النائبة المصرية شادية الجمل في لقاء مع ANF: المرأة المصرية تعيش أزهى عصورها.. ومصر تعافت وعادت لدورها الريادي

قالت النائبة شادية الجمل عضوة مجلس النواب المصري والبرلمان العربي إن المرأة المصرية تعيش الآن أزهى عصورها، وإنها وصلت إلى هرم السلطة في مصر وإنه يبقى على المرأة أن تدعم المرأة وتعزز من حضورها.

قالت النائبة شادية الجمل عضوة مجلس النواب المصري والبرلمان العربي، إن المرأة المصري تعيش في أزهى عصورها الآن في ظل ما وصلت إليه من تمثيل برلماني ومع وصولها إلى القضاء في كافة درجاته، إضافة إلى مختلف الأدوار التشريعية والسياسية والرقابية التي تقوم بها.

وأكدت الجمل في حوار مع وكالة فرات للأنباء ANF على هامش الاجتماعات التحضيرية لجلسة البرلمان العربي التي تُعقد بمقر الجامعة العربية غدًا، أن اتخاذ القيادة السياسية لقرار أن يكون أول حدث يقام في العاصمة الإدارية الجديدة يخص المرأة، بمثابة إعادة تأكيد على أهمية دور المرأة ومحوريته.

وأشارت الجمل إلى أن المرأة العربية خاصة في الدول التي تشهد حروب وصراعات تعيش أزمة حقيقية تحتاج موقف ودعم إقليمي ودولي كبير.

كما تطرقت إلى الأداء السياسي المصري خاصة في ملف السياسة الخارجية وما حققته مصر من نجاحات في السياق، وكذلك إلى الرؤوية المصرية في التعامل مع ملف سد النهضة فإلى نص الحوار: - 

** تعيش المرأة المصرية في هذه الفترة حالة فارقة في كافة المجالات.. كيف تقييمن وضع المرأة المصرية الآن؟ 

المرأة المصرية في أزهى عصورها، نسبة تمثيل المرأة الآن في البرلمان المصري  ٢٥٪ ونسبة تمثيلها في مجلس الشيوخ حوالي ١٠٪ وهذا أمر يعتبر بمثابة صعود وضح وكبير على هرم التشريعات، فأنت اليوم صاحبة قرار.. والقرار الذي يُتخذ في كل التشريعات الخاصة بالمجتمع تشاركي فيها في صنع القرار، فأعتقد هذا يعد اكتساب جيد جدًا للمرأة؟

هذا إلى جانب أن المرأة المصرية أصبح لها دور في المحكمة كقاضٍ، وحتى في مجلس الدولة الذي كان في السابق خط أحمر أمام المرأة، فباتت المرأة قاضية ومتواجدة في القضاء المصري بتدرجاته. وأنت اليوم بهذا دمجت بين الدور السياسي والدور القضائي والتشريعي، وهذه من أقوى الأمور التي تعتبر على هرم الدولة.. تمكنت منها المرأة المصرية إلى جانب كل الكفاءات النسائية اليوم، واللاتي طرقن أبواب السياسة، والحركة الدؤوبة المميزة الحاصلة لإعداد الكوادر الشبابية في مشروع رئاسة الجمهورية تحت رعاية رئيس الجمهورية، أعطى دفعة قوية للشباب من الجنسين وخاصة الفتيات لاندماجهم في العمل وتدريبهم وثقلهم اجتماعيا وسياسيا وحكوميا ووظيفيا.

وأعتقد أننا اليوم أمام مكسب واضح للمرأة في مصر لن ترى المرأة المصرية الآن إلا وهي تمارس دورها وتنال كافة مكتسباتها وأتمنى أن يتم الحفاظ على هذه المكتسبات بأداء المرأة وبأن تعلو إلى مستوى المسؤولية التي نالتها في هذا التوقيت.

**كافة الأنظار توجه للعاصمة الإدارية الجديدة والتي ستمثل بالنسبة لمصر نقلة حضارية جديدة بطابع حداثي، تابعنا مؤخرًا أن أول حدث عالمي ستستضيفه العاصمة الجديدة سيكون خلال الشهر القادم والمرأة محوره، وهو المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة بحضور ممثلين عن ٥٧ دولة، ما دلالة هذا الملمح أيضًا؟ 

هذا أيضًا تأكيد على ما سبق أن قلته، فمصر أصبحت دولة تعطي المرأة حقها بشكل منصف، وهذا ما كفله لها الدستور، وكذلك فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي شعر من البداية، ومنذ ثورة ٣٠ يونيو كيف أن دور المرأة كان أقوى ومدى خوفها على بلدها وكانت هي المحرك الأساسي في هذه الثورة، دفعت بابنائها وزوجها والمجتمع كله فكان لهن دور قوي وغاية في الأهمية فيها.

