شاركت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بسي أرزينجان، في "برنامج خبون" على قناة (Jin TV) وقيّمت تمثيل المساواة ونظام الرئاسة المشتركة.
المقابلة مع بسي أرزينجان هي على النحو التالي:
هكذا علّمنا تاريخ الحضارة؛ وبما أن المرأة لم تشغل مكانها في السياسة أبداً، فقد بدأت السياسة من خلال الرجل، وحتى مع إقامة الدولة، ولدت السياسة، هل الحقيقة هي على هذا النحو؟
لقد تم استبعاد المرأة من الحياة بعد التاريخ المكتوب، حيث تم استبعادها من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك أيضاً من ناحية الحماية، وعلى الرغم من استبعادها، إلا أن بعض النساء أخذن مكانهن عبر التاريخ، ولا يمكننا أن نقول إن المرأة لم تكن موجودة قط، حيث أن كليوباترا هي مثال على ذلك، فالرجل لا يريد أن يتم توضيح وجود المرأة عبر التاريخ، حيث هناك نهج للرجل لكي لا تتصدر المرأة المشهد، وألا يتم إظهارها كقيادية، وألا يبرز لونها، ولكن كانت المرأة حاضرة قبل القرن الـ18، وقد برزت العديد من السياسيات على وجه الخصوص في القرن الـ21، حيث كان في السابق هناك نساء مثل روزا لوكسمبورغ، وإيما غولدمان، وكلارا زتكين، وألكسندرا كولونتاي، فوجود المرأة كان حاضراً على الدوام.
منذ بداية حضارة الدولة وحتى يومنا الحالي، تحظى المرأة للمرة الأولى بنفس الحقوق، وبدأ هذا الأمر مع الحركة التحررية الكردية، وهذا هو النموذج الأول، ما هو نوع هذا النظام وكيف أصبح على جدول أعمال الحركة؟
كانت هناك ثقافة للمرأة في العصر الحجري الحديث، حيث لعبت المرأة درواً ريادياً من أجل الإنسانية، وإننا نرى أن الآلهة والآلهات، وهم يديرون المجتمع، وهذه القاعدة كانت موجودة في ميزوبوتاميا قبل 5 آلاف عام مضت، حيث أن المرأة تولت قيادة المجتمع حتى عصر السومريين بطريقة قيادية وجماعية، وشكل نهج القائد أوجلان وبناء حزب العمال الكردستاني تأثيراَ بالنسبة لحركتنا، فإذا أمعنا النظر إلى حياة القائد أوجلان، فهو كان يريد دائماً منذ طفولته أن تشارك المرأة في الحياة، وكان يقول، يجب على المرأة أيضاً أن تشغل مكانها ضمن الثورة، وبالطبع، تم استبعاد المرأة من السياسة والحياة على مدى 5 آلاف عام، ولذلك، كان هناك ضرورة لمرحلة تحضرية، حيث كان التحضير ضرورياً لكي تكسب الخبرة من ناحية الحياة والسياسة والتجييش، ولقد عشنا كنساء كرديات كل هذه المراحل بقيادة القائد أوجلان ضمن حزب العمال الكردستاني، فإذا ما أمعنا النظر في التاريخ الكردي، فهناك إنجازات للمرأة في كل المجالات، بما في ذلك تأسيس حزب العمال الكردستاني والتجييش والحزبية والحماية، كما حدثت أيضاً تطورات في المجال الأيديولوجي، وكان القائد يطور نظريات حول العائلة والمرأة وأنشأ نظريته الخاصة، وكان يتحدث عن علاقاته مع فاطمة، حيث كان القائد أوجلان يطور النظريات من ناحية خط حرية المرأة والإيديولوجية والذهنية وكذلك من الناحية التنظيمية، وما هو التنظيم الذي يمكن أن تكون فيه المرأة أكثر حرية، ولم يحدث شيء من هذا القبيل في الثورات الأخرى، ولم يبرز أي تنظيم أو إرادة للمرأة، كما أنه لم يتواجد أبداً نظام للرئاسة المشتركة، حيث أن التغيير فقط من الناحية الأيديولوجية والذهنية ليس بالأمر الكافي، وهناك حاجة إلى صيغة بحيث تشارك المرأة في الحياة، وبعد العام 2000 