تظاهر الجزائريون في سادس جمعة على التوالي رافعين شعارات ضد الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة الذي أعلن تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة الشهر المقبل بعد ان خروج احتجاجات لمدة شهر تطالب بعدوله عن قرار الترشح لولاية رئاسية خامسة في البلد الواقع في شمال أفريقيا بالضفة الجنوبية من المتوسط، وشملت هتافات وشعارات المتظاهرين، الذين قدرت أعدادهم بمئات الآلاف، أيضا رفضا لرموز النظام وحزب الرئيس المهيمن على الحكم منذ استقلال البلاد، وكان الهتاف الأبرز "الشعب يريد ان ترحلوا جميعا"، وهتف المتظاهرون أيضا: "بوتفليقة وانت رايح، خوذ قايد صالح معاك" او "اف ال ان (أي جبهة التحرير الوطني) ارحل".
ورفع متظاهرون شعارات تطالب بتغيير النظام السياسي في البلاد ورحيل النخبة السياسية الحاكمة بأكملها، مؤكدين رفضهم لتدخل الجيش في الحياة السياسية المدينة، بحسب رويترز.
وتأتي المظاهرات الجزائرية الأكبر منذ بدء الحراك الشهر الماضي، بعد أيام من دعوة الجيش لتنحي الرئيس، حيث طالب رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح الدستوري البت فيما إذا كان الرئيس الجزائري المريض (82 عاما) كفء لمنصبه استنادا إلى المادة 102 في الدستور.
ولمنع المتظاهرين من التقدم باتجاه المقر الرئاسي، استخدمت الشرطة الجزائرية مدافع المياه ثم قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين عن وسط الجزائر العاصمة.
وذكرت وكالة "رويترز" عن شهود أن الشرطة الجزائرية تطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المحتجين في العاصمة
وقال شهود لوكالة "رويترز" إن الشرطة الجزائرية أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على محتجين في العاصمة الجزائر اليوم الجمعة بينما احتشد نحو مليون شخص للمطالبة بتنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقال ضباط في الشرطة، لإذاعة مونت كارلو الدولية، إن مليون جزائري تقريبا احتشدوا في شوارع وسط العاصمة الجزائر اليوم الجمعة 29 آذار/مارس 2019 للمطالبة باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ومن جهتها، نفت مديرية الإعلام للأمن الوطني الجزائري صحة ما نسبته إليها بعض وسائل الإعلام بخصوص عدد المشاركين في مظاهرات اليوم الجمعة في الجزائر العاصمة.
ونفت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الجمعة، أنباءً متداولة حول سحب جوازات سفر دبلوماسية من مسؤولين محليين لمنعهم من السفر، على خلفية المظاهرات ضد نظام الرئيس بوتفليقة.
فرنسا تشيد بـ"التصرف الحضاري" للشعب الجزائري
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بـ"التصرف الحضاري المميز" للشعب الجزائري الذي تظاهر مجددا الجمعة للمطالبة برحيل النظام بأكمله معتبرا أن مرحلة انتقالية باتت "ضرورية الآن".
وقال الوزير الفرنسي الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات للأمم المتحدة: "اني معجب بكرامة وكبرياء الشعب الجزائري. انها مرحلة صعبة في تاريخه وفي الوقت نفسه يتصرف بشكل حضاري مميز".
وقال لودريان "على الجزائر أن تقرر مصيرها بنفسها. يساهم الشعب من خلال هذه التظاهرات في إظهار إنتمائه لهذا البلد وفخره به. بالتالي على العملية الانتقالية التي ستطبق والتي باتت ضرورية الآن أن تجري في أفضل الشروط". وأضاف الوزير الفرنسي: "أثق تماما بالشعب الجزائري لحل هذه الأزمة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فرنس برس.