فهم حقيقة الفدائية "بيريتان" ومعرفتها

بثت حقيقة الفدائية بيريتان من إسطنبول ووصلت إلى جبال جنوب كردستان ووحدت مقاومة ديرسم مع مقاومة حزب العمال الكردستاني المعاصرة.

تحدثت عضوة مجلس قيادة وحدات المرأة الحرة-ستار، جيندا روناهي عن رمز تجيش المرأة بيريتان(كولناز كاراتاش).

نحن نستذكر في شخص القيادية الفدائية بيرتيان (كولناز كاراتاش) كل شهداء كردستان باحترام وامتنان، وننحني هاماتنا أمام ذكراهم.

بدأت دولة الاحتلال التركي بشن هجوم احتلالي ضد حزب العمال الكردستاني في عام 1992 في جنوب كردستان، وتواطأ حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) – الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) في الهجوم، حيث كان يتم فرض خط الخيانة – الخنوع في ذلك الوقت، لم يكونوا قادرين على تحقيق النتائج المرجوة على هذه الأرض بدون ممارسة خط الاستسلام، العبودية، والاحتلال، وكان الوضع على هذا النحو منذ عصر إنكيدو. 

لا زال إنكيدو يترنن في ذاكرة الشعب الكردي وكردستان كالصدمة، السلطات والأنظمة القمعية يحبون إنكيدو كثيراً، لقد ظهرت حركة كحزب العمال الكرستاني مصممة على أرض الواقع، وهذا الظهور كان يعني بانه سيتم إنهاء الاحتلال والنهب، وهذا يعني أيضاً أن مصادرهم القمعية التي لم يتخلوا عنها أبداً، كان سيتم القضاء على جمعيها، كلهم كانوا غير مريحين ومستاؤون للغاية، من أين جاء حزب العمال الكردستاني!، حتى الشعب الكردي كان قد وصل إلى الموت الوشيك تماماً...لقد ظهر حزب العمال الكردستاني والقائد ضد هؤلاء القمعيين والسلطويين وقالوا لهذا الوضع كفى، لقد تجاوزوا هذا، انتشروا، وأصبحوا جماهيرياً وأثبتوا بأنه هناك عالماً آخر للعيش فيه، وبالتالي انتفض الشعب، وبدأوا بالبحث عن حقوقهم الشعبية المشروعة، وحمل أبنائهم وبناتهم الأسلحة في أيديهم، كما يذكر القائلون، جعلوا من الجبال موطنهم، واتخذوا موقفهم بطريقة منتظمة وقاتلوا ضد هجمات السلطويين، كما أنهم بدأوا بخوض حرباً لا يمكن هزيمتها بأي شكل من الأشكال، حرب الكريلا، وفي ذلك الوقت، انبعثت الحياة الجديدة للشعب الكردي.

هجوم الهيمنة الدولية

الهجوم الاحتلالي في 1992 بإقليم جنوب كردستان، لم يكن مجرد هجوماً مشناً من قبل دولة الاحتلال التركي وقوات المتحالفة معها فحسب، إنها كانت هجوماً تعسفياً للهيمنة الدولية في العالم ضد حزب العمال الكردستاني، فإنهم كانوا يهدفون لتطوير استقلال جديد في جنوب كردستان، وكان يعني هذا بأنهم كانوا سينفذونها بمفهوم السياسة، وكان سيتم أيضاً قطع القيم الناشئة من جذورها بهذا الشكل، وكانوا سيلقنون الكرد درساً بتطبيق السياسة القمعية والاحتلالية.

ومن جهة أخرى، كانوا سيخلقون الفرصة لأجل بث الرجعية في داخلنا وخارجنا أيضاً وأن يتم اعتبار الكردايتية الجديدة غير موجودة من الأساس، ووفقاً لنهجهم، إذا فسح حزب العمال الكردستاني المجال للخط الخيانة والتعاون، سوف يتم حل مشاكلهم بشكل أكثر تعمق وطبيعي...لذا فإن موقف الريادية بيريتان يعد رمزاً لموقف الحزب ضد هذه المخططات، جعلت القيادية بيريتان من نفسها رمزاً للمقاومة ورؤية كل المقاومة المبدية في شخصها.

