تستقبل النساء في جميع أنحاء العالم يوم 25 تشرين الثاني اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والدعم الدولي بالفعاليات والنضال، في حين أصبحت عفرين وسري كانيه وكري سبي، التي احتلتها الدولة التركية، مراكز لإبادة النساء.
وفي هذا السياق تحدثت كل من العضوة في منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا، روشين حدو، ومديرة المركز السوري لحماية وبحوث المرأة، مزكين حسن، عن الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال التركي وعصاباتها من المرتزقة الارهابيين ضد النساء في المناطق التي تحتلها.
وبحسب منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا، قُتلت 84 امرأة على الأقل على أيدي العصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي منذ 20 كانون الثاني 2018، وتعرضت 6 نساء للاعتداء الجنسي ما دفعهن للانتحار نتيجة لذلك، كما اقدم المحتلون على خطف آلاف النساء في مدينة عفرين ولا يُعرف مصير المئات من هؤلاء النسوة؛ وبدورها وثّقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، بقيام العصابات الارهابية بالاعتداء الجنسي على 71 امرأة.
واكدت جمعية حقوق الإنسان في الجزيرة، إن 35 امرأة قتلن منذ احتلال كري سبي وسري كانيه والهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على تل تمر، عين عيسى، منبج، كوباني وزركان، كما خطفت ما لا يقل عن 98 امرأة من قبل دولة الاحتلال التركي وعصاباتها.
وفقد 429 شخصاً حياتهم في اعتداءات الاحتلال على سري كانيه وكري سبي، وكان من بين هؤلاء 64 طفلاً و 14 امرأة، كما أصيبت 74 امرأة خلال الاحتلال، وتعرض 24 امرأة للخطف.
تعرضت 5 نساء للتعذيب حتى الموت في سري كانيه وكري سبي، وفقد ما لا يقل عن 4 نساء حياتهن بسبب الانفجارات، كما فقدت 6 نساء حياتهن واصيبت امرأتان و3 اطفال اثناء القصف على زركان، تل تمر، عين عيسى، منبج وكوباني.
واشارت روشين حدو إلى أن الجرائم ضد الإنسانية للدولة التركية وعصاباتها في عفرين أعلى بكثير من تلك الجرائم التي تم توثيقها وقالت: "نحن منظمة حقوق الإنسان في عفرين غير قادرين على الذهاب إلى عفرين، كما لا يمكن لأي لجنة أو منظمة حقوقية مستقلة الذهاب إلى هناك والتحقيق فيها؛ اننا نوثق تقاريرنا عن طريق الاهالي الفارون من عفرين إلى مناطقنا بسبب بطش العصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي وبعض الاهالي الذين يتحدثون إلينا عبر الهاتف، وهم يخافون في كثير من الأحيان من قول ما يرتكبه المحتلون، وذلك لحماية عائلاتهم في عفرين، المواطنون الذين يفرون من عفرين لا يتحدثون عن الانتهاكات التي يتعرض لها شعب عفرين في الوهلة الاولى، الا انهم يتحدثون بشكل تدريجي، وهناك بعض النساء لم يتحدثن مطلقاً عن التعذيب الذي خضعن له من قبل العصابات الارهابية".
وفي مستهل حديها اوضحت روشين حدو ان العصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي قد خطفت العديد من الاشخاص الذين يتجاوزون الالاف وهناك اسماء مختلفة للتعذيب وقالت: "إن العصابات الارهابية لا يفرقون بين امرأة وطفل، حيث يخطفون الفتيات القاصرات ويقومون بتعذيبهن، وقد تحدث عن هذه الجرائم العديد من النساء اللواتي شهدنها، حيث قالت احداهن بأنه كان هناك 25 طفلاً في مركز التعذيب مع 24 امرأة، كانوا يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي، وحتى الاعتداء الجنسي؛ كما قالت النساء في عفرين اللواتي شهدن هذه المراكز بأن العصابات الارهابية كانوا يجلبون الرجال الكرد الى هذه المراكز ويقومون بتعذيبهم امامهن، كما قالت احدى النساء بأنهن كن يغلقن اعينهن كي لا يشهدن مشاهد التعذيب، الا ان العصابات الارهابين كانوا يمنعونهن من ذلك ويجبرهن على المشاهدة.
