أصدر اعلام المرأة الحر (RAJIN)، بياناً بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الإعلامية نوجيان أرهان.

وجاء في البيان:

"نستذكر الباحثة عن الحقيقة والاعلامية الثورية والمخلصة لقضية النضال من أجل الحرية والحياة بكرامة، نوجيان أرهان، بإجلال وتقدير في الذكرى الخامسة لاستشهادها، كما نستذكر في شخصها جميع الصحفيات اللواتي ناضلن كي يخرجن المجتمع من الظلمات التي يرسخها الاعلام التابع للأنظمة الدكتاتورية الحاكمة، وإظهار الجوهر الحقيقي للنضال وأصبحن اتباع الحقيقة، ونؤكد عهدنا و التزامنا بتحقيق تطلعاتهن والتزامهن بخط اعلام المرأة الحر الذي طورته نوجيان، غربت، شرفين، ساريا، دنيز، دليشان ودلوفان".

انتفضت الرفيقة نوجيان أرهان ضد سياسة الإبادة الجماعية والصهر الثقافي واللغوي التي تتبعها دولة الاحتلال التركي ضد المرأة الكردية وضد شعب كردستان في شخصها وانضمت الى النضال من أجل الحرية، حيث سارت على خطى الشهيدة غربت في جبال كردستان الحرة، وبنت حياتها لحظة بلحظة على أساس رحلة البحث عن الحقيقة والحرية، حملت في قلبها تطلعات المرأة والإنسانية التواقة للحرية، وكافحت من أجل تحقيقها، واخذت مكانتها كامرأة كردية ثورية وصحفية، في ريادة النضال من أجل الحرية، وأصبحت رمزاً للنضال الدؤوب بتصميمها و وقفتها النضالية.   

تطور نهج وهوية الاعلام الحر عبر تضحيات ونضال شخصيات اعلامية بارزة في النضال التحرري، من أمثال الصحفية نوجيان أرهان التي ضحت بنفسها لأجل نقل الحقيقة وتجسيد الموقف الثوري ضد جميع اشكال التخلف والرجعية وجميع أنواع وسائل الإعلام التابعة للنظم الدكتاتورية الحاكمة التي يهيمن عليها الذهنية الذكورية، مع مقاومة غير مسبوقة، واليوم تشهد كردستان ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، نضالاً ومقاومة أسطورية لا تلين في وجه الذهنية الذكورية المهيمنة للاحتلال؛ كما أننا نعلم جيداً كيف يلعب اعلام المرأة المرأة الحر دوراً رئيسياً في تغيير المجتمع وتوعيته.

في عام 2014، عندما نفذت عصابات تنظيم داعش الارهابي هجمات وحشية بحق أهالي شنكال، توجهت الرفيقة نوجيان بشجاعة إلى شنكال، حيث ناضلت كصحفية، لنقل آلام المرأة الايزيدية التي غرست في وجدانها الى جانب نقل الحقيقة، وعملت بجد لتصبح صوت الحقيقة؛ روت الرفيقة نوجيان واقع الحياة وتصرفت كفرد في هذا المجتمع، وخلقت شخصيتها الحرة والقوية آثار ارتباط وحب كبيرة لدى المرأة الايزيدية.

في يوم الــ 3 من آذار 2017، أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بالتواطؤ مع دولة الاحتلال التركي شن هجوم ضد شنكال (خانصور) وإعادة ارتكاب المجزرة التي لم ينجح فيها تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى، حيث اتخذ الشعب الايزيدي ومقاتليه موقفاً حازماً ضد هذه المحاولة ولم يستسلموا، وبدورها اتخذت الإعلامية نوجيان موقفاً ثورياً مع المجتمع الايزيدي ضد الهجمات التي شنها الديمقراطي الكردستاني وأفعاله الغادرة على الخطوط الأمامية، لذلك تم استهدافها عمداً من قبل قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وعلى هذا الأساس نقول إنه ما دام هناك موقف ثوري وباحثون عن حياة حرة جديدة، فإن روح نوجيان ستعيش مع الحقيقة، وسنسير نحن عمال الصحافة الحرة على دربها كما سارت هي على درب غربتلي أرسوز و دنيز فرات والعشرات من رفيقاتنا اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل نقل الحقيقة، وسوف نصبح باحثات عن الحياة الحرة الجديدة والحقيقة التي خلقتها نوجيان.

مرة أخرى نستذكر الباحثة عن الحقيقة الشهيدة نوجيان بكل اجلال وتقدير، ونكرر عهدنا بأننا سنسير على خطاها وخطى جميع شهداء الحرية الذين تطلعوا للحياة الحرة".