحيوانات والطبيعة، إنه أمر أخلاقي أمام الكون، إن الفرد والمجتمع في الكون ومع من كانوا في علاقة فأنهم متساوون ومحترمون في التعامل ومكملون لبعضهم البعض، وكل هذه الأمور تتعلق بالأخلاق وينبغي أيضاً معاملتهم كميتافيزيقيين، علاقة الإنسان بالتاريخ ومع نفسه ومع الأفكار واللغة وأفكار الآخرين ومع العلم والفلسفة وغيرها كلها أشياء ميتافيزيقية وتشمل الأخلاق، فهي الذات وأن تكون الذات، واحترام الذات في أبسط تعريف هو عندما يطور الشخص علاقة أخلاقية مع نفسه، يعني أنني أنا هو أنا وأنتمي لنفسي ولهذا المجتمع، يمكن لكل من الميتافيزيقا والفيزياء التعامل مع الأخلاق في سياق واسع جداً.

السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو كيف اجتمعت الأخلاق والجمال معاً؟ لقد اعتبره القائد عبد الله أوجلان بأنه قاعدة والتزم بها، ولكن قبل ذلك أريد أن نناقش عن الجمال، ولعلها من أكثر المفاهيم التي تعرضت للتشويه على يد النظام، أريدك أن تتحدث عن معنى الجمال.

القراءة الجمالية كمفهوم صعبة إلى حد ما وكلمة(estetîk)  هي كلمة يونانية الأصل، ومن الناحية اللغوية تعود جذرها إلى كلمة (aísthēsis) والتي تعني (أن تسمع، أن تفهم، أن تشعر)، ويمكن التعبير عنها كعلم معرفي، حسناً، ما علاقتها بالجمال؟ بطبيعة الحال، لديها بعض الأسرار ونحن نقيّم الظواهر من الناحية الكونية والاجتماعية بعض الشيء، فما علاقة علم الجمال بالأخلاق، وما علاقته بالظواهر الكونية ولماذا لها علاقة بالمجتمع والأفراد بهذا القدر؟

كيف تجتمع الأخلاق والجمال؟

إنهما حقيقتان مثل التوأم، بعض الأشياء بسيطة أيضاً، إذا نظرنا إلى الأشخاص والمجتمعات والتاريخ، فسنجد بحثاً عن الجمال في كل منهم، سواء كان جيداً أو سيئاً، لقد قلبت الأنظمة المهيمنة والحاكمة هذا الأمر رأساً على عقب، سنتحدث عن هذا لاحقاً، كما يوجد مثل هذا البحث في الديناميكيات الداخلية للإنسان أيضاً، وهذا لا يقتصر على البشر، حتى في عالم الحيوانات، هناك علاقة حب وكراهية متبادلة، يحاول أحد الحيوانات إثارة إعجاب الآخر، أو هناك بعض ذكور الطيور يصنعون أعشاشاً جميلة لإثارة أعجاب الإناث، وسوف ترى أنثى الطائر ما إذا كان العش مبنياً بشكل جميل وجيد أم لا، يوجد بحث عن الجمال هناك أيضاً، لماذا تَدَفُقْ المياه، الزهور وجبال كردستان التي تشبه الجنة أشياء جميلة جداً لهذا الحد؟ يوجد مَيل للجمال هناك أيضاً، كل إنسان يريد أن يعيش في بيئة جميلة، بعبارة أخرى، كل إنسان يريد أن يكون جميلاً من الناحية الروحية والجسدية، والآن يبدو أنه تم إفراغها من الداخل، المقاييس مختلطة، لكن هناك مثل هذا المَيل، لا يمكن تسمية كل شيء بأنه جميل.

يمكن القول إن الجمال نسبي

الأيديولوجيات جعلت الجمال نسبياً، أو أن معايير الجمال قد اختلطت وتشوهت عندما أصبحت بنية الأخلاق ضعيفة، تقام الآن مسابقات الجمال، يختارون كل امرأة جميلة في العالم ويضعون تاجاً على رأسها، أنظر إليها من مكاني فلا أرى أي جمال، أسلوبها في تقديم نفسها، تسويقها لنفسها والطريقة التي تتعامل بها مع جسدها فقط، لا تبدو جميلة بالنسبة لي، إنها الأجمل في العالم، لكن وفقاً لمعاييري، وفقاً للأخلاق والجماليات، فهي ليست جميلة بالنسبة لي، على سبيل المثال، هناك بعض المجتمعات الأفريقية، أشكالهم مختلفة، الأمر مختلف في كردستان، وفي مجتمعات السكان الأصليين، في أفريقيا، الصين، اليابان، لكنها ثقافية وجميلة وتنتمي إلى ذلك المجتمع، السكان الأصليون في أفريقيا لديهم ملابس تقليدية، لديهم أوشام، لديهم أصبغة، لديهم تسريحات شعر؛ إنها خاصة بهم، إنها ثقافية وجميلة جداً، لكن خذها وحولها إلى موضة صناعية، ستكون قبيحة.