وأعتقد أنك بالتأكيد كامرأة أنقذت بلدك من تهديد شاهدتيه على مستوى الدول من حولك والتي تعيش انهيارًا ودمارًا فكان هذا بمثابة حق اقتنع به رئيس الجمهورية وأردا أيضًا أن يعوضه للمرأة المصرية وأعتقد أنه الآن يستكمل الطريق فأن يعقد مؤتمر كهذا فإذا كان دليل كبير على أن مصر تعطي رسالة بالغة الأهمية بذلك وتؤكد أن مسيرتها في سياق الحراك الدولي باتت واضحة ومؤثرة وأن المرأة على رأس الأولويات.

** مع هذا ما الذي ينقص المرأة المصرية الآن بعد ما تحقق على الأرض لها؟

ينقص المرأة المصرية أن تقتنع بالمرأة المصرية وتدفعها إلى الأمام.

** الأزمة في المرأة إذًا؟

ما نقوله إن المرأة عليها دور تجاه بنات جنسها وهذا الدور سيشكل نقلة نوعية كبيرة. 

** ماذا عن المرأة العربية أيضًا وأنت عضوة في البرلمان العربي بما يمثله من كيان تشريعي لدول الإقليم؟

المرأة العربية تختلف أوضاعها من بلد لآخر، ومن مكانة إلى أخرى، ونحن نشفق على المرأة في بعض الدول حيث عانت من الحروب وقسوتها في كثير من الدول العربية، فحتى الآن على سبيل المثال العراق لم تستقر وبالتالي كل هذا مردود على المرأة على الأم، على عمود المنزل، وكذلك سوريا، ليبيا، اليمن، فلسطين.

الوضع بالنسبة للمرأة العربية به الكثير ونتمنى أن تكون هناك رؤية أو نظرة من حقوق الإنسان للمرأة العربية فيما تعاني منه حاليًا.

أيضًا من بين أبرز ملامح النضال تأتي المرأة الفلسطينية التي أقول لها: اصمدي واصمدي، وستبقى القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهي خط النار الأساسي للمحافظة على مجتمعاتنا الإسلامية والمسيحية، وأرفع القبعة للمرأة الفلسطينية وأعظم دورها.

أيضا المرأة الكردية وأؤكد أن الكرد إذا حموا فهم يحموا عرضهم وشرفهم وهذا شيء ليس جديد عليهن. ودائما المرأة هي السبّاقة في الحفاظ على دولها. وأعتقد أن المرأة العربية لديها الكثير والكثير. فالمرأة والأم والدولة لا ينفرق ثلاثتهم عن بعضهم في الحماية.

** سياسيًا تشهد مصر حالة من التغير السياسي الواضح خاصة في سياستها الخارجية وسط النجاحات الكبيرة التي حققتها ما تقييمك لذلك أيضًا؟

على الصعيد السياسي والدولي أنا كنت أقول قبل قليل إن مصر عادت للكيان العربي والدولي بالقوة التي كانت تمثلها، فمصر تعافت، وهي آخذة في التعافي وتعود لممارسة دورها الريادي وأعتقد أن دورها كان بارز وقوي مس الوجدان بالقرار الذي تابعناه فيما يخص فلسطين بفتح المعبر ونقل الجرحى الفلسطينيين بعربات اسعاف مصرية وأيضًا قرار المساعدة الخاص بإعمار غزة، ونحن نؤكد على إعمار غزة ولسنا نؤكد لا على نواحي مادية ولا غيرها بقدر ما نقول بإعادة غزة إلى سابق عهدها كإعمار يمس بالمقام الأول المواطن هناك، بل وبأياد مصرية وبخامات مصرية لإعادة غزة لسابق وضعها.

