عندما نتحدث عن وضع المرأة فأننا نتحدث عن وضع المجتمع بشكل مباشر لأن وضعها ومستوى حريتها هو الذي يحدد مستوى حرية المجتمع أيضاً، فيقول القائد عبد الله اوجلان: "أول حرب بدأت في تاريخ البشرية هي الحرب التي أعلنت ضد المرأة من قبل الرجل"، فالحرب حملت المرأة في سوريا ضغوطات كبيرة نسفت كل طرق حياتها.
ومن جانب المصاعب التقليدية التي تواجهها المرأة في المجتمع و أهمها هو التمييز بينها وبين الرجل والعادات والتقاليد التي تسيطر عليها، فأصبحت المرأة ضحية ظروف حرب قاسية ومدمرة، إذ لم تمض سوى أيام قليلة على سيطرة جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها على منطقة عفرين حتى بدأت أخبار الانتهاكات بحق سكان المنطقة الأصليين وممتلكاتهم، وهذه لم تستثن النساء ومن مختلف الأعمار، كما ازدادت عمليات الاعتقال والخطف بشكل طلب فدية مالية ضخمة، وفي حين لا يزال مصير المئات من النساء اللواتي تم خطفهن من بداية الاحتلال مجهولاُ حتى الآن.
وفي هذا السياق تحدثت لوكالتنا الإعلامية رابرين علي، وقيّمت وضع المرأة خلال عام، قائلة: "نصادف في هذا الشهر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وبتأكيد الصراعات التي حصلت في هذا العام وحروب الدول الرأسمالية والقومية عرضت المرأة الى أشد أنواع الانتهاكات والإبادة والصهر ومنها الحرب في غزة واذربيجان والكثير من الدول، فالدول القومية مستمرة بمحاربة المجتمع وممارسة الإبادة والصهر، وتكون ضحية هذه الحروب هي المرأة، ففي خلال هذا العام عشرات الآلاف من النساء تم قتلهن وتهجيرهن قسراً واستبعادهن عن جوهرهن واخلاقهن، إذ تتعرض المرأة كل يوم للعنف وينتهك حقوقها، فإذا أردنا تقييم وضع المرأة في هذا العام فلقد كان عاماً مليئاً بالعنف".
وأكملت رابرين من خلال حديثها وضع المرأة في المناطق المحتلة، قائلة: إذا أردنا تقييم الوضع في الجغرافية القريبة في شمال وشرق سوريا والتي هي بؤرة للعنف والقتل فهي المناطق المحتلة من قبل جيش الاحتلال التركي، فأن الاحتلال بحد ذاته يعتبر عنف فعندما يتم إجبار الأهالي على ترك أراضيهم وتهجيرهم قسراً إلى أراضي ليست أراضيهم فهو عنف بحد ذاته، فجميع النساء اللواتي تم تهجيرهن من قبل الاحتلال التركي تعرضن للعنف والتعذيب، أما الحقيقة التي لا نراها هي وضع النساء في المناطق المحتلة اللاتي هن تحت سلطة الاحتلال والمرتزقة، فالرجال السلطويون يفرضون سلطتهم على المرأة والطبيعة والمجتمع، ففي عام 2023 وخاصة في مدينة عفرين وسري كانيه وكري سبي، شهدنا وسمعنا الكثير من الأحداث والانتهاكات المؤلمة التي حصلت بحق المرأة، في عفرين لقد تعرضت العشرات من النساء للخطف والابتزاز، ناهيك عن الإحصائيات التي يتم توثيقها منذ 5 أعوام، فهناك الآلاف من النساء حتى الآن مصيرهن مجهول، وفي بداية هذا العام شاهدنا النساء اللواتي تعرضن للعنف في سجون دولة الاحتلال التركي واللواتي تعرضن إلى أشد أنواع التعذيب بأساليب وحشية من خلال الوثائق التي حصلنا عليها، ففي عفرين لا يستخدم الاحتلال العنف الجسدي فقط بل العنف النفسي أيضاً، إذ لا يستطيع أحد الخروج من منزله فعندما يخرج يضع احتمالات كثيرة يقتل أم يخطف أو لا يعود بتاً.
وأشارت رابرين في حديثها إلى توثيق الانتهاكات التي تحصل بحق المرأة في المناطق المحتلة وتأكيدها وكشفها للعالم بأجمع، لكن مع الأسف جميع الدول التي تدعم الاحتلال هم من قرروا بأن يوم 25 الشهر هو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ولكن أمام هذه الانتهاكات التي تحصل في عفرين بحق المرأة يلتزمون الصمت، وفي هذا العام الكثير من النساء تعرضن للعنف في المناطق المحتلة وهناك الكثير من الاحصائيات التي تثبت للعالم يوم بعد يوم وحشية الاحتلال التركي بحق النساء من زواج القاصرات، القتل تحت مسميات عديدة، الخطف والاغتصاب، ورغم الكثير من التقارير التي تثبت وتأكد انتهاك حقوق المرأة في هذه المناطق ومنها المشاهد المصورة لمجموعة من النساء تم اخراجهن من سجن مرتزقة الحمزات اللواتي تعرضن إلى أشد أنواع الانتهاكات والعنف، ألا إن لم يكن هناك أي رد فعل إنساني وجدي حيال هذه الانتهاكات.
وفي الختام أنهت الإعلامية رابرين علي حديثها بالقول، "نحن أيضاً في الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا نحاول وبشتى الطرق أن نصل إلى جميع الأحداث التي تحصل والانتهاكات التي ترتكب بحق المرأة في المناطق المحتلة و نوثقها، لكن هناك صعوبات كثيرة نواجهها وتقف عائق أمامنا، بحيث لا نستطيع أن نثبت ما يحصل في عفرين عبر كشف هوية المصدر لأن في المناطق المحتلة هناك خطورة كبيرة على حياة الإنسان، كما تخشى النساء في عفرين بأن تتكلم عن العنف التي تتعرض له بشكل يومي خوفاً من القتل والخطف، لكن مهما حدث سنسعى جاهدين أن نكون صوت الحقيقة لكشف جميع الجرائم التي تحصل في المناطق المحتلة".