لقد خلقت الريادية بيريتان حقيقة البطولة داخل حزب العمال الكردستاني، كما إنها كفتاة كردية في الجبال وعت نفسها في محيط زاغروس بإيديولوجية حزب العمال الكردستاني، ولقد أظهرت ثقافة الآلهة للعلن بعمليتها الفدائية هذه، ما كانت تعيشه ليست لحظة، بل كان التاريخ بحد ذاته، لقد تحدث التاريخ عن نفسه الآن أيضاً، حيث إنه يبني مستقبله بتضحيات الدماء.

لم يكن مجرد عملية 

لقد وصف قادئنا الرفيقة بيريتان كرمز وخط للمقاومة، لقد رأى قائدنا أن عملية الرفيقة بيريتان لم يكن مجرد عملية، بل إنها حقيقة، هي تنفيذ الحقيقة وجعلت من هذا الأمر منزلاً للشعب والرفاق.

"هناك أسطورة فتاة ديرسم، كولناز كاراتاش (بيريتان) التي أتت من إسطنبول، فهذه الرفيقة تتخذ مهام قيادية فريق الكريلا على عاتقها في عملية اقتحام مخفر روباروك، وتندلع الحرب في جنوب كردستان، وتتخذ مهام قيادية فرق الكريلا  هناك أيضاً، وتصيب بجروح خلال الحرب، وعلى الرغم من ذلك تقاتل ضد الأعداء حتى طلقتها الأخيرة، وتدعوها قوات جنوب كردستان للاستسلام، لقد أجابت ’لا، لقد تواطأتم مع الأعداء، فإنكم تقاتلون إلى جانب الأعداء ضد شمال كردستان على أساس جنوب كردستان، فلن استسلم لكم أبداً‘، بالطبع فإن قوات جنوب كردستان يقولون لها على حسبان العاطفة الشخصية، ’لن نفعل بك شيئاً‘، وتجيب الرفيقة ’لن استسلم لكم أبداً وأن أعتبركم كالخائنين‘ وتلقي نفسها من سفح الجبل الشامخ، وهذه الفدائية تشكل تأثيراً كبيراً عليهم، ولا زال جميع أهالي جنوب كردستان يناقشون هذا الحدث، لا يمكنهم التخلص من تأثير هذا الحدث بأي شكل من الأشكال، لأن مثل هذا الرد والأجوبة اللازمة الموجهة على الخيانة والتعاون يكونون الرد الأفضل".

فإذا كنا نتوق للأمر.. فإننا بيريتان

ففي الواقع، تصبح الرفيقة بيريتان رمزاً بحيث يشعر بعض من البيشمركة بالعار من أنفسهم ويرمون الأسلحة التي يستخدمونها ضد شعبهم على الأرض ويتخلون عن المحاربة والقتال ضد حزب العمال الكردستاني، ويتبنون جثمانها لسنوات عديدة ويحمونها بكل احترام، وبالتالي يسلمون جثمانها إلى رفاقها الكريلا.

هناك العديد من الأحداث التي تعبر عن حقيقة بيريتان، على الرغم من مرور 31 عاماً على استشهادها، لا زلنا نشعر بإن بيريتان حية وإلى جانبنا، فإذا كنا نتوق للأمر فإننا بيريتان، يمكننا جمعياً تمثيل أنفسنا في شخص بيريتان، إنها ليست بعيدة عنا أبداً، فإنها رمز مقاومتنا وخطنا الفدائي.