** لمصر أيضا دور مهم في تهدئة الأوضاع في ليبيا والتي بدأت السير في سياقها بعد إعلان الرئيس السيسي الخط الأحمر (سرت- الجفرة) ما تقييمك للموقف المصري تجاه ليبيا أيضًا؟

ليبيا بالنسبة لمصر أمن قومي، وأعتقد أنه كان هناك دور كبير، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي بأننا لا نقتحم دول ولا نتدخل في سياساتها ولا نتدخل فيها، لكننا لن نقبل بتقسيم ليبيا كما تم سابقا في السودان، ولن نقبل بأن تكون وهي دولة جوار، بالمقاتلين الأجانب والمرتزقة فيها، فالليبيون هم أصحاب الأرض والقادرين على التوافق الوطني للوصول إلى الحفاظ على ليبيا لأن أي بلد الآن تتدخل فيها العناصر الغربية والمستهدفة لثرواتها. وليبيا بالفعل مستهدفة لنفطها وثرواتها. وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد ليبيا تغييرا كبيرا، ومصر أيضا لن تترك ليبيا إلا مع تعافيها وهي على يقين أن الشعب الليبي هو دائمًا صاحب القرار والسلطة على بلاده وعلى مقدراتها.

** ماذا بشأن سد النهضة الإثيوبي.. يبدو أن الأمر يزداد تعقيدًا ولكن رغم ذلك تواصل مصر ممارساتها الدبلوماسية.. مؤخرًا كان التوجه إلى مجلس الأمن.. فماذا بعد؟ 

فيما يخص سد النهضة فأعتقد أن سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهوري، هي سياسة النفس الطويل التي أبهرت العالم كله وهو مازال حتى اللحظة يتعامل بها رغم ضغط شعبه عليه، لكن هو له رؤية بعيدة وذات مواقف تحسب له لتحمله ما يتم داخل السد الإثيوبي هي أرض مصرية سودانية، وكلنا في الأخير يعلم من يقف وراء إثيوبيا وهو واضح وظاهر، وأعتقد أن الجانب الصهيوني يسعى بكل السبل إلى ضعف وتعجيز مصر وهذا لن يحدث.

** الثقافة وُضعت في مصر على رأس هرم الاهتمامات ورأينا الرئيس لأول مرة يتحدث عن الثقافة في مشهد لم نره من قبل، كذلك تابع العالم بأسره احتفالية عالمية وقت نقل المومياوات الملكية.. مصر تتغير سياستها أيضا في هذا السياق وتُعلي من دور وقيمة قوتها الناعمة؟

أعتقد أن يوم الاحتفالية كان يوم للوطنية المصرية، والرئيس يفاجئنا كل يوم بشيء يرفع من شأن مصر، كان مشهد يوم نقل المومياوات وافتتاح متحف الحضارة شيء يفخر به كل مصري وعربي على مستوى العالم، يليه أيضًا موقف الرئيس من فلسطين وهو الموقف الذي لم يتوقف العالم عن الحديث عنه وذلك رغم الظروف التي تمر بها الدولة المصرية وكذلك جائحة كورونا التي أثرت على العالم بأسره لكن فوجئ العالم وإضافة للموقف السياسي المصري المهم في هذا السياق، فوجئ بإعلان الرئيس التبرع بـ٥٥٠ مليون جنيه لإعمار غزة.. مصر أيضاً شامخة، وتقوم بسياسة مميزة على كافة المجالات.

** شغلتي عضوية البرلمان العربي لدورتين متتاليتين.. فمن ضوء ذلك كيف تقييمين الأداء في البرلمان العربي.. يبدو أن هناك تطور مستمر ومتسارع في أداءه؟ 

الحقيقة أن رئيس البرلمان عادل العسومي له نهجه، وكل رئيس وقيادة للبرلمان لها طموحتها ونهجها الذي تعمل عليه، ولكن العسومي هو قادم بفكر جديد ورؤية جديدة.. أعطى للمرأة حقها في الإعداد لمؤتمر للمرأة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية، كذلك في تشريعاته وغيرها من الأمور التي يمر بها البرلمان العربي في مواقفه وقياداته القوية لمساندة الدول، فعلى سبيل المثال سبق اتخاذ قرار من قبل البرلمان بمساندة مصر في موضوع السد الإثيوبي، وأخذنا قرار بمساندة الرئيس السيسي في موضوع ليبيا، وما زلنا نواصل جهودنا لتأييد الدول، وأيضا هناك على خريطة البرلمان العربي في جلسته غدًا جلسة خاصة بالشقيقة المغرب وتأكيد تضامن معها وتأكيد على عدم المساس بشؤونها، وكذلك قضية فلسطين فهناك لجنة مخصصة لها.