أصبحت المرأة تحظى بخبرة كبيرة، وإذا ما لفتنا الانتباه، فإن المرأة قد تطورت بشكل تدريجي من ناحية المعرفة ضمن حزب العمال الكردستاني وكذلك في الشرق الأوسط، وتمكنت المرأة من اتخاذ بعض قراراتها، ففي المؤتمر السادس، أصبحت الرفيقات لأول مرة ضمن اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، وبالطبع لم يكن هذا الأمر كافياً، ففي العام 2005، وضع القائد نظام الرئاسة المشتركة لأول مرة على جدول الأعمال، وفي تلك الفترة، كان السيد أحمد تورك والسيدة آيسل تغولوك رئيسان مشتركان، وحصلت تجربة الرئاسة المشتركة أيضاً ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني، وقد تم طرح هذه النقاش على جدول الأعمال بين عامي 2000 و2005، ولكن هذا النظام موجود أيضاً في أوروبا، على السبيل المثال، فإنه موجود لدى حزب الخضر، ولكن هناك فقط الرئاسة المشتركة، ولا يوجد نظام تمثيل متساوٍ ونظام للرئاسة المشتركة من الأعلى إلى الأسفل، وبعد العام 2012، تمخض نظام الرئاسة المشتركة في كل من جنوب كردستان وكذلك في وروج آفا لدى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وتشكل هذا النظام في العام 2014 بشرق كردستان، كما أنه تمخض هذا النظام في العام 2013 لدى منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، وبعد عام 2015، قال القائد مناصفة، أي أنه خمسين بالمئة من المرأة وخمسين بالمئة من الرجل، أي أن الحصص التي كانت موجودة في السابق قد تم إلغائها، ولكن الذهنية أيضاً مهمة بقدر النظام، صحيح أنه النصف من المرأة والنصف من الرجل، إلا أن المرأة تشغل مكانها في المجالس النسائية، وكتمثيل، تصبح إرادة المرأة الرئيسة المشتركة.
هل يمكن اعتبار الرئاسة المشتركة تمثيلاً للمرأة؟
صحيح، في كل شيء، وخاصة في السياسة، كل القرارات يتخذها شخص واحد، هناك سلطة واحدة فقط، كل شيء يعتمد عليه، إرادة المرأة والمجتمع لا تأتي في المقدمة، ويمتد نظام الرئاسة المشتركة من البلديات إلى المجالس والتعاونيات والأحزاب، وحين تشارك النساء أيضاً في القرارات، يشكل هذا أساس السياسة الديمقراطية، ولا يمكن إضفاء الطابع الديمقراطي على السياسة دون إرادة المرأة وتنظيمها ورأيها.
لقد بدأ هذا النظام منذ عام 2005، النساء المحتجزات في المنزل يأخذن مكانهن في كل جانب من جوانب الحياة اليوم، ما الذي جلبه هذا النظام، وما هو الدور الذي أعطاه للمرأة؟
على الرغم من أن التاريخ يبدو أنه 2005، إلا أنه حدث عملياً بعد عام 2013، في هذه الأثناء؛ كانت هناك مشاركات، لكنها لم تستقر بشكل كامل، وظلت ضحلة، كانت موجودة فقط على مستوى الحزب في الكومينات والجمعيات، إن التنفيذ العملي لهذا القرار يعد ثورة أيضاً، والرجال لا يقبلون هذا الشيء على الفور، لأنهم نشأوا على هذا النحو منذ 5 آلاف سنة في المجالات العسكرية والسياسية والحيوية، القانون والعلوم وما إلى ذلك من الحداثة الرأسمالية، هذه هي العقلية التي تطورت في جوانب العلم والدين، لقد تعلم الرجال الهيمنة، ولم يتعلموا المشاركة مع المرأة، أو النقاش معها، أو الاستماع إليها لاتخاذ القرارات، بالنسبة لكثير من الرجال، هذا مثل الموت، إنهم يشعرون بعدم الفاعلية ويعتبرون ذلك هزيمة، لذلك يعتبر تطبيق هذا النظام ناجحاً، وبالتأكيد أن النصر الأعظم هو نصر القائد آبو، إنه