الخبر العاجل: استشهاد 3 مواطنين وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيّرة تركية لسيارتين

أندوك: لم يستطع المتآمرون منع وصول القائد الى ملايين الأشخاص ـ تم التحديث

أجرى عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) خبات أندوك تقييماً حول مؤامرة 9 تشرين الأول، وقال: "لقد أرادت القوى المتآمرة تقييد القائد، لكن اليوم أصبح القائد أوجلان قائداً لملايين البشر في العالم".

قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) خبات أندوك، المؤامرة الدولية التي بدأت في 9 تشرين الأول عام 1998 بإخراج القائد عبدالله أوجلان من سوريا.

- لقد شرح القائد عبدالله أوجلان مؤامرة 9 تشرين الأول بشكل مفصل، وفضح غرض المتآمرين، بشكل عام، عندما يمعن المرء النظر هذا الوضع القائم، يجد أن القائد أوجلان بذل جهوداً حثيثة وقام بمساعي كبيرة لضمان فهم المؤامرة بشكل صحيح، كيف تقيّمون ذلك بشكل عام؟ 

في البداية، نحيي القائد أوجلان بكل شوق ومحبة واحترام وامتنان كبير، وفي الوقت نفسه، نستذكر كل شهداء الثورة بكل امتنان واحترام في شخص شهداء "لا يمكنكم حجب شمسنا"، ونجدد الوعد الذي قطعناه لشهدائنا، ونقول إن أهداف الشهداء ستتكلل حتماً بالنجاح، وبلا شك، كما ذكرتم، فإن القائد أوجلان هو في الحقيقة أكثر من قيّم المؤامرة وسلط الضوء على تفاصيلها وقام بشروحات مفصلة للغاية بكل الأشكال، ولا شك أن هناك حاجة ماسة لفهم المؤامرة على أعلى المستويات، لذلك، هناك تقييمات كافية لقائدنا، سواءً في المرافعات أو في مذكرات الاجتماع التي تطورت في جزيرة إمرالي، بشكل عام، أودُ أن أقول بإيجاز، إن المهتمين بتفاصيل المؤامرة يمكنهم تعلم بما فيه الكفاية في تلك التقييمات بشكل دقيق ومتعمق.

ومما لا شك فيه أنه مر 26 عاماً على المؤامرة، ونحن بصدد دخول العام السابع والعشرين، ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا الحالي، لا تزال المؤامرة محل نقاش، لماذا حصلت هذه المؤامرة، وكما أسلفنا الذكر، فقد تطرق إليها قائدنا بكل الأشكال، ولكي يفهم الإنسان لماذا حصلت هذه المؤامرة، أي ضد من أحيكت المؤامرة، وما هي الفترة الظرفية، وماذا حدث، وما هو الغاية منها، كل هذه مرتبطة ببعضها البعض، وكما يبدو أن المؤامرة أُحيكت ضد قائدنا، ولكن عندما وقعت المؤامرة ضد قائدنا، كان قائد حزب العمال الكردستاني، ومن الواضح أن المؤامرة نُفذت في الوقت نفسه ضد حزب العمال الكردستاني، وكان الشعب الكردي حينها يعتبر القائد كقائد له، وهذا يعني أنه قائد الشعب الكردي، إذاً، تمت المؤامرة في شخص القائد ضد الشعب الكردي، الذي نعرّفه بأنهم الكرد الأحرار، والذي يدعو إلى قضية الكينونة الذاتية، والذي يريد العيش كبشر على أرضه ويريد العيش بحرية، وعلى هذا الأساس أيضاً، نُفذت هذه المؤامرة في الوقت نفسه ضد الشعب الكردي، وبشكل عام، كان قائدنا أيضاً يمثل المضطهدين، وخاض نضالاً مع أيديولوجية الاشتراكية المبنية على القيم الديمقراطية والمجتمعية، واستمر هذا النضال أيضاً بلا شك حتى بعد انهيار الاشتراكية البنيوية، وكان يُنظر إليه أيضاً على أنه بمثابة أمل للإنسانية، ولا شك أن هذه المؤامرة تمت في الوقت نفسه في شخص القائد ضد كافة القيم الديمقراطية والمجتمعية، وضد أيديولوجية الاشتراكية وضد كل القوى المناهضة للنظام بشكل عام، والتي تناضل ضد الحداثة الرأسمالية. 

