قامت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية KJK جيدم دوغو بتقييم أيديولوجية تحرير المرأة والجماليات في برنامج Xwebûn الذي تم بثه على قناة Jin TV.
وأجابت جيدم دوغو على أسئلة الصحفية أرجين بايسال.
كيف يقيم النظام الرأسمالي الذي يهيمن عليه الذكور علم الجمال؟
سؤالك هذا مهم وحيوي جداً، أريد أن أقول هذا كإجابة، للنظام الرأسمالي بعض العوامل الأساسية، لقد قلنا في الفصل السابق، أن النساء، وخاصة في أوروبا الغربية، تعرضن للعديد من المجازر، وحرق الساحرات يعتبر عاملاً أساسياً لهذه التسمية، ومع ذلك، هناك عامل مهم آخر وهو فهم الذهنية التعصب العلماني والفهم الوضعي، فخلال العلميّة؛ بدلاً من اتباع نهج شمولي في التعامل مع المجتمعات الطبيعية، فإنها تتبع أسلوباً يجزئ الواقع، ولكي يعبر عن واقع ما يمزقه إلى أجزاء من أجل تحليله بشكل أفضل وكشف الحقيقة؛ أصبحت هذه العقلية المتعصبة علمانياً منهجاً أساسياً للنظام الرأسمالي بسياساته ضد المجتمع وتجاه المرأة، ونحن نحاول التغلب على هذا النظام، نقول إنه يجب علينا أولاً التغلب على هذا المنهج المتعصب علمانياً، لأنه بقدر ما لم نستطع تجاوزه، بقدر ما لن نتمكن من تجاوز الحدود التي رسمها، لماذا ذلك مهم أو ما علاقته بموضوعنا؟ مما لا شك فيه أن السلطة التي يهيمن عليها الذكور مزقت كل شيء منذ اليوم الأول الذي تطورت فيه، فمثلاً قلنا؛ المرأة والمجتمع والأخلاق ثالوث أساسي، لكن حين تطور النظام الأبوي؛ تم سجن المرأة في المنزل واستبعادها عن المجتمع، لقد جعلت الرأسمالية أسلوب القوة هذا الذي يدمر كل شيء أكثر تعصباً، وهو يقوم حالياً بهذه المهمة بشكل احترافي، لقد انشقّ المجتمع عن الفرد، هناك محاولات للفصل التام بين المجتمع والأخلاق، لم يتحقق بالكامل بعد ونحن نناضل من أجل ذلك، إنهم يحاولون فصل المرأة تماماً عن المجتمع والأخلاق، هناك حقيقة من حقائق الحياة تحاول تحطيمها، وعندما ننظر إلى الأخلاقيات وعلم الجمال في مقاربة النظام الرأسمالي، نرى أنهما منقسمتان أيضاً، فالأخلاق والجماليات - كما ذكرنا في شروحنا السابقة - تمثلان تكاملاً لا ينفصل، فوحدتهما تخلق جمالاً رائعاً وقيماً ذو معنى ويرفع قيمة الإنسان، والعكس يكشف الشر والقبح، نحن نشهد حالياً مثل هذه العملية، وخاصةً، أن النقطة التي تُهاجم ويُحاول إضعافها هي البنية الأخلاقية للمجتمع، هذا هو المكان الذي تظهر فيه الحرب الخاصة أكثر من غيرها، لا يستطيع الفرد حالياً أن يستمد القوة من مجتمعه، هذه هي الفردية، الليبرالية، فيها يعيش الفرد في منافسة شديدة، وطمع في المال والحياة المريحة والجميلة مع السيارات الفارهة، هناك واقع للفرد الإنساني مسجون في مُثُل الحياة البسيطة، لكن في المقابل عندما ننظر إلى المجتمع؛ فإن المجتمع لا يستطيع التعايش مع ثقافته الخاصة، ولغته الخاصة، وديناميكياته الخاصة، واقتصاده الخاص ودفاعه عن النفس، وسياساته الصحية الخاصة، وأجهزته التعليمية الخاصة، ولا يكتسب الفرد القوة من هكذا مجتمع، على أي حال ذلك لم يعد موجوداً، بل هناك دولة قومية، هناك دولة، هناك قوة، هناك هيمنة ذكورية، ومن ناحية أخرى، هناك واقع المجتمع الذي تم إضعافه وضاقت مساحته، لقد قاموا بالفعل بتضييق الخناق على الأخلاق وربطوها بالنساء، فمثلا حصروا العلاقة بين المرأة والرجل وسموها الشرف، رغم أنها تتضمن كل شيء بدءاً من السرقة والمجازر والاغتصاب والتحرش والاستغلال الجنسي واستغلال عمالة الأطفال، وتعد الهوية الوطنية والثقافية الشعبية أيضاً عنصراً أساسياً جداً في الاخلاق والشرف، وتمثل قدرة الشخص على التحدث بلغته جانباً مهماً جداً في بنيته الأخلاقية، ماذا تفعل الرأسمالية؟ تحاول سحقها مثل الأسطوانة، إنها تقضي على كل شيء اسمه اختلاف، تشير الأخلاق أيضاً إلى التنوع الثقافي، إنها لم تترك شيئاً اسمه اختلاف، بل جعلت كل شيء متجانساً، روبوتات للرأسمالية وتقنينها لكل شيء، والانتقال إلى الإنتاج المصنعي والتصنيع، وتحويل كل شيء مادي وروحي إلى نقود؛ كل هذه الأمور تشجع على اللا أخلاقيات، وبهذه الطريقة، يعزلون النساء ويطرحون المغالطة القائلة بأن "المرأة حرة"، لا يمكن لأي إنسان أن يكون حراً بمفرده، الأمر لا يقتصر فقط على المرأة، لكن هذه الوحدة تفرض على المرأة أكثر وبالتالي تجعل المرأة ضعيفة الإرادة.
هذه الحرية شكلية...
كما تقدم الرأسمالية الغربية هذه الهوية الأنثوية، التي تتطور داخل بنيتها الاجتماعية الخاصة، كنوع مثالي وحديث للمرأة، ولكننا نعلم أنه لا توجد حرية هنا، إذا نظرنا إلى الإحصائيات، نجد أن نسب العنف والاغتصاب والانتحار وقتل النساء مرتفعة جداً في الشرق الأوسط، ولكنها أكثر في المجتمعات الغربية في أوروبا وأمريكا، وهؤلاء النساء، اللاتي يتم تقديمهن على أنهن أحرار، يعانين أيضاً من تفكك رهيب داخل هذا النظام، فعواطفها وأفكارها وجسدها وكل شيء محطم، هناك تجزيء يفرض على جسد المرأة ويعتبره سلعة، هناك تحول خطير هنا، فهناك انحراف عن الأخلاق والابتعاد عن المجتمع، لقد أصبحت هيمنة الذكور وحشية الآن، العلاقة بين الرجل والمرأة تعبر أيضاً عن التوازن، الدولة، النظام الإمبريالي، هيمنة الذكور أصبحت أقوى؛ ومن ناحية أخرى، يتم إضعاف المجتمع إلى أقصى الحدود، إنه يترك أعزلاً، جاهلاً، بعيداً عن الصحة وتواجه النساء ذلك ايضاً، فتظهر فجوة خطيرة، إنها مسألة أن تتوقف الحياة تماماً عن أن تكون حياة، يقول القائد؛ "القضية الاجتماعية الرئيسية هي أن الحياة لم تعد حياة، إنها إزالة المجتمع من تنشئته"، هذه ملاحظة مهمة حقا، وهذه الملاحظة ينبغي أن يؤلف عليها مئات الكتب، كيف تمكن النظام الرأسمالي، العقل الذكوري المهيمن، العقل الرأسمالي من تحقيق ذلك؟ لقد تطور العلم كثيراً، وهناك مستوى هائل من المعرفة، لكن المعرفة ابتعدت عن الأخلاق وعن المعنى الحقيقي للجماليات، كما أن الجمال متأصل داخل الفرد والمجتمع، وهناك دائماً بحث عن الجمال والحب، وهذا البحث مهم وذو مغزى، ويستخدمه النظام الرأسمالي لأنه يمر بأزمة عميقة ولم يعد لديه أي قيمة ليحتفظ بها، وإلا فكيف سيقنع المجتمعات؟ ولا يمكن قمع الناس والمجتمع أو إضعافهم بذلك فقط بل هناك بعض الألعاب العقلية، هناك أبعاد كثيرة هنا، هناك انتقال من سياسات القمع إلى الحرب الخاصة... إن أحد جوانبها الأساسية هو استخدامها للجماليات، الأخلاق والجماليات هما جانبان لعملة واحدة، ولكن النظام يستخدم الجماليات ضد الأخلاق، هناك استراتيجية لاستخدام الجمال ضد أخلاق المجتمع، ضد جمال المرأة، ضد سلامة الحياة، ويتم تطوير العديد من عمليات الإدراك على هذا الأساس، فمثلاً الصناعة التي تحقق أكبر قدر من المال هي صناعة الأسلحة ومستحضرات التجميل، لديها سوق ضخمة، لقد بدأت الأسلحة بالفعل في تحويل المجتمع إلى لا مجتمع من خلال الحرب والهجرة والقمع، إذا كانت هناك حرب في مكان ما، فهناك سرقة ونهب وسلب ومجازر للنساء وهجرة وكل شيء، هناك الكثير من القضايا الأخلاقية التي تخلقها هذه الحرب، ولكن هذا هو المجال الذي يحقق أكبر قدر من الربح، لذا فإن الحرب سوف تستمر، والمجال الآخر هو مجال الجمالية.