انتصار المرأة الكردية، إن عمل المرأة الكردية منح الإيمان للشعب الكردي، في تاريخنا، إن قرب المرأة من الناس أفضل، إنها ليست مهيمنة، فهي تفهم المجتمع بشكل أفضل، وتستمع وتناقش، كما قادت رفيقاتنا العديد من الثورات في المجال العسكري، بنفش أكال، زكية ألكان و إلخ، لقد قام القائد آبو بإعداد المجتمع لهذه القضية، فلعقود من الزمن؛ تم تثقيف مجتمعنا في مجال تحرير المرأة، وتطور التغيير والإيمان في هذا المجال، كما أن نظام الرئاسة المشتركة هو اقتراح القائد آبو، ومن أجل إضفاء الطابع الديمقراطي على المجتمع؛ نحتاج إلى تطبيق نظام رئاسة مشتركة من أعلى إلى أسفل، يجب على المرأة أن تشارك في السياسة، فمع تزايد نضال المرأة في السنوات الأخيرة، ربما برزت بعض النساء إلى الواجهة، لكن هذا بقي ضحلاً، يجب أن يكون هناك نظام ديمقراطي، ويجب أن تشارك المرأة، ويجب أن تكون هناك تنظيمات متساوية، ويجب أن تتخذ المرأة القرارات، ويجب أن يعمل الرئيس المشترك على هذا الأساس، في كثير من الأحيان تقلد هؤلاء النساء الرجال، لقد تم إنشاء النظام لأن مجتمعنا يؤمن بالقائد آبو والنساء، ولكن بالطبع، جاءت الصعوبات أيضاً من الرجال، ومع ذلك فقد تقبله المجتمع بسرعة، نحن لا نستطيع أن نقول أن هناك تغيراً كاملاً في العقلية، لكن الرئاسة المشتركة للمرأة مقبولة، في الواقع، يتم إعطاء النساء المزيد من الإيمان، وهناك أيضاً صعوبات بين النساء، فلم يقوموا بهذه الوظائف لآلاف السنين، في بعض الأحيان يكنَّ غير مؤمنات، وأحياناً يقلدن الرجال، وأحياناً يبرزن كمهيمنات، لكن هذا أيضاً محل للنضال.
جزء من هذا النظام هو تغير الرجال وتغير فهم السيادة، فهل تعتقدون أن الرجال بدأوا نضالهم وتغييرهم مع هذا النظام؟
أنا أقول إنه أحدث فرقاً كبيراً، قد تكون هناك بعض الصعوبات في التقبل، لكنهم الآن يشعرون بأنهم مجبرون على التغيير.
في أوروبا، تُمنح الكوتا للنساء تحت مسمى التمثيل المتساوي، فالنساء متواجدات بكثرة كعدد، لكن كيف تتم آلية العمل وكيف يتم تنظيم النساء؟ على سبيل المثال، معدلات الانتحار بين الإناث مرتفعة للغاية في العديد من البلدان في أوروبا.
يقال أن أوربا هي المكان الأكثر تقدما لكن على الرغم من تقدمهم، إلا أن الرجال هم من في المقدمة دوماً، في الاجتماعات الديمقراطية قد يكون هناك عدد قليل من النساء اللواتي يعملن، لكن الرجال يكونون هم الأساس دوماَ، شكلياً المرأة متواجدة، ولكن في الأساس لا يوجد تنظيم نسائي، أوروبا ترى الحرية في الفرد ولا يرى حرية المرأة وحرية المجتمع، فإذا لم تكن كل النساء حرات في مجتمع ما، وإذا كانت حالات الانتحار مرتفعة جداً، فهذا يعني أن معنى الحياة منخفض جداً هناك، إن حضور المرأة في النظام الأوروبي هو شكلي فقط ولا يوجد نظام أو تنظيم للنساء، فبعض النساء لا يستمعن إلى المنظمات النسائية بل إنهن يتصرفن وفقاً لقرارات الناتو وبلدانهم، إنهم لا يتصرفن وفقاَ لمجتمعهن، لا نستطيع أن نقول أن كل النساء هكذا، لكن القليل من النساء يتخذن مجتمعهن أساساً لهن، هذا وَهم، حيث يقولون للنساء: انظروا لقد أصبحتن متحررات، ويمكنهن حتى أن يصبحن رئيسات للوزراء ولهذا السبب لا داعي للنضال ورفع الصوت والمطالبة بحقوق المرأة، بالتأكيد المرأة يمكن أن تكون أي شيء لكن في الواقع، لا يوجد رابط اجتماعي هناك.
