بسمة حمدي: كنا شهود عيان على ما يتعرض له الكرد على يد آلة القمع التركية

قالت دكتورة بسمة حمدي الأمين العام والمتحدث الرسمي للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية إن الكرد في آمد يواجهون بصدور عارية آلة قمع تركية صعبة لا لشيء إلا لأنهم يعتزون بهويتهم، مؤكدة أنهم خلال زيارتهم إلى هناك للاحتفال بعيد نوروز كانوا شهود عيان على ما يحدث.

عقب عودتها إلى القاهرة قادمة من آمد (دياربكر)، للمشاركة في احتفالات عيد نوروز بدعوة من حزب الشعوب الديمقراطي قالت الدكتورة بسمة حمدي الأمين العام والمتحدث الرسمي للاتحاد الدولي للمرأة الإفريقية، أكدت على أنه لابد من فضح الممارسات التركية التي تمارس تجاه الكرد هناك، مؤكدة أن الدولة التي تدعي الديمقراطية تمنع المواطنين الكرد هناك من ممارسة أبسط حقوقهم بل وتمنعهم من حتى الدراسة بلغتهم أو تسمية مواليدهم بأسماء كردية.

وقالت حمدي في كلمة مسجلة لوكالة فرات للأنباء: شرفت بالمشاركة في احتفالات عيد نوروز، والذي يحتفل به في ٢١ مارس/ آذار من كل سنة في مدينة آمد بديار بكر في تركيا، وهو عيد يعني ميلاد فجر أو يوم جديد سمته التسامح والأخوة والتعايش السلمي بين شعوب الشرق الأوسط، حيث يبدأ الاحتفال بمراسم إشعال النار في رمز للعنقاء التي تولد من رمادها.

وأضافت "لم يكن طريق الوصول سهلًا إلى دياربكر حيث أن رحلتنا تضم حنسيات متعددة من تونس ومصر واليمن والمغرب ولبنان والأردن والعراق، ولعلها المرة الأولى التي تتم فيها هذه الاحتفالية السنوية بتواجد شخصيات عربية مرموقة". 

وأشارت إلى أنهم وبعد رحلة شاقة وصلوا إلى آمد، لتبدأ رحلة معايشة مختلفة للكرد وقضيتهم التي ورغم متابعتها لها في وسائل الإعلام العالمي والمحلي وكذلك دراستها لها منذ تم تقسيم كردستان بين أربع دول وفيها تتقسم العوائل بما يقطع بينهم سبل التواصل، لكنه ورغم ذلك تم الترويج للعالم خاصة من تركيا وآلتها الإعلامية أن الكرد ما هم إلا إرهابيين يريدون قد مضجع الدولة التركية رغم أن الحقيقة أن ما يمارس عليهم هو الإرهاب عينه.

وتابعت: لعل المواطن العربي لا يعلم حقيقة الوضع  سوى ما يقال بأن الكرد ينتقدون من أجل إقامة دولة مستقلة لهم بعيدا عن الدول التي يتبعونها من رقعة جغرافية، والحقيقة غير ذلك، الكرد تربطهم بالعرب علاقات وطيدة منذ الأزل وانحدر منهم فاتحون ومحاربون على مر العصور لنصر الإسلام والمسلمين وعلى رأسهم الناصر صلاح الدين.

ولفتت إلى أن الكرد في تركيا هم الأكثر اضطهادًا، وأنهم يعيشون في حدود دولة عنصرية لا تعرف ولا تعترف سوى بثقافتها ولغتها، وفي المقابل أهالي دياربكر يعتزون بثقافتهم وقوميتهم وتراثهم، مشيرة إلى أن الزيارة التي قاموا بها كانت شاهد عيان على هذا الصراع حيث أن عيد نوروز عيد مقدس يصر الكرد على حضوره والاحتفال به في حين تصر آلة القمع التركية على قمع واعتقال المدنيين لا لشيء سوى لأنهم يحتفلون بالنوروز على طريقتهم وبلباسهم التقليدي.

واستطردت: فوجئت صراحة من كم الحواجز التي وضعت تقريبا كل مئة متر للحيلولة دون الوصول إلى ساحة الاحتفالات، وكم الشرطة والمركبات العسكرية التي تغغطي المدينة، ناهيك عن الطيران العسكري الجوي الذي كان يحوم منذ الصباح الباكر فوق دياربكر، رغم أن الأمر لم يكن يستحق كل ذلك، ولا كل تلك الاستعدادات وذلك الاستنفار، خاصة أن الأمر يتعلق باحتفالية ليس إلا. لكن ما حدث هو أن الأمر تطور فيها إلى كر وفر بين المواطنين الكرد ورجال الشرطة ليتم اعتقال عدد كبير من الأطفال والشباب تجاوز ٣٠٠ معتقل بينهم أطفال لا تتعدى أعمارهم ١٢ عامًا".

ولفتت إلى أن آلة القمع لا يمكنها أن تولد إلا الانفجار، خاصة أن كرد تركيا ليسوا أقلية بل إن عددهم قد يصل إلى ٢٥ مليون نسمة داخل حدود تركيا، متساائلة ما الضير في أن يدرسوا لغتهم في مدارسهم أو حتى أن يسموا أبنائهم بأسماء كردية، بل ما الضير في أن يُحافظوا على هويتهم وثقافتهم، ألا يعتبر التنوع من ضمن الأشكال الحضارية؟؟

وأردفت: هناك وفي تلك الزيارة وقفنا على أمور كثيرة كانت غائبة وغيبها الإعلام التركي المضلل، فدعاة الديمقراطية يسجنون زعيم الكرد القائد عبدالله أوجلان من سنوات طويلة، دعاة الحرية يسجنون السيدة ايسك توغلوك منذ خمس سنوات دون محاكمة رغم مرضها وصحتها المتدهورة، ناهيك عن الانتهاكات الجسدية تجاه النساء والتي وافانا بها مضيفونا، فقد كنا شاهد عيان وسننقل إلى شعوبنا العربية ما شاهدناه بكل أمانة لتتحمل وسائل الإعلام مسؤوليتها ودورها في كشف ممارسات أردوغان وحكومته الفاشية وما يتعرض له كرد ديار بكر.

وتابعت: أتمنى إقامة مؤتمر دولي في القاهرة أو تونس يحضره جاليات من الكرد في الدول الأربعة من أجل وضع آليات لوقف النزيف الكردي أمام العالم.