تستغل الجمال في هجومها..
إنها تهاجم بالجماليات وتستخدمها كسلاح، ولهذا السبب من المهم جداً أن نقوم، كحركات نسائية، بحل هذه القضية قليلاً، كما أنها مهمة كثورة اجتماعية.
كنت أود أن أسأل عن ذلك؛ إن الجماليات تقتصر على هذا الأمر فقط، لكنني أريد القول أنه أمر مزعج جداً.
إنها أداة حرب، لا يمكننا النظر إليها ببراءة، تحاول المرأة أن تصبح جميلة؛ فتضع مستحضرات التجميل.. يتم إجراء عمليات جراحية تجميلية، ويتم وضع معايير لجسد الأنثى، في بعض الأحيان قالوا؛ يجب أن تكون قياسات جسد الأنثى 90-60-90، وفيما بعد قالوا "الجسد البرونزي"، وما إلى ذلك، ولكن ما الذي يهمك، أليس الجمال شيئاً ثقافياً، لماذا يتدخل النظام في هذا كثيرا؟ لأن هناك عملية في ذلك، النساء في جميع أنحاء العالم يتسابقن ليصبحن جميلات، الآن الأمر ذاته ينطبق على الرجال، لقد تم إنشاء سوق مماثل للرجال أيضاً، يتم تضمين النشاط الجنسي أيضاً في ذلك، إن كان الرجل والمرأة مشغولين بجسديهما كثيراً؛ كيف سيفكران بالمعنى، كيف سيفكران بحريتهما، كيف سيفهمان أن نظام الهيمنة الذكورية يفعل ذلك؟ هناك حرب ضخمة، هناك شيء مثل التخدير في المستشفيات، تذهب إلى المستشفى، وتكون مصاباً بمرض، تخضع لعملية جراحية؛ فيعطون المخدر أولاً، أي أنك تُخدّر، الآن، مفهوم التخدير هذا أيضاً مفهوم ناشئ عن مفهوم الجماليات، عندما تضع لاحقة سلبية أمام الجماليات، فهذا يعني حالة "عدم الشعور"، هذه هي الطريقة التي يتم استخدامها في الطب، دعونا نفكر في الجماليات كإبرة، إن جماليات النظام الرأسمالي الفارغة والمجزأة تضرب الناس مثل الإبرة وتخدرهم، إنها تحول الإدراك إلى عدم الإدراك، هناك عملية معقدة وسرية على النساء، إنهم يحولون مثل هذا الميل الداخلي وهذه الطبيعة إلى روبوت فارغ عن طريق إفراغه من كل محتوياته، إنهم يخلقون الجمال في المظهر، هل ذلك جمال بالفعل؟ أنت هكذا نظام لا يملك قيماً أخلاقية، ولا وعي، وليس لديك خلفية تاريخية أو منظور اجتماعي أو فلسفة.
إنها حرب ضد أن تكون ذاتك
بالتأكيد، أنت لست ذاتك هناك، هناك تصبحين امرأة بناها النظام، الرجال يحبون النساء بمقاسات 90-60-90 أو الجسد البرونزي، وأنتِ تقولين على الفور، إذاً يجب أن يكون جسدي ضمن المقاييس، فليكن جسدي ضمن معايير ذوق المجتمع وليس معايير ذوقي الخاصة، هناك من يوجهني، يقولون يجب أن تكون حواجبها هكذا، ويجب أن تكون عيناها هكذا، ويجب أن يكون أنفها هكذا، وأن يكون جسدها هكذا، يتم بناء نمط واحد، ويفعلون هذا تحت ما يسمونه بالاختلاف، الكذبة الأكثر استخداماً في الإعلانات هي "كن مختلفاً، كن متجدداً"، ولكن عندما ينظر المرء بحق، لا يجد اختلاف، هناك معيار خاص، جميعهم يزنون نفس الوزن، ويرتدون نفس الملابس، ولهم نفس شكل الأنف، وإذا نظرنا حولنا نجد إن كل شخص أجرى عملية جراحية للأنف، كل شخص لديه نفس شكل الأنف، لماذا يجب أن يكون هو نفسه؟ كما يقولون في المجتمع، خلقه الله بهذه الطريقة، إنه الجمال الطبيعي، إنه في الواقع الأجمل، لماذا عليك تغييره؟ لماذا تسلم جسدك للرأسمالية إلى هذا الحد؟ إنه شيء يؤثر أيضاً على الصحة، تموت النساء أثناء محاولتهن إنقاص الوزن، بعضهم يموتون بسبب العمليات الجراحية، وحتى لو لم يموتوا، فإنهم يعانون، هناك أيضاً هجوم خطير على صحة المرأة.
