واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تعليق نشرته اليوم الأحد عل موقعها الإلكتروني، أن استقالة وزير الدفاع ومبعوث البيت الأبيض للتحالف الدولي لهزيمة داعش، اعتراضاً على قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، جاء لقناعتهم بأنه قرار قصير النظر ويمثل خرقاً لثقة الحلفاء في الولايات المتحدة بما فيهم الكرد السوريون الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في سوريا ويواجهون الآن مستقبلاً خطيراً لا يقين بشأنه.
بعد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وقوله: "إننا نجحنا في هزيمة داعش في سوريا"، فإن المبعوث الرئاسي الخاص بهزيمة داعش وهو ماكجورك، كان يؤكد أن داعش بعيدة كل البعد عن الهزيمة على الرغم من خسارتها للأراضي .. و"أنه ما لأحد أن يعلن أن المهمة قد أنجزت".
كما أبرزت الصحيفة أن ماكجورك كان يسعى إلى تحقيق الاستقرار في الثلث الشرقي من سوريا التي تم تحريرها بالفعل من المسلحين وأصبحت تحت سيطرة الولايات المتحدة غير أن ترامب قد أعلن أن الولايات المتحدة لن تدفع بعد الآن للمساعدة في استعادة الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء إلى البلدات والمدن التي دمرتها المعارك بما في ذلك القصف الجوي الأمريكي الثقيل، بينما نجح ماكجورك في الحصول على مساهمات من قبل التحالف لتغطية العجز المالي.
وتابعت "واشنطن بوست" أنه بجانب استقالة ماتيس، كان العامل الأكثر أهمية في قرار ماكجورك هو عدم القدرة على التوفيق بين قرار الرئيس وبين تجربته كدبلوماسي أمريكي "قضى بعض الوقت مع الأشخاص على الأرض الذين كانوا يقاتلون ويموتون"، بما في ذلك المقاتلون الكرد في سوريا.
فيما قال مسئول مطلع على آرائه: "فجأة، وفي لحظة واحدة من الثانية، عليك أن تخبرهم بأن الولايات المتحدة سوف تنسحب ..إنه أمر يصعب مواجهته".
وقال مسؤول رفض ذكر اسمه للصحيفة الأمريكية أن "ماكجورك" كان دائما يُذّكر المقاتلين بضرورة عدم الاعتماد على الولايات المتحدة في "إقامة طويلة الأمد" ونصحهم بالبدء بالتفكير في مستقبل سوريا بعد هزيمة داعش.
ويرى العديد من المسئولين الأمريكيين أن الهزيمة النهائية لداعش لا تزال تحتاج أشهر، وأن الآلاف من الخلايا النائمة المقاتلة في جميع أنحاء سوريا كانت تشن هجمات حرب عصابات في المناطق المحررة وتنتظر مغادرة الولايات المتحدة لإعادة تنظيمها.