هذا بشكل عام يطرح في سياق واسع على هذا النحو ضد من ارتكب المؤامرة، ومما لا شك فيه، من هم الذين نفذوا هذه المؤامرة؟ هذه المؤامرة نُفذت من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية، وقد سمى قائدنا هذه المؤامرة على أنها بمثابة مؤامرة كبيرة للكلاديو، أعني أن تسمية هذه المؤامرة في أدبياتنا هي المؤامرة الكبيرة للكلاديو، من هي الكلاديو؟ الكلاديو هي القوة الأساسية لحلف الناتو، هي القوة، التي نظمت نفسها من خلال إطارها وأهدافها المنشودة، وتسعى لإحكام سيطرتها على المجتمعات، من هو حلف الناتو؟ الناتو أيضاً هو القوة الضاربة، القوة العسكرية، وهو في الوقت نفسه القوة السياسية بلا منازع للحداثة الرأسمالية، إذاً، نُفذت هذه المؤامرة من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية، وانطلاقاً من هذا الأساس، فإنها هي النظام الذي طور المؤامرة. قال رئيس وزراء الدولة التركية في ذلك الحين، بولنت أجاويد عندما قيّم المؤامرة "في الواقع، لم أفهم لماذا سلمونا عبدالله أوجلان؟" بمعنى آخر، من تآمر وأدار وسلم قائدنا لتركيا هو بلا شك قوى الحداثة الرأسمالية، وإلا، لما استطاع الأتراك الى جدهم السابع والسبعين من تنفيذ المؤامرة على هذا المستوى وأسر قائدنا بهذه الطريقة، فلماذا نفذت قوى الحداثة الرأسمالية مثل هذه المؤامرة؟ وفي أي ظرف زمني حصلت هذه المؤامرة؟ وعندما يقوم المرء بتقييم الأمر، يلاحظ كما ذكرت، من هو القائد، وقائد أي حزب يكون؟ إنه قائد الشعب الكردي، فإين يعيش الشعب الكردي؟ يعيش في الشرق الأوسط، وبأي شكل يعيش في الشرق الأوسط؟ يعيش بدون هوية، وهو مقسم بين أربعة دول، ويعيش في ظل الاحتلال، وتحت قبضة الإبادة الجماعية، وعدم الاعتراف بالكرد مصدره قوى الحداثة الرأسمالية، وقد أحدثوا بعد الحرب العالمية الأولى، القضية الكردية، بحيث عندما يحين وقتها، سيتدخلون في الشرق الأوسط عن الطريق الكردية، وها هو قد حان ذلك الوقت، وبعد انهيار الاشتراكية المشيدة أي بعد فترة التسعينيات، أرادت قوى الحداثة الرأسمالية بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، القيام بتدخل جديد في الشرق الأوسط مرة أخرى، ومن خلال أي قضية كان بإمكانهم التدخل في الشرق الأوسط، بلا شك، من خلال القضية الكردية، ولهذا السبب أيضاً، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا الحالي، لاحظوا أن الحرب العالمية الثالثة مدرجة على جدول الأعمال، ويقول البعض هل بدأت أم لم تبدأ بعد، فهم يحللونها بما يتماشى معهم، في الحقيقة، إن الحرب العالمية الثالثة مستمرة على هذا النحو منذ 35 عاماً في الشرق الأوسط وسط كردستان بعد انهيار الاشتراكية المشيدة، ماذا فعلت هذه القوى، بالطبع القصة طويلة جداً، ولكن أودُ أن أوجزها باختصار، بمعنى آخر، عندما يمعنون النظر في قائدنا، لا ينبغي أن يكون حزب العمال الكردستاني مشمولاً ضمن النظام ويجب تصفيته، فهم يريدون من خلال ذلك التدخل في الشرق الأوسط، إنهم لا يريدون أن تستفيد قوة تناضل باسم المجتمع، وباسم الشعوب، وخاصة باسم الشعب الكردي، من هذه المرحلة وعليهم التدخل في هذه المرحلة الجديدة، ولذلك، يستفيد قائدنا من الثغرات جيداً ويقيّم الظروف جيداً ويحصل على النتائج، وماذا فعلوا على سبيل المثال من أجل ذلك؟ عند محاولتهم تطوير تدخلهم في الشرق الأوسط في سياق الحرب العالمية الثالثة، كان عليهم إزالة العوائق من أمامهم، فما الذي يتعين القيام به في كردستان؟ يوجد في كردستان الكرد التابعين لهم، يُقال لهم الكرد البارزانيين، وعلى هذا الأساس، فإن البارزانيين يكونون نموذجاً لقوات الناتو، وقوات الكلاديو، وقوى الحداثة الرأسمالية في إطار الاستراتيجية المتعلقة بالكرد وكردستان، بمعنى آخر، الأمر الذي تريد الحداثة الرأسمالية رؤيته في كردستان هو الخط البارزاني وتفسح الطريق أمامه وجعله قوة في كردستان، فما الذي يعنيه الخط البارزاني باسم الشعب الكردي؟ يعني التواطؤ، التجسس، وتأني بمعنى العمالة، ولذلك، فإن مصدر القوة في أذهانهم ليس المجتمع، حيث أن كيفية توطيد العلاقة مع قوى السلطات الحاكمة وسلطات الدولة، هو الأمر الرئيسي بالنسبة لهم، وعلى هذا الأساس، عندما أرادوا التدخل في الشرق الأوسط، مثلاً، إذا كان مركز هذا التدخل من كردستان، وكانت هناك قوة في كردستان، فإن هناك عائق يقف أمام سياستهم، من هي هذه القوة، القائد وحزبنا، وعلى هذا الأساس، أرادوا تمهيد الطريق أمام أولئك الذين يتصرفون بما يتماشى مع مصالحهم في كردستان، فقد تشكل برلمان جنوب كردستان على هذا الأساس، وعلى هذا الأساس تبلورت وحدة القوى في جنوب كردستان، ونتيجة لذلك، في عام 1998، قاموا بتوحيد الكرد غير المنضوين ضمن حزب العمال الكردستاني بموجب اتفاقية واشنطن واجتمعوا معاً لكي يتمكنوا من إنجاح الكفاح ضد حزب العمال الكردستاني وضد القائد، حيث كان تشكيل البرلمان أيضاً على هذه الشاكلة، وإذا أمعنا النظر، فإنهم يريدون على هذا الأساس إعادة ترتيب كردستان مرة أخرى، وقبل القيام بتدخلهم، يتعين عليهم القيام بتدخلهم الثاني في الشرق الأوسط، فها نحن نناضل بشكل خاص ضد الدولة التركية، فهم يريدون إحداث ترتيب ضمن الدولة التركية أيضاً، ولذلك، عند قيامهم بالتدخل، إذا كان حزب العمال الكردستاني قوياً جداً، وكان القائد قوياً جداً، فعندها يمكنه تقييم التغيير والتحول في تركيا في إطار ترسيخ قيم الديمقراطية في تركيا وحرية كردستان، ولكي لا يبرز هذا الأمر، أي لكي تتماشى الخطة الحالية وفقاً لمصالح القوى الرأسمالية الحديثة، فقد تدخلوا أيضاً في تركيا، فالتدخل ضد القائد كان في الوقت نفسه تدخلاً في تركيا، وفي الوقت نفسه، قاموا بإعادة ترتيب تركيا أيضاً، ما الذي فعلوه، انتبهوا إلى مثال فتح الله كولن الذي تم نقله إلى أمريكا بعد احتجاز القائد عام 1999، ماذا فعلوا عقب ذلك؟ ها هم دفعوا بحزب العدالة والتنمية إلى الأمام لتحقيق هذه الأهداف من خلال مؤامرة، وأفسحوا الطريق أمام طيب أردوغان وجعلوه يعمل على تأسيس الحزب، وجعلوه يتألق ويبرز كقوة في الشرق الأوسط لإنجاح المؤامرة باختصار وقاموا بجلب طيب أردوغان وجعلوه يتقلد السلطة الحاكمة، ولننتبه إلى هذا الشكل، فهو يقوم بالتدخل ضد الشرق الأوسط حتى تسير الأمور في الشرق الأوسط حسب خطتهم المرسومة ولا يستفيد القائد من المرحلة، وفي الوقت نفسه، يتدخل في كردستان ويمهد الطريق أمام البارزانيين حتى تسير كل الأمور في كردستان وفقاً مصالحهم، ويجعلون من البارزانيين قوة من المفترض أنها تمثل الكرد وكردستان، فهم يسعون إلى تصفية القوة التي لا تتماشى معهم والقوة التي لا تتصرف وفق خططهم ومخططاتهم مثل القائد...

وكان مشروع الشرق الأوسط الكبير جزءًا من هذا الوضع ووضع الأساس له. الوضع الذي يحدث في الشرق الأوسط اليوم يحدث في أي سياق؟

كل شيء يحدث في هذا السياق. وقلنا إن الحرب العالمية الثالثة بدأت حينها وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. ما يريدون تحقيقه هو مشروع الشرق الأوسط الكبير.