هذا هو انطباعي، أعتقد أن الفهم المشوه للجمال الذي ذكرته يتعمق أكثر في الشرق الأوسط.
في الواقع، إنه عميق جداً في الغرب أيضاً، لكن الشعوب الغربية تعرفت على الرأسمالية بشكل أسرع، هذا هو تعليقي الشخصي، إنها مسألة تحتاج إلى مناقشة، لقد بدأت المرأة الغربية في التعرف بشكل أفضل على واقع هذه الصناعة والأضرار التي تسببها، ولكن هذه السوق منتشرة هناك أيضاً بشكل كبير.
نعم، ولكن يتم تنفيذها كسياسة خاصة في الشرق الأوسط.
لأن الشرق الأوسط منطقة لا يمكن الاستيلاء عليها أو السيطرة عليها بالكامل، فإن سياسة "استهدف النساء أولاً، واسلبها ارادتها "، هي سياسة إمبريالية استراتيجيتها تقول: "دعونا نخرج هذه المرأة الشرق أوسطية عن مسارها ونسحبها إلى الخط الرأسمالي"؛ ثم هناك بالتأكيد استراتيجية يمكننا من خلالها تحويل المجتمع كله إلى الرأسمالية، وفي هذا الصدد يعتبر الاستشراق والتقليد من النقاط المهمة التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط، هناك استهداف إعلاني مكثف وعمليات نشر من خلال المنظمات المدنية، هناك استهداف من تحت الطاولات ومن خلال وسائل الإعلام ايضاً، فعلى سبيل المثال، تتم مشاهدة المسلسلات التلفزيونية كثيراً في الشرق الأوسط، لقد اخترقت شبكة الإنترنت كل مكان، يتم إنشاء نمط معين للنساء، تبحث نساء الشرق الأوسط أيضاً، وكل شخص يبحث؛ عن نمطه الخاص المثالي، لكن في عملية البحث هذه تحاول الرأسمالية ترسيخ نفسها، لقد تم انشاء سوق جدية ويتم تشجيعها، نرى ذلك حتى في المرأة المحجبة، يحاول النظام ترسيخ نموذج المرأة الرأسمالية بطرق مختلفة في كل منها، هذه عملية خطيرة، المرأة مخدرة هنا، امرأة جميلة؛ يحدد لها نمط شعر ولباس ونوع حذاء وما إلى ذلك من خلال بعض البرامج؛ مثل برامج الموضة، هناك يتم تقييم كل شيء، من حقيبتها إلى حذائها، ومن مكياجها إلى شعرها، وهذا يخلق مقياساً معيناً.
إنه لأمر غريب جداً أن النساء اللاتي يعشن في بلدان مختلفة في العالم كله يرتدين نفس الأحذية ونفس الملابس، لقد أصبح عالم المنتجات نوعاً واحداً في العالم، وذلك كله مرتبط بهذا الأمر.
نحن نعبر عن الفاشية بالعديد من المفاهيم السياسية، إن أحد تعريفات الفاشية هي الموضة، الموضة بهذا النمط. لدى الشعب الكردي أسلوب ملابس فريد وخاص به، عندما تراه في مكان ما، تقول هذا كردي، إنها مثل الهوية، إنه هيكل ثقافي، إنه جميل، لكن عندما تجعله موضة في جميع أنحاء العالم، كأن تجعل السكان الأصليين كالأفارقة مثلاً يرتدون الملابس الكردية؛ أي أن تحاول أن تصنّع وفقاً للموضة؛ فإن ذلك سيتحول إلى فاشية، قد لا يكون ذلك بالقوة أو بالسلاح، لكن الجمال يفرض كسلاح، قد يبدو أنها تقدم خيارات مختلفة، لكن هذا أيضاً يمثل فاشية وتجانساً، فحيث يوجد التماثل، لا توجد حرية، إنها تسمى الليبرالية، لكن الليبرالية هي التحررية، أقول هذا باعتباره الجذر الاشتقاقي لليبرالية.
