تم اغتيال إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني ساكينة جانسيز (سارة)، ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في باريس فيدان دوغان (روجبين) وعضوة حركة الشباب الكردي ليلى شايلماز (روناهي) في 9 كانون الثاني 2013 في باريس، عاصمة فرنسا على يد الدولة التركية، لقد مرت 11 عاماً على المجزرة، وخلال الاستذكار الذي أقيم على مزارات النساء الكرديات الثلاث، تم توجيه هذه الرسالة: "لن نترك الراية التي سلمها لنا رفاقنا على الأرض أبداً".

مرعش

وتم استذكار فيدان دوغان على ضريحها في حي خوبون التابع لمدينة البستان في مرعش، وحضرت النائبتان من حزب المساواة والديمقراطية الشعبية (DEM) جيلان أكجا، وديلان كونت أيان، وأمهات السلام، ونشطاء حركة المرأة الحرة، ورابطة العلويين الديمقراطيين (DAD)، وأعضاء مجلس المرأة في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وأقارب فيدان وعشرات الأشخاص المراسم، وقبل أن يبدأ الاستذكار، طوقت الشرطة الحي والمزار.

وتحدثت جيلان أكجا، النائبة عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في آمد، في الاستذكار الذي تم فيه رفع صور السياسيات الثلاث اللاتي تم اغتيالهن في باريس وقالت: "قبل 11 عاماً، تم اغتيال ثلاثة من رفاقنا في مؤامرة جبانة في أوروبا، وفي حين أننا كنا نستذكرهم كل يوم 9 كانون الثاني، في عام 2016، تم اغتيال ثلاثة من رفاقنا في سلوبي، وفي عام 2021، أغتيلت رفيقتنا ناكهان أكارسال، إنهم يعتقدون أننا سنستسلم عندما تُقتل النساء، لكننا لن نفعل، هذا ليس مكاناً للأشخاص الذين يستسلمون، بل هو مكان للأشخاص الذين غيروا حياتهم من أجل النضال، نحن كذلك وسنكون، وسنزيد النضال".

وقالت ديلان كونت أيان، النائبة عن حزب  المساواة وديمقراطية الشعوب، التي تحدثت بعد ذلك: "لقد مر 11 عاماً، لكن النضال من أجل الحرية الكردية مستمر، نستذكر رفاقنا الذين فقدناهم ونعد بتعزيز النضال، النضال مستمر منذ ان بدأ مع الأم طيبة، لقد انتشر شعار "المرأة، الحياة، الحرية" في العالم بأسره، إن نضال المرأة لن ينتهي أبداً، نحن نعد بذلك لرفيقتنا فيدان على ضريحها".

كما لفتت المتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب الأقاليم الديمقراطية، بيريفان بخجه جي، الانتباه إلى النضال من أجل حرية المرأة الكردية وقالت: "لن نترك الراية التي تركها لنا رفاقنا على الأرض أبداً، وسنعلي راية السلام المرفوعة، نستذكر جميع رفاقنا الذين فقدوا حياتهم".

واختتم الاستذكار بشعارات "المرأة، الحياة، الحرية" و"الشهداء خالدون" ووضع زهور القرنفل على المزار.

مرسين

وفي الذكرى الثانية عشرة للمجزرة، تم استذكار ليلى شايلماز على ضريحها في مرسين، وشارك في الاستذكار النواب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، صالحة أيدنيز، بريهان كوجا وعلي بوزان، والرئيسة المشتركة العامة لحزب إعادة الإعمار الاشتراكي (SYKP)، جانان يوجا، والمنظمات المركزية والمحلية لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وأعضاء جمعية أمهات السلام والعديد من الآخرين.

وخلال المسيرة إلى مزار ليلى شايلماز، ردد الحشد شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وعندما وصلوا إلى المزار، أقيمت دقيقة احترام للنساء اللاتي تم اغتيالهن في مجزرة باريس وجميع النساء اللاتي فقدن حياتهن في نضال المرأة الكردية.

وتحدثت الرئيسة المشتركة لـ SYKP جانان يوجا على مزار ليلى، وذكرت أنه لم يتم تسليط الضوء على المجزرة منذ 12 عاماً، وقالت: "نحن نعرف من هم قتلة سيفي وناكهان أكارسال، ونعرف قتلة رفيقاتنا اللاتي يُقتلن كل يوم في الشوارع، هذا التصور المظلم هو عدو المرأة، عدو الكرد، وعدو الطبيعة، إنه عدو كل الكائنات الحية، في عام 2013؛ شاركت عشرات الآلاف من النساء في تشييع جنازة ليلى، وها نحن هنا نتبنى مرة أخرى إرث رفاقنا باعتباره إرثنا ونعد بأننا لن نترك نضالهن على الأرض، لقد تبعهم نضال المرأة في تركيا، لقد تركت النساء وراءهن إرثهن، وتناوبن ورفعن مستوى النضال، لن نوقف هذا النضال، سنناضل من أجل المساواة والسلام والعدالة معاً".