أصحاب هذا المشروع هم قوى الحداثة الرأسمالية. إنها قوى كبيرة. هكذا تجري الحرب في الشرق الأوسط اليوم، كيف تجري في كردستان، هذه الأمور كانت تحدث في إطار المؤامرة الدولية، الأمور التي ذكرناها كلها تتطور في بطن واحد والآخر.

أذا على أي أساس أراد المتآمرون تطوير هذه المؤامرة وكيف بنوها؟ ما هو غرضهم، أظهروا أيديهم. نقطة مهمة هنا كانت القائد آبو.

كيف استقبلها القائد آبو؟ وخاصة القائد آبو الذي لم يكن يتوقعه أحد اتخذ موقفًا وأظهر اختلافه. أولئك الذين أرادوا التدخل مع القائد آبو بمؤامرة، في الأساس نرى أن القائد آبو يتدخل معهم ويحول الأمر أكثر إلى موقف مختلف. يعني ما هو تدخل القائد آبو الذي لم يتوقعه الأصدقاء والأعداء وكيف تقيمون ذلك؟

الآن عندما ننظر إلى الأمر، يقولون إنه لم ينتظر أحد لفترة من الوقت. في ذلك الوقت، لم يتوقع أحد ذلك، لكن الآن أصبح من المريح التحدث بهذه الطريقة.

إذن النتيجة خرجت. لكن بالنظر إلى تلك الظروف، لم يكن أحد يعرف كيف كان سينتهي الأمر.  على سبيل المثال، استهدفت المؤامرة القائد، وتم استهداف حزب العمال الكردستاني في شخص القائد، لأن حزب العمال الكردستاني هو قدوة الشعب الكردي فالشعب الكردي مستهدف.

أولئك الذين رأوا الأمل في القائد وحزب العمال الكردستاني والذين قالوا أننا سنحقق الحرية من خلالهم، تم استهدافهم جميعا. عندما حدثت المؤامرة بشكل مفاجئ ضد القائد. لم يعرف أحد ما يجب القيام به.

وعلى هذا الأساس كل شخص استقبل موضوع المؤامرة بشكل مختلف وكيف استقبلها القائد. وكما ذكرت، فإن أسلوب القائد في استقبال المؤامرة كان مختلفاً تماماً. والحقيقة أننا، بما في ذلك الشعب الكردي بشكل عام، والجميع، بما في ذلك أصدقاء الشعب الكردي، وكذلك العدو، فوجئنا بعض الشيء.

- لم يكونوا بانتظار وضع كهذا.

نعم، على سبيل المثال، عندما تطورت المؤامرة، قلنا إن هدف المؤامرة هو القضاء على القائد، حيث مارسوا ضغوطاً كبيرة على الإدارة السورية لإخراج قائدنا من هناك، وقاموا بحشد السفن في البحر الأبيض المتوسط، ووضعت أمريكا ثقلها عليها، حيث أنه في الواقع الذي كان يتولى قيادة هذه المرحلة هو أمريكا، التي كانت تنفذ هذا الأمر بشكل منسق، وتم ممارسة الضغط عليهم، على سبيل المثال، إذا غادر قائدنا سوريا، فإنه سوف يغادر، وإذا لم يكن كذلك، فماذا سيفعلون، كانوا سيشنون الهجوم على سوريا ويحتلوها، وقد رأى قائدنا ذلك الأمر وهو لا يزال في سوريا وأحبطه، ما الذي فعله؟ خرج من سوريا، ولم يسمح للمتآمرين وقوى الحداثة الرأسمالية ببدء حرب إقليمية بهذه الطريقة لاحتلال سوريا وإحداث مآسي كبيرة في الشرق الأوسط، لاحظوا أن المؤامرة وهي تتبلور القائد كان يتخذ خطوات ضد المؤامرة، كانت المؤامرة تهدف إلى اندلاع الحرب، لأنها قامت بكل استعداداتها لشن الحرب والقيام بالاحتلال الإقليمي، فيما تمكن القائد من إحباط هذا الأمر.

أما الأمر الثاني، ما الذي فضله القائد، لقد فضل المغادرة، في حين أن المتآمرين كانوا يسعون إلى تأجيج الحرب ويقوم القائد بالتوجه نحو الجبال، لكن القائد لم يفضل ذلك الأمر، فلو جاء القائد إلى الجبال، كان الهدف هو القضاء على القائد، وكانت كل قوى الحداثة الرأسمالية ستتحشد على هذا الأساس، وستصبح الحرب في كردستان أكبر وأشد ضراوة، لكن القائد يفضل ذلك، لأنه كان يفكر أن الحرب وصلت إلى مرحلة معينة، بمعنى آخر، لعبت الحرب دورها، ولا بد من حصول طرق أخرى، وانطلاقاً من هذا الأساس توجه إلى أوروبا، لماذا توجه إلى أوروبا؟ لأن أوروبا تتبجح بنفسها وجعلت من نفسها الناطقة باسم القيم الديمقراطية، معتبرة نفسها مهد الديمقراطية والحقوق والقانون والعدالة، وقال القائد لهم؛ "أنتم من أحدثتم هذه القضية، وأنتم من أنشأتم سياسات الإبادة الجماعية في كردستان، وها أنا جئتُ إلى ها هنا، فبما أنكم تتحدثون لهذه الدرجة عن الحق والقانون والعدالة، ها هي القضية الكردية، أوجدوا حلاً لها"، وبهذا الجهد سلط القائد الضوء على كل أقنعة أوروبا، ونزع كل أقنعتهم وانكشفت قذارتهم بكل الأشكال، وكانت هذه أيضاً خطوة مختلفة، مما أصاب قوى الحداثة الرأسمالية حالة من الارتباك. 