تم إفراغ داخله أيضاً
عندما ننظر إلى جذر المفهوم، فهو بالتأكيد ليس حراً، لا ينبغي لنا حتى أن نسمي النظام الرأسمالي ليبرالياً، إنه نظام فاشي بالكامل، ويفعل هذا بشكل خاص بحق النساء، ويفعله بحق الرجال وحتى الأطفال، في الوقت الحاضر، تتصرف الفتيات مثل النساء البالغات في سن مبكرة.
خلق لنفسه نموذجاً
لقد تم تعليمها، يجب أن تكون جميلة دائماً، حسناً، يجب أن تكون جميلة، لكن جميلة بهويتها، ثقافتها، بمعرفة أخلاقها، بقوة التحدث والخطابة، لماذا يجب أن تكون جميلة بحواجبها وعينيها وجسدها؟ قد أكون سمينة للغاية لكن لدي أفكار رائعة جداً، لدي علاقات ذات معنى كبير وأقوم بأعمال جيدة للغاية، عندما يحدث هذا، يصبح الشخص جميلاً جداً، أنا لا أفعل أياً من هذه الأشياء، لكن كجسد، أفعل ما يقوله النظام، لا يوجد مثل هذا الجمال، هذا هو التشويه الذي تفعله الرأسمالية، إنه تخدير.
يتحدث القائد عبد الله أوجلان عن ثلاث ركائز أساسية، الفن والرياضة والجنس، وأنتم تحدثتم أيضاً عن ثقافة المسلسلات، هناك، لا يتم الخلط بين الجماليات فحسب، بل الأخلاقيات أيضاً، يتم إظهار تلك الشخصيات والأدوار والحياة كما لو إنها حقيقية...
هذا بالضبط ما أريد أن قوله، إنه يفرض عليك كارثة هناك بما يسمى بالشخصيات الجمالية التي طرحها، العلاقات في المسلسلات التلفزيونية معيبة للغاية، أليس كذلك؟ هناك دائما الفتنة والأذى والتآمر والشر، وبهذا الجمال المحدد تنظر إلى الأخلاق الفارغة، وتفرض انعدام الاخلاق، أنت تقول إنه يجب أن أنظر إلى شيء جميل، ولكنك ترى شيئاً غير أخلاقي، ويذكرك بأشياء سيئة، أنا لا أشاهد ولكن في بعض الأحيان أنظر من أجل أن أفهم، أقول، ترى ما الذي يريد هذا الفيلم إيصاله من وجهة نظر اجتماعية؟ أقول، هل يمكن أن يكون المجتمع سيئاً إلى هذا الحد، هل يمكن للإنسان أن يفكر بشكل سيء في أمه وأخته وزوجة ابنه؟ حسناً، هناك دائماً صراعات في المجتمع، ولكن هل يمكن لهذه الصراعات أن تكون أشبه بالمؤامرة إلى هذا الحد؟ يذكرونك، هناك استراتيجية خطيرة للغاية لفرض انعدام الأخلاق، كحركات نسائية، يجب علينا أن نركز وندرس بجدية أكثر ونطور استراتيجية، وفي مواجهة الاستراتيجيات التي تفصل الأخلاق عن الجماليات، يجب علينا أن نطور استراتيجيات تجمع بين الأخلاق والجماليات.
