لعبت المرأة دوراً رائداً في المراحل الأولى من تكوين الإنسانية و المجتمع الكومونالي، ومع ثقافة الأم - الآلهة، خلقت حضارة ديمقراطية على الصعيدين المادي والمعنوي، وبنت الخلية الأساسية للإنسانية والتنشئة الاجتماعية القائمة، وكانت المرأة الكردية من بين أولئك الذين جاؤوا من هذا النسب الأصيل، كما لعبن دوراً في عملية التنشئة الاجتماعية والإنسانية ونقلوا قيم المجتمع الكومونالي إلى هذا العصر،  ونتيجة التزام المرأة الكردية بالتنشئة الاجتماعية ونتيجة ثقافتها القوية وجذورها التاريخية العميقة أصبحت روح المقاومة الأكثر أصالة، وعرق المقاومة هذا، التي عبرت عنها العديد من الأسماء والأحداث في العملية التاريخية لآلاف السنين، تجسد أيضاً في تاريخنا الحديث في شخص نسائنا اللواتي لم يستسلمن للعدو مثل بسيه، زريفة، رنديخان ونسائنا اللواتي رمين انفسهن من منحدرات ديرسم.   

ومع قفزة حزب العمال الكردستاني كحركة حرية الإنسانية، تحوّل هذا التقليد التاريخي لمقاومة المرأة الكردية إلى أيديولوجية تحرير المرأة، حركة حرية المرأة، وتحزّب وتجييش النساء، على مدى عقود من النضال، وبفضل مقاومة المرأة الكردية الحرة أصبحت المرأة الكردية الحرة تملك أيديولوجية وحركة وحزب وجيش ونظام حياة حرة، ومن مقاومة الرفيقة سارة في سجن آمد إلى مقاومة الرفيق بسيه أنوش في خنادق المقاومة، ومن وقفة بيريتان ضد الخيانة إلى خط التضحية لزيلان، ترسخت المواقف النسائية العظيمة ونضالاتها ومقاومتها في التاريخ، وهكذا تم إنشاء مثل هذا التقليد الأصيل، وتعززت الوقفة الأصيلة والمشرفة للمرأة الكردية الحرة وإرادتها العظيمة وإيمانها وحبها للحرية والعمل الجاد والتصميم والنضال بالنصر والشهادة، كما إن خلق مثل هذا الإرث الأصيل من مقاومة المرأة، واستمرارها اليوم وقيادتها إلى النصر خطوة بخطوة، يمثل أعظم إنجاز لجميع نساء العالم، وخاصة النساء الكرديات.

المقاومة في كاتو هي واحدة من أكثر المقاومة الأصيلة في تاريخ حرية المرأة

إن المقاومة النسائية في كاتو هي من الأمثلة التاريخية التي تمثل الوقفة الأصيلة للمرأة الكردية الحرة منذ آلاف السنين، كما هو معروف، في ربيع عام 2017، شنت الدولة التركية القاتلة والمعادية للمرأة عملية احتلالية شاملة ضد جبل كاتو في ناحية ألكيه، وفي مواجهة هذه الهجوم الشامل للجيش التركي، ردت وحدات المرأة الحرة YJA Star في منطقة كاتو على الفور وأبدت مقاومة ملحمية، حيث قاتلت وحدات المرأة الحرة YJA Star من قادتها إلى مقاتليها في كاتو ضد الجيش التركي الفاشي في أصعب التضاريس وفي ظروف الشتاء القاسية، بإرادة فولاذية، وخاضت رفيقاتنا، اللواتي قاتلن في الثلج لأيام، وقد تجمدت أيديهن وأقدامهن وبقلب من نار نضالاً لا هوادة فيه ولم تستسلمن أبداً، جنباً إلى جنب مع رفيقاتنا نودم نور حق وهيفي صورخوين، اللواتي قدن هذه المقاومة، وصلت رفيقاتنا روكن كفر، بارين شيلان، آفاشين جراف، زنارين أرجين، خويندا كاتو، ستيرك عفرين، زيلان قرجداخ، وآرين قرجداخ، بقيادة رابرين آمد وروزا هيلين، اللواتي ناضلن ببطولة، إلى مرتبة الشهادة، نستذكر هؤلاء الرفيقات بكل احترام وامتنان، ونعرب عن تعازينا لعوائلهم الكريمة وجميع النساء، ونتعهد في السير على خطاهم حتى تحقيق النصر.

مقاومة كاتو الأسطورية التي تطورت بفضل 12 من رفيقاتنا، والمليئة بالدروس، أصبحت واحدة من أكثر المقاومة الحقيقية في تاريخنا لحرية المرأة، لن تُنسى أبداً، نحن فخورون لأن لدينا مثل تلك الرفيقات البطلات والشجاعات والمحاربات والمقاومات والجميلات، وبصفتنا وحدات المرأة الحرة ـ ستار من الشرف لنا أن نسير على درب رفيقاتنا، في زاب وآفاشين وفي كل منطقة من كردستان نصعّد من نضال المرأة ونرفع راية المقاومة وبهذا الشكل نحاول أن نكون لائقين بشهدائنا الأبطال، ولأجل ذلك، سنناضل أكثر من أي وقت مضى، لن تبقى دماء رفاقنا على الأرض، سنعزز من القيم التي ضحوا بأنفسهم من أجلها، وسننشر وقفتهم الأصيلة في كل مكان، وسنعظم آمال النساء وعشقهم للحرية، نضالنا من أجل الحرية لن يُهزم أبداً ما دمنا نملك هذه الروح الأسطورية في الشجاعة، وقفة المرأة الحرة، وإرادتها ومقاومتها ونضالها، سوف تنتصر بالتأكيد، المرأة الحرة المحاربة والمنتصرة ستكسب البشرية وجميع الشعوب النصر".