كما ردت النائبة عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب صالحة أيدنيز بأن حقائق المجزرة لم يتم الكشف عنها منذ 12 عاماً وقالت: "نحن نعرف القتلة جيداً، لكن فرنسا لم تكشف عن القتلة ووقعت المجزرة الثانية، كما تم اغتيال أفين غويي ورفاقها في فرنسا، نحن نعلم أن قتلة النساء في أوروبا هم ذاتهم، أولئك الذين قسموا الكرد إلى أربعة أجزاء ويريدون خنق نضالهم قتلوا ناكهان في جنوب كردستان، في روج آفا هفرين خلف، و سيفي وفاطمة وباكيزة في شمال كردستان، وقُتلت جينا أميني في شرق كردستان، ومع مقتل جينا أميني، انتشر النضال من أجل حرية المرأة في جميع أنحاء العالم، إن فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" ونضال المرأة الكردية منتشرة في جميع أنحاء العالم اليوم، ونعهد أيضاً هنا من على مزار ليلى؛ سنواصل هذا النضال، سنواصل نضال رفاقنا حتى تتحرر كردستان، المرأة الكردية لا تتراجع أبداً، ولا تتخلى أبداً عن حريتها، سنناضل كل يوم، كل دقيقة، كل ثانية".

وبعد الخطابات، وُضعت زهور القرنفل على مزار ليلى شايلماز.

ديرسم

نظم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ديرسم برنامج استذكار لساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلماز وسيفي دمير وفاطمة أويار وباكيز ناير اللاتي تم اغتيالهن في منطقة سلوبي في شرناخ عندما تم إعلان حظر التجول عام 2015-201 في مبنى الجمعيات الديمقراطية العلوية DAD ، وشارك في البرنامج التذكاري  حركة المرأة الحرة  TJA، ورئيسة الجمعية النسائية لحزب  DEM، خالدة تورك أوغلو، والنائبة عن ديرسم أيتن كوردو، والرئيسة المشتركة لحزب المؤتمر الشعبي الديمقراطي  (HDK)، أسنكول دمير، والرئيستان المشتركتان لـ DAD قدرية دوغان وزينل كته، وأمهات السلام والعديد من الأشخاص.

وعُلقت لافتة كتب عليها "كانت حياتنا دائماً حرب، مقاتلو الانسانية يحققون الحرية" في القاعة التي أقيم فيها الاستذكار، وتم تعليق صور النسوة الشهيدات وإيقاد الشموع.

بدأ الاستذكار بإحياء ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في النضال من أجل الحرية والديمقراطية بدقيقة احترام، وبعد دقيقة الاحترام، تم عرض فيلم عن النساء السياسيات الكرد الشهيدات الستة.

وتحدثت أولاً المتحدثة باسم حزب المؤتمر الشعبي الديمقراطي  HDK، أسنكول دمير في الاستذكار وقالت: "نحن نعلم أن هذه المجازر السياسية تم ارتكابها بعقل مخطط ومنظم، 11 عاماً مرت على المجزرة وتم إخفاء القتلة"، وأشارت اسنكول إلى أن المجازر تمت من أجل سد الطريق أمام الحركة الكردية وتابعت: "بعد هذه المجازر توقفت عملية السلام وتعمقت سياسات العزلة، ولم يتوقف النضال بخسارة نسائنا المقاومات، وكما نما نضال النساء مع أخوات ميرابل، نما النضال أيضاً مع ساكينة، ساكينة وباكيزة وسيفي هم فخرنا".

وقالت أيتن كوردو، البرلمانية عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ديرسم: "لقد ناضلت الرفيقة ساكينة ضد نظام حكم الرجل ومن أجل حرية جميع الشعوب، كانت سكينة من أبناء ديرسم، وكان لها موقف ضد التدمير والإنكار ولا تزال سياسة الرفض هذه مستمرة، نستذكرها باحترام على أرض ديرسم".

وقالت المتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، خالدة ترك أوغلو، إن النساء اللاتي تم اغتيالهن كن يناضلن من أجل حياة جديدة، وذكرت خالدة أن القوات الدولية تخوض أيضاً حرباً ضد نضال الكرد من أجل حياة جديدة، وقالت: "إذا أردنا حياة كريمة ومتساوية، علينا أن نأخذ في الاعتبار جميع أنواع التكاليف ونعيش بهذه الطريقة، رفاقنا لم يركعوا، ونحن لا نركع أيضاً، ساكينة هي تاريخنا، ويجب أن يبقى هذا التاريخ حياً، لن نتخلى أبداً عن نضال رفاقنا، سنزيد النضال، أستذكر جميع شهدائنا باحترام، يجب علينا حماية هذا الإرث وتعزيز النضال، وليكن هذا وعدنا"، و قالت مديرة MEBYA-DER مريم سويلو أيضاً: "لا يمكننا وصف نضال ساكينة ورفاقها في عدة عبارات، لقد احتجت في سجن آمد، على الأساليب الوحشية، ما أرادتنا رفيقتنا ساكينة أن نفعله هو أن نكمل بقية أحلامنا، وعلينا أيضاً أن نحقق تلك الأحلام في بقية العالم".

وبعد الاستذكار تمت زيارة ضريح ساكينة جانسيز، وسمحت إدارة الشرطة لـ 10 أشخاص فقط بزيارة الضريح، وقام الوفد المكون من خالدة تورك أوغلو وآيتن كوردو وأمهات السلام بإحياء ذكرى ساكينة على ضريحها، تمت قراءة الدعوات على ضريح ساكينة ووضعت الزهور عليه.

وفي حديثها عند مزار ساكينة، ردت خالدة على قرار المحافظ وقالت: "أريد أن أقول هذا لرفيقتي ساكينة؛ إن نضالكم يتردد صداه في كل مكان في العالم اليوم، في كردستان، وفي كل مكان في العالم، تقول النساء "المرأة، الحياة، الحرية"، فكر ساكينة يعيش في كل مكان، ويخلد في كل مكان، وسنطالب بمحاسبة القتلة، لقد تلقينا هذا الموقف الحاسم من الرفيقة ساكينة وسنتبنى هذا الإرث".