يمكننا القول إن الجمال أيضاً له هدف، وعندما يصبح أداة، فإنه يخرج عن جوهره

عندما يصبح أداة، وسلعة ويُطرح في السوق، يصبح قبيحاً، لكن في ثقافته ومجتمعه يخلق قيّماً جميلة جداً، كما أنه يتكامل مع الأخلاق، الجمال مع المعايير الأخلاقية يتكامل مع الأخلاق أيضاً، لماذا يعتبر الفن والرسم والنحت والبُنية المعمارية والأدب والسينما أموراً في غاية الأهمية؟ لأن الفن يرتبط بالجمال، فهو يحاول التعبير عن الجمال، بالإضافة إلى ذلك، يحاول إبراز الأخلاق أيضاً، إن التعبير الفني عن الجمال يجعل الإنسان ينمو ويوسع آفاقه وعالمه الأخلاقي ويضيف المعنى للاكتساب، هذا الجمال يحمل معاني جديدة في عالم المعنى الخاص بك، كما أنه يقوي أخلاقك ويعمقها ويجعلك إنساناً، الجمال ليس مجرد شيء مادي فحسب، الجمال يخلق المعنى، الجمال له جاذبيته، الإنسان يريد رؤية الأشياء الجميلة، يريد أن يكون أقرب إلى أشياءه الخاصة، عندما يجتمع الجمال مع الأخلاق فإنه يجعل الإنسان يرتقي.

إذا أتينا إلى يومنا الحالي؛ أنا أسال من جانب النظام الرأسمالي ومن جانب نظام هيمنة الذكور، كيف يقيم هذا النظام الأخلاق والجماليات؟ وفي الوقت نفسه، كيف يفرضونها على المرأة والمجتمع؟

يمثل النظام الرأسمالي ذروة كل من نظام هيمنة الرجل والجيل الأخير من النظام الحضاري، وبطبيعة الحال، مع تطور العلم، بلغت قوة وحقيقة استغلالهم للمرأة والمجتمع ذروتها وازدادت حدتها، لقد اتجه النظام الرأسمالي، بمفهوم هيمنة الرجل، نحو المجتمع والحياة والأخلاق والمرأة أكثر فأكثر، والرأسمالية تعرف هذا جيداً؛ عندما يقولون المجتمع، يقولون الأخلاق؛ عندما يقولون الأخلاق، يقولون النساء؛ عندما يقولون النساء، يقولون الحياة، نحن نقول دائماً "المرأة، الحياة، الحرية"، الآن أصبح عالمياً، كما أنهم يدركون جيداُ أنه "المرأة، الحياة، الحرية"، وقد أثبتوا بشكل جيد أنه أخلاقي وجميل، ولذلك، فإنهم يفكرون بجدية في كيفية الاستمرار في سيطرتهم على هذه الحقيقة، وسحق هذه الإرادة وقمعها أكثر، هناك حقيقة نعرّفها بأنها حرب خاصة، هناك دول وحروب، بعد الحرب العالمية الثانية، تم التعبير عنها على أنها واقع حرب أكثر تخصصاً، وهي الحرب النفسية، لكن هذه الحرب بالذات أصبحت كاملة من حيث مضمونها، يتم شن حرب خاصة ضد الذين يقاومون وضد الثقافة والأخلاق أيضاً، وقد عرّف قائدنا هذا الوضع بأنه إبادة جماعية للمجتمع، وعبّر عنها بأنها إبادة جماعية مجتمعية، إبادة جماعية للحياة، إبادة جماعية للأخلاق، وكما قلت، كيف يمكنك كسر المجتمع؟ إذا استطعت القضاء على الأخلاق، ستتمكن من كسر المجتمع، كيف يمكنك القضاء على الأخلاق؟ إذا تركت امرأة بلا إرادة، ستتمكن من القضاء على الأخلاق، في الحقيقة، إنه ملفت للانتباه، إن السؤال "لماذا أصبحت الرأسمالية نظاماً في أوروبا" له مغزىً كبير، إنهم ينظرون إلى تطور هذا النظام، حيث تم حرق الملايين من النساء وقتلهن تحت التعذيب، وقال القائد: "تم بناء النظام الرأسمالي من رماد الساحرات التي تم حرقهن" ماذا حدث هناك؟ قُتلت أولئك النساء وأضعفت أخلاق ذلك المجتمع، وعندما ضَعُفت الأخلاق، فقد المجتمع قوته، وضَعُفت ديناميكيات المقاومة، بلا شك، استمرت المقاومة، لكن تم تضييق نطاقها، ولذلك، فإنهم يعرفون هذه الصيغة جيداً، أيّ أنه إذا كنت تريد تدمير الأخلاق، القوة الأساسية للحياة، الحرية، عليك أولاً أن تضرب المرأة، تعتدي على المرأة، تجعل المرأة بلا عقل، تقتل مشاعرها، تضيق مجالاتها وتدمر إرادتها، كلما فعلت هذا، الأخلاق ستصبح أضعف.

