مؤتمر ستار يستذكر ريادية ثورة المرأة زوزان حسكة
استذكر مجلس مؤتمر ستار القيادية في وحدات حماية المرأة زوزان حسكة، مؤكداً بالسير على خطاها حتّى النهاية والحفاظ على إرثها النضالي.
استذكر مجلس مؤتمر ستار القيادية في وحدات حماية المرأة زوزان حسكة، مؤكداً بالسير على خطاها حتّى النهاية والحفاظ على إرثها النضالي.
أصدر مجلس مؤتمر ستار بياناً كتابيّاً، استذكر فيه قياديّة وحدات حماية المرأة ورياديّة ثورة المرأة، زوزان حسكة (منور فاطمة)، التي استُشهدت في 2 نيسان الجاري، وهي تؤدّي مهامها الثوريّة، وتطرّق البيان إلى نضال الشهيدة زوزان وتعهّد بالحفاظ على إرثها النضالي.
وجاء في نصّ البيان:
عاش العديد من الأبطال والبطلات على هذه الأرض المقدّسة، أرض الآلهة، حيث قاتلوا في سبيل وطنهم، وقاوموا وأصبحوا مقاتلين في سبيل الحريّة والحقيقة، والرفيقة زوزان حسكة (منور فاطمة)، هي إحدى اللواتي اتّبعن طريق النضال في سبيل الحرية والحقيقة، فقد سارت على خطى الآلهة عشتار، ووهبت قلبها لقضية الحريّة منذ صغرها، كما كانت تعتبر الصدق والجهد والإخلاص لرفيقاتها والوفاء لوطنها فوق كل شيء، لقد كانت ذات روح حرّة وثائرة، وكانت هذه الروح الثائرة التي نشأت في كنف الثقافة الوطنيّة أقوى من الفولاذ، فلم تكن تقبل برضوخ إحداهن لسيطرة الرجل قط، فقد كانت الحريّة بالنسبة إليها أهمّ من الغذاء والشراب والهواء، وكانت دائمة التفكير بالوطن، وكانت الوطنيّة والوفاء للشهداء والإخلاص للقائد أهمّ من أي شيء.
لقد كانت وفيّة لرفيقاتها ورفاقها، ووهبت قلبها للحرية وعاشت عاشقة للوطن، لذا انضمّت إلى العمل النضالي في سنّ مبكرة، ففي طفولتها، كانت تجمع التبرعات للحزب وتساعد في تنظيم الشعب وتعمل ليل نهار، بعبارة أخرى، يمكن القول إنّ الرفيقة زوزان أصبحت رمزاً للجهد والتضحية بين رفيقاتها. وكانت متعلّقة برفيقاتها بقدر حبّها لوطنها، وكانت تساندهن وتقف معهن كجبل صامد.
لقد ضحّت بحياتها في سبيل حرية وطنها، وانضمّت إلى الحزب منذ التسعينيات، وتوجّهت إلى ميدان القائد وتعمّقت في أفكار القائد، ثمّ توجّهت إلى الجبال، وبعد 22 عاماً من بقائها هناك، وبعد أن شهدت كلّ شجرة وصخرة في تلك الجبال على نضالها ضدّ العدو، هاجم داعش الوحشي على غرب البلاد (روج آفا)، فلم تحتمل الرفيقة زوزان هذه الوحشيّة وتوجّهت إلى روج آفا، لتنضمّ إلى معركة الحريّة في كوباني، لتجعل من نفسها درعاً يحمي رفيقاتها من جميع النواحي، وتقاوم بشجاعة وبشكل لا مثيل له، فهي لم تكن تعرف الخوف وكانت شخصيتها واضحة لا تعرف التردّد، وكانت تعتبر الدفاع عن رفيقاتها ورفاقها أولى من الدفاع عن نفسها، وكانت كذلك إنسانة متواضعة وشعبيّة محبوبة لدى الناس، لقد كانت عفويّة جدّاً وذات ابتسامة حرّة، لذا كانت محبوبة جداً، وكانت إحدى بطلات كوباني، فقد كانت رفيقة آرين وبارين، وكانت رمز جبل مشته نور.
انطلقت من كوباني وناضلت في جميع أنحاء البلاد، وانخرطت في جميع المجالات التدريبية والعسكرية والاجتماعية، وبذلت جهوداً مهمّة جداً ولا سيما ضمن لجنة تعليم المجتمع، فقد ساهمت في تأهيل المعلمين وتدريبهم لبناء جيل جديد، وكانت ذات مكانة خاصة في قلوب المعلمين ومحبوبة لديهم، لقد تركت بصمتها وأثرها أينما حلّت، وعرفت كيف تتعامل مع الصغير والكبير بالشكل الأمثل، وبقدر ما كانت تحبّ وطنها وبقدر صدقها، بقدر ما كانت غاضبة وحاقدة على العدو.
إنّنا في روج آفا مدينون للرفيقة زوزان، فهي شاركت في تحرير روج آفا وأسهمت في إعادة بنائه بصدق وإخلاص كبيرين.
وانضمّت إلى حركة التحرّر الكردستانيّة مع الرفيقة زلال زاغروس في الوقت نفسه، لقد كانتا رفيقتا الأيام الصعبة، وكانتا تعملان معاً وتناضلان معاً، كما أنّهما تعهّدتا بالنضال معاً، وبعد استشهاد الرفيقة زلال في (18 كانون الثاني المنصرم)، لم تطق الحياة ورحلت لتعيش مع رفيقتها زلال، لقد اتبعت الرفيقتان الوفيتان زوزان وزلال نهج السائرات على خطى زيلان، اللواتي يتمتّعن بإرادة صلبة ومنحن معنى لكرامتنا وحياتنا.
ونحن كرفيقات لهما، وكنساء في التنظيم، ننحني إجلالاً لذكراهن، ونقدّم تعازينا لرفيقاتنا ولذوي الشهيدة، ونؤكّد في مؤتمر ستار على السير على خطاها حتّى النهاية والحفاظ على إرثها النضالي".