أما الأمر الثالث؛ على سبيل المثال، ماذا كانت قوى الحداثة الرأسمالية تريد أن تفعل؟ أقدموا على أسر قائدنا بعد مضي 5 أشهر، أي في 15 شباط، حيث كانوا يريدون القضاء على قائدنا، ما الذي كانوا يسعون إليه من خلال القضاء على القائد؟ كانوا يسعون لحرب دائمة بين الكرد والأتراك، حسناً، يمكنهم القضاء على القائد، ولكن ماذا سيكون ردة فعل التنظيم والشعب، لقد أصبح تنظيم بأكمله على نهج زيلان، لأن زيلان كانت قد حددت الخط في العام 1996، حيث أنه إذا كان حصل أي هجوم على القائد، فهي كانت من حددت كيف ينبغي أن يكون موقف مناضلي حزب العمال الكردستاني ومستوى الروح الثورية، وكان هذا الأمر ينطبق على جميع مناضلي وفدائي الحزب، وعلى هذا الأساس، كان جميع أعضاء الحزب على استعداد لتفجير أنفسهم والقيام بالعمليات الفدائية بكل الأشكال، أما الأمر الآخر، هو أن أنباء الشعب الكردي، من كبيرهم إلى صغيرهم، كانوا منتفضين ولم يكن من الواضح ما الذي سيفعلونه، ولهذا السبب، فإن القضاء على القائد كان سيكون بمثابة حرب دائمة بين الكرد والأتراك، ورأى القائد أن القوى التي تقف وراء هذه المؤامرة هي قوى الحداثة الرأسمالية، وأن هذه العملية في الوقت نفسه تستهدف شعوب تركيا أيضاً، ورغم أن متنفذيهم دخلوا في أجواء مختلفة، إلا أن القائد رأى هذه الأمور، وأحبط القائد ذلك الأمر من خلال تغيير الاستراتيجية وبموقفه في مواجهة المؤامرة للحيلولة دون اندلاع الحرب بين الكرد والأتراك ونجاح خطط قوى الحداثة الرأسمالية، بمعنى آخر، أرادوا حدوث حرب إقليمية، ويجري احتلال المنطقة، لكن ذلك لم يحدث، حيث أرادوا لربما يتوجه القائد إلى الجبال لتشتعل الحرب ويتم احتلال منفصل، إلا أن القائد أحبط ذلك أيضاً، ولقد أرادوا تصفية القائد والقضاء عليه جسدياً وإفساح الطريق أمام اندلاع الحرب بين الكرد والأتراك بأي شكل من الأشكال، وهو ما أحبطه القائد أيضاً، وعلى وجه الخصوص، وبعد احتجاز القائد في إمرالي وما بعد، وضع القائد التغيير الاستراتيجي وما إلى ذلك على جدول الأعمال من خلال الموقف المناهض الذي أبداه خاصة في سياق التحول الديمقراطي في تركيا وحرية كردستان، حينها وضع السلام المشرّف على جدول الأعمال وركز على هذا الأمر رغم كل الصعوبات، أي نتيجة أفرزه هذا الأمر، لقد حال دون وقوع هجوم التصفية الجسدية، وكان في ذلك الوقت يجري محاكمة القائد بالإعدام وحُكم عليه بالإعدام، ولكن نتيجة لموقف القائد الذي كان أساسياً للمجتمع واتخاذ المجتمع والشعب الكردي هذا الموقف كأساس والنضال مشترك، تم رفع عقوبة الإعدام من قانون الدولة التركية عام 2002، وعندما تم إلغاء هذا الإعدام من دستور وقانون الدولة التركية، تبددت خطة المتآمرين التي طرحوها في سياق التصفية الجسدية للقائد، وقام القائد بنفسه كمثال بتناول والتفكير في هذه المؤامرة بشكل موسع من جذورها، فهو شخصيا رأى حيل ومكائد المتآمرين بكل الطرق، وهو نفسه اتخذ موقفاً ولأنه رأى حقيقتهم بنفسه، وناضل واتخذ موقفاً بطريقة واثقة من نفسه على خط الحرية، وفي عام 2002، ومع إلغاء الإعدام تم إحباط خطة المتآمرين المتمثلة بتصفية القائد جسدياً، ولهذا السبب، ومنذ البداية وحتى عام 2002، أفشل القائد خطة التصفية الجسدية بكل طريقة ممكنة بموقفه وتصميمه، ولم تنجح قوى الحداثة الرأسمالية، وقد هزمهم القائد قبل احتجازه في إمرالي وكذلك في إمرالي خلال مراحلها الأولى.   

وبهذا يرى المرء أيضاً هذا الأمر في إمرالي، هو أن القائد أوجلان طوّر مقاومة لا هوادة فيها والتي لا مثيل لها على مر تاريخ الشعب الكردي، وهذه المقاومة، طوّرت معها نموذجاً جديداً، وقال القائد أوجلان؛ "هذه هي الولادة الثالثة لي وللشعب الكردي كتأسيس"، عندما يقوم الإنسان بجمع هذه الأمور معاً، كيف يمكنه تقييمها؟   

نعم، كما قلت، يمكننا القول إن المؤامرة كانت في مرحلة مختلفة حتى عام 2002، أي مرحلة؟ المرحلة التي كان فيها احتمال التصفية الجسدية قائماً في الجانب القانوني وحتى عام 2002 كان ذلك قد تم إلغاءه من القوانين وفشلت المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية قالوا إن القائد لا يمكن تصفيته جسدياً حتى من الناحية القانونية، فماذا سيحدث، على الأقل يمكننا أن نجعله يتبدد من الناحية الأيديولوجية، وبالنتيجة، نجعله بلا معنى، ونجرده من أي تأثير، فالمسالة التي يعيشها القائد ليست مجرد مسألة جسدية، لأنه هناك قائد في ذلك المكان، وعلى سبيل المثال، إذا لم يكن بمقدوره التحرك وفقاً لدوره ومهمته، ولا يكون باستطاعته القيام بقيادته، وإذا لم يكن بمقدوره إحياء الآمال،  ولا يمكنه توجيه المجتمع نحو الحرية، فحينها يسقط من ذلك الموقع، وتوقعوا أن يُقدم القائد على فعل ذلك في إمرالي، حيث أن إمرالي يعد بمثابة نظام إبادة جماعية والذي بنته وتديره الحداثة الرأسمالية.

وكمرحلة ثانية من المؤامرة الدولية، أرادوا تقويض القائد أيديولوجياً، وجعله بلا معنى وتجريده من القوة، وهنا، يبرز موقف القائد مرة أخرى، كما أن تلك الغاية المتمثلة في تبديد الجانب الأيديولوجي قام القائد أيضاً بسحقها، وكما ذكرتم؛ على سبيل المثال، ماذا حدث في إمرالي؟  

- ما الذي لم يحدث.

