نساء جنوب كردستان: تنظيم المرأة هو الحل الوحيد للحد من ازدياد حالات قتل النساء
لفتت نجيبة قرداغي وسافو سردار الانتباه إلى ازدياد حالات قتل النساء في جنوب كردستان، وقالتا إن الحل الوحيد للحد من هذه الظاهرة هو تنظيم المرأة.
لفتت نجيبة قرداغي وسافو سردار الانتباه إلى ازدياد حالات قتل النساء في جنوب كردستان، وقالتا إن الحل الوحيد للحد من هذه الظاهرة هو تنظيم المرأة.
يتزايد القتل والعنف ضد النساء بأشكال وحشية مثل الحرق والقتل بالسلاح وأشكال أخرى من العنف يوماً بعد يوم في جنوب كردستان تحت ذرائع وظروف مختلفة، وبحسب الإحصائيات الصادرة عن المنظمات النسائية العاملة في هولير، السليمانية، دهوك ومناطق أخرى من جنوب كردستان، فقد تم حرق أكثر من 30 امرأة أو قتلهن على يد عشاقهن، أزواجهن، أقاربهن، إخوانهن وآبائهن، وبسبب الأوضاع الاجتماعية والداخلية أيضاً، لا تستطيع المؤسسات والهيئات النسائية التحقيق في قضايا قتل النساء، لذا يفلت الجاني من العقاب، فهذا ما يزيد من معدل القتل والعنف ضد المرأة.
وفي ذات السياق، تحدثت عضوة أكاديمية علم المرأة نجيبة قرداغي والصحفية سافو سردار لوكالة فرات للأنباءANF حول القتل والعنف الذين يتعرض لها المرأة في جنوب كردستان والعالم.
حالات العنف وقتل النساء تتصدر في العناوين الرئيسية كل يوم
لفتت نجيبة قرداغي الانتباه في البداية إلى تزايد جرائم قتل النساء، وذكرت أن جرائم قتل النساء يتم الإعلان عنها وتتصدر باستمرار في العناوين الرئيسية في التلفاز الصحف والمجلات، وقالت: "العنف ضد المرأة ليس حدثاً يومياً، إنه قضية لها تاريخ منذ آلاف السنين، يحدث مثل هذه الجرائم يومياً وايضاً له تاريخ بعيد المدى، وفي الوقت نفسه، مصدرها هي القضايا الاجتماعية والسياسية، والأهم من ذلك أن مصدرها الأساسي هو العقلية التي يهيمن عليها الذكور".
العنف التي يتعرض لها المرأة تُرى بأشكال مختلفة في المجتمع
وأشارت نجيبة إلى أن العنف والأفعال تستهدف أجساد النساء، وفي الوقت نفسه تؤثر على المجتمع، والثقافة ايضاً، وقالت: العنف والاحتلال على جسد المرأة نراه بأشكال مختلفة في المجتمع أيضاً، مثال؛ أن العقلية الذكورية تهيمن على السلطة الحاكمة، والكبار يهيمنون على الصغار والرجال يهيمنون على النساء وعلى هذا المستوى، نرى أن ضحايا العنف بشكل منهجي هم من النساء والأطفال في المقام الأول".
إبادة المرأة هي قضية سياسية
وأكدت عضوة أكاديمية علم المرأة، نجيبة قرداغي أن قضية المرأة هي قضية سياسية وقيّمت على النحو التالي: "هذه القضية أعطتها دينا نارسل تعريفاً سياسياً له في محكمة العدل الدولية عام 1976 ووصفته بأنها إبادة جماعية، بالنسبة لها هذه ليست قضية يومية، إنها إبادة النساء بشكل ممنهج، وقد تم فصل هذه القضية عن جميع المؤسسات والمراكز الاجتماعية والمعتقدات والثقافات في المجتمع، وقد أدت هذه القضية على الدوام إلى إبادة النساء، وانها قضية تنظر للنساء كعبيد وأداة يتعاملون معها، لهذا يقولون ان هذه ليست قضية يومية وإن الابادة التي تتعرض لها النساء يتم التعامل معها كقضية سياسية".
