بعد الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين ، حُرمت المرأة في عفرين من كافة حقوقها التي كانت تتمتع بها في ظل الإدارة الذاتية ، حيث أدت الحرب في عفرين إلى أضرار وسوء في المعاملة، حيث تم ممارسة العنف المباشر والمتمثل بالقتل والاغتصاب والإتجار بالنساء والاختطاف حيث بلغ عدد النساء المختطفات في عفرين اكثر من 1000 امرأة في أخر احصائية أجريت من قبل منظمة حقوق الأنسان عفرين – سوريا وقتلت أكثر من 100 بينهن 10 حالات انتحار واغتصاب واعتداء جنسي 74 حالة ، والعنف الغير مباشر المتمثل بانخفاض المستوى التعليمي و زواج القاصرات ، وإصدار احكام تعسفية بحق 9 نساء في عفرين وهذا يدل على ارتكاب الدولة التركية المحتلة إبادة ثقافية بحق المرأة ، وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للإنباء لقاءاً مع الادارية لهيئة المرأة في مقاطعة عفرين والشهباء امينة ملا والتي تحدثت في البداية عن وضع المرأة في عفرين قبل الاحتلال قائلة ، مع اعلان الإدارة الذاتية في عفرين بدأت اللجان والمؤسسات بتنظيم انفسهم وادى ذلك الى توسع تنظيم المرأة في شمال وشرق سوريا وكان على أساس تفعيل دور المرأة في المجتمع الرجعي المتسلط الرجولي وبذلك كان للمرأة دور مهم في مدينة عفرين والتي تحتوي على جميع المكونات من خلال تفعيل مؤسسات نسوية وحركة المرأة وتنظيم المرأة العسكرية لحماية الأرض والنساء وعرفت المرأة في عفرين بأنها ذات شأن في المجتمع واستطاعت هذه المؤسسات تنظيم كافة النساء وتوعية ومساندة المرأة العفرينية وشكلت النساء في عفرين أكثر فئات المجتمع تنظيماً، حيث كسرت المرأة العفرينية الذهنية السلطوية وعاشت عصر الانفتاح .
"الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها انتهكوا جسد المرأة بكافة الاشكال"
وتابعت أمينة حديثها بالقول وفي 20 كانون الثاني 2018 شنت دولة الاحتلال التركي بقيادة اردوغان هجوماً احتلالياً على مدينة عفرين وبعد احتلال مدينة عفرين مارست دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها اشد انواع التعذيب بحق سكان مدينة عفرين وكان النصيب الاكبر من الانتهاكات بحق نساء عفرين اللواتي يتعرضن للعنف منذ ستة أعوام وحتى الأن من الخطف والقتل والاغتصاب، ورأينا كيف قامت مرتزقة الاحتلال التركي بالتنكيل بجسد الشهيدة بارين كوباني اثناء شن الهجوم على مدينة عفرين واستخدام كافة اشكال التعذيب، فعندما نرى الانتهاكات التي تمارس بحق المرأة نرى حقد المرتزقة ودولة الاحتلال التركي تجاه النساء الكرديات اللواتي وصلنا الى اعلى المستويات، نرى الان الكثير من النساء اللواتي تم احتجازهن في مراكز الاحتجاز في مدينة عفرين والكثير من النساء اللواتي وصلنا الى حد الانتحار بسبب أساليب التعذيب التي تمارس بحق المرأة من التعذيب النفسي والجسدي وانتهاك لجسد المرأة فالكثير من الحالات التي تم توثيقها والكثير من الحالات لم يتم توثقيها خوفاً من المرتزقة وخوفاً من العائلة التي ترى بأن (الشرف) متعلق بجسد المرأة .
الدول المهيمنة تستعمر جسد المرأة ، وفكر القائد يناهضها
وأضافت أمينة في حديثها بالقول " مع احتلال مدينة عفرين واستهداف المرأة تتوضح للجميع الذهنية السلطوية والوحشية وذهنية الدول المهيمنة والرأسمالية التي تستعمر جسد المرأة من أجل الاستفادة منها فهنا نرى بأن الحرب التي تدور الان واستهداف المرأة الكردية والقيادية التي قادت ثورة روجافا وحررت النساء هي حرب ايديولوجية فالقائد عبدالله اوجلان وايديولوجية تحرير المرأة الذي قدمها القائد حررت كافة النساء، وايديولوجية الامة الديمقراطية التي تحوي بداخلها التعايش المشترك اخوة الشعوب وتقبل كافة الآراء ومن اجل ذلك دائماً سنشهد حروب.
وأنهت الادارية لهيئة المرأة لمقاطعة عفرين والشهباء امينة ملا حديثها بالقول " احتلال مدينة عفرين هي مؤامرة دولية شاركت فيها جميع دول العالم من خلال التزامهم بالصمت، واستمرار الانتهاكات في عفرين وخاصة بحق المرأة هي ايضاً مؤامرة من خلال التزام المنظمات الحقوقية والانسانية والمنظمات النسوية الصمت والتي سمحت لتركيا والمرتزقة التابعة لها بارتكاب المجازر والابادة بحق عفرين وسكانها وخاصة المرأة.