قيمت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، بسي ارزينجان، في الجزء الثاني من لقائها، تأثير الحرب العالمية على المرأة والوسائل المناسبة لمواجهة هذه الحرب.
الحرب الروسية -الأوكرانية هي حرب سيادة القوى المهيمنة
وأشارت بسي ارزينجان الى الحرب الروسية -الأوكرانية التي تشغل الساحة العالمية، موضحة ان هذه الحرب أظهرت بشكل واضح الوضع الذي آل إليه العالم نتيجة سياسات الأنظمة المهيمنة ذات الذهنية الذكورية.
وبدورها عرفت بسي ارزينجان الحرب الروسية الأوكرانية بأنها حرب سيادة القوى المهيمنة وقالت: "الحرب الأمريكية الأوروبية الروسية هي حرب سيادة القوى المهيمنة، وقد توضح نهج أوروبا المنافق حيال هذه الحرب، جميعنا يدرك ماذا حلت بالشعوب خلال الحرب التي جرت في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، حيث بقيت الولايات المتحدة وأوروبا صامتة حيال ما خلفته الحروب من تشتت، ودمار وتهجير وعمليات خطف النساء واغتصابهن في الشرق الأوسط، الا أنها تفرض إجراءات أكثر جدية ضد روسيا حيال الحرب في أوكرانيا؛ يجب عدم التفريق بين الشعوب خلال الحروب والأزمات وإظهار العدل والمساواة والمساعدات الإنسانية لهم جميعاً، وإذا لم يتم ذلك، حينها ستسيطر سياسات النفاق على الساحة العالمية؛ نحن المناضلون من أجل الحرية ندرك جيداً واقع النظام الحالي وظلمه، والأحداث التي دارت حول الحرب الروسية الأوكرانية كانت في كثير من النواحي دروساً للبشرية وإدراكاً للحقائق.
نحن كنساء نؤيد حرية الشعوب في هذه الحرب
على هذا الأساس، يجب على النساء والإنسانية تنظيم حركة سلام عالمية ضد سياسات الحرب للدول القومية، وخاصة الناتو، وهنا لا ينبغي ان نؤيد أوكرانيا أو الدولة الروسية، بل يجب مواجهة الذهنية التي تسعى للدمار والاحتلال وتؤيد الحرب وديكتاتورية النظام العالمي".
وخلال حديثها أوضحت بسي ارزينجان، ان نموذج الدول القومية تفرض على الشعوب والبشرية الدمار، الهجرة والعبودية وقالت: "هذا هو السبب في أننا نحن النساء نناضل من أجل حرية الشعوب والمرأة في الحرب الحالية، ولهذا السبب من المهم جداً للشعوب في جميع أنحاء العالم أن يحتجوا على النظام العالمي للحكم والدولة وأن يطالبوا بالسلام في هذا السياق؛ إن تقديم اية مساعدة للشعب الأوكراني يكمن في النهوض ضد مشروع الدولة القومية، لهذا يجب أن تثور النساء والعمال وقوى الديمقراطية والحرية في كلا البلدين ضد نظام الدولة المتسلط وضد نظام الهيمنة العالمي".
وأكدت بسي ارزينجان إنهم عندما ينظرون إلى وضع الحركات النسائية في العالم، يرون أن المقاومة ضد النظام الذي يهيمن عليه الذكور مستمرة في كل مكان، وقالت: "إن المثال الأكثر وضوحاً على ذلك هو نساء أفغانستان، حيث واصلن فعالياتهن ونشاطاتهن ضد حركة مثل "طالبان" التي تعد عدو المرأة في العمل وفي جميع المجالات، وهذا يدل على أن المرأة مرتبطة بالحرية، وعلى هذا الاساس نحيي مقاومة المرأة الأفغانية ونضالها من اجل حقوقها.
مع هذه الحرب اتضح مدى اهمية الفعاليات المشتركة للمرأة على المستوى العالمي والإقليمي من أجل التحرر من نظام الهيمنة هذه".
يمكن للمرأة تحقيق الحرية الحقيقية من خلال بناء نظامها وإرادتها في الإدارة الذاتية
وفيما يتعلق بطرق ووسائل نضال المرأة ضد الحرب التي تهيمن عليها ذهنية الدولة الذكورية، قالت بسي ارزينجان:
"يمكن للمرأة تحقيق الحرية الحقيقية من خلال بناء نظامها وإرادتها في الإدارة الذاتية؛ حيث يسعى النظام العالمي الذي تهيمن عليه الذهنية الذكورية إلى هزيمة نضال المرأة من أجل الحرية وتسخير إمكانياتها داخل نظامه الخاص، ليكون قادراً على تجديد عصر نظامه، باعتماد استراتيجيات وتكتيكات مختلفة، فعلى سبيل المثال تم تشكيل وزارات المرأة في العديد من مؤسسات الدولة، الهدف هو صهر النضال من أجل حرية المرأة داخل نظام الدولة وتركه بلا دور وتأثير، فمن ناحية يتم استخدام جهد وفن المرأة في النظام الذكوري المهيمن، ومن ناحية أخرى يتم استخدام المرأة كأداة لتمديد عمر النظام الحالي، لكن المرأة المتحررة ذات الإرادة تدرك هذه السياسة جيداً وتكافح ضدها.
يمكن تحرير المرأة ليس داخل مؤسسات الدولة ولكن خارج الدولة من خلال بناء إدارتها ونظامها الخاص، ويمكن للمرأة تحقيق النصر والتطور من خلال تطبيق الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة في كل مجالات الحياة، لهذا يجب عليها قطع علاقتها مع الدولة تماماً وإعادة بناء نظامها؛ وبصفتنا نساء كرديات، يجب أن نأخذ زمام المبادرة في بناء الإدارة الذاتية للمرأة وان نوصل نضالنا و كفاحنا الى جميع نساء العالم".