لقد وصل النضال الذي بدأ منذ عقود من أجل تحرير كردستان الى هذا المستوى بفضل تضحيات جمة قدمها شهداءنا الابرار. والإنجازات التي تم تحقيقها، تحققت بفضل النهج الفدائي الذي رسخه القائد عبدالله اوجلان  بالدرجة الأولى وبطولة الآلاف من شهدائنا. أحدى هذه الشخصيات الثورية هي رمزية عمر اسمها الحركي برجم آرمانج.

ولدت رمزية عمر عام 1976 في درباسية في روج افا، وترعرعت في كنف عائلة  وطنية. كانت الطفل الخامس  بين تسعة إخوة. لم تذهب الى المدرسة بسبب الظروف التي مرت بها اسرتها، وقضت معظم حياتها في  مساعدة عائلتها. في التسعينيات، أصبحت رمزية شابة تبدأ سعيها من أجل حياة حرة.

خلال تلك السنوات، عمق القائد عبدالله اوجلان النضال من أجل الحرية وقدم جهوداً جمة  من اجل توسيع النضال. في تلك المرحلة تتأثر رمزية بالحركة وبالشهداء الذين يضحون بحياتهم من اجل قضية شعبهم وخاصة استشهاد الرفيقة  روزا كان له أثر كبير عليها ويوضح عزمها على تحقيق الحرية. على هذه المبادئ انضمت إلى النضال من أجل الحرية في عام 1992 وتطلق  على نفسها اسم برجم.

كانت الكريلا برجم تقوم بالأعمال التنظيمية حتى عام 1995 وبعدها تنضم الى ساحات القتال رغبة في تحقيق شوقها للعيش في جبال كردستان الحرة.

إدراك الرفيقة برجم آرمانج  لواقع الحرية، جعلها تجسد هذا الواقع من خلال النضال والمقاومة. لذلك فهي تعد نفسها لظروف صعبة وتكون رائدة في المعارك الشرسة التي يخوضها مقاتلو الكريلا في جبال كردستان الحرة.

إن شمال كردستان منطقة تظهر فيها حقيقة العدو بشكل أكثر وضوحاً وتجري فيها معركة شرسة، ولكي تنخرط في صفوف النضال تتوجه الرفيقة برجم الى منطقة بوطان، وتناضل لمدة عام هناك. بوطان هي منطقة تعلم المرء معنى النضال الحقيقي الذي يخوضه مقاتلو الكريلا، كما انها تعلم المرء حقيقة الحرب وتطور اوجه الانضمام الى صفوف النضال.

كان نضالها الثوري في عام 1996 قد وجهتها الى جبال زاغروس. جغرافية زاغروس تهز قلوب الانسان، كما ان جمالها وجلالتها يمنحان المقاتلين القوة والروح المعنوية. تخوض برجم نضالاً كبيراً في تلك الجبال. وفي عام 1998 تتوجه برجم الى منطقة خاكورك  بعد صراع شاق دام لمدة عامين.

تعرفت برجم  على نفسها في الجبال، وتتعرف على كيف يجب ان تكون المرأة الحرة. برجم امرأة كردية متمردة. لن تمنعها أي صعوبة، ولن تدفعها أي عقبة للتراجع عن كفاحها لأنها قطعت عهداً لا نهاية له مع الحياة الحرة. حيث كان لها بصمة في كل خطوة يخطوها الكريلا. كانت تتخذ مبدأً لها وهو بأن المرء كلما كان قويا يصبح اجمل.  

كانت دائما الرائدة في كل خطوة يخطوها مقاتلو الكريلا في كل لحظة يولد فيها النضال من أجل الحرية. تتوجه الى قنديل عام 2001 لمواصلة  نضالها بعد المقاومة التي خاضتها في خاكورك والذي دام 3 سنوات. لم تقبل الرفيقة برجم آرمانج أي مشاركة عادية في النضال، بل كانت السباقة دائما، وكانت تتخذ زمام القيادة في الطبيعة، وفي الوقت نفسه كانت تتحمل المسؤوليات الحياتية والعسكرية لرفاقها وقادتها. بعد النضال الذي خاضته في بهدينان، خاكورك وقنديل، تعود إلى جبال  زاغروس لمواصلة كفاحها.

تنظم الرفيقة برجم نفسها في خط حرية المرأة وتسير في نضالها وفقاً لذلك. حيث اسست في البداية وحدة روحية وفكرية مع رفيقاتها. وفي الوقت نفسه تشارك في محاولة بناء صداقة حقيقية مع رفاقها الشباب.

كانت تقضي حياتها وحربها في خضم المصاعب والصعوبات، وكانت تكافح ضد هذه المصاعب والصعوبات بشكل ريادي. كانت تتصف بثبات شخصيتها وعنفوانها وحب الحرية والعمل الجاد والروح الرفاقية والشجاعة. تنضم الرفيقة برجم آرمانج الى قوافل الشهداء عام 2010 خلال اشتباكات مع العدو في جبال زاغروس بعد نضال مكلل بالتضحيات.