نعم، ما الذي لم يحدث، لقد قام بتغييرات كبيرة في الجانب الأيديولوجي، فعندما اُحتجز قائدنا في إمرالي، لنقل أن كان قائد حزب، وقائد الشعب الكردي، ولكن عندما يقيّم المرء مرحلة إمرالي حتى يومنا الحالي، يتساءل ما هو القائد؟ هل هو فقط قائد حزب العمال الكردستاني؟ أم هل هو مثلاً قائد الشعب الكردي؟ لا، فعندما ننظر إلى الأمر، نجد أن الكثير من الشعوب قد تعرفوا على القائد ويعتبرون القائد بمثابة قائد لهم، ومن ناحية أخرى، تعتبر العديد من القوى التي تناضل ضد النظام باسم الديمقراطية والعدالة، القائد بمثابة قائد لهم عندما يتعرفون على القائد، ففي الماضي كان القائد رجلاً حراً فقط للمرأة الكردية، أما الآن فهو رجل حر لجميع نساء العالم، وتجتمع الرفيقات والنساء كلهن حوله، وهذا يعني إلى أي مدى تعمق وتوسع موقف القائد في إمرالي، لدرجة أنه تجاوز حدود حزب العمال الكردستاني وشعب كردستان وأصبح عالمياً، وبماذا حصلت كل هذه الأمور، حصل ذلك بالأمور التي كنتم قد ذكرتموها، وحصل ذلك بالتغيير النموذجي، ما هو التغيير النموذجي؟ وأهم شيء وأهم إنجاز أساسي برز في إمرالي، هو النموذج الديمقراطي والبيئي والتحرري للمرأة، ماذا يعني ذلك؟ وما هذا؟ ومن أين يستمد أهميته، وما هو مصدره؟ الذين يناضلون من أجل قضية الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة، والذين يناضلون ضد النظام الدولة، والذين يناضلون ضد النظام الذكوري المهيمن وتمثيلهم في الحداثة الرأسمالية اليوم، وبإمكان الجميع أن يناضلوا من خلال هذا النموذج، فحتى ظهور النموذج الجديد، كانت الأمور التي يطالبون بها صحيحة، لكن لم تكن متماشية مع أهدافهم، بمعنى آخر، الطرق والأساليب التي فضلوها لم تكن تلبي أهدافهم، فعلى سبيل المثال، أرادوا أموراً ديمقراطية، وأرادوا أموراً تحررية، وأرادوا أموراً على قدم المساواة، وهذه هي الأمور التي كان المضطهدون يطالبون بها، ولأنهم يُسحقون، فهم لا يريدون أن يُسحقوا، فحقوق المضطهدين تُغتصب، ويريدون أن تكون هناك ديمقراطية وألا يُغتصب حق أحد، على سبيل المثال، لأنه مستعبد، فهو يطالب بالحرية، ولأنه لا توجد مساواة، فهو يطالب بالمساواة، ولأن هناك غياب للعدالة، فهو يطالب بالعدالة، فحيثما يتواجد مضطهدو العالم، فإنهم سوف يطالبون بهذه الأمور وسيناضلون من هذه، فعلي سبيل المثال، تزايد عدد الذين يناضلون على هذا النحو، وهذه هي الممارسة الاشتراكية المشيدة، وأصبحوا دولاً، ولاحظوا أن الأدوات التي يريدون الوصول بها إلى أهدافهم، الأهداف التي تشمل الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة لا تلبيها، فعندما تصبح دولة، تقف ضدهم، على سبيل المثال، ناضلت قوات التحرير الوطني بشدة، ومن المفترض أنها بلغت أهدافها المنشودة، لكنها أصبحت دولة، ولاحظوا أنهم باتوا بعيدين عن الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، وهذا هو الفرق وأهمية النموذج الجديد، فما هو النموذج الجديدة؟ يقوم باستخدام الأدوات والطريق الأساليب بما يتوافق مع أهداف المضطهدين، بمعنى آخر، يتم الجمع بين الهدف والرغبة والمطلب والأمل، فهو يخرج عن الدولة، فأنت توفر الطرق والوسائل لنفسك خارج الدولة، فتلك الطريقة والأسلوب التي تم إحداثها هي كتنظيم لتنظيم المجتمع، وما هي إدارة المجتمع؟ نحن نسميها الكونفدرالية الديمقراطية، ويشمل الإدارة الذاتية الديمقراطي، وبما أن المجتمع متنوع، يجب أن تكون جميع الألوان مستقلة بذاتها، ولا ينبغي لأي لون أن يفرض نفسه على الآخر وأن يهيمن على الأخر، وبما أن هذه الطبيعة ملونة، وهناك انسجام بين هذه الطبيعة، كذلك الوجود أيضاً على هذا النحو، والمجتمع أيضاً كذلك، فالمجتمع هو المرأة والرجل والتركي والكردي والعلوي والمسلم والإيزيدي وما إلى ذلك، وطالما أن نمط المجتمع ملون، فيجب أن يكون النمط الاجتماعي ملوناً أيضاً، أي يجب أن يكون مستقلاً بذاته، فقائدنا لا يطالب فقط باسم الشعب الكردي وباسم حزب العمال الكردستاني بقضية العدالة والمساواة، بل باسم جميع المضطهدين، وقد منحهم الأدوات لكي يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم، نحن نسمي هذا النموذج الجديد، وكان هذا أكبر إنجاز في مرحلة إمرالي، والأمر الذي أصبح أساساً لتخطي القائد حدود الكرد وكردستان وتجاوز حدود حزب العمال الكردستاني ومخاطبة جميع المضطهدين، ومخاطبة جميع القوى التي تناضل ضد الحداثة الرأسمالية، ومخاطبة جميع النساء وشعوب العالم هو هذا النموذج، فهم وجدوا أنفسهم في هذا النموذج، وكانت أهدافهم ومطالبهم صائبة، لاحظوا أن النتائج لا تظهر مثلهم، فالطرق والأساليب التي يقترحها القائد في إطار النموذج الديمقراطي والبيئي وتحرير المرأة، يسيرون ويكافحون من أجل بناء عالم وفقاً لأهدافهم ورغباتهم وإعادة بناء حياتهم، وعلى هذا الأساس، أدى هذا التغيير والتحول الجذري إلى بروز نتيجة كهذه بالنسبة لجميع المضطهدين، وهذا يعد أكبر إنجاز.  

