"معهد واشنطن": السياسة التركية تشهد عداء متنامي ضد الغرب 

دعا "معهد واشنطن" صناع السياسة في واشنطن وأوروبا أن يضعوا العداء المتنامي ضد الغرب في السياسة التركية في منظورها الصحيح. 

دفع القرار الذي اتّخذته تركيا مؤخراً بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "أس-400" بالكثيرين إلى التساؤل عمّا إذا كانت أنقرة تنوي الابتعاد عن الغرب. ومن المنطقي طرح أسئلة مماثلة نظراً إلى الخطوات الكثيرة التي اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان لتمييز بلاده من الناحيتين السياسية والثقافية عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. غير أنه يدرك أيضاً مدى حاجته إليهما لدفع عجلة اقتصاد بلاده قدماً، والفوز مجدداً في الانتخابات، والحرص على إبقاء المظلة الأمنية لحلف "الناتو" في وجه روسيا، التي تعتبر خصماً جيوسياسياً لا يمكن لأي اتفاق أسلحة فردي أن يمحو العداوة التاريخية العميقة التي تكنّها للأتراك.

وقال المعهد في تقرير له أنه فيما يتعلق باللاجئين السوريين على سبيل المثال، لطالما هددت تركيا بـ "السماح لهم بالذهاب" إلى أوروبا كوسيلة للضغط على حكوماتها من أجل اعتماد مواقف أكثر ودية تجاهها. وحتى في ظل انتقاد أردوغان القارة العجوز في خطاباته خلال الفترة التي سبقت الاستفتاء على الدستور في تركيا عام 2017، كانت حكومته تحاول في الوقت نفسه تعميق علاقاتها الجمركية مع الاتحاد الأوروبي من أجل السماح للمزيد من السلع الصناعية باجتياز الحدود بِحُرّيّة من دون دفع رسوم جمركية.

وأكد التقرير الذي أعده سونر چاغاپتاي هو زميل أقدم ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، أن أنقرة تعاني من انكشاف مالي كبير؛ "فحوالي 80 في المائة من ديون تركيا الخارجية مستحقة لمصارف في الاتحاد الأوروبي، حيث أن المؤسسات المالية الإسبانية والفرنسية وحدها كانت قد منحت تركيا أكثر من نصفها اعتباراً من العام الماضي. وبالتالي، من شأن أي أزمة مالية في تركيا أن تحدث صدمات مهمة في جميع أنحاء أوروبا. وبغض النظر عن مشاعر القادة الأوروبيين تجاه الميول الشعبوية لأردوغان، لا يمكنهم تحمّل رؤية انهيار الاقتصاد التركي">