في اليمن، يتواصل الحرب منذ أكثر من 7 سنوات بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية التي تعتمد على التحالف بقيادة السعودية، والنساء هن يدفعن الثمن الباهظ لهذه الحرب، وفي التقارير الصادرة منذ عامين عن منظمة حقوق الإنسان والحريات (SAM) ومقرها جنيف، انتهكت هاتان القوتان حقوق المرأة 40 ألف مرة في مجالات المأوى، الغذاء، الصحة، الهجرة، الاختفاء القسري، التعذيب، التعليم وسوء المعاملة.

الدكتورة أنجيلا المعمري أستاذة أكاديمية وباحثة متخصصة في مجال الدعم النفسي أثناء وبعد النزاعات والحروب، كانت ضيفة المؤتمر الدولي الثاني لشبكة "النساء يصنعن المستقبل"، الذي عقد في يومي 5 و 6 تشرين الثاني في برلين الألمانية.

تحدثت رئيسة مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل في اليمن د. انجيلا المعمري لوكالة فرات للأنباء ANF عن آخر التطورات في اليمن والجرائم التي ترتكب ضد المرأة كما تحدثت عن المنظمة النسائية في بلادها.

لا يوجد اي اتفاق

وأوضحت د.المعمري إن الحرب ما زالت مستمرة في اليمن وقالت: "لم يتوصل الجانبان إلى حل بعد، ولا يزال التحالف العربي بقيادة السعودي يدعم الحكومة، وإيران تدعم الحوثيين، ولم يتوصلوا إلى اتفاق سياسي بعد، وعلى أساس التعاون مع السعودية أسسوا هيئة إدارية في البرلمان، وهم أيضاً مهيمنون في مناطق سيطرة الحوثيين، ولا يزال الوضع على ما كان عليه من قبل، على ما يبدو أنه لن يكون هناك أي اتفاق سياسي، قبل شهر ونصف وبتدخل الدول أراد المجتمع الدولي عقد هدنة ووقق إطلاق النار، والتزم الطرفان الصمت لفترة، لكن الحرب اندلعت في بعض المناطق".

يمنع النساء بالخروج بمفردها

وعبّرت د. أنجيلا المعمري عن المعاناة وانتهاكات الحقوق التي تتعرض لها النساء والأطفال بسبب الحرب، قائلة: "هناك العديد من الممارسات التي تواجهها النساء، ولا يمكن للمرأة أن تذهب إلى أي مكان بمفردها، يجب أن يكون برفقة رجل، واتخذت النساء إجراءات لإلغاء هذا القرار، تم الإدلاء ببيانات كثيرة بخصوص هذا الوضع، لأن المرأة هي الهدف الأساسي في الحروب، هناك هجرة بين المدن، بسبب هذا، يتضور كثير من الأطفال جوعا، هناك حاجة إلى تدخل دولي في هذا الصدد، لأن الأمراض أصبحت شائعة جداً، وحُرم العديد من الأطفال من التعليم، وازداد عدد الفتيات اللاتي تزوجن في سن مبكرة، أكبر مخاوف العائلات التي لديها بنات هو أن يتم اغتصاب بناتهم، لهذا السبب البنات يتزوجن في سن مبكرة، يتم استخدام العديد من أساليب العنف المختلفة ضد النساء، ومن الناحية الاقتصادية ايضاً، تتعرض النساء للعنف، بعبارة أخرى، تتعرض النساء للعنف من كل المجالات".

هناك حاجة إلى استراتيجية مشتركة

وذكّرت د. أنجيلا بعدم حصول المرأة على مقعد في مجلس الجمهورية اليمنية، مشيرة إلى أن هذا سبب رئيسي وأساسي لانتهاك حقوق الإنسان ضد المرأة والطفل.

وقالت أنجيلا إن المرأة تناضل من أجل حريتها وحقوقها، ولكن بسبب عدم وجود حكومة تحمي حقوق المرأة، يعتبر عمل المرأة غير موجود، موضحة أنه حتى لو لم تتحد المرأة في جميع المجالات، فإن نضالها مستمر.

وأكدت د. أنجيلا المعمري أن الحركات أو المنظمات النسائية التي تأسست باسم المرأة تعمل بطريقة منقسمة، وقالت: "كل واحدة تعمل في جهة، وما يحتاجونه هو استراتيجية مشتركة، وهناك حاجة إلى منظمة نسائية شاملة تضم جميع النساء تحت استراتيجية مشتركة للمرأة".

التحدث عن اوضاع النساء اليمنيات

وعرفت المعمري المشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمرأة على أنها فرصة إيجابية لها، وقالت: "هدفنا أن نقول لجميع النساء والدول أنه في دولة تسمى اليمن، تتعرض المرأة للإساءة وأنهن بحاجة إلى أشياء كثيرة، لقد أظهرت لنا التجارب في المؤتمر أشياء كثيرة، من بينها التعرف على الحركات النسائية الأخرى، وتحقيق نتائج أقوى من خلال تشكيل اتحاد مشترك معها، كما نريد وضع تجارب الحركات النسائية في مختلف البلدان التي نجحت، موضع التنفيذ لنساء اليمن".

انتفاضة إيران شكلت حافزاً للنساء اليمنيات

وأشارت أنجيلا المعمري إن الانتفاضة التي اندلعت بقيادة النساء في إيران شكلت حافزاً للمرأة اليمنية لنيل حقوقها، لذا فهي تعتبر هذه الانتفاضة مهمة وقالت: "هناك إيمان كبير لدى النساء أنهن يمكنهن تحقيق حريتهن، ولن تتمكن اي قوة من الوقوف أمام نضال ومقاومة النساء".