يريدون كسر كرامة المرأة الكردية وإرادة الشعب الكردي بهذه الجرائم".
كما اكدت روشين حدو أن سياسات التعذيب ضد النساء والشعب الكردي يتم بشكل منهجي بتحريض من الاستخبارات التركية وقالت: "أن النساء اللواتي شهدن هذا التعذيب قلن إن الاستخبارات التركية متورطة في التحقيق معهن".
واضافت: "تجبر العصابات في جيش الوطني السوري (SMO) التابع لدولة الاحتلال التركي، العائلات على تزويج بناتها الصغيرات، وعندما لا تقبل ذلك، فإنهم يقومون بتعذيبها، وهناك الكثير من الفتيات يجبرن على الزواج منهم".
وافندت حدو بأن امرأتين قد جنتا بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرضتا له، حيث كان احداهن تدعى زليخة وقالت: "تعرض امرأة مسنة تدعى خزعة سلمو، للخطف في العام المنصرم لانها لم تسمح بتزويج ابنتها القاصر من العصابات الارهابية، وقد جنت بسبب التعذيب الذي تعرضت له ونقلت الى سجن مراته في تركيا بحسب المعلومات التي حصلنا عليها؛ أن الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال التركي في عفرين والأراضي المحتلة هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ووصلت إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد المرأة".
واضافت: "الاحتلال التركي يمارس التعذيب الجسدي والنفسي ضد النساء في عفرين، لان حربه موجه ضد حرية المرأة، حيث ينتهج ذهنية الابادة الجماعية ضد المرأة ويريد اتمام هذه الذهنية".
واوضحت روشين حدو ان سياسة الابادة الجماعية تنفذ ضد النساء والشعب الكردي في عفرين بشكل ممنهج وقالت: "لا يمكن التفريق بين الابادة ضد النساء في عفرين عن الابادة ضد المجتمع؛ فمنذ شهر آذار 2018، اضطر 300 ألف شخص للفرار من عفرين، ومئات الآلاف من أفراد العصابات الارهابية وعائلاتهم تم إحضارهم إلى عفرين من سوريا وخارجها، بهدف احداث التغيير الديمغرافي؛ الهجوم على المجتمع هو اعتداء على المرأة، والعديد من النساء والأطفال والعائلات تعرضوا للقتل والاغتصاب والتعذيب أثناء الاحتلال والتهجير''.
ومن جانبها اكدت مديرة المركز السوري لحماية وبحوث المرأة، مزكين حسن، انه هناك حالة خطيرة من انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، لا سيما في عفرين، حيث يتزايد العنف الذي تمارسه العصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي. كما ان منظمات حقوق الانسان الاخرى التي تعمل في مناطق شمال وشرق سوريا تدرك جيدا هذه الانتهاكات وتشارك المجتمع الدولي والنساء والدول والامم المتحدة هذه الانتهاكات بالتقارير والادلة الموثوقة، لكن المنظمات الدولية لم تتخذ الموقف اللازم ضد جرائم الحرب التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها دولة الاحتلال التركي في عفرين وسري كانيه وكري سبي.
وتطرقت حسن خلال حديثها الى عملية اغتيال الشهيدة هفرين خلف الامين العام لحزب سوريا المستقبل وقالت: "فرضت الولايات المتحدة العقوبات على قائد احرار الشرقية حاتم ابو شقرة الذي قاد عملية الاغتيال هذه، لكن هذا لا يكفى، حاتم أبو شقرة حر طليق ويمارس جرائمه ضد النساء والمدنيين''.
وتابعت: "لقد تقدمنا بطلب لمحكمة دولية في جنيف لمحاكمة قتلة هفرين خلف، لكن طلبنا لم يلقى رد، وهذا ما يجعل المحتلين من مواصلة جرائمهم ضد النساء والمدنيين؛ سنواصل نضالنا حتى يتم محاكمة قتلة هفرين والنساء والشعب الكردي مهما كلفنا ذلك من تضحيات".
وفي ختام حديثها اكدت حسن ان العنف ضد المرأة في عفرين والمناطق الأخرى التي تحتلها الدولة التركية، وصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، وأن النهوض ضد الاحتلال التركي قد يضع حداً للجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في عفرين.