بشكل عام يمكن أن نذكر إن القائد آبو أيضاً يعرفها هكذا: "إن لم آتي إلى هنا لما تمكنت من تحقيق انفتاح عظيم كهذا لتحقيق تطورات عظيمة، أو المضي قدماً في هذا المستوى"، ماذا يعني هذا؟ ما الوضع الذي أظهره إمرالي حيث دمر القائد آبو قناع هذا النظام، وقد قلنا في السؤال السابق أيضاً، لقد عرفه كثورة دينية كالولادة الثالثة، ماذا يعني هذا؟

يجب فهم هؤلاء بشكل صحيح، كيف؟ لقد دخل العديد من الأشخاص السجن، مثلاً لا يوجد أشخاص في شمال كردستان وتركيا ولم يدخلوا السجن، يقول القائد،’لو لم آتي إلى هنا لم كنت قد حققت هذا التعمق، هل المسألة متعلقة بالسجن أم القائد؟ لو إن السجن جعل الإنسان يتعمق، يتحرر ويعززه لهذه الدرجة حينها لتعمق، تحرر أصبح أولئك الذين دخلوا السجن أكثر قوة، لبنى عالم، ولتم حل مشاكل المجتمع، المعرفة ليست بالسجن، إن المسألة متعلقة بالقائد، لقد كان القائد هكذا في الخارج، وهو كذلك في الداخل، ما الفرق بين الخارج والسجن؟ كان القائد مشغولاً جداً بالممارسة العملية في الخارج، لقد اتبع كافة الممارسات العملية لحزب العمال الكردستاني من قبل القائد، فمثلاً كان على علم بكل شيء، كان يتابع كل شيء، كان القائد مشغولاً بمشاكل الكوادر، وقد درب جميع الكوادر، ويرسلهم للحرب، ويدير الأنشطة الاجتماعية، والإيكولوجية وما إلى ذلك من الأنشطة، لذلك سنحت له الفرصة للتعمق من الناحية الذهنية في الداخل أكثر من الخارج، هذا الفرق في السجن، إذا كنت في منزل العدو وقاعدته وليس لديك موقف قوي، فهذا العدو ليس الدولة التركية فقط، العدو هو الحداثة الرأسمالية التي تعتمد على 5 آلاف سنة من النظام الذكوري السلطوي، نظام الدولة، لذا صاحب مرافعات وبيانات، عميق وذو تجارب، يريدون القضاء عليه، لبعض الوقت كان هناك موقف قوي في القيادة لدرجة أنها أصبحت جعل من قاعدة العدو مكان يمكن أن يتحصن فيه بعمق، أن يحرر نفسه، ويقوي نفسه، وبقوته يمكن أن يقوي حزب العمال الكردستاني ويمكن أن يقوي النساء و المجتمع، يمكن جعله مخاطباً للإنسانية، انظر أنك في بيت العدو والعدو يريد تدميرك، وكان الغرض من المؤامرة هو القضاء عليك، كان الهدف منه القضاء عليك من الناحية الجسدية والذهنية، لذلك يواصلون حربهم ضدك، عندما تكون في منزل وقاعدة العدو ولا يتأثر موقفك أبداً وعلمك أفضل من علم العدو، تجعل من قاعدة العدو مدرسة، تلك المدرسة التي تتعلم وتتعمق فيها في البداية، وتنتشر تلك الحقيقة التي شكلتها في نفسك في المجتمع، وبهذه الطريقة تخلق نفسك وتخلق المجتمع معك، أريد أن أقول لم تكن هناك أبداً فرص للقائد، لم يكن هناك لا كتب ولا أي شيء آخر.

- كان هناك تعذيب والعزلة المفروضة وكل شيء

إن التعذيب الأكبر، فصل الإنسان والأطفال من المجتمع تعذيب، وإذا فصلت الطفل عن أمه كان ذلك أعظم عذاب للطفل، وأمنا هي المجتمع، الإنسان كائن اجتماعي، عندما تفصل الإنسان عن المجتمع يصبح تعذيب، فعلوا هذا، بالإضافة فعلوا كل ما بوسعهم لتقييمهم وجعلهم يستسلمون، والتأثير عليهم، ليكونوا قادرين على استخدامهم ضد حركة الحرية، تصفية الأمل والديمقراطية، كان ولا زال هناك حرب دائمة على القائد، هناك معركة كبيرة جداً، لذا نقول الحرب الأكبر هناك، والمقاومة الأعظم أيضاً هناك، انتصر القائد ضد كافة الهجمات، وقد تم تأسيس هذا النموذج في هذا السياق، ألف القائد كل تلك المرافعات، لم يعطي أحد فرصة الكتابة للقائد، فعندما أّلف القائد مرافعة سيسيولوجيا الحرية كانت موضوعاً في الحجرة، بالفعل هو كان في الحجرة وكانوا قد ازدادوا الضغط عليه أكثر، المسألة كانت عدم منحه القلم، عدم منحه دفتر كما لم يكونوا يمنحونه الكتب، كان يؤلف القائد ما يفكر به في نفسه دون قلم ودفتر، يحفظه ويسجله في عقله، بأي طريقة أّلف القائد جميع مرافعاته، عادة، يحاكمون القائد، كانوا يريدون أن يجعلوا محاكمهم أساساً لمحاكمة القائد وإدانته، لقد حول القائد تلك المحكمة أيضاً، جعل من المحكمة مكان الدفاع الذاتي وإدانة الدولة التركية والحداثة الرأسمالية على وجه الخصوص، تم تأليف جميع هذه المرافعات من خلال المحاكم، أراد القائد أن يدافع عن نفسه ضد المحاكم واتحد مع المجتمع، قال؛ ’لست شخصاً واحد، أنا شخص من المجتمع، والمجتمع هو الكرد، أي تحرك القائد بنظام، بما أن القوى المتآمرة منظمة، دفاع القائد أيضاً بشكل منظم عن نفسه وأّلف هذه المرافعات، ظهرت مرافعات منظمة في النتيجة، مرافعات أي نظام؟ مرافعات نظام الحضارة الديمقراطية، المرافعة الاجتماعية، مرافعة القوى الاجتماعية، مرافعة القوى المضطهدة، ضد من؟ ضد القوى المهيمنة، ضد النظام الذكوري السلطوي ونظام الحداثة الرأسمالية، إن لاحظنا إنه ضمن نظام تعذيب كبير وأيضاً لا يتم منحه الفرص، كل شيء؛ تريد تقييم النفس الذي يأخذه القائد أيضاً من أجل تصفيته وجعله دون معنى، كان يقول تونجر كلج كمتحدث عن جمعية صحفيات ميزوبوتاميا في تركيا عندما نفعل هكذا سنجعلها تتدمر كل يوم، لحظة بلحظة، ويذوب لحظة بلحظة، من الواضح إنهم يريدون ان يجعلوا النفس الذي يأخذوه القائد نفس التعذيب، نفس التدمير، إن تمكنوا من استخدام القائد ضد حركة الحرية، ضد الشعب الكردي يريدون تقييمها في سياق تصفية القيم الديمقراطية والاجتماعية، لقد استخدم القائد ذلك النفس الذي كان يأخذه، استخدم مسألة هزيمة الإمحاء الجسدي جيداً، استخدم المحكمة جيداً، حوّل القائد المحكمة التي أصدرت عقوبة الإعدام بحقه لمحكمة تحاكم وتدين تلك القوى، استنار به المجتمع، استنار به المرأة والإنسانية أيضاً، والآن تم تسليم النموذج الذي يحل المشاكل الاجتماعية، النموذج الذي لا تنشأ فيه المشاكل الاجتماعية، لجميع المضطهدين، ولهذا السبب فهو في الحقيقة نضال تاريخي للغاية، نضال فريد من نوعه وناجح.