ما هو تأثير نظام الرئاسة المشتركة على العالم، هل لكم علاقات مع نساء العالم أم أن النساء يعتبرن هذا النظام نموذجاً لأنفسهن؟
تجد النساء والمجتمعات هذا الأمر ملفتاً، كثير من الناس يريدون أن يأخذوا هذا النموذج كمثال، و تسألنا العديد من النساء من المنظمات الأخرى عن كيفية تنفيذ هذا النظام، هناك تساؤلات حول ما إذا كان الرجال يقبلون هذا النظام، هناك الكثير من الاهتمام من جانب النساء، يريد الليبراليون والمؤيدون للديمقراطية تطوير هذا النظام، هناك اهتمام كبير، ومع ذلك، فإن هذا النظام يشكل تهديداً كبيراً للدول القومية، ومن ناحية العقلية، فهم يعملون ضد هذا النظام، ومهما حاولنا تطوير هذا النظام، فإن الدولة تعمل ضدنا أيضاً، الرجال يعززون مصالحهم الخاصة، والدولة تعزز مصالحها الخاصة ضد المرأة، فعلى سبيل المثال، يمنحون أحياناً حق الإجهاض، وأحياناً يمنعونه، فمثلاً كانت تركيا رائدة في اتفاقية اسطنبول، ثم انسحبت بعد جدال مع دول أخرى، كلما تقدمت الحرية في بقية العالم وكلما أردنا، كحركة كردية، تعزيز هذا النظام، كلما زاد تعرضنا للهجوم.
هل يشن النظام الرأسمالي حرباً خاصة ضد هذا النظام لإضعافه؟
بالطبع، هكذا يكون النظام الذكوري، لقد كان دائماً يُبنى بالتمركز حول شخص واحد، وعندما يرى نظاماً آخر منافساً له، أو رجلاً مشاركاً، فإنه ينظر بدونية إلى الآخرين، هناك بالتأكيد حرب خاصة، إنهم يقومون بدعاية مناهضة لنظامنا، فالنظام الحالي لا يريد للمرأة أن تأخذ دوراً متساوياً معه في المجالين السياسي والعسكري، إنهم موجودون بيننا أيضاً، نحن نناضل داخل أنفسنا ضد رفاقنا الذكور، ضد الدولة، ضد تخلف المجتمع، ضد عقلية عمرها 5 آلاف عام، ما هي النقطة الأساسية؟ إذا نظمت النساء أنفسهن بشكل جيد، وطورن عقلية حرة، وأنشأن رفاقية نسائية حقيقية، فيمكنهن النضال ضد النظام المهيمن، ورفاقهن الذكور، والدولة، وهذا نضالٌ متعدد الأوجه ومليء بالتحديات.
الوعي يتغير في المقام الأول في الأسرة، ماذا يمكننا أن نقول عن هذا؟
ونحن كحركة المرأة الكردية، نريد إجراء تغييرات في الأسرة والمجتمع، نحن نريد إنشاء أسر ومجتمع ديمقراطي، فنظام الرئاسة المشتركة ليس نموذجاً سياسياً فحسب، بل هو نموذج اجتماعي أيضاً حيث يُنظر إلى الرجل على أنه رب الأسرة وجميع الأطفال والنساء ينتمون إلى هذا الرجل ونظام الأسرة مبني على هذا الأساس، نحن نريد إنشاء نموذج جديد بنظام الرئاسة المشتركة، نموذج حيث يمكن للرجال والنساء العمل والمناقشة بحرية فيه، ويمكنهم اتخاذ القرارات معاً بشأن الحياة والقضايا السياسية، في الأسرة يجب أن يكون الرجال والنساء قريبين من بعضهم البعض بشكل ديمقراطي وأن يكونوا متساوين، فالأسرة لا تنتمي إلى الرجال فقط وكل شخص لديه حقوق، ومن الضروري الاستماع لبعضنا البعض والمناقشة معاً والحب وتعزيز بعضنا البعض، يجب أن يكون لكل فرد فكره الحر الخاص به، عندما نبني سياسة ديمقراطية، فإن هذا التأثير ينتقل الى الأسرة والحياة أيضاً، في السابق كان الرجل هو رئيس الأسرة ولكن هذا أيضاً يتم كسره مع العقلية الجديدة، هذا النظام له تأثير كبير على الحياة، لقد اقترحت قيادتنا هذا النظام ليس فقط لكردستان بل للعالم أجمع، وبهذه الطريقة يمكننا إضفاء الطابع الديمقراطي على الحياة كلها.