مؤتمر ستار يعلن بداية مرحلة جديدة من النضال والتنظيم بقيادة المرأة

أعلن مؤتمر ستار، في البيان الختامي لمؤتمرة التاسع، عن بدء مرحلة جديدة من النضال والتنظيم بقيادة القوة التنظيمية للمرأة.

أصدر مؤتمر ستار، اليوم الإثنين، البيان الختامي لمؤتمره التاسع الذي انعقد أمس في مدينة الحسكة.

وجاء في نص البيان:

عُقد مؤتمرنا التاسع في الـ 15 من شهر كانون الثاني الجاري تحت شعار "بنضالنا الدؤوب لثورة المرأة ستنتصر انتفاضة Jin Jiyan Azadî" وبحضور 1000 مندوبة. واستذكر مؤتمرنا في شخص الشهيدات ساكينة جانسيز، أفين كوي، جيان تولهلدان، دلار حلب، زينب صاروخان، ناكهان آكارسال، وأم هوكر وجيجك هاروني جميع الشهيدات الخالدات اللواتي استشهدن في سبيل قضية الحريّة بإجلال، وجدّد عهده على تحقيق أحلامهنّ وأمنياتهنّ. كما استذكر اجتماعنا العام جميع المقاتلين والمقاتلات في وحدات المرأة الحرّة- ستار وقوات الدفاع الشعبي الذين استشهدوا في المقاومة التاريخيّة في زاب ومتينا وآفاشين بإجلال وامتنان، وحيّا كريلا الحداثة الديمقراطية الذين يتصدّون لحرب الإبادة ويحبطونها في مناطق الدفاع المشروع. كما تمّ توجيه تحيّةٍ لنضال الدفاع الذاتي للمرأة التي تقودها وحدات حماية المرأة وقوات حماية المجتمع- المرأة وتقرّر تعزيز قوة الدفاع الجوهريّة.

عُقد اجتماعنا التاسع في مرحلةٍ تشهد فيها إيران وروجهلات كردستان انتفاضات شعبيّة تقودها المرأة تحت شعار النموذج الأسطوري " Jin Jiyan Azadî". واستذكر مؤتمر ستار في شخص جينا أميني جميع الشابات والشبان الشجعان الذين استشهدوا  في حملة المقاومة الحديثة وحملة الحريّة في ثورة المرأة. وأهدى مؤتمره التاسع لهم وللمقاومين ضمن الشعوب في إيران وروجهلات كردستان.

وحيّت المنظّمات النسائيّة في إيران، أفغانستان، الصحراء الغربية، لبنان، أوروبا وأميركا اللاتينية مؤتمرنا عبر رسائلهم المصوّرة وتمنّوا النجاح للمؤتمر. وقد أجرى اجتماعنا العام نقاشاتٍ مفصّلة على مستوى نضال المرأة في العالم، واتّخذ قراراتٍ جديدة لإقامة علاقاتٍ وتحالفاتٍ ديمقراطية مع المنظمات النسائيّة وحيّا مقاومة نساء العالم.

يُعتقل مؤسس نموذج " Jin Jiyan Azadî" القائد أوجلان، في ظلّ ظروف عزلةٍ مطلقة منذ 22 شهراً. وقد كشف موقف لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية مجدّداً أنّ نظام العزلة والتعذيب المفروض في إمرالي نظام مبنيّ بشكل خارج عن القانون. ويخوض القائد أوجلان مقابل هذا مقاومةً تاريخيّة لا مثيل لها. وقد حيّا مؤتمرنا المقاومة التي يخوضها القائد أوجلان ضدّ جميع قوى الحداثة الرأسمالية وتوصّل إلى قرارٍ بأنّ حملة (حان وقت الحريّة) ستصل لمرحلةٍ تدمّر فيها نظام إمرالي وتضمن تحقيق الحرية الجسديّة للقائد أوجلان.

اتّخذ اجتماعنا العام الذي عُقد في الذكرى السنويّة الـ 18 لتأسيس مؤتمر ستار على أساس الكونفرانسات والاجتماعات السنويّة في جميع المقاطعات والمناطق، قراراتٍ مهمّة لتعزيز قوّة تنظيم المرأة. ووافق مؤتمرنا على قرارات ومخططات جميع المقاطعات والمناطق. وتمّ إصدار مخطّطٍ خاص. مع إدراك أنّه يجب ألّا تبقى أي امرأة بدون تنظيم سواء في روج آفا وعلى مستوى سوريا كافة أو في الخارج سيحرز واقع ثورة المرأة تقدّماً جديداً عبر حملة تنظيمية. وبهدف تعزيز التناغم والتنظيم في أعمال مؤتمر ستار تمّ انتخاب منسقيّة جديدة من 7 عضوات.

وتناول مؤتمرنا التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة والشرق الأوسط والعالم عامةً بالتفصيل وتوصّل إلى نتائج مهمّة. فيما يتعلّق بالحرب العالمية الثالثة، فنحن نواجه صراعاتٍ متعدّدة تحمل معها فرصاً تاريخيّة بقدر ما تحمل من مخاطركبيرة. إنّ ما يحدّد اتجاه التغيير هو الصراع بين قوى الحداثة الديمقراطية وقوى الحداثة الرأسمالية.