السلطات تقوم بدعاية انتخابية اعتماداً على قتل النساء
كما أشارت نجيبة إلى مقاربة الحكومة لهذه القضية، مؤكدة أن الحكومة تستخدم قضية الإبادة الجماعية للنساء في دعايتها السياسية الخاصة، قائلةً: تُصدر قوانين ولكنها لا تطبقها، وتستخدم ملفات قتل النساء لقضايا سياسية خاصة بها، بصرف النظر عن ذلك، لا يوجد حل للسلطة السياسية لمنع هذه الأعمال الهمجية ضد المرأة، مما أدى ذلك إلى زيادة حالات العنف وقتل النساء".
المجازر التي تتعرض لها الطبيعة والبيئة هي نوع من الإبادة
وذكرت قرداغي إن جرائم القتل والعنف ضد المرأة قد ازدادت في العالم، لكن ازدادت بشكل كبير في جنوب كردستان، وأوضحت قرداغي أن قتل المرأة مرتبط بأمرين، الأول "جينوسيد" و "آكوسيد"، فالأول هو الإبادة الجماعية للمرأة، والثاني هو الإبادة الجماعية للمجتمع والبيئة، مثال، ما حدث في شنكال كان إبادة جماعية، وما يحدث في كردستان الآن من النهب والتدمير يعتبر إبادة بيئية، حيث تعرضت بيئة كردستان للقصف أكثر من 300 مرة بالأسلحة والمواد الكيماوية المحظورة، وهذا نوع من الإبادة الجماعية ضد الإنسانية والطبيعة".
التزام الصمت يؤدي إلى تزايد القتل
كما لفتت قرداغي الانتباه إلى صمت الرأي العام حيال قتل النساء وقالت: "أن التزام الصمت حيال قتل النساء يؤدي إلى تزايد حالات العنف وقتل المرأة في المجتمع، فإذا بقي الرأي العام يلتزم الصمت حيال هذه الجرائم، فلا يمكن أن تنتهي هذه المشكلة، لأنها تكرر نفسها تلقائياً.
تخلوا عن هذا النظام وابحثوا عن بديل آخر
ولحل هذه المشكلة، يجب على المجتمع إيجاد حل، ويجب أن يبحث المجتمع إلى بديل آخر عن هذا النظام، هناك بدائل أخرى، لكنها ليست منظمة، فهناك حالة استياء لدى المجتمع من إبادة النساء، لكنه غير منظم، كما أنه هناك حالة استياء عند المرأة من نواحٍ كثيرة ولكنها غير منظمة، وينظر كل جانب إلى قضية المرأة حسب رأيه ووعيه، لذا يجب على جميع المؤسسات والمنظمات النظر إلى هذه القضية والعمل معاً لإيجاد حل لجرائم القتل والعنف المتزايدة".
لا ينظر إلى النساء على أنهن فرد في المجتمع بل كأداة
وبدورها، تحدثت الصحفية سافو سردار عن القضية وذكرت إن أسباب قتل النساء لا يمكن النظر إليها من جانب واحد، لأن لها جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية، ويمكن أن تكون في بعض النواحي مسألة عقيدة، وقالت: "أن المرأة لا يُنظر إليها على أنها فرد في المجتمع بل كأداة يتعاملون معها، ولفهم قضية قتل النساء ، يجب على المرء أن ينظر إلى الجرائم الأخيرة لقتل النساء في جنوب كردستان، كما أن انتقال المجتمع من الريف إلى المدن بعد الانتفاضة في جنوب كردستان لم يحصل أي تغيير في عقلية المجتمع الذكورية، ولم يكن المجتمع مستعداً لحل أي من القضايا الاجتماعية مثل العنف وقتل النساء.
إنشاء خط من الدفاع والتنظيم
وفي نهاية حديثها، لفتت الصحفية سافو سردار الانتباه إلى تأثير العقيدة على قتل النساء وقالت: "حسب العقيدة الإسلامية، فإن المرأة خلقت من ضلع الرجل، ولم يتم تحديد هوية للمرأة في المجتمع حتى الآن، فأن وجودها متجاهل في المجتمع".
وبخصوص مسألة الحل، قالت سافو سردار أيضاً إنه من أجل حل قضية قتل النساء، يجب إنشاء خط دفاع للمرأة ويجب أن تكون المرأة أكثر وعياً وتنظيماً.