وأقيم المؤتمر في العاصمة الادارية الجديدة ليكون أول حدث تستضيفه العاصمة الجديدة، وتسلمت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة رئاسة المجلس الوزاري من نظيرتها من دولة بوركينافاسو التي تولت بلادها رئاسة الدورة السابعة.
وتعقد الدورة الثامنة تحت عنوان "الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فى ظل جائحة كوفيد – 19 وما بعدها"، بمشاركة وزيرات ووزراء من 57 دولة.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أهمية عقد هذه الدورة، مرحبة بالضيوف المشاركين ومعربة عن سعادتها باستضافة هذا الحدث الهام في مصر، ومؤكدة أن مصر لا طالما اعتمدت الاستقرار والتنمية والتعاون جزءًا أساسيا من سياستها الخارجية.
وقالت مرسي في كلمتها في افتتاح المؤتمر: نحن أمة تبني ولا تهدم لا تعادي ولا تعتدي، أصبحت مصر رمزًا لتحقيق الاستقرار والتنمية، واليوم ومن العاصمة الإدارية الجديدة نبني المستقبل للأجيال القادمة.
ولفتت إلى أن الرئيس المصري هو المساند الأول والداعم للمرأة المصرية والمدافع عن حقوقها إيمانا واقتناعًا أن تمكين المرأة واجب وطني، وترجم ذلك من خلال اهادء المرأة المصرية عهدًا ذهبيا يضمن عديد من الإنجازات عبر عديد من التشريعات المنصفة للمرأة وضمان الحماية الاجتماعية لها وتوفير سكن لائق لها ولأسرتها وتصميم برامج من شأنها تعزيز صحة المرأة.
وأكدت أن الرئيس المصري لعب دور ملهما للإرادة السياسية وما تلعبه من تغيير حقيقي في العمق ليصنع أجيال تؤمن بدور المرأة وتعمل على تفعيل دورها الإنساني.
كما عبرت عن شكر المجلس الوزاري لمصر لتحملها حصص المساهمة في منظمة المرأة للدول الأقل نموا التي انضمت للمنظمة أو لم تنضم وتنوي الانضمام.
وتطرقت للدور الذي توليه الدولة المصرية للمرأة عبر تعزيز مشاركتها السياسية والاقتصادية، ومواجهة العنف ضد المرأة إضافة إلى تعزيز حزمة من التشريعات والتعديلات التشيريعية، لافتة إلى أن مصر اتخذت حزمة من السياسات خلال الفترة الماضية وضعت مصر في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وغرب آسيا والدول العربية وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي كلمته قال يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن قضايا المرأة تشهد اهتماما منقطع النظير في المنظمة وفي المملكة السعودية التي تحتضن الامانة العامة للمنظمة وترأس مجلس المنظمة.
وأعرب العثيمين عن خالص العرفان والتقدير لمصر على استضافتها هذه الدورة، مؤكدا أن استضافة مصر لهذه الدورة بعد احتضانها للدورة الثانية عام 2008، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من التداعيات الناجمة عن تفشي وباء كورونا يعتبر دليلا على حرص جمهورية مصر العربية على تعزيز الأهداف الشاملة لمنظمة التعاون الإسلامي وتوطيد دعائم العمل الإسلامي المشترك في مجال تمكين المرأة والنهوض بها في المجالات كافة.
وعبر عن تقديره للرئيس عبدالفتاح السيسي للدعم الذي يوليه للمنظمة ولحضورة افتتاح المؤتمر، مؤكدا أن المرأة المصرية تحديدا خلال قيادته ستستطيع الحصول على الكثير من المميزات الإيجابية في مجال التمكين والتنمية.
وقال: "إن المرأة في مجتمعاتنا تعلق علينا آمال عريضة للخروج برؤية وسياسات تخدم المرأة وأهداف تمكينها والنهوض بها ونيل حقوقها المشروعة التي كفلها الإسلام المعتدل النقي الصافي".
