مصر تحذر تركيا من مواصلة إجراءاتها الأحادية التي تهدد أمن شرق المتوسط
حذرت مصر تركيا من مواصلة أي إجراءات أحادية تنتهك الحقوق القبرصية وتهدد أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط.
حذرت مصر تركيا من مواصلة أي إجراءات أحادية تنتهك الحقوق القبرصية وتهدد أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عن تأكيد مصر على حقوق جمهورية قبرص وسيادتها على مواردها في منطقة شرق المتوسط في إطار ما يقضي به القانون الدولي، بما في ذلك المناطق التي منحت فيها قبرص ترخيصاً للتنقيب البحري عن النفط والغاز.
وحذر بيان وزارة الخارجية المصرية من مغبة مواصلة أي إجراءات أحادية تنتهك الحقوق القبرصية وتهدد أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط، مشدداً على ضرورة الالتزام باحترام وتنفيذ قواعد القانون الدولي وأحكامه.
وبدوره، أكد السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق على اهمية القمة الثلاثية السابعة بين (مصر - قبرص - اليونان)، لأمن واستقرار ورفاهية المتوسط، و التي تستضيفها مصر الثلاثاء و يترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ويشاركه الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، موضحا ان هذه اللقاءات تعد اداة فاعلة لتعزيز التعاون خاصة في مجالات التنمية والاقتصاد والطاقة.
وقال السفير محمد حجازي، في تصريح أرسله لوكالة فرات للأنباء ANF، ان قادة الدول الثلاث سيسعون من خلال هذه القمة الى إرسال رسالة خير ونماء، ودعوة للاستقرار والبعد عن دعم الارهاب و التطرّف والعنف، وبحث الاستفادة من هذا التقارب والتواصل لتحقيق امن واستقرا المنطقة والاستفادة من ثرواتها لمصلحة شعوب البلدان الثلاثة.
واعتبر ان حرص قادة مصر وقبرص واليونان على انعقاد هذه الاجتماعات بانتظام و على التوالي و بالتناوب يؤكد ان هذه الالية من التعاون تحقق أهداف الاطراف الثلاث وفِي مقدمتها أمن واستقرار البحر المتوسط، و تهدف لتعزيز علاقات التعاون التنموي والدفاعي والامني وكذلك في مجال الطاقة والمناورات المشتركة، مذكرا في هذا الصدد بان الرئيس القبرصي كان قد استقبل وزير الدفاع الفريق اول محمد احمد ذكي في ١٢ آيلول/ سبتمبر المنصرم واجرى مباحثات لتوطيد العلاقات بين البلدين في مجال الدفاع والامن.
ونوه ان العلاقات بين مصر وقبرص واليونان قد اكتسبت عمقا وبعدا استراتيجيا وذلك بفضل دعوة مصر لإنشاء منتدى غاز المتوسط ، فضلا عن ان هذه الالية الثلاثية قد اتاحت الفرصة لدراسة سبل التوسع والتطور التدريجي في هذا المجال فصار المنتدى اول منظمة للطاقة في البحر المتوسط باكمله وليس في الجزء الشرقي منه فحسب.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق ان التقارب المصري اليوناني القبرصي قد فتح أفق جديد وسوق متكاملة للغاز في شرق المتوسط، مذكرا بان ذلك كان احد أهداف مصر في دعوتها لإنشاء هذا السوق للاستفادة من خيرات المنطقة وتحقيق النفع والرفاهية للشعوب.
ولفت الى بعد اخر من خلال هذا التقارب الثلاثي وهو ان مصر عندما تعزز اليات الحوار مع قبرص واليونان فهي تعزز كذلك اليات الحوار مع الاتحاد الاوروبي من خلال التوصل مع احد الاطر الهامة والمؤثرة و الإطار المتوسطي في منظمومة الاتحاد الاوروبي، منوها ان مشروع منتدى شرق المتوسط للغاز يلبي احتياج استراتيچي وهام لاوروبا من الطاقة.
وراى ان هذا التعاون الثلاثي في شرق المتوسط ياتي في توقيت هام تشهد فيه المنطقة تهديدات متعددة وقلاقل، ويتيح للدول الثلاث تبادل الراي لتقديم إسناد للحل السياسي بشأن القضايا المطروحة على الساحة سواء كانت قضايا تتعلق بالمنطقة العربية مثل القضية الفلسطينية و النزاعات في سوريا وليبيا او ما يتعلق بقضايا منطقة المتوسط من الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب بالاضافة الى القضية القبرصية و ملف التعاون مع الاتحاد الاوروبي.
وتابع ان هناك أبعاد متعددة لآلية الحوار الثلاثي المصري القبرصي اليوناني فهو بالاضافة الى كونه فرصة للتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية يعد كذلك اداة من أدوات الاتفاق على المشروعات التنموية وازالة المعوقات، حيث ان القادة الثلاث، منذ القمة الاولى بالقاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٤ وحتى القمة السادسة في تشرين الأول/ اكتوبر 2018 بجزيرة كريت اليونانية، اتفقوا على العديد من المشروعات وعلى العمل معا لإزالة المعوقات و تنفيد مشروع منتدى شرق المتوسط للغاز.
وشدد السفير محمد حجازي على اهمية استمرار المناورات العسكرية بين الدول الثلاث لحماية مصادر الطاقة وفِي نفس الوقت تعزيز اليات التعاون الأمني والدفاعي و مواجهة المخاطر المحدقة بالإقليم وعلى رأسها خطر الارهاب.
واعتبر ان ما تم الاتفاق عليه في القمة السابقة عام 2018 بجزيرة كريت نحو انشاء سكرتارية تنفيذية لهذه الالية مقرها قبرص اصبح أمرا ضروريا وعاجلا حتى تتم متابعة وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وذكر السفير حجازي بما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي ان هذا التعاون يعد آلية وكيان دائم منفتح وليس منغلق بين البلدان الثلاثة، فهو تعبير عن الرغبة في انشاء نواة لتعاون أكبر في حوض البحر المتوسط وبين المنطقة وشركائها الاوروبيين، وان آلية التعاون ثلاثية او منتدى المتوسط للغاز من الممكن ان يستقطبا دولا اخرى فهو اطار ومنتدى للتعاون ليس موجها ضد احد بل على العكس هو اداة من أدوات تحقيق الاستقرار الإقليمي المفتوح على كلا البلدان الراغبة في تحقيق امن واستقرار البحر المتوسط.
ويشار الى ان مصر تستضيف الثلاثاء القمة المصرية القبرصية اليونانية السابعة والتي عقدت نسختها الأولي تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٤ ونسختها السابقة في اكتوبر من العام الماضي بجزيرة كريت اليونانية.