حسناً، ما الذي يسعى إليه عندما يستهدف المرأة ويقضي عليها؟

لقد أصبح النظام الرأسمالي بشكل عام نظاماً صاحب مال، في هذا النظام أصبح المال إلهاً، كلما زاد مالك، زادت قوتك، كلما زادت ثرواتك المادية، أصبحت أقوى، في الحقيقة، لا ينبغي أن نقول قوة، فالقوة شيء مختلف، يجب أن نقول سُلطة، أنت القوة الحاكمة، القوة المهيمنة، ليس هناك حد لهذا الأمر، بل أكثر وأكثر من ذلك... ومن أجل أن يقوموا بذلك، يجب أن يبقى المجتمع بلا إرادة ولغة وثقافة، على سبيل المثال، نحن نعيش في الجبال، ومقاتل الكريلا ينظم حياته كلها دون أن يكون بقالاً أو كهربائياً، يستطيع أن يكسب خبزه من الحجارة، المجتمعات الطبيعية هي هكذا أيضاً، يكسبون لقمة عيشهم دون أن يحتاجوا لأحد، وهذا أيضاً جانب من جوانب الأخلاق، اذهب إلى مدينة ما، لا يمكن للإنسان أن يعتمد على قوته الخاصة للقيام بعمل ما، إذا انقطعت الكهرباء، عليه استدعاء الكهربائي، إذا انقطعت المياه، عليه الاتصال بمورد المياه، إذا لم يكن لديه خبز، فلن يتمكن من صنع خبزه بنفسه.

يصبح مدمناً ويرتبط به، أي أنه ينسى الإبداع

إنه يقضي على قدرتك على العمل، حتى أنهم طوروا التكنولوجيا كثيراً بحيث يمكنك الضغط على زر من أجل كل شيء، هذا مريح للغاية، لكن هذه الراحة تقضي على المهارات، وتتركك بلا حول ولا قوة، يجد المجتمع الأخلاقي حلولاً في كافة الظروف، وهذه سياسة أيضاً، يمكن لهذا المجتمع أن يكسب خبزه من الحجر، لكنهم أخذوا منك كل شيء، سرقوا عملك وجهدك، ويبيعون عملك وجهدك لك مراراً وتكراراً، يجعلونك عبداً وفياً، إنهم يقودون البشر إلى حالة لا يستطيعون فيها التفكير أو العمل أو حتى الإحساس بشيء، ولكن هناك حالات أسوأ، والآن دعونا ننظر إلى واقع تركيا والعالم من وجهة نظر المرأة، على مدار 5 آلاف عام، كانت هناك هجمات وتقاليد ومجازر لهيمنة الرجل والتعصب الجنسي، لكن الآن، هناك جثث للنساء في الشوارع كل يوم، تموت النساء كل يوم في مدينتك وشوارعك أو في مدن أخرى، كل يوم هناك امرأة تتعرض للاغتصاب، وتتعرض للعنف كل يوم، ويتعرضن للإهانة، أي نوع من المجتمعات هذا؟ كيف سيكبر مثل هذه الطفلة؟ كيف ستكون شابة وامرأة كهذه؟ عندما يتم إهانة المرأة، إلى أيّ حد تُنقص الأخلاق؟ تلك المرأة لا تستطيع إظهار إرادتها، ويصل الأمر إلى حد أنها لا تستطيع التعبير عن نفسها في ذلك المجتمع، والخروج والعمل، الحقيقة هي أن الاغتصاب حالة خطيرة ووحشية للغاية، وهذا الأمر تضاعف، إلى أي مدى ستتطور الروح الأخلاقية؟ الاخلاق تتدهور تدريجياً، نرى على شاشات التلفزيون رجلاً يعتدي على امرأة ويضربها، ومن حوله يكتفون بالمشاهدة فقط، أليس هذا مقياساً أخلاقياً؟ ما هي الأخلاق أساساً؟ الإنسان يساعد الإنسان، وهذا أيضاً شرف، يحاول شخص ما قتل شخص آخر أمام عيني، سوف تتدخل وتحاول حل الأمر ومنعه، عدم القيام بذلك هو انعدام للإحساس.

هذا هو الحال في تصورنا لأن الملكية والحياة الخاصة يتم إبرازها في المقدمة كثيراً هنا، يتم التعامل معها كما لو أنه لا يمكننا التدخل والمساس بها.

تلك المرأة هي بالفعل "ملكية" شخص ما، كما يتم قتل المشاعر والعواطف بهذه الطريقة أيضاً، تحدث أهم الأحداث الحياتية، والناس يلتزمون الصمت، تم حجب تويتر في تركيا لفترة، كيف كان رد فعل الجميع؟ حسناً، هذه أيضاً أداة للتواصل،

وعلى الرغم من انتقاداتنا، إلا إنها أداة إنسانية للتنشئة الاجتماعية، وبلا شك، يمكن الاحتجاج عليها، ولكن هناك مشاكل أكثر خطورة من ذلك، هناك مشكلة الحرب، مهلاً، أنت لا ترى الحرب، ولكن لديك مشكلة الفقر والقمع، لا يمكنك التعبير عن نفسك، ولا يمكنك انتقاد أي شيء، ولا يتم اعتبارك إنساناً، عدم الحساسية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالضعف الأخلاقي، وتزداد عدم الحساسية ويضيق التفكير أكثر فأكثر مع مرور الوقت.

لم يتبقى لدينا وقت كافي، لكن لدينا العديد من القضايا التي يجب طرحها ومناقشتها إذا كان الأمر مناسباً لك، وسوف نتابع الجزء الثاني من نقاشنا وسوف نتحدث عما تقترحينه من بدائل، ويجب أن نتحدث أيضاً عن الأشياء الجيدة، لقد تبقى 2-3 دقائق فقط وأريد أن ننهي النقاش بهذا الشكل، في عام 2022 اُغتيلتْ جينا أميني في إيران، ويُطلق على الذين اغتالوا جينا اسم "شرطة الأخلاق"، أريد منك أن تُظهري هذا الارتباط وننهي هذا الجزء.

إنه حقاً مثال في بالغ الأهمية، المرأة تُعبر عن أخلاق المجتمع في شرق كردستان، ونستطيع أن نفهم هنا بأنه ضد النظام الإيراني، وعدم وضع غطاء الرأس يُعبر عن هذا، والمقاومة هي أحد الجوانب الأساسية للأخلاق، من المأساوي أن النظام جعل من الشرطة "شرطة الأخلاق"، ولا يتطابق الأخلاق مع الشرطة والأجهزة الأمنية والقمع، ومثل ما ورد في سؤالك الأول فالأمر طبيعي، وفي العصر الحجري الحديث لم تكن هناك عصا شرطة في أيدي أي أحد، لم يجبروا الناس على الاصطفاف، وقد تطور الحب والاحترام والإبداع والإنتاج والأخلاق والجمال لدى الإنسان بشكل طبيعي، إن شرطة الأخلاق هي أمر مأساوي للغاية ومخالف لطبيعة الأخلاق، ونتيجة لهذا الهجوم واستشهاد جينا أميني وانتقال ردود أفعال الشعب في شرق كردستان إلى الشعوب الأخرى، أظهرت هذه الردود مدى وجود شيء ضد الإنسانية.

يمكننا القول إن مقاومة المجتمع أخلاقية وسياسية

وقال المجتمع بأنكم لا تمثلون الأخلاق، بل نحن نمثلها بمقاومتنا.