حسناً، فلنتحدث الآن عن البديل، يقول القائد عبد الله أوجلان إن ثورة المرأة هي ثورة أخلاق وجماليات، هذا كلام مهم جداً ويجب مناقشته، كيف تفسرونه؟ أنتم أيضاً تلقيتم تدريباً في ساحة القائد عبد الله أوجلان، ما هو رأي القائد آبو في الأخلاق والجماليات وكيف يفسرها؟
يقوم القائد آبو بعكس الطريقة التي ينتهجها هذا النظام الرأسمالي تماماً، وبطبيعة الحال، فإنه يحتوي على محتوى غني جداً، مثلما يحاول النظام الفصل بينهما، يحاول القائد آبو الجمع بينهما، لا يمكن فصل الجماليات عن الأخلاق، المشكلة ليست في الأشخاص فقط، لدينا ادعاء الثورة، إننا نريد أن نقوم بثورة المرأة، وفي نفس الوقت، الثورة الاجتماعية أيضاً، وبطبيعة الحال، بالإضافة إلى هذه، هناك أيضاً ما تفرضه الفاشية الاستعمارية المستبدة على كردستان، أقول هذا في إطار الاتحاد، هناك حقيقة تحاول فرض الانقسام بالكامل، هناك هجمات خطيرة للغاية ضد إرادة المرأة، تتعرض العديد من الشابات لهجمات وحشية ومأساوية باسم الحب والجمال والحرية، يجب على جميع النساء، وخاصة النساء والفتيات الكرديات، أن يكونوا حساسات وحذرات للغاية في هذه الأمور، المعرفة هنا مهمة جداً، يقول القائد إن ثورة المرأة يجب أن تكون أخلاقية وجمالية، ونحن نحاول القيام بذلك بهذه الطريقة، نقول إن النظام يجعلنا جاهلين للغاية، ويفصلنا عن المجتمع والأخلاق، ويحاول أن يتركنا لوحدنا، أن يجبرنا على الاستسلام وأن نصبح عملاء له، يحاول أن يحولنا إلى موضوع يتعرض للاغتصاب، يريد أن يستخدمنا باسم الحب، ونحن نقول أن هذا لا يجوز، في البداية هناك حاجة للمعرفة، كيف ستكون؟ أولاً يجب أن نعرف أخلاقنا، ما هي معرفة وأخلاق المرأة دون الفصل بين قيم الجنس والمجتمع؟ هذا هو اختلافنا، نحن ندمج تنمية حرية المرأة جنباً إلى جنب مع تنمية حرية المجتمع، نحن نعلم أنه تم ضرب المرأة بقدر ما تم عزلها عن المجتمع، وهذا هو أكبر أمر لا أخلاقي وحتى أنه الأول، أول ما تم استغلاله كانت المرأة، هنا بدأت ممارسات اللاأخلاقية الأولى، لقد انفصلت عن مجتمعها وأصبحت "مِلكاً" للرجل، فلنعلم هذا جيداً، يجب أن نبدأ من المرأة ونعزز أخلاق المجتمع، فلنعزز معرفة المرأة ومشاعرها، يتم استغلال جسد المرأة كثيراً، سننقذ جسد المرأة من هذا الأمر، سنقول إنه لا يمكنكم استخدام جسدي وعقلي وعملي ومشاعري وأولادي، وثورة المرأة تبدأ بهذا العلم والتنوير، علينا أن نقوي نسيجها الأخلاقي، لا نستطيع أن نقول إنها غير موجودة على الإطلاق، لكن تم تضييق نطاقها للغاية، لقد اعتدنا تعريف الثورة على هذا النحو في السابق، قلنا إن لدينا استراتيجية حرب، وسندمر هذه الدولة، ونبني دولة كردستان، أي أنه كان لدينا تعريفات قبل الثورة وبعد الثورة، وهذا أحد التعريفات المهمة للقائد مع تغير النموذج، الثورة ليست تدمير دولة وبناء دولة جديدة؛ أو تدمير سلطة وإنشاء سلطة جديدة، ما هي الثورة؟ هي توسيع المجال الأخلاقي والسياسي الضيق، ولكي يحقق المجتمع قوة إرادته، يجب توسيع المجال، وثورة المرأة هي هكذا، المرأة والمجتمع عالقون في هذا الوضع، كيف وبأي شيء سيخرجون من ذلك؟ سوف يخرجون بالمعرفة والوعي، سيقول إنه إن لم يكن لدي أخلاق، فليس لدي هوية؛ كامرأة، أسعى إلى الحرية، أسعى إلى المساواة، لكن كيف سأتخطى هذا؟ هناك فخاخ في النظام والنساء في الغالب يقعن في هذه الفخاخ، عندها سنعرف ما هي الأخلاق، ما هي الأخلاقيات، ما هو الواقع الاجتماعي؟ من أنا؟ أريد أن أكون نفسي، ولكن كيف يمكن أن أكون نفسي؟ سأبني قيمي الأخلاقية، وأتعرف على مجتمعي، وأتفاعل معه، سأبني الاقتصاد والصحة والجمال مع مجتمعي.