وبدوره رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالوفود المشاركة في فعاليات المؤتمر، معبرا عن تقديره لاستضافة المؤتمر هنا في مصر، وبالأخص في العاصمة الإدارية الجديدة التي تعكس صورة مصر الحديثة ونهضتها وتؤكد بامتداد جمهوريتها الجديدة التي تتسع للجميع دون أي تمييز أو تفرقة وفي ظل مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة والمواطنة.
وأضاف الرئيس المصري " تتشرف مصر برئاسة الدورة الثامنة لمؤتمر وزراء المرأة لدول منظمة التعاون الاسلامي، وهو الأمر الذي يأتي ليؤكد مرة أخرى مدى الاهتمام الذي توريه مصر بالعمل على الارتقاء بالتعاون وتعزيز التضامن بين دول المنظمة، من أجل تحقيق نقلة نوعية في مختلف مجالات العمل ذات الصلة بقضايا المرأة في دولنا ومجتمعاتنا الإسلامية، وحرصًا على أن تواكب المنظمة التطورات المعاصرة التي يشهدها العالم من حولنا، يأتي اختيار موضوع الدورة الثامنة للمؤتمر وهو؛ الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين.. وتمكين المرأة في ظل جائحة كوفيد 19، وما بعدها".
وأوضح: "حرصت مصر ومن اللحظة الأولى عند وضع خطط عملها وسياساتها للتعامل مع هذه الجائحة على توجيه اهتمام خاص للحد من تداعياتها على المرأة ورصدت لهذا الهدف مخصصات واسعة إيمانًا بأن الاستثمار في الانسان يبقى هو الاستثمار الأهم وإدراكا لحقيقة أن المرأة تمثل إحدى أكثر الفئات تأثرًا عند وقوع مثل تلك الأزمات، حيث تجسد ذلك في تعزيز خدمات الحماية الاجتماعية للمرأة وتدعيم سبل حمايتها من العنف".
وأشار إلى أنه في هذا السياق استحدثت سياسات مالية واقتصادية جديدة وداعمة لسوق العمل من شأنها تدعيم تعزيز دور المرأة اقتصاديا وتوفير فرص عمل مناسبة للمرأة من العمالة غير المنتظمة إضافة إلى العمل بقوة في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية.
وأكد الرئيس المصري أنه "ورغم التقدم الملحوظ الذي حققته معظم دولنا في المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة إلا أننا ما زلنا نرى أن هناك الكثير من العمل في هذا المجال يمكن إنجازه حتى نحقق ما نصبو إليه جميعًا من حيث تتمتع المرأة بمكانتها اللائقة في مجتمعاتنا، إعمالا لقول نبي الرحمة: استوصوا بالنساء خيرا".
وقال الرئيس المصري: نحن اليوم أمام فرصة مهمة لطرح الصورة الحقيقية والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام وذلك عبر الارتقاء بتعاون دولنا في هذا المجال، وتسليط الضوء على انجازات الدول الأعضاء في دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات وحمايتها من العنف والتمييز، وغيرها من القضايا الرئيسية لتوضيح أن الدين الإسلامي أعطى للمرأة حقوقها منذ أكثر من ألف وربعمائة عام.
وأشار إلى أنه مع بدء عمل منظمة المرأة للدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي فإن هذا يشكل دفعة جديدة، لتكون أول منظمة متخصصة في إطار منظومة التعاون الإسلامي في مجال تعزيز وحماية حقوق المرأة والنهوض بها في مجتمعاتنا.
ودعا الدول التي لم تنضم بعد لمنظمة المرأة إلى الانضمام لها لتحقيق الطفرة المنشودة، ولفت إلى أن مصر ستركز خلال العامين القادمين في رئاستها للمؤتمر الواري للمرأة على ركيزتين، هما التمكين الاقتصادي للمرأة، مكافحة التداعيات السلبية للإرهاب والتطرف على المرأة.
وأكد في ختام كلمته "أن تمكين المرأة هو كلمة السر وراء بناء حضارة قوية يشار لها بالبنان، ووجبنا المخلص تجاه شعوبنا يحتم علينا منح المرأة الفرصة الكاملة للمشاركة في كافة هذه المجالات".