مع عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، تصاعدت المخاوف من فقدان المرأة الأفغانية حريتها التي اكتسبتها منذ عام 2001، وتزداد نسبة الجرائم في أفغانستان لتصل إلى درجة القتل وسط جهل بالقوانين وارتفاع سلسلة الاغتيالات بحق المرأة وغياب الوعي التثقيف والتعليم.
في الأيام الأخيرة شهدت مدينة مزار شريف شمال أفغانستان، مقتل أربعة نساء، حيث أفادت مصادر محلية أن من بينهن ناشطة حقوقية في مجال حماية المرأة.
وفي هذا السياق اجرت وكالة فرات للأنباء(ANF) لقاء مع نائبة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، أفين قافور، حيث أشارت خلال حديثها إلى أنه "في كل الثورات التي تحدث، يتم دوماً استهداف الجهات الأكثر فاعلية في المجتمعات والحجر الأساسي لتلك المجتمعات، و لدى دخول الفصائل المتطرفة أو القوى الاستعمارية لأية دولة ما، يعملون بدقة على ضرب وتدمير تلك الجهة الفاعلة، وكما هو معروف للجميع بأن المرأة هي التي تربط الشعوب ببعضها وهي التي تضع الأساس في بناء المجتمعات المتقدمة.
وتابعت أفين حديثها بالقول: المرأة دوماً تبذل جهودها وتُسَخِرُ كل إمكانياتها في خدمة بناء وتقدم وطنها....بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان بدأت هذه الحركة المتطرفة بتعنيف الشعب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطق، و أدى ذلك إلى اختفاء النساء من الساحات وأماكن العمل، تحاشياً لتعديات حركة طالبان، كما أن المصير المجهول الذي ينتظر المرأة لاأفغانية في ظل حكم طالبان يحدث قلقاً رهيباً لدى النساء الافغانيات، خوفاً من حرمانهن من ممارسة حياتهن الطبيعة في العمل والتعليم.
فقد أقدمت حركة طالبان على إغلاق أبواب العمل والتعليم أمام مئات الآلاف من النسا؛ الأمر الذي دفع بالنساء إلى تنظيم الاحتجاجات في كابول للمطالبة بحقوقهم والسماح للفتيات بالالتحاق بالمدرسة الثانوية والجامعات؛ وفي مواجهة هذه الاحتجاجات، تدخلت مجموعات من حركة طالبان لأجل تفريق المحتجات بالقوة وهددت الصحفيين الذي كانوا يقومون بتغطية الأحداث.
أضافت فاقور في حديثها: بعد ما رأينا كيفية إقصاء النساء من المناصب العليا وإغلاق وزارة شؤون المرأة حيث تم استبدالها فيما بعد بـ "وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، هذه الهيئة المعروفة بفرضها القيود الصارمة على النساء، وثم رأينا استئناف استقبال الطلاب والمعلمين الذكور فقط من قبل حركة طالبان، كما قامت هذه الحركة المتطرفة بعزل الطلاب عن الطالبات من خلال وضع ساتر يفصل بينهم في ولاية قندهار وفرض الحجاب على الطالبات.
وأبدت أفين قافور قلقها على مستقبل المرأة الأفغانية في ظل حكم حركة طالبان المترطفة، حيث قالت: سلسلة الاغتيالات لم تتوقف ضد النساء في افغانستان من قبل حركة طالبان، حيث استهدفت هذه الحركة أربعة نساء في مدينة مزار شريف في شمال أفغانستان بينهم الناشطة روزان صافي المدافعة عن حقوق المرأة والتي كانت تعمل في إحدى الجامعات الأفغانية، حيث تم استدراجها هي وزميلاتها إلى مكان مجهول حيث تم العثور لاحقاً على جثثهن.
وفي ختام حديثها قالت نائبة هيئة المرأة في لإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، افين قافور: هذا المشهد تكرر سابقاً في الأراضي المحتلة من قبل الفاشية التركية التي تدعم الفصائل المسلحة المتطرفة التي قامت باغتيال الكثير من النساء في عفرين ورأس العين وتل أبيض ومازالت مستمرة ليومنا هذه، وهذ الامر ليس بعيداً عن جرائم وممارسات حركة طالبان التي استمرت بحربها لمدة 20 عاماً ضد الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة.
باسمي واسم جميع نساء شمال وشرق سوريا، نتعهد بالدفاع عن حقوق جميع النساء اللاتي يتعرضن للظلم والعنف ونطالب بحريتهن وسنبقى على إصرارنا بالمقاومة لغاية تحقيق الحرية لكل النساء؛ مقاومة النساء الأفغانيات هي مقاومة بطولية تمثل جميع النساء، فالدولة الاستعمارية تخشى دوماً من تلاحم القوة النسائية، بعدما حققت النساء العديد من الإنجازات في طريق النضال والكفاح بوجه الذهنية الذكورية المتسلطة.