قمتم بلفت الانتباه إلى نقطة جيدة، حسناً، كيف سيحدث هذا؟ كيف سيتم بناء مبنى، كيف سيتم بناء مستشفى، كيف سيكون هيكله المعماري بعين المرأة، بروح المرأة؟ كيف ستكون موضتها وكيف ستكون ملابسها؟
بطبيعة الحال، لا يمكن وصف ذلك بالقوالب، لكنني تذكرت هذا، عندما كنا في ساحة القائد، كانت هناك سياسات للقائد تعطي المزيد من الاهتمام والتطوير للرفيقات النساء، وكانت هناك آثار زنوبيا، زنوبيا بطلة تاريخية، وبعد انتهاء الدورات التدريبية، كان القائد يرسل مجموعات من الرفاق إلى هناك ويقول: "اذهبوا وشاهدوا آثار زنوبيا، اذهبوا وشاهدوا كيف أن امرأة قد بنت مدينة، المسوها"، لم يكن لدينا الكثير من المعرفة التاريخية في ذلك الوقت، أعتقد الآن أن القائد أراد أن يقول هذا: "أنتن ستقمن بثورة نسائية، كيف سيكون حال المدن والقرى والاقتصاد في هذه الثورة؟ وهنا يجب أن تكون هناك إرادة للمرأة، لا يمكن القول إن جميع المدن ستكون على نفس المستوى، لكن يمكنهم تنمية الوعي والبحث عن حياة حرة لدى المرأة، وتطوير آليات النقاش واتخاذ القرار، ماذا نقول لهذا؟ نقول إن ثورتنا النسائية هي نظام كونفدرالي نسائي، على سبيل المثال، ستكون هناك كومونات ومجالس في النظام الكونفدرالي النسائي، هذه هي الأماكن التي تدخل فيها البنية الأخلاقية والسياسية للمرأة حيز التنفيذ، سيكون هناك أكاديميات، يناقشن كل شيء؛ سيناقشن كل شيء من الملابس وحتى شعر المرأة، ليس الرجال أو النظام الرأسمالي؛ بل النساء سيناقشن ذلك بأنفسهن، ما هو المهم هنا؟ قوتها التنظيمية آخذة في البناء، مجرد المناقشة لا تكفي لثورة المرأة، نعم نناقش ولكن يجب أن نظهر الإرادة والقوة التنظيمية لتنفيذ ذلك، من التقاليد إلى الدول، في كل مكان محاط بهيمنة الرجال، الكومونات والمجالس هي نظام وتنظيم المرأة، على سبيل المثال، ستناقش النساء اللاتي يذهبن إلى كومونات الأحياء؛ كيف يمكننا أن نجعل هذا الحي جميلاً، ما الذي يمكننا القيام به من أجل شارعنا هذا، ما الذي يتعين علينا القيام به في البلدية أو ما الذي يمكننا القيام به، هناك مدن رأسمالية تخنق المرء، هذه المدن كلها مبنية وفق مصلحة الذكور وعقليتهم، لذلك، فلنركز قليلاً لنرى أن الأماكن التي يوجد بها أكبر عدد من حالات الاغتصاب هي المدن، لأنها بنيت وفقاً لمصالح الرأسمالية وهذا الأمر، المدن معزولة عن الطبيعة، ولا توجد تربة، وهي خانقة، النساء يخفن من أن يتجولن، ضغوطات الرجال موجودة في كل مكان، البنية المعمارية هي كذلك أيضاً، ويجب علينا، نحن الحركات النسائية، أن نناقش بجدية كيفية بناء مدينة ما بعقلية المرأة، كيف ينبغي أن تكون جماليات هذه المدينة؟ المباني قياسية جداً، لا يوجد شارع أو هيكل بيئي، الناس يعتمدون على التقنية أكثر فأكثر مع مرور الوقت، ويتم استفزاز غرائزهم، يجب أن نناقش جيداً عقل المرأة، كيف سنطور مجال المرأة والمجتمع؟ ليس الأمر أنه ستكون هناك ثورة ثم سنقوم ببنائها، يجب على النساء إنشاء كوموناتهن ومجالسهن من الآن والمناقشة بشكل مكثف، على سبيل المثال، كيف يمكنني تجميل حيي؟
لقد بدأت مرحلة الإنشاء هذه على وجه الخصوص في روج آفا، ولديكم نضال ممتد على مدى 50 عاماً، ما هو المقدار الذي أنجزتموه؟ سواءً كتغيير في الذهنية أو كشيء ملموس.
