وأُصيبت بيرسن قرس بجروح خطيرة في مجزرة ارتكبها الاحتلال التركي في 19 كانون الأول من عام 2000 ضد السجناء الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام داخل السجون من النوع (F)، حيث فقدت حياتها في مدينة شتوتغارت الألمانية، بعد سنوات من العلاج من مرض السرطان.
واستذكر الاتحاد النسائي الاشتراكي الأوروبي (SKB)، في رسالته وفاة بيرسن قرس، قائلاً: "إنها من أبرز الوجوه الأكثر صمودًا في نضال المعتقلين السياسيين الثوريين في سجون تركيا وكردستان هو أننا لا نستطيع نسيانها".
وجاء في رسالة اتحاد المرأة الاشتراكية في أوروبا (SKB):
"عندما تم ترحيل السجناء السياسيين الثوريين قسراً إلى سجون أقامتها دكتاتوريات فاشية في تركيا وشمال كردستان عام 2000، كان السجناء في صيام الموت. كانت هذه العملية بمثابة مجزرة تسمى "العودة إلى الحياة". وكان الهدف من هذه العملية، التي بدأت في 19 كانون الأول وانتهت في 22 من شهر ذاته، هو اعتقال السجناء الثوريين أيديولوجياً وسياسياً وجسدياً.
وفي 19 كانون الأول، تم تحطيم جدران السجون وأسقفها، تم قصف ساحات سجون الثوريين، وامتلأت بالغازات، والتي أسفرت عن احتراق أجساد المعتقلين بالمواد الكيماوية، وخنق أنفاسهم، وأحتراق جميع الكائنات الحية وتحطمت الزنازين، وقتل العشرات من السجناء السياسيين من رفاقنا. رغم هذه الفظائع والتعذيب والمجازر اللاإنسانية، لم يستسلم الأسرى الثوار للفاشية.
لقد كانت بيرسن قرس، أحد أكثر رموز هذه المقاومة مرونة، وكانت واحدة من النساء الثوريات المستهدفات في سجن بيرامباشا في قرس، وأكدت بيرسن، والتي نُقلت من عربة نقل سجناء بعد العملية، للصحفيين ووسائل الإعلام وشعبنا، قائلة:"ستة اشخاص احترقوا احياءً في الحريق"، لم تكن هناك عودة للحياة، كان واقع مجزرة الفاشية صارخًا.
لم ننسى مشاهد وصور بيرسن قرس في ذلك اليوم. شعر بيرسن المحترق ووجهها المحترق ويديها وظهرها وجسمها ما زالوا في ذاكرتنا، غضبنا اليوم أقوى بكثير من ما كان بالأمس. نستذكر وبكل فخر و اعتزاز صديقتنا بيرسن قرس، التي عولجت من السرطان في شتوتغارت بألمانيا لسنوات عديدة وفقدت حياتها. نتقدم بتعازينا لها بكل احترام ونعلن أننا سنظل ملتزمين بمثلها العليا في حياة خالية من الطبقة والقمع ونقول إن بيرسن قرس ستبقى خالدة ".