سيتبعن خطى الرفيقة بيريتان

لقد قال قائدنا على النحو التالي: "يجب على المرأة أن تكون يقظة للغاية في هذا الصدد، لقد أتخذن فرص 5 آلاف عاماً، فإذا منحوا لكل منكن قصراً، فلتبصقن على وجوههم، فلتقوم الفتيات القيامة، فإنهم يحاولون استعبادكن مرة أخرى، هناك ألاعيب كبيرة مطوية على الحياة، فإذا ينزل الجميع من الجبل إلى الأسفل أيضاً، فإنهن سيخضن مقاومتهن حتى تحقيق السلام ذو الكرامة ولن يستلمن قط، فإنكن تعرفن مقاومة بيريتان، كنتن تعلمن بإنها من ديرسم، فعندما يقول لها البيشمركة أمام صخرة ما في قمة السفح ’تعالي لن نقتلكِ‘، لكنها تقفز من قمة السفح في سبيل عدم الاستسلام والخضوع لهم، إنهن سوف تتبعن خطى الرفيقة بيريتان، إنني عضو لهذا الخط أيضاً، وسيواصلن خط الرفيقة بيريتان حتى يتحقق السلام المشرف، أنتن تعلمن أن فرهاد نامَرد قد رحل، لكن فتياتنا كرام، وأؤمن أن لدينا العديد من الفتيات الكريمات".

كانت الرفيقة بيريتان قيادية بالنسبة لنا جمعياً، لقد قال قائدنا "أنا عضو هذا الخط"، فهي قيادية ريادية بالنسبة لنا.

إنها غيرت مصير الحرب 

فإذا كان المرء منتبهاً، أصبحت بيريتان خط للمقاومة بموقفها، مسيرتها، وشخصيتها، أي إنها أصبحت قيادية ريادية، وبعد مرور 31 عاماً على استشهادها، أن إحدى الحقائق التي يتوجب علينا العودة والنظر إليها بتمعن وتعليمها هي القيادة الطبيعية لمجتمع المرأة الحرة، فإن حقيقة القيادة داخل حزب العمال الكردستاني هي حقيقة بيريتان، زيلان، وأيضاً حقيقة الريادي عكيد، لقد أمضت الرفيقة بيريتان عامين كاملين في الحزب، بالتالي أصبحت قيادية لفريق ولكنها قد إحالت من مهامها، لكنها لم تعتبر هذا الأمر كسبب للتراجع والتخلي عن الذات، لأنها أظهرت تمكنها من تحويل المقاومة في شخصها إلى خط للمقاومة بإرادتها وتصميمها، لقد غيرت بيريتان كآلهة الحرب، مصير الحرب بحد ذاته، فأولئك الذين ملئوا داخلهم بالروح الآبوجية بمقدورهم أن يكونوا قياديين في أي وقت ولحظة في حياتهم، لقد كانت الرفيقة بيريتان معلمة جيداً في هذا الشأن، كما إنها خلقت نفسها بمشاركتها، موقفها، كدحها، محبتها، احترامها، نضالها، ومقاومتها، واكتسبت مكانتها وتلقت المحبة، الاحترام، والقيم من قبل الجميع، يمكننا جميعاً التعلم من هذه الحقائق وأن نصبح تلاميذها.

وصلت حقيقة الفدائية بيريتان والشهداء إلى ذلك المستوى، الذي يمكنه إفادة وضع الوجود الاجتماعي، لقد وصف قائدنا هذا الأمر بطريقة جيدة للغاية: "ما هو الوجود الاجتماعي؟ الشيء الذي يمارس بحق شخص واحد، سيتم ممارسته أيضاً ضد الجميع".

كان الرد مؤكداً

لقد قال قائدنا، "فإذا كنت ستحارب ستتحرر، فإذا تحررت ستصبح جميلاً، وإذا أصبحت جميلاً ستصبح محبوباً، الرد أصبح مؤكداً بالنهج الأساسي"، وفي شخص بيريتان أصبح الرد واضحاً، بثت روح القيادية بيريتان في أجزاء كردستان الأربعة، حيث تابعت العديد من الفتيات خطاها وأسمينا أنفسهن بـ بيريتان على أسمها وحملن السلاح لمواجهة الهجمات والاحتلال، فهذا هو الخلود، هذا هو الجمال، هذا هو الحرية بحد ذاتها!