"90% من الحالات تعرضن للابتزاز الجنسي..و"الجنولوجيا" تخرجنا من شرنقة الحرب بين الجنسين"

كشفت فاتن صبحي القيادية في مبادرة جمع مؤنث سالم، أن المبادرة تتحدث عن حقوق الصحفيات ومشكلاتهن في العمل الصحفي والمؤسسات الصحفية، مبينة أنها تتبع علم المرأة (الجنولوجيا) والذي يعطي مسار تشاركي مع الرجل عكس فكرة "الفيمينست".

تعتبر المرأة هي عماد الحياة الإنسانية في جميع المجالات ومنها مجال الصحافة وحقوق المرأة أينما وجدت يوجد الابداع والعمل البناء، ولذلك حاورت وكالة فرات فاتن صبحي القيادية في مبادرة جمع مؤنث سالم، والتي تحدثت عن أهداف المبادرة ودفاعها عن حقوق الصحفيات ورأيها في علم المرأة (الجنولوجيا) والمرأة الكردية وإلى نص الحوار:

كيف بدأت مبادرة جمع مؤنث سالم؟

بدأت المبادرة معنية بحقوق الصحفيات ومن خلالها سينطلقون لمشاكل المرأة العاملة بشكل عام، سواء بالنسبة العدالة في جور الصحفيات والفارق في الأجور أو حقوق الصحفيات الأمهات، الترقيات وفرص العمل، وهو ما قامت عليه الصفحة، وعبر الصفحة جاءت شهادات أخرى لنساء عاملات.

ما هي أبرز مشكلات الصحفيات العاملات؟

الصحفيات عندهن مشكلات في سوق العمل لأن عدد الصحفيين أكبر من سوق العمل، ولكن الصحفيين بشكل عام يتعرضون الفرص المتاحة أقل بكثير من عدد الصحفيين، مما يسبب مشاكل في أجور الصحفيين وإتاحة الفرص، وبالنسبة للنوع الجندري، عادة ما يتم اختيار الصحفيين الذكور عن الصحفيات الإناث بسبب عدة عوامل وتوجد فجوة كبيرة في الأجور لعدم وجود سياسة واضحة للأجور، ووضعها على هوى القائم على المؤسسة، وعندما تبدأ الصحفية في الشكوى يقال لها ماذا ستفعلين بالأجر ولكن الصحفي الذكر يعول أسرة أو يريد أن يبني أسرة ولكن ينظرون إلى الصحفية أنها تنفق أجرها في أدوات التجميل، وتعاني الصحفيات من مشكلات في فرص الترقي والتدريب، ولذلك ستكون فرص رئاسة التحرير ورئاسة الأقسام تذهب إلى الصحفيين الرجال.

 هل يوجد تمييز مهني في المؤسسات الصحفية ضد الإناث؟

الملفات الحيوية والأهم تكون للصحفيين الرجال على حساب الصحفيات النساء وخاصة إذا كانت تغطية خارج المحافظة، بدعوى سلامة وتأمين الصحفية وأن تكلفة إقامتها تكون أعلى من الصحفي الذكر.

هل تواجه الصحفيات مشكلات في تعيينات النقابة من الصحف؟

تعيينات النقابة منحازة تجاه الرجال طول الوقت عندما يصفون الصحفيات قبل الصحفيين الرجال، وإذا الصحفية تمت خطبتها أو تزوجت وتوجد احتمالية أن تكون حامل وأم فتكون التعيينات الأولوية للرجال، لأنه يرى أن الصحفية ستتزوج ويمكن أن تصبح أم فستكون عبء على الصحيفة، ولن تستطيع أن تنزل في الأحداث الصعبة أو الخطرة.

كيف ترين مشكلات الأمهات الصحفيات؟

الشهادات التي جاءت أنها كانت أثناء الحمل تخفي حملها وتبذل مجهود أضعاف كي لا يتم التنكيل بها، رغم أنها تكون متعبة في تلك الفترة، الزميلة أمينة المهدي أنها عندما علمت صحيفتها بأنها حامل قاموا بنقل ساعات العمل إلى المساء وزادوا من ساعات عملها عن زملائها الرجال من أجل أن تترك الصحيفة.

هل توجد مشكلة في قبول المرأة المتزوجة في المؤسسات الصحفية؟

المرأة المتزوجة فرص قبولها صعبة، حمل ورعاية صغير ورعاية أسرة، وعندها مشكلة في التأخير خارج المنزل ستسبب لها مشاكل مع الزوج.

هل يتم معاملة الصحفية وفق للمظهر وليس لعملها الصحفي؟

لا يوجد معايير مهنية، لأن المرأة طوال الوقت في إعلانات العمل تجدها "مطلوب سيدة حسنة المظهر" فهي يتم اختيارها على هيئة موديل وأن تكون متفرغة وكون أنها متزوجة يكون عائق في طريقها للعمل، كما أن الأجور ترتبط بتقدير صاحب المكان، وتقريباً 9 حالات من كل 10 حالات تعرضن لعمليات الابتزاز الجنسي والتحرش والضغوط الجنسية من أجل التعيين والاستمرار في العمل.

ما هو الدور الذي تقوم به المبادرة من أجل الصحفيات؟

قمنا بعمليات الدعم النفسي سواء لقاءات جماعية على هيئة فضفضة أو لقاءات فردية وكما وفرنا دعم قانوني عبر التشبيك مع المؤسسات المعنية بذلك كامرأة عاملة لمن تحتاج لدعم قانوني حقيقي.

كيف ترين الفرق بين الجنولوجيا والفيمينيست؟

الفكرة ليست معركة من أفضل من الآخر أو المساواة كما ينادي بها "الفيمينست"، ولكن الفكرة في علم المرأة "الجنولوجي" هي العدالة ومن يبذل جهد بصرف النظر عن النوع هو من يستحق الفرصة ويستحق الراتب في مجال العمل، ولكن الفكرة ليست حرباً بين الرجل والمرأة، على سبيل المثال في العمل الصحفي الجميع سواء الصحفيين والصحفيات لا يحصلون على كامل حقوقهم، وأن علم المرأة "الجنولجي" والتشاركية أفضل من الدخول في شرنقة الحروب و"الخناقات" وإنما الجنولوجي سيؤدي للتفاهم ووصول لأرضية واحدة وهي فكرة العدالة للجميع.

كيف ترين نضال المرأة الكردية؟

المرأة الكردية أثبتت قدرة غير عادية خلال فترة الحرب السورية ومناهضة داعش، ويمكن أن نذكر مناضلات كرديات مثل ساكينة جانسز، إحدى المؤسسات لحزب العمال الكردستاني والتي مثلت أيقونة للنساء الكرديات وكانت حياتها مليئة بأنواع النضال منذ نعومة أظافرها.