إننا نقوم دائماً بخوض النقاش في هذا الموضوع، فنحن حركة قائمة على النقد والنقد الذاتي، ونتناول دائماً نقاشاتنا في اجتماعاتنا، حيث لدينا نضال عام يمتد لـ50 عاماً و 30 عاماً من عسكرة المرأة، ولدينا 17 عاماً من التجربة في النظام الكونفدرالي النسائي منذ العام 2005، وقدمنا في كل هذه التجارب تضحيات ثمينة ولكنها ذو معنى، وقد سألتم ما مدى القوة التي أحدثتها هذه الثورة للمرأة، وما التغييرات التي أحدثتها لدى الرجل والأسرة؟ لا يمكننا أن نجيب بإجابة مثالية لذلك، لأنها لن تكون واقعية، استراتيجيتنا الثورية هي النحو التالي؛ هناك نزعات رجعية قد تم بنائها في المجتمع، وهناك جوانب تنعكس في شخصياتنا، فمن ناحية، نحاول أن نكون Xwebun ، ومن ناحية، تحاول تحقيق هذا التحول، ومن ناحية أخرى، تحاول تحقيق هذا التحول في المجتمع والمرأة، ولا شك أن هناك قيماً قد برزت، حيث تم خلق بيئة سياسية قوية للمرأة والأطفال والمسنين والشبيبة في المجتمع الكردي في كردستان، وهناك وعي وإرادة جدية، فهل وصلنا إلى النقطة النهائية في التغلب على التمييز الجنسي؟ لا، لا تزال هناك سلوكيات تقليدية بشأن تلك المسألة في كردستان، حيث هناك سلوكيات للتمييز الجنسي المتأثرة بالرأسمالية، ونقوم بوضع هذه المسائل على جدول أعمالنا كنضال الجنسين، ولا نتناول نضال الجنسين كنضال داخل الحزب فقط، بل إننا نناضل أيضاً ضد هذه النزعات الرجعية في المجتمع، وتعمل المرأة في مسألة تجسيد الإرادة على التعبير عن آرائها، والتعبير عنها بشجاعة أكبر، وتنقلها إلى الشوارع، وتقوم بالاحتجاج، وتظهر مواقفها، وهنا يتواجد أيضاً أخلاق، وتقول المرأة "أقول لا لهذا الأمر"، ويتواجد هنا معيار للرفض والقبول، وهذه أخلاق، حيث تتطور آلية ووعي تنظيمي، وكلما أصبحت المرأة أكثر وعياً، تتصرف بشكل أكثر تنظيماً، وقد برزت ثقافة مهمة من حيث التمثيل المتساوي والرئاسة المشتركة، وهناك نقاط ضعف أيضاً، لكنها ظهرت على مستوى ما، وفي مواجهة الهجمات والعمليات الجادة، ينبغي علينا خوض معركة مستمرة ضد النزعة القومية والتمييز الجنسي والنزعة الاستعمارية، وإننا نخوض النضال لهذا الأمر، وبمقولة القائد "نحن على الطريق، وعلينا السير في الطريق"، لكننا نسير بتصميم، حيث هناك مبادئ تبرز خاصة على أساس أيديولوجية تحرير المرأة، ونريد أن نوصل هذه المبادئ إلى حقيقة تتجسد في هوية المرأة ومنظورها.
بالطبع، يجب علينا رؤية هذا الأمر أيضاً، هناك معركة عمرها 50 عاماً تزداد حدة، وفي بيئة الحرب هذه، ينبغي علينا أيضاً رؤية هذه التغييرات الجادة في الذهنية، وتقومون بتولي القيادة لنضال المرأة في العالم، ويمكنكم إجراء النقاش لساعات، وبهذا المعنى، أشكركم كثيراً، ولقد كان تعليمياً جداً بالنسبة لي، واعتقد أن الأمر كان كذلك أيضاً بالنسبة للمشاهدين، حيث كان برنامجاً موسعاً للآفاق، وقد وصلنا إلى نهاية برنامجنا، ويمكننا أخذ كلماتكم الأخيرة.
إنها قضية حيوية جداً، وينبغي على الجميع أن يضعوا هذه القضايا على جدول أعمالهم ويناقشوها، ويجب على المرأة خاصةً مناقشة كل ما يتعلق بالحياة والأخلاق والجماليات والحرية، وعلينا ممارسة السياسة، وخوض النضال التنظيمي، والدفاع عن أنفسنا، فإذا قمنا بذلك، فسنعيش وفق مبادئ الأخلاق والجماليات، وفي رأيي، هذه هي أجمل امرأة، والنساء اللواتي يستطعنَّ القيام بذلك هن أجمل النساء، وتستحق تلك النساء تاج الجمال هذا.