انطلقت، صباح اليوم السبت، عملية التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية، في موريتانيا، وشهدت مكاتب التصويت البالغ عددها 4035 مكتبا انتخابيا موزعة على العاصمة ومختلف ولايات البلاد، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم إقبالا كبيرا من قبل الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة في انتظار التمكن من أداء واجبهم المدني، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية للبلاد.
وهدد الأخوان في موريتانيا أو ما يسمى بالتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (حزب تواصل)، بالتصدي لما وصفوه بمحاولات التلاعب بالعملية الانتخابية يوم الاقتراع، وقال الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة محمد ولد مولود، عشية يوم الانتخابات، إن المنتدى سيواجه أي طارئ يوم الاقتراع بقوة وصرامة.
وأدلى رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، اليوم، بصوته في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلديةداعياً المواطنين للمشاركة بكثافة وعدم ترك الفرصة للإخوان.
وخلال مؤتمر جماهيري حاشد وفي ختام فترة الترويج الانتخابي، مساء أمس الأول، دعا الرئيس الموريتاني إلى تطهير الطبقة السياسية من الاخوان والفاسدين والمتطرفين والممولين من الخارج، وقال: "عليكم أن تدحروا فلول الفساد والتطرف والفتنة والتنكر لمكاسب الشعب الموريتاني التي تحققت له خلال العشرية الأخيرة ولن يتخلى عنها أبداً".
وشدد رئيس موريتانيا على أن على الشعب الموريتاني سد الباب أمام الاحزاب المغطاة بغطاء الدين التي هدمت بعض الشعوب العربية وأهلكت الحرث والنسل وفرضت على تلك الدول التراجع إلى العصور الحجرية.
وقال: "علينا تحصين شعبنا من الأحزاب الهدامة التي تريد العودة به إلىى الوراء".
وأضاف"يجب تطهير البلد من هؤلاء، من عبدة الدينار والدرهم ومحصلي المال على حساب الشعوب كما ينبغي سد الباب على اولئك الذين ركبوا معاناة الشعب الموريتاني من اجل الحصول على مكاسب شخصية، وعلى المفسدين الذين نهبوا أموال الشعب الموريتاني طيلة خمسين سنة وحرموه من أبسط مقومات الحياة وتركوه تحت وطأة الفقر والجوع والمرض والظلام والتخلف."
وفي إشارة إلى أحزاب المعارضة الراديكالية، قال رئيس الجمهورية "عليكم استخدام كل الوسائل الشرعية لمنعهم من الحصول على الأغلبية، بل وحتى منعهم من دخول البرلمان ".
ودعا الشعب الموريتاني إلى تجديد الطبقة السياسية وانتشالها من هيمنة فلول الفساد والمصالح الشخصية ونهبة المال العام، والى فتح الباب واسعا أمام الشباب والنساء والقوى الحية للمشاركة في بناء مستقبل بلدهم، موريتانيا قوية حرة مزدهرة.
وتتخذ الدولة الموريتانية موقفا مناهضا لتيار الإسلام السياسي المتطرف والاخوان، وقطعت موريتانيا علاقاتها مع قطر في يونيو 2017، تضامنا مع قرار سابق لمصر والامارات والسعودية والبحرين، نظرا لدعم قطر للإرهاب وترويجها للتطرف، فيما تسعى الدوحة للانتقام من التيار السياسي الذي يمثله الرئيس الموريتاني، حسبما افادت صحف اماراتية.
وكان الأمين العام المساعد للحكومة الموريتانية، محمد إسحاق الكنتي، قد كشف عن أن قطر دفعت أموالاً لجماعة الإخوان في موريتانيا، لزعزعة استقرار البلاد، والقيام بتمرد على غرار ما جرى في تونس ومصر وليبيا 2011، موضحا أن قطع العلاقات مع قطر، كان ينبغي أن يتم يوم قطعها مع إسرائيل، وأن البلدين ينفذان أجندة تخريبية واضحة بشكل مشترك، وتستهدف الأمن القومي العربي، عبر بث الشقاق وزرع الفتن وإذكاء النعرات، وذلك بعد قرار مقاطعة بلاده للدوحة.
ويشارك في الانتخابات الموريتانية، 98 حزبا سياسيا يمثلون كافة الطيف السياسي في البلد يتنافسون على كسب أصوات مليون و400 ألف و663 ناخبا، مسجلين على اللائحة الانتخابية.