وقد سلّط مؤتمرنا الضوء على أهميّة هذه الوضع بالنسبة لتطوير نضال حرية المرأة وتحقيق ثورة المرأة التي تحوّلت إلى ثورةٍ عالميّة في سياق حقيقة Jin Jiyan Azadî. لقد وضع سعي المرأة إلى الحريّة بصمته على الصعيد العالمي عبر هذه الحقيقة وهذا ما أثبت قوّة انتشار نموذج القائد أوجلان وأفكاره. واتّخذ اجتماعنا قراراتٍ جديدة حول واجب وضرورة مشاركة النتائج العمليّة والنظريّة لثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا مع النساء المقاومات في الشرق الأوسط أولاً ثمّ في العالم أجمع.

كما أجرى مؤتمرنا نقاشاتٍ مفصّلة عن الهجمات المختلفة التي يتعرّض لها كلّ من ثورتنا ونظامنا الديمقراطي. وقد تناول مؤتمرنا على وجه الخصوص، هجمات الإبادة التي تشنّها الدولة التركية الفاشية، وضع المرأة والمجتمع في المناطق المحتلّة، وسياسات القوى والدول الإقليمية والعالمية ومستوى نضالنا في مواجهة هذه الهجمات.

وأوضح اجتماعنا أنّه لا يمكن إيقاف هجمات النظام المستبدّ هذا إلّا عبر تعزيز تنظيم المرأة والمجتمع بأسره في سياق حرب الشعب الثوريّة. وأكّد مؤتمرنا على دور قيادة المرأة في تنظيم المجتمع في سياق حرب الشعب الثوريّة. كما تمّ اتخاذ قراراتٍ مهمّة من أجل تعزيز النضال ضدّ استراتيجية سلب الأرض والوطن وسياسة التغيير الديموغرافي.

وأيضاً سلّط مؤتمرنا الضوء على أنّ نظام الدولة المهيمنة والهيمنة الأوجلانيّة يخوضان حملةً ضدّ ثورة المرأة. وتشنّ أيديولوجيّة التعصب الجنسي هجوماً ممنهجاً على مكتسباتنا نحن النساء. ويجب على نضالنا كحركةٍ نسائيّة فضح عنف الدولة من جهة وعقلية الرجل المهيمن السائد في المجتمع من جهةٍ أخرى. وتوصّل مؤتمرنا لقرارٍ بشأن خوض نضالٍ جذري يعتمد على مفهومٍ استراتيجيٍ جديد ضدّ جميع أشكال العنف والتمييز الجنسي. وفي الوقت ذاته، تمّ التوصّل إلى نتائج مهمّة بخصوص الهجمات الأيديولوجيّة لنظام الحداثة الرأسماليّة عبر الليبراليّة والسياسات الخاصة التي تستهدف الشابات.

واستمراراً لنقاشات المؤتمر، تمّت الإشارة إلى أنّ نظام الإبادة يشكّل خطراً كبيراً على جميع أجزاء كردستان ومكتسبات الكرد بأسرهم. وتمّ تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى التوصّل لسياسةٍ وطنيّة عاجلة من أجل الحفاظ على المكتسبات الحاليّة وضمان تحقيق كيان سياسي ديمقراطي للشعب الكردي. وفي هذا السياق، أعاد مؤتمر ستار تأكيده على واجبه في بناء وحدةٍ وطنيّة ديمقراطية ودعا النساء الكرديّات في باقي أجزاء كردستان وخارج كردستان أيضاً إلى اتّخاذ موقفٍ حازمٍ حيال هجمات الاحتلال والنهج المتواطئ والمتحالف معها.

وفي هذا السياق دعا مؤتمرنا إلى المؤتمر القومي الثالث للمرأة الكرديّة. هذا وأثبتت المرأة مرةً أخرى في القرن الـ 21 الذي يعدّ قرناً لحرية المرأة، بقيادة نساء كردستان ونموذج الحرية "Jin Jiyan Azadî" أنهنّ يقدن وسيواصلن قيادة النضال في سبيل الحرية والمساواة والديمقراطية في العالم أجمع. ومؤسس هذه القيادة، القائد أوجلان الذي يخوض مقاومةً لا مثيل لها ضدّ نظام فرض الاستسلام والعزلة المشدّدة، يمثّل المصدر والأساس لروح النضال في سبيل الحريّة ليس بالنسبة للشعب الكردي فحسب بل بالنسبة لكافة قوى الحداثة الديمقراطية.

والعزلة المشدّدة المفروضة على القائد أوجلانـ العمليات الاحتلاليّة التي تُشنّ على مناطق الكريلا، الهجمات التي تُشنّ على روج آفا وشمال وشرق سوريا والاستعدادات الاحتلاليّة الجديدة، هجمات الإبادة التي تتعرض لها الرياديات جميعها تجري في سياق الحرب العالمية الثالثة. وبما أنّ جميع هذه الهجمات مرتبطة ببعضها البعض من الضروري جدّاً خوض نضالٍ متعدّد الجوانب ومنظّم وشامل ضدّ نظام الإبادة هذا. ونحن في مؤتمر ستار أكّدنا مرّةً أخرى في اجتماعنا التاسع على دورنا التاريخي ومهمتنا القياديّة والرياديّة. وحدّدنا برنامجنا النضالي الجديد وواجباتنا في هذه المرحلة بإصرارٍ عظيم.

 وعلى هذا الأساس، وفي الذكرى السنويّة الـ 18 لتأسيس تنظيمنا، نعلن بدء مرحلةٍ جديدة من النضال والتنظيم. ونؤكّد على أنّ مؤتمرنا؛ مؤتمر ستار سيؤدّي واجباته الحاليّة بقيادة القوة التنظيمية للمرأة، في سياق ضمان ثورة المرأة والعيش بحريّة".