قدم تضحية كبيرة مثل بروميثيوس

لقد شبه نفسه ببروميثيوس، عندما يقوم العظماء بأشياء عظيمة يهاجمهم أعدائهم بشكل كبير أيضاً، يهاجمهم اكثر فأكثر، يهاجمون القائد مثلما هاجموا بروميثيوس، الامر المهم هو؟ النتيجة، أنار القائد الشعب الكردي، واظهر حزب العمال الكردستاني حيث يتم وضع ستة أشهر إنه حزب العمال الكردستاني أصبح أقوى أكثر وأكثر، عندما حدثت المؤامرة لم يعلم الشعب الكردي ماذا يفعل، كان يقول على كل أحوال مثلما تم القضاء على قيادينا، روادنا، رؤسائنا سيصبح الأمر ذاته، فكروا بتلك الطريقة، ولكن لم يصبح كما فكروا، الآن هناك قضية وجود في كردستان، تلمع كالنجوم، للقيم الديمقراطية والاجتماعية، ولا تزال تقول الدولة التركية إنه لا وجود للكرد، تقول لا يوجد كرد، ولكن يقول العالم اجمع "المرأة، الحياة، الحرية"، واللغة التي لا تعترف بها الدولة التركية يتم ترديد الشعار بها في العالم أجمع، تلقي الإنسانية برمتها الشعار باللغة الكردية. يجعلون من هذا الشعار قدوة لحياتهم، وكل هذه حقائق امام الأعين.

- قدم القائد عبدالله أوجلان تعريفاً على الشكل التالي خلال تنفيذ المؤامرة وتأسيس نظام إمرالي: "لا يمكن العيش كما في السابق"، ما الذي يجب القيام به من أجل خوض نضال ناجح ضد المؤامرة؟

عندما ينظر الإنسان من جهة القائد للمؤامرة، الأصح إن المؤامرة أصبحت واحدة مع الأرض، المؤامرة التي نفذتها قوى الحداثة الرأسمالية، أرادت في البداية تدمير القائد جسدياً، لم يتمكنوا من فعل ذلك، ولم لا؟ ليس إنهم لم يريدوا، بالطبع كان هذا هدفهم، فقد ألغى قائدنا هذا بموقفه، ماذا كان هدفهم الثاني؟ إن لم نمحيهم من الناحية الجسدية فسننهيهم من الناحية الايديولوجية، وقد عمق القائد الموقف الايديولوجي أكثر في إمرالي، وهكذا ليصبح قائداً عالمياً، وهزم الأهداف التي كانت تهدف إليها القوى المحتلة، القاتلة، لذلك أصبحت المؤامرة الدولية في شخص القائد واحدة مع الأرض، بلا شك لذلك كانوا يخافون من القائد، بلا شك لم يتمكنوا من التأثير عليه، فهو عندهم، وتحت ضغوطاتهم الممارسة ويشنون كافة أنواع الهجمات بحقه أيضاً لم يتأثر أبداً بهم، لم يتخلى أبداً عن موقف الحر ويصبح أكثر قوة، وينتشر أكثر، وإن لم يتم الوقوف في وجهه سيصبح أكثر خطورة وتهديداً بالنسبة إليهم، يفكرون مثل قوى الحداثة الرأسمالية؛ كيف كان القائد عندما دخل إمرالي، وكيف هو الآن؟ يرون الآن عن العالم أجمع يرى القائد كقائد عالمي، يخوض 69 من الحائزين على جائزة نوبل قضية الحرية من أجل القائد، هناك ترجيح مهم للغاية، لا يوجد منذ 43 شهراً معلومات منه، ماذا يثبت هذا؟

هذا يثبت إنه وفي هذا السياق أصبح كل ما هدفت له المؤامرة الدولية واحدة مع الأرض، من جعلها واحدة مع الأرض؟ بلا شك القائد جعلها واحدة مع الأرض، لقد تحققت كل هذه النتائج منذ البداية وحتى النهاية بموقف القائد، تحققت بنضال الشعب، نضال المنظمة، بالأصدقاء، وهذا كان بفضل ماذا؟ كان بفضل الموقف المقاوم للقائد، المدافع عن الحرية. وتعززت الحرية، لو لم يكن هذا موقف في القائد لما تحقق شيء مما سبق، بالفعل كانوا يفكرون من خلال تصفية القائد تصفية حزب العمال الكردستاني، الكرد الأحرار، والقضاء على الشعب الكردي، ولما كانت الآمال بشأن الحياة الحرة والمساواة حية في عموم العالم، حينها يصبح مرة أخرى القائد أساس هذا النضال المنظم أساس ضد قوى الحداثة الرأسمالية، ماذا يعني هذا؟ ما هي النتيجة التي يمكننا تقييمها؟ هذه هي، من الواضح إنها ضد المؤامرة الدولية، ضد المؤامرة الكبيرة للكلاديو، التي تهدف لتصفية الكرد الأحرار، هناك مداخلة كبيرة على الشرق الأوسط وأيضاً استمرار نظام الحداثة الرأسمالية، من الواضح يمكن للإنسان أن ينتصر بموقف القائد ضد هذه المؤامرة، أي انتصر القائد ضد المؤامرة، انتصر بموقفه، انتصر بروح، انتصر بأسلوب، ونحن أيضاً إن كنا نريد أن ننتصر حينها سنأخذ موقف، وأسلوب القائد كأساس، في هذه النقطة ماذا يوجد بحوزة المتآمرين؟ بقي فقط أسر القائد بحوزتهم وحريته الجسدية، لم ينجح أي شيء كانوا يهدفون إليه، ومن الآن فصاعداً على من يقع الدور؟ فعل القائد كل ما يجب فعلة ضد المؤامرة، فعل كل شيء، وفي النتيجة مثلما قلنا، لم تتمكن منه المؤامرة، يخافون منه، يخافون من أفكاره والآن خائفون جداً لأنهم يفرضون نظام تعذيب مطلق منذ 43 شهراً عليه، مسؤولية الحرية الجسدية للقائد تقع على عاتق الشعب الكردي، على عاتق كافة النساء، على عاتق جميع المجتمعات المضطهدة، وما يجعل وجود الامل إلى الآن لدى المتآمرين ولا يزال يحاوله المتآمروين هو مواصلة أهدافهم، هناك نقص في موقف الخارج وليس في موقف القائد إنما موقف الخارج، هذا النضال الذي يجب أن يكون أوسع ليس قوي بما فيه الكفاية لتحقيق الحرية الجسدية للقائد وهزيمة المتآمرين والمؤامرة، بلا شك هناك نضال قوي، ولكن لم يتم تحقيق نتيجة.

كيف يمكننا تحقيق هدفنا، كيف بإمكاننا أن نحقق نتيجة؟ كما ذكرنا، يمكننا تحقيق نتيجة فقط من خلال التحرك بأسلوب القائد، كيف أظهر القائد هذا الأسلوب ضد المؤامرة؟  يتحدث عنه القائد آبو في مرافعاته، صاغ أسسه على قاعدتين؛ الأولى؛ اتحدت أنا والمجتمع، لأنه وجود اجتماعي، لا يمكن تحقيق الحرية الشخصية لوحدها، وعلى ذلك الأساس كنت وحدت قدري والكرد وكردستان بالقدر الشخصي والاجتماعي معاً، هذا مفهوم مهم للغاية، إن تعريف الإنسان مهم، إن الإنسان وجود اجتماعي، يجب التحرك بطريقة اجتماعية، هذا مهم، ولكن في الوقت الحالي تريد الحداثة الرأسمالية إبقاء الإنسان ضمن حدود؟ ضمن حدود الأنانية، بلا شك يتظاهر كأنه لا يعرف والدته ولا والده، ولا حتى عائلته ولا شعبه، في النهاية أزال تلك الهويات الاجتماعية، ويجعله دون معنى وينحل الشخص، لا يوجد قائد في هذا المفهوم، والقائد ليس لديه هذا المفهوم، فيعمل القائد على أساس أن الفرد هو المجتمع، والفرد موجود مع المجتمع، وحرية الفرد هي حرية المجتمع، وبهذه الطريقة، فهو كمجتمع يناضل ضد نظام الحداثة الرأسمالية، يمثل المجتمع في شخصه، هذه الأولى، والثانية هي؛ الإنسان في الوقت ذاته ينبي الوجود، ويتم بناء الحياة اجتماعية، ويمكن بناء هذه الأشياء بقوة العقل، ويجب أن يكون العقل حقيقي، وصحيح، أي يجب أن تكون المعلومة صحيحة، جعل القائد نفسه حقيقي في إمرالي، وجعل نفسه ممثل الآراء الصحيحة في سياق الوجود، الإنسان، الحياة وما إلى ذلك، باختصار مثّل الحقيقة، وفضح بحقيقته كذب القوى الحاكمة، الحداثة الرأسمالية والنظام القاتل، ولأنه كان مستوى تمثيل القائد قوي لهذه الدرجة أثر على المجتمع، وإن تحركنا نحن أيضاً بهذه الطريقة سننتصر، ماذا يعني؟ يعني في الوقت الحالي ما مدى تأثرنا بالحياة التي تتبع حياة خاصة؟ فالأفراد في المجتمع مثلاً، إلى أي مدى يعتقدون أن حريتهم وحياتهم اجتماعية؟ الحرية ممكنة فقط مع المجتمع، إن الإنسان وجود اجتماعي، بما أنني إنسان، يجب أن أتصرف اجتماعياً، يتم القضاء على المجتمع، وهناك قرار بالإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، كيف سوف تقبل هذا؟ إذا تحرك جميع الكرد بهذا المفهوم بمسألة الكرد الأحرار، إذا لم يضع نفسه ضمن حدود الأنانية، جعل نفسه شخصاً اجتماعياً حينها سيتغير وضع حياته، وفي الوقت نفسه يظهر حقيقة الحياة التي تضعها الحداثة الرأسمالية في الساحة، رأى حقيقة الحياة. بلا شك، لبناء حياة اجتماعية والعيش معاً بحرية كل بكينونته، لا بد من وجود المعرفة. لذلك زاد من معرفته وطور نفسه على أساس حقيقة الإنسان، الحياة الحرة والمتساوية، جعل نفسه منظماً أكثر بطريقة اكثر معرفة، دخل في هذا الطريق وحاول تمثيلها وابتعد عن الموقف الأناني، نظم نفسه بطريقة أكثر وعياً وجعل نفسه القوة العملية لذلك الحين حيث يصبح النضال أكثر قوة ضد المؤامرة الدولية، ويصبح دعم ومساندة القائد، ويصبح النضال ضمن إطار الحرية الجسدية للقائد أكثر توسيعاً وقوة وتضعف السلطة بهذه الطريقة، بشكل عام أريد ان أقول؟ يجب على الإنسان أن يجري قليلاً بحثا عن أسلوب القائد تجاه المؤامرة، كيف أفشل القائد هذه المؤامرة، كيف استطاع أن يدافع عن روحه، ذهنيته ونفسه في منزل العدو؟ لو حاول الإنسان قليلاً يمكن أن يفهم حينها الموقف الذي يجب أن يمثله والذي سيظهر بطريقة لوحدها، وعلى هذا الأساس ازدادت الأبحاث على المؤامرة، أسلوب استقبال القائد أكثر بهذا يتغير موقف للإنسان، ويدخل الإنسان وقتها في موقف اكثر قوة ضد نظام الحداثة الرأسمالية، وفي اليوم الحالي هذا هو الشيء الذي نحتاجه، بلا شك نحن أقوياء من قبل، لقد ازداد عدد الأشخاص الذين يتخذون القائد كأساس لهم، يطالب الجميع في سياق حملة الحرية الجسدية العالمية في كافة انحاء العالم ومناطق مختلفة من العالم بالحرية الجسدية للقائد، وبهذا ازداد عدد الأشخاص الذين يرون يتخذونه قائداً لهم، وأصبح الشعب الكردي أكثر وعياً، واكثر فعالية، لقد ظهرت بين الكرد قوى الحداثة الرأسمالية، القتلة والخونة، وأصبح إذلالهم أكثر وضوحاً، وأصبحت حقيقتهم مفهومة أكثر، ولذلك هناك حاجة إلى جهد كبير، هناك حاجة إلى دراسة أعمق لموقف القائد، وفيما يتعلق بهذا هناك حاجة إلى تغييرات وتحولات جوهرية في الحياة، في أسلوب الحياة، إذا حدثت هذه الأمور، فإن المؤامرة التي أفشلها وهزمها القائد من قبل الأشخاص الموجودين في الخارج، تم إفشالها من قبلنا، بهذه الطريقة ستفشل المؤامرة من كافة النواحي، ثم سيختفي أمل السلطويين بالنجاح.