"هناك حاجة ماسة للتغيير لأننا تغيرنا"

من أجل النضال وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في المجالات الاجتماعية والقانونية والسياسية والاقتصادية، يتوجب علينا نحن النسويات أن تغير أساليبنا وأن نركز على هذا الأمر جيداً، وهناك حاجة ماسة للتغيير لأننا تغيرنا.

إذا احتفلت السلطات بيوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أو بـ 8 أذار باليوم العالمي للمرأة أو اليوم العالمي للفتيات، واستخدمت أساليب حركة المرأة، فهذا يعني أن الوقت قد حان بالنسبة لنا لتغيير أساليب نضالنا، لأن السلطات تتعامل مع مشارعينا بطريقة عدائية، ثم تهدف إلى إحباطنا وإفراغنا.

إذا تمعنتم إلى الأمر، فجميعهم ضد العنف ضد المرأة، لكن بما أنه لا توجد طريقة فعالة للنضال، لذلك بدأت القضية تتقلص إلى مجرد إحياء الذكرى، وهكذا تبلورت الصورة بأن النساء قد أزلن جميع مكتسباتهن ولا يظهرن أنفسهن إلا في الأيام الخاصة.

وفي 25 تشرين الثاني من كل عام، يتم إعداد الملصقات ومنشورات باستخدام يد "لا" التي كانت أول رمز لمنظمة العفو الدولية، ولفت انتباهي هذا العام أن بلدية وان استخدمت اللون الأرجواني، وفي العام الماضي جربوا شيئاً آخر حيث قاموا بإعداد بالونات برتقالية وملصقات من نفس اللون، لكن لم تحظى بدعم المجتمع، في حين أن هذه القضايا الرمزية تمثل نضالاً سياسياً بالنسبة لنا، إلا أنها بالنسبة للسلطات تدور حول "أين يجب أن نحدث التغير" و"أين يجب أن نفرغ المحتوى"، اللون الأرجواني هو لون شغوفي يمثل المقاومة والحرية، ويقول بيل هوكس أن الحركة النسوية للجميع من خلال تسميتها بالسياسة الشغوفة.

إدراك الرأسمالية للحركة النسوية التي حظيت بشعبية كبيرة

تستمد الأيديولوجيات ألوانها من التجارب التاريخية المهمة، أو الجغرافيا، أو الحدث الذي تكمن فيه المشكلة. كما استخدمت الحركة النسوية اللون الأرجواني، وهو لون "العضو التناسلي الأنثوي"، معتبرة أن جوهر القضية هو "العضو التناسلي الأنثوي"، يعلم الجميع في العالم أن اللون الأرجواني هو لون الحركة النسوية، ولم تؤثر الحركة النسوية على حياة المرأة المسلمة من حيث المضمون وأسلوب الحياة، وإدراكاً لشعبية الحركة النسوية، أنتجت الرأسمالية العديد من المنتجات ونشرتها، وتهمش السلطات وبشكل خاص السلطات الإسلامية أو الدينية الحركة النسوية.

الطرق التقليدية لا تجتذب الكثير من الاهتمام

إذا تجاوزنا مسألة اللون أو الرمز هذه وركزنا على النضال من أجل المساواة للمرأة، فنلاحظ بأن التغيير حدث مع المرأة التركية أيضاً، هل تعلمون أن شعاراتنا وأساليب عملنا وأساليب تنظيمنا كلها متشابهة! لم تعد الأنشطة مثل إنشاء منصات المواضيع والمسيرات والبيانات الصحفية تثير اهتمام المرأة، وإن عقد الندوات في أماكن مغلقة كما كان الحال في التسعينيات لم يعد جذاباً، لم تعد الأساليب التنظيمية التقليدية للنسوية تروق للمرأة الشابة، تقوم المرأة الشابة الآن بمزيد من الأنشطة الإبداعية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، إن الأنشطة على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى النساء في تشيلي اللاتي أغمضن أعينهن، جميعهن قلن نفس الشيء، "أنت المغتصب"، جعلتنا هذا الشيء أن نكون متحمسين، والمشاهد القصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أثرت على حياة جميع النساء.

يجب علينا أن نغيّر أساليبنا في صيحات المطالب

إن بناء مراكز دعم المرأة ومراكز أزمات الاغتصاب والنضال من أجل بناء ملاجئ للمرأة وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في مجالات الحياة الاجتماعية والقانونية والسياسية والاقتصادية كلها على حدا؛ وتغيير طرق صيحاتنا للمطالب كحركة نسوية على حدا.

هناك حاجة ماسة